الدكتور سلمان بن محمد بن أحمد الحكمي الفيفي
الشيخ : عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال

الدكتور سلمان بن محمد بن أحمد الحكمي الفيفي
العلم يتطلب بذل الجهد في تحصيله وتنميته ، ثم الحفاظ على ما اكتسبته منه، فالعلم يحتاج في كل مراحله إلى الهمة العالية، والجدية المتناهية، مع التدرج في تحصيله إلى أن تبلغ فيه درجة متقدمة، من التحصيل والإتقان والفهم، قال أبن مسعود رضي الله عنه(كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نتعلمهن ونعمل بهن ونعلمهن ، ونعلم حلالهن وحرامهن، فأوتينا العلم والعمل)، وليس للعلم حد معلوم تنتهي إليه، فهو متسع ومتزايد (وقل ربي زدني علما)، وبقدر ما تبذله فيه، وتحصله منه، فأنت تشعر بالحاجة إلى الاستزادة منه، فهو بحر عميق واسع الارجاء لا سواحل له، وكلما زاد علمك عرفت مدى جهلك وقصورك عن بلوغ حده، (وفوق كل ذي علم عليم).
للعلم متطلبات وخطوات لا بد ان يتقيد بها طالب العلم الجاد، فالعلم الحق لا يكمل إلا بها وتحققها، وكلما سرت عليها وسعيت إلى الالتزام بها، أكتمل مسعاك وتحقق فيه مبتغاك دنيا وآخرة، ويكون في مقدمتها، وفي مقدمة كل علم صالح، (الاخلاص في النية والمقصد)، فكلما كان مقصدك في طلب العلم سليماً وخالصاً لوجه الله، كلما ارتفعت درجاتك ومراتبك فيه (واتقوا الله ويعلمكم الله)، ثم يأتي من بعد حسن التوجه، كثرة القراءة، مع الفهم، والحرص على الحفظ، ثم بذل الجهد والتضحية، بوقتك وجهدك ومالك، في سبيل الوصل للغاية فيه، فلا يكون لك هم إلا تحصيله، ويكون هو شغلك الشاغل، لا ينافسه في نفسك شيء من متطلبات الحياة، وبقدر ما تعطيه يعطيك، ثم التخلق بأخلاقه، والاقتداء بأفاضل العلماء فيه، في العمل الصالح، والأدب الكامل، والأخلاق الحسنة، فتعمل بما تتعلمه، وتطبقه في كل أمورك، وحياتك وتعاملك، فهو حجة لك وعليك.
وعالم بعلمه لم يعملن
معذب من قبل عباد الوثن
شخصيتنا بذل وقته وماله وجهده في سبيل تحصيل العلم، يعيش داخل مكتبة عامرة داخل بيته، لا يكاد يفارقها بل ويعشقها ويستمتع بالجلوس بين كتبه فيها، أحاديثه وهمه وتفكيره تدور كلها في العلم، وفقه الله وزاده علماً وفضلاً وسداداً.
إنه فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن محمد بن احمد الحكمي الفيفي حفظه الله ووفقه.
والده هو الشيخ الفذ العبقري محمد بن احمد الحكمي رحمه الله، كان شيخ قبيلة آل بالحكم بفيفاء، لفترة امتدت لأكثر من خمسين سنة، تزامن وجوده فيها مع بداية دخول فيفاء والمنطقة في ظل حكومة المملكة العربية السعودية، وكانت هي البدايات والنقلة والتأسيس والبناء، وكانت التغيير الشامل والوحدة والقوة، وقد كان بحق على قدر المسؤولية والمهمة بكل جدارة واقتدار، قاد السفينة بكل حزم وقوة حتى أوصلها إلى القمة وإلى بر الأمان، وحفظها من كثير من المخاطر والأمواج المتلاطمة، والعواصف العنيفة المغرقة، حتى سلمها قوية مزدهرة إلى الجيل الجديد من أبنائه وأحفاده المؤهلين بالعلم والمعرفة والقوة، رحمه الله وغفر له، كان لهذا الوالد صاحب الشخصية القوية والمؤثرة، كثير من الأثر في نفسه وفي أخلاقه وتربيته، وفي بناء شخصيته القوية المسؤولة ، فقد كان لحزمه مع أبنائه الأثر البالغ في تربيتهم، وفي تخلقهم بالتفكير العميق قبل الإقدام على أتخاذ أي قرار، وكذلك في إتقان ما يكلف به أحدهم من مهام وأعمال، وتعلم من مجالسه بحكم أنه شيخ القبيلة، الكثير من الدروس الحياتية، من خلال ما يسمعه ويراه، من خلال ما يتبادل من الأحاديث، ومن خلال الفصل بين المتنازعين، وفي الإصلاح بين الناس، كل ذلك أكسبه الكثير من الخبرات الحياتية، والعلاقات الاجتماعية، ومعرفة الكثير من الناس، رحم الله والده وغفر له.
