ابدأ بالأهم ولو كان صعبًا
من الظَّواهر السَّيئة التي يعاني منها الكثير، عدم اهتمامهم بإدارة أوقاتهم، وإصابتهم بأمراض التَّسويف والفوضويَّة، وتجاهل تقديم الأولويَّات. وبما أنَّنا -فقطْ- في اليوم الثاني من عام 2025م، فبعد كلِّ عام وأنتم بخير وصحَّة وأمن وسـلام، هذه بعض النصائح، لَعلِّي أُفيد منها قبلكم أصدقائي.
بداية على الإنسان أنْ يعقد مع نفسه اجتماعَ مصارحةٍ مطوَّلًا، فيه يتعرَّف على (حقيقة واقعه)؛ وبناءً عليه يرسم أهدافه لهذا العام، كـ(حفظ القرآن الكريم، أو أجزاء منه، أو تجاوز مرحلة دراسيَّة، أو تعلُّم لغة جديدة، أو إنقاص وزن…، إلى غير ذلك من الأهداف)؛ ثم تأتي مرحلة كتابتها. فالتفكير على الورق يبلور الأهداف، ويعطيها الشكل الواقعي الملموس، ثم عليه ترتيب تلك الأهداف وترقيمها بناء على (الأولويَّات)، بحيث تكون في مقدِّمتها تلك التي يكون تنفيذها له الأثر الأكبر، والتحوُّل الإيجابي في حاضر الإنسان ومستقبله.
ثم بعد اختيار الأهداف الأَهم، لابُدَّ من وضع (حدٍّ زمنيٍّ) لإنجازها، ثم كتابة قائمة بوسائل وخطوات تحقيقها، فمثلًا لو كان الهدف تعلُّم اللُّغة الإنجليزيَّة، يمكن أنْ يكون من وسائل الوصول له الالتحاق بمعهد أو أكاديميَّة، أو قراءة قصص، أو مشاهدة أفلام، وهكذا…، مع تنظيم الوقت للقيام بها بصورة جادَّة ومنتظمة مهما كانت الظروف.
بتلك الخطوات يكون الإنسان قد صمم خطة عمل مرتبة حسب الأولوية، والتتابع الزمني، مع أدوات صناعتها؛ وللتأكيد على الجدية في التنفيذ، ليبدأ على الفور بفعل شيء ما (أي شيء) ليعلن الانطلاق الفعلي نحو أهدافه، التي لن يدركها إلا بـ(العزم والالتزام).
تلك النصائح تلخيص بسيط من كتاب دائمًا ما أُوصي بقراءته في هذا المجال، وهو (ابدأ بالأهم ولو كانَ صعبًا) لـ(برايان تريسي)، الذي بشَّر أنَّ الإنسان القادر على إدارة أولويَّاته، يمكنه إنجاز المهام الكثيرة بأسرع وقت، كما أنَّه سيتفوَّق على الشَّخص النابغة الذي يتكلَّم كثيرًا ولديه خطط رائعة، لكنَّه لا ينفِّذ منها على أرض الواقع سوى القليل، ومرارًا وتكرارًا كل عام وأنتم بخير.. وسلامتكُم.