لم يعد السناب شات مجرّد نافذة صغيرة لالتقاط اللحظات اليومية العابرة، بل تحوّل خلال سنوات قليلة إلى سوق مفتوح يختلط فيه التجاري بالاجتماعي، والظهور العابر بالكسب المادي الوفير.
فقد أصبح التطبيق منصة اقتصادية بامتياز، ووسيلة يعتمد عليها كثير من صناع المحتوى في تحسين دخلهم، سواء عبر الإعلانات المباشرة أو عبر تسويق المنتجات أو من خلال بناء علامة شخصية تستقطب الشركات والعلامات التجارية. هذا التحول خلق واقعًا جديدًا يستحق التأمل، إذ باتت الشهرة الرقمية طريقًا سهلاً للربح، لكنّها في الوقت نفسه مفتاحًا لأزمات أخلاقية لا يمكن تجاهلها.
فبينما استطاع البعض توظيف المنصة في نشر الوعي وبناء المبادرات الاجتماعية ودعم المشاريع الصغيرة، اندفع آخرون إلى حدود قصوى من الاستعراض والابتذال من أجل زيادة عدد المتابعين وجذب الإعلانات.
وهنا بدأت المفارقة: هل يمكن للكسب المادي السريع أن يبرر هذا الانحدار في مستوى المحتوى؟ وهل يتحمل المجتمع مسؤولية تشجيع ما يراه، أم أن الخلل في غياب الضوابط المهنية والأخلاقية لصناعة المحتوى؟
لقد أدى اللهاث المستمر خلف المشاهدات إلى تقديم محتوى يقوم على الإثارة الرخيصة، والخروج عن قيم الذوق العام، وإقحام الخصوصية في الفضاء المفتوح. وتحوّل بعض المستخدمين إلى نسخ متكررة تبحث عن الظهور بأي ثمن، حتى وإن كان ذلك على حساب القيم الأسرية والاجتماعية.
والأسوأ من ذلك أنّ هذا المحتوى يُستهلك يوميًا من قِبل فئات عمرية صغيرة، ما يضاعف مسؤولية المنصة وصناع المحتوى وأولياء الأمور على حدّ سواء.
ومع كل ذلك، لا يمكن إغفال الجانب المشرق للسناب شات، فقد أثبتت التجربة أن المنصة قادرة على إنتاج نماذج مشرّفة قدمت محتوى معرفيًا وثقافيًا وإنسانيًا رفيعًا، وأسهمت في خدمة المجتمع، وساهمت في نقل قصص النجاح، وألهمت الشباب للعمل والإبداع. لذا يبقى السؤال المطروح: هل المشكلة في المنصة أم في طريقة الاستخدام؟
الحقيقة أن السناب شات — كغيره من أدوات العصر الرقمي — مجرد وسيلة، وأن القيم هي التي تحدد اتجاهاتنا وطريقة ظهورنا للناس. ومع نضج الوعي الإعلامي لدى المجتمع، وازدياد مطالبة الجمهور بمحتوى مسؤول، يمكن إعادة التوازن لهذا الفضاء، بحيث تتحقق الاستفادة الاقتصادية دون الانزلاق إلى الانحلال الأخلاقي. فالمعادلة ليست مستحيلة، لكنها تحتاج إلى وعي، وإلى احترام حدود الأخلاق، وإلى إدراك أن الشهرة ليست قيمة بحد ذاتها، بل وسيلة ينبغي أن ترتبط بما ينفع ولا يسيء.
- تشويهُ السُّمعةِ وتلميعُ الصُّورةِ
- الكتابةُ بسنارةِ الوجعِ
- سمو ولي العهد: الميزانية تؤكد أن مصلحة المواطن في صدارة أولويات حكومة المملكة وما تحقق من إنجازات كبيرة كان بفضل الله ثم بفضل جهود أبنائها وبناتها
- الساعي وراء الإشارة: حكاية رجل أضاء شاشة الجنوب
- محافظة الليث تجذب أنظار العالم للسياحة البحرية وجزرها الطبيعية
شكرا دكتور مصلح اجدت وافدت
شكرا سعادة الدكتور مقال حدا ممتاز ورغم اجتهاد الوزاره في ضبط المحتوى لدى مشاهير السناب الا انه لايزال هناك شوائب وتشوه بصري في بعض المحتويات
مقال يشّخص الواقع والأثر الرقمي على الاجتماعي والقيمي، جعل من السناب وسيلة اقتصادية
وان أنتهكت المعايير الأخلاقية.
ولكنه في نفس الوقت لايعدم إيجابية القيمة والأثر لمن وظفها التوظيف الأمثل.
لا جف مدادك دكتور
🌹