وأما أمه فهي الفاضلة أم العلماء/ عافية بنت سلمان يحيى الحكمي رحمها الله وغفر لها وتجاوز عنها، كان والدها الشيخ سلمان بن يحي الحكمي، رجل تقى ورجل إيمان وصلاح (رحمه الله)، وهي ورثت منه الكثير من ذلك، وغرسته تربية وأخلاقاً ومنهجاً في أبنائها، امرأة فاضلة قوية، تحسن التوجيه والمتابعة، وتبث في أبنائها السمو وطلب المعالي، وتحثهم على التخلق بأحسن الأخلاق، لذلك نرى أبنائها بلغوا درجة عالية من الفضائل والفضيلة، والرقي في سلم العلم والمعرفة والسؤدد.
ولد لهذين الفاضلين في بيتهم (العرة)، الواقع في بقعة الخشعة بفيفاء، في حوالي عام 1387هـ، ونشأ في هذا البيت الكبير وفيه ترعرع، داخل اسرة متنامية، يسود فيها المحبة والالفة، والتسابق في طلب العلم والمعرفة، والسعي في الاستزادة منه، وكان يدور في نقاشهم وحواراهم دوما المسائلات والترجيحات في أقوال العلماء وأصحاب الرأي، فكانت هذه قواعد الهام وتحفيز انغرست في خلده، وقادته دوما إلى الاستزادة والتحدي، والميل إلى التفكير العلمي الجاد، أحب العلم وعشقه وتشوق إلى طلبه والتزود منه، وهو يرى الطلاب يعبرون من جوار بيتهم ذهاباً واياباً إلى المدرسة الابتدائية المفتوحة في الجوار، وطالما حلم أن تسرع به السنين ليكون في معيتهم، ويغوص في بحور العلم والمعرفة كواحد منهم.
تعليمه :
عندما بلغ السن المناسبة للدراسة، التحق بمدرسة الخشعة الابتدائية، الواقعة في محيط بيتهم، وذلك مع بداية العام الدراسي 1393/1394هـ، وتزامل حينها مع اخيه عبدالله رحمه الله، أخوه من ابيه الذي يماثله في السن، فكانا كفرسي رهان في طلب العلم والتنافس فيه، فأقبل على دراسته بكل رغبة وشوق، وأنغمس في جوها بجد واجتهاد، يترقى في فصولها عاما بعد آخر، ويحقق في نهاية كل عام النجاح والتفوق، وما أسرع ما أنقضت اعوامها، ليتخرج بعد ست سنوات من الصف السادس الابتدائي، في العام الدراسي 1398/1399هـ، وليواصل في نفس المدرسة المرحلة المتوسطة، المشتركة مع الابتدائية في نفس المبنى، ومشتركة معها في الإدارة والمعلمين، وسار فيها على نفس النهج في المرحلة الابتدائية، إلى أن تخرج من الكفاءة المتوسطة متفوقا، ولما لم يكن هناك في المدرسة مرحلة ثانوية، وكان عليها الانتقال إلى مكان آخر ليواصل المرحلة الثانوية، ولذلك توجه بكامل رغبته إلى الالتحاق بالمعهد العلمي بفيفاء، وكان مقره حينها في وسط بقعة العذر من الجبل الأعلى، حيث تم قبوله فيه مباشرة، ودرس فيه مع بداية العام الدراسي 1402/1403هـ، وانسجم مع دروسه ومناهجه وبالذات اللغة العربية التي يهواها، لذلك كان من الطلاب المتفوقين والمبرزين في هذه المرحلة، وأكثر تميزاً في مواد اللغة العربية، وفي هذه المرحلة ابتدأت مواهبه الشعرية، وتفوق في نظم الشعر وفي حسن القائه، وكانت من أبرز قصائده في تلك الفترة، قصيدة عن تبيان مضار التدخين، كان مطلعها ( شباب التبغ ويحكم أفيقوا)، فكانت متعته في الدراسة وفي قول الشعر والادب لينجح في الاثنين، وقد ترقى بشكل قوي في فصول هذه المرحلة، إلى أن تخرج منها بتفوق، لينجح من الصف الثالث الثانوي، في نهاية العام الدراسي 1404/1405هـ، لينطلق بعدها لإكمال الدراسة الجامعية وما بعدها.
الدراسة الجامعية :
اختار أن تكون دراسته الجامعية في الرياض، وبالذات وأن شقيقه الاكبر فضيلة الشيخ جابر رحمه الله مقيماً فيها، مع أن اخاه عبدالله رحمه الله زميله في كل المراحل الدراسية السابقة، لم يرافقه بل أتجه إلى مدينة ابها لإكمال دراسته فيها، وفي الرياض تم قبوله في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في كلية الشريعة، وكانت الدراسة فيها امتداداً لما درسه في المعهد العلمي لكن بتوسع، مواصلاً فيها جده واجتهاده الذي تعوده، لتمضي به سنواتها الأربع، ليتخرج منها في نهاية العام الجامعي 1408/1409هـ، حاملا شهادة البكالوريوس، ليتجه للعمل في مجال التعليم، وعمل في متوسطة الخشعة التي أبعدته عن فرص إكمال طموحاته في الاستزادة من الدراسة، وبعد سنوات قرر الانتقال إلى مكة المكرمة، وعمل فيها معلما ثم موجها تربويا في إدارة تعليم مكة المكرمة، وضغط على نفسه وسعى إلى الانتساب في جامعة أم القرى، وفعلا تم قبوله فيها، وبذل جهده للموافقة بين العمل والدراسة، وأكثر ما اتعبه الدراسة المنهجية، حيث تتطلب حضوراً ومتابعة دقيقة لمذاكرة موادها، ونجح منها بتفوق ليبدأ في تقديم البحث المطلوب، الذي كان يختص بتحقيق القسم الأول من كتاب (الهداية في مذهب الإمام أحمد) لأبي الخطاب، وكان هذا الكتاب ضخم في مجلدين، ولكنه بذل فيه جهداُ مضاعفاُ، وخدمه خدمة جليلة، على أكمل أصول البحث المنهجي، ليحصل بتفوق على درجة الماجستير، بتقدير ممتاز، وقد علق فضيلة الشيخ المناقش الدكتور عبدالمجيد محمود، على اعجابه بهذا البحث وتحقيقه بقوله : (لم اجد ما يشبه كتابة هذا الباحث، سوى كتابات الشيخ أحمد شاكر، وقد تعبت أبحث له عن خطأ ولم أجد، وبعد عناء وجدت ملحوظات، ففاجأني الباحث بتسليمها لي وتصويبها قبل أن أتكلم)، وبعد هذه الخطوة المباركة وحصوله على هذه الدرجة العلمية، زادت طموحاته وآماله، وسعى إلى أن فرغ من عمله في التعليم، لاستكمال دراسة درجة الدكتوراه، وتم قبوله في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وكانت في الفقه تحت عنوان (المسائل التي بناها الإمام أبن حزم على اللغة في المحلى، تبدأ من صلاة الجمعة إلى آخر محظورات الحج، دراسة استقرائية فقهية مقارنة)، وكانت في أربع مجلدات، ليحصل على هذه الدرجة وبتقدير امتياز مرتفع (98) درجة، وقال عنه فضيلة الشيخ المناقش الاستاذ الدكتور حسين الجبوري : (لو جاءني الباحث بالمسألة الأولى فقط من الجزء الأول لأوصيت بمنحه درجة الدكتوراه)، وفقه الله وبارك فيه وزاده علماً وفضلاً وفهماً.
دورات وبرامج تدريبية:
وعلى مدى عمله الوظيفي في التعليم العام، وفي الجامعة لاحقا، التحق بالعديد من الدورات، والبرامج الإنمائية، والمهارية المتخصصة، ومن ذلك :
- دورة الإشراف التربوي بجامعة أم القرى (فصل دراسي كامل ) (80) ساعة ((dosـ دورة مبادئ تشغيل.
- دورة إدخال بيانات ومعالجة نصوص (120) ساعة.
- برنامج التقويم الشامل.
- برنامج التوجيه والإشراف الطلابي ـ فصل صيفي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- برنامج مبادئ إكسل1.
- برنامج تنمية مهارات التفكير.
- برنامج الاستفادة من الفاكس في الحاسوب.
- برنامج أساليب ومهارات التفاوض في الاجتماعات.
- برنامج بوصلة التفكير.
- برنامج الأسس النفسية والمعرفية للتدريس.
- برنامج تصميم الحقائب التدريبية الإلكترونية.
- برنامج استراتيجية لعب الدور.
- برنامج استراتيجية الاستقصاء.
- برنامج استراتيجية عمليات العلم.
- برنامج استراتيجية التقويم البنائي.
- برنامج استراتيجية التواصل اللغوي.
- برنامج استراتيجية التعلم التعاوني.
- برنامج استراتيجية خرائط المفاهيم.
- برنامج استراتيجية التفكير الناقد.
- برنامج استراتيجية التفكير الإبداعي.
- برنامج استراتيجية البحث والاكتشاف.
- برنامج استراتيجية الذكاءات المتعددة (اللغوي المنطقي التواصلي الشخصي).
- برنامج استراتيجية التعلم الخماسية (5أ).
- برنامج استراتيجية العصف الذهني.
- برنامج استراتيجية الأسئلة المولدة للأفكار.
- برنامج نماذج التدريس واستراتيجياته.
- برنامج التعليم الإلكتروني.
- برنامج الجودة الشاملة في التعليم.
- برنامج تنمية مهارات الاتصال في الحوار.
- برنامج تطوير المناهج ـ الحلقة الأولى ـ .
- برنامج تطوير المناهج ـ الحلقة الثانية ـ .
- برنامج تطوير المناهج ـ الحلقة الثالثة ـ .
- برنامج المشروع الشامل لتطوير المناهج.
- برنامج الإشراف الإلكتروني.
- برنامج أسرار لوحة المفاتيح.
ولديه العديد من الإجازات العلمية ومنها :
- إجازة مسلسلة في القرآن الكريم برواية حفص.
- إجازة بتوسط المد المنفصل من طريق الشاطبية.
- إجازة مسلسلة في تفسير كتاب الله تعالى.
- أكثر من عشر إجازات في دراية ورواية الحديث.
- إجازات عامة وخاصة في ثبت الإمام الشوكاني، الموسوم (إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر).
- إجازات مسلسلة عامة وخاصة في مؤلفات الإمام محمد بن اسماعيل الأمير صاحب سبل السلام.
- إجازة علمي النحو والبلاغة.
- إجازة خاصة في تفسير فتح القدير ـ رواية ودراية.
- إجازة خاصة مسلسلة في المكاييل الشرعية (الصاع والمد).
وله العديد من البحوث والمؤلفات ومنها :
- (تحقيق القسم الأول من كتاب الهداية في مسائل الإمام أحمد) فقه، (مجلدان) رسالة درجة الماجستير.
- المسائل التي بناها الإمام أبن حزم على اللغة، من صلاة الجمعة إلى آخر محظورات الحج ، دراسة استقرائية فقهية مقارنة ـ (أربع مجلدات) كانت رسالة درجة الدكتوراه.
- (لآلئ النظم ـ في عقيدة السلف) بلغت 300 بيت ـ وطبعت ثلاث طبعات.
- (منعش القلوب ومزيل الكروب) نصح ودعاء.
- (الآداب الشرعية في العشرة الزوجية)فقه وسلوك.
- (اللؤلؤ المنثور في التحذير من قاصمة الظهور) وعظ وزهد وسلوك.
- (مرآة الجنان في إيضاح الاستحسان) أصول فقه.
- (الكلوذاني عقيدة وفقهاً).
- التحفة المكية في معتقد السلف ـ أهل السنة والجماعة ـ جرى الفسح للطبع بإذن الله.
- رسائل وبحوث لم يتم طبعها لحينه.
أما البحوث التي تم نشرها في مجلات علمية محكمّة فمنها :
- الأثر الفقهي للخلاف في حجية الاستحسان.
- الطيب والأحكام المتعلقة به ـ دراسة فقهية مقارنة.
- المعاملات المالية التي أنفرد بها المذهب الحنبلي (مشارك).
- سعة المذهب الحنبلي في فقه المعاملات.
- من ينابيع القرآن الكريم ـ دراسة بيانية.
- مدة الاعتكاف في الفقه الإسلامي ـ دراسة فقهية مقارنة.
- أهل مكة الذين يسقط عنهم الهدي ـ دراسة فقهية مقارنة.
- أنموذج مقارن لمدارك الحكم ـ دراسة تأصيلية لغوية فقهية .
زاده الله علماً وفضلاً ورفعة في الدنيا والاخرة.
العمل الوظيفي :
بعد تخرجه من الجامعة تم تعيينه معلماً في وزارة المعارف، وتم توجيهه معلماً في مدرسة الخشعة بفيفاء الابتدائية والمتوسطة، وذلك بناء على طلبه ورغبته لخدمة بلدته، وباشر في المدرسة وعمل فيها بكل تفان وإخلاص، ومضت به السنين مستريحا في عمله، ولكن شغله الشاغل هو استكمال دراساته العليا، ولم تتح له الفرصة من مقر عمله هنا، وهو بعيد عن الجامعات، لذلك قرر بعد سنوات معدودة، الانتقال إلى مدينة يوجد بها أو قريب منها جامعة، وبعد التفكير قرر النقل إلى مكة المكرمة، وبالفعل صدر قرار نقله إليها، ليتم توجيهه معلما في ثانوية الملك عبدالعزيز بحي العزيزية بمكة المكرمة، وهي من أكبر المدارس الثانوية في مكة، وعمل في التدريس وأبدع، ليتم ترشيحه مشرفاً وموجهاً تربوياً في الإدارة العامة للتعليم بمكة المكرمة، واثبت فيها جدارته وتفوقه وتميزه، لنشاطه وعلمه وسعة ثقافته، حتى أنه إذا وجدت في الإدارة مسائلة علمية أو فقهية صعب عليهم حلها، يحيلونها عليه ليجليها وليفتيهم فيها، حتى أنهم أطلقوا عليه مفتي عام إدارة التعليم بمكة المكرمة.
ومن الأعمال التي كلف بها اثناء عمله في إدارة التعليم مكة المكرمة ما يلي :
- رئيس لجنة فحص الوسائل التعليمية.
- رئيس لجنة فحص المكتبات المدرسية.
- رئيس لجنة رعاية سلوك الطلاب.
- إقامة دورات تدريبية بمكة المكرمة في استراتيجيات التعليم .
- تحكيم مسابقة القرآن الكريم.
- القاء محاضرات بجامعة أم القرى كلية الشريعة ـ قسم القضاء ـ .
- إقامة برنامج الاستقصاء.
- إقامة برنامج عمليات العلم.
- إقامة برنامج التعلم التعاوني.
- إقامة برنامج استراتيجية خرائط المفاهيم.
- إقامة برنامج استراتيجية العصف الذهني.
- إقامة برنامج تنمية مهارات الاتصال في الحوار.
- إقامة برنامج تطوير المناهج ـ الحلقة الأولى ـ .
- إقامة برنامج تطوير المناهج ـ الحلقة الثانية ـ .
- إقامة برنامج تطوير المناهج ـ الحلقة الثالثة ـ .
- إقامة برنامج المشروع الشامل لتطوير المناهج.
- مشاركات وأنشطة (خارج الدوام) .
- المحاضرات والندوات.
- المشاركة في توعية الحج.
- المشاركة في بعض الأندية الأدبية.
- الزيارات الخارجية البحثية في بعض المكتبات المشهورة.
ولما حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه، رأى أنه لا يرضى طموحاته العلمية إلا العمل في الجامعة، ولذلك سعى حتى تم نقله مؤقتا إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ليعمل فيها عضواً في هيئة التدريس بكلية الشريعة (متعاوناً)، فلما فتحت جامعة الطائف أنتقل إليها رسمياً، ليعمل عضواً لهيئة التدريس فيها، ثم وكيلاً في كلية العلوم والآداب، بفرع الجامعة بمحافظة رنية، ثم عميداً لهذه الكلية (كلية العلوم والآداب فرع الجامعة برنية)، واضيف إليه لاحقاً العمل مشرفاً عاماً على فرع جامعة الطائف برنية، مع عمله عميداً لكلية العلوم والآداب والمجتمع.
وظل يعطي ويشارك بجهوده وآرائه، وكلف بالكثير من المهام في هذه الفترة، حيث اسند إليه العمل في كل من :
- عضو لجنة التعاقد بالقاهرة للعام 1435ـ1436هـ.
- عضو لجنة التعاقد بالقاهرة للعام 1436ـ1437هـ.
- عضو المؤتمر العلمي السادس لطلاب وطالبات التعليم العالي 1435هـ.
- عضو المؤتمر العلمي السادس لطلاب وطالبات التعليم العالي 1436هـ.
- عضو المجلس المحلي بمحافظة رنية.
- رئيس اللجنة العلمية بالمجلس المحلي بمحافظة رنية.
وواصل عطائه وبذله حتى أحيل للتقاعد المبكر، بناء على طلبه في نهاية العام الجامعي 1445هـ، وهو يعمل حينها استاذاً في الدراسات العليا وكلية الشريعة والانظمة بجامعة الطائف، كتب الله له الأجر والمثوبة، وأطال عمره على ما يحبه ويرضاه، وزاده علماً وتوفيقاً وفضلاً.
وكانت لجهوده العلمية والبحثية، وللاعتزاز بما قدمه في مجالات علوم الشريعة والادب والثقافة، ما تم الاشادة به، والاشارة إلى ذلك في بعض الكتب والصحف، بذكر بعض أعماله القيمة، والثناء عليها بما تستحقه، ومنها ما ذكر في :
- كتاب فرجة النظر للقاضي الفاضل احمد بن محمد المعافا.
- معجم الشوق للطائف.
- صحيفة المدينة.
- صحيفة الندوة (الملحق الأدبي).
- الموسوعة الميساء للباحث المؤرخ الاستاذ حسن بن جابر الفيفي.
ومن شهادات الشكر والتقدير التي نالها ما يلي :
- تم تكريمه من قبل سمو الامير سعود بن عبد المحسن كأحد شعراء المعجم السابق.
- الحصول على شكر وتقدير من نادي مكة الادبي والثقافي.
- شهادة تفوق من جامعة أم القرى للتفوق في مرحلة الماجستير.
- شهادة شكر من جامعة أم القرى للجهود المبذولة في دورة الاشراف.
- شكر وتقدير من جامعة الإمام في التوجيه والاشراف الطلابي.
- شهادة تقدير من جامعة الامام للتمسك بالأخلاق الفاضلة.
- شهادة تقدير أخرى من جامعة الإمام للتمسك بالأخلاق الفاضلة.
- شهادة شكر من معالي الوزير للإشادة بكتابه (لآلي النظم ـ في عقيدة السلف).
- شهادة شكر من وكيل الوزارة للأمسية المقامة ضمن فعاليات أسبوع الكتاب.
- خطاب شكر من معالي مدير جامعة الطائف لحسن إخراج مرآة الجامعة للفرع.
- خطاب شكر من معالي مدير جامعة الطائف للمشاركة في إعداد دليل الكلية.
- خطاب شكر من مدير عام المناهج للجهد في دراسة مقررات التربية الاسلامية.
- خطاب شكر من وكيل الوزارة للتطوير للمساهمة في دراسة وثائق المنهج.
- شهادة شكر من مدير تعليم العاصمة المقدسة عام 1424هـ.
- خطاب شكر من مدير عام الإشراف للجهد في إعداد القراءات والنشرات.
- خطاب شكر من وزارة التعليم للمشاركة المميزة في لجنة تقييم مسابقة التفوق الاجتماعي.
- خطاب شكر للمشاركة في تحكيم مسابقة القرآن الكريم.
- درع تقدير للعطاء المثمر من تعليم العاصمة المقدسة.
- درع شكر وثناء من تعليم العاصمة المقدسة.
- درع شكر وثناء من ثانوية طلحة للجهود في الإشراف على المدرسة.
- خطاب شكر من معالي مدير جامعة الطائف.
- خطاب شكر من كلية الشريعة.
ومن الرسائل التي يعتز بها، تلقاها ثناء على بعض ما كتبه، ما يلي :
- رسالة من سماحة الشيخ العلامة أبن باز (رحمه الله)، عن كتابه في العقيدة، وتعليق سماحته بأنه كتاب مفيد ولا تؤخذ عليه أي ملاحظة.
- رسالة شكر وثناء على ما زبره في (لآلئ النظم …)، من فضيلة مدير عام إدارة التوعية برئاسة هيئة الامر بالمعروف.
- رسالة من فضيلة الشيخ أحمد بن باز ثناء وتقديرا عما نشره عن سماحة والده.
- رسالة شكر من معالي مدير جامعة الطائف على كتيب (مرآة فرع الجامعة).
- رسالة شكر من سعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي على حسن التعاون.
وفقه الله وبارك في علمه وفي جهوده.
الحالة الاجتماعية :
تزوج من الفاضلة خيرية بنت حسن سلمان الحكمي رحمها الله ، التي توفيت أثر مرض عضال غفر الله لها، ورفع درجاتها، وجعل ما اصابها تمحيصاً، ورفعة في درجاتها، ولم يتزوج بعدها، ولهما من الاولاد خمسة، أبن وأربع بنات، وهم على النحو التالي :
- الدكتور سهيل طبيب في أحد المستشفيات التخصصية في مكة المكرمة، ولتفوقه كلف بإلقاء محاضرات، يحضرها نخب من الرياض والمنطقة الغربية، في مواضيع تخصصية، منها محاضرة هامة عن (الصداع الناتج عن اختراق السحايا، وحقن الدم في النخاع الشوكي لمنعها)، وقد نشر له ما يزيد على خمس عشرة بحثاً، في مجلات طبية عالمية محكمة، وحصل أحدها على جائزة افضل بحث طبي في مجاله، على مستوى الشرق الاوسط.
- رشا مبتعثه الآن على برنامج النخبة، في أرقى جامعة تخصصية، في ملبورن استراليا، في اللغويات التطبيقية.
- ريما تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى بقسم الاحياء، وهي الآن تعمل على نشر ابحاث تخصصية، والالتحاق بالدراسات العليا.
- شذا هي ضمن برنامج رعاية الموهوبين، حيث حصلت على الدرجة الكاملة في اختبارات قياس، وكرمت الأولى على المملكة العربية السعودية، وهي الآن ضمن المتفوقات بقسم الطب والجراحة بجامعة أم القرى.
- صبا نالت الشهادة الثانوية بامتياز، وهي الآن من المتفوقات بكلية الشريعة والانظمة قسم القانون.
حفظهم الله جميعا، ووفقهم وبارك فيهم، وجعلهم صلة وبرا بوالديهم، وبارك فيها من اسرة مباركة.
نسال الله له تمام التوفيق والعطاء، والعذر في أني لم استطع الالمام بكل ما يستحقه وبما قدمه، فهذا جهد المقل، والقليل مما هو أهله، ومما تسنى لي الاطلاع عليه، ويكفي من القلادة ما احاط بالعنق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم/ عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال
الرياض في 1446/9/2هـ
إن سيرة الدكتور سلمان بن محمد بن أحمد الحكمي الفيفي تستحق كل الثناء والتقدير ، فهو يمثل نموذجا يحتذى به في العديد من المجالات، بدءاً من التعليم وصولا إلى الإسهامات العلمية والمهنية حيي يعتبر الدكتور سلمان رمزا للتفاني والإخلاص في طلب العلم ، فقد أظهر شغفا حقيقيا للمساهمة في الفقه والأدب، وهذا ينعكس في مؤلفاته وأبحاثه التي تعتبر مرجعا قيما للمختصين والمهتمين ، كما أن مسيرته الحافلة بالمؤهلات العلمية، بما في ذلك حصوله على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه بتقدير ممتاز، تجسد الالتزام بالمعرفة والسعي المستمر نحو التفوق الأكاديمي ، وهذا الإنجاز بحد ذاته يعد دليلا على قدراته العالية وجهوده المثمرة فمعدنه النقي وقدرته على توجيه وتنمية الأجيال من الطلاب في عمله كمعلم ومشرف تربوي ، تعكس العمق الإنساني والشغف الذي يحمله تجاه التعليم ، إن إسهاماته كعضو هيئة تدريس وقيادي في جامعة الطائف تظهر قدرته على إحداث تغيير إيجابي في المجال الأكاديمي.
بالنسبة إلى عائلته وأنشطته الاجتماعية تدل على شخصية متوازنة وقيم رفيعة ، فإيمانه بأهمية التعليم في تربية الأبناء وتعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع يعكس التزامه بمسؤوليته كأب وكعالم.
إن أم سهيل رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة كانت تمثل رمزا للحنان والتضحيات، وقد كانت لها بصمة مؤثرة في حياة كل من حولها ، فقد كانت أم سهيل مثالا يحتذى به في العطاء والكرم، حيث لم تتوان يوما عن تقديم الدعم والمساعدة لمن يحتاج ، وكان لديها قلب كبير، استطاعت من خلاله احتواء الجميع من عائلتها الكريمة ، وكانت تمثل الجسر الذي يربط بين الأسر والمجتمعات ، بفضل حكمتها وحنكتها، كانت النصيحة الهادئة والمشورة الصائبة دائما حاضرة لكل من يستشيرها ، وكانت أم سهيل رمزا للعطاء غير المشروط، حيث كانت تعكف على تربية أبنائها وتعليمهم القيم النبيلة، مما ساهم في تشكيل شخصياتهم الإيجابية ، فتأثيرها الإيجابي يشعر به كل من حولها ، نسأل الله العلي القدير أن يغفر لأم سهيل ويجعل الجنة مسكنها، وأن يرحمها رحمة واسعة تتسع لها السماوات والأرض ، فقد كانت منارة في قلوبنا، وذكراها سيظل حي في عقولنا وقلوبنا ، اللهم ارحمها واغفر لها واغمرها برحمتك الواسعة، حيث إن فقدها يترك فراغا لا يعوض، ولكننا نحتفظ بذكراها في قلوبنا ونسعى لتكريس القيم التي علمتنا إياها ، رحمك الله يا أم سهيل ، وجعل مثواك الجنة، وألهمنا الصبر والسلوان في فقدك ، ورحم الله خالها حسين بن يزيد بن علي الخسافي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
ماشآء الله تبارك الله لاقوة الا بالله سيرة مباركة عطرة لشيخ وأديب أريب فاضل كريم هو صاحب الإبداعات الموفقة الشيخ الدكتور سلمان بن محمد بن أحمد الحكمي الفيفي العلم البارز ،من تلك العائلة الكريمة والعريقة علماً وقدراً ومكانة وخلقاً وفضلاً ٠
لقد قرأت سيرته المباركة العطرة من ذو الطفولة بتدرجاته العمرية والدراسية والعملية، وما تخللها منذُ الطفولة وهو متميز وبارز، وما تخلل تلك السيرة من قصص رائعة كروعة إبداعاته وأُعجبتُ بطموحه كونه حقق قفزات كبيرة من خلال حصوله على درجات علمية مرموقة وهي درجة البكالوريوس ودرجة الماجستير ودرجة الدكتوراه وكلها بتفوق مما جعلته يتنقل في عدد من الكليات والجامعات وكل مدرسة أو إدارة تعليم أو كلية أو جامعة عمل فيها إلا وله بصمة وعمل يذكر ويشكر …
بارك الله فيه ونفع به فلا زال له جهود في بلده ومجتمعه مقدر من الجميع وله مبادرات وأدوار يعجز المتتبع عن حصرها،
بإختصار أنه مبدع وصاحب رؤية ثاقبة حفظه الله وزاده من فضله ..
اخيراً : رأيت أنه من الإنصاف أن أشارك بهذا التعليق المتواضع تجاه هذا العلم الذي أستحق منا كل التقدير والاحترام ٠