
الشيخ / جابر بن جبران شريف الحكمي الفيفي رحمه الله
علم من أعلام فيفاء المعروف بـ ابن أهل الوادي.
هو أحد رجالات فيفاء البارزين، وأحد أعلامها الذين تركوا بصماتٍ خالدة في ذاكرة المجتمع.
ولد الشيخ جابر بن جبران شريف الحكمي الفيفي، المعروف بـ (ابن أهل أم وادي)، في عام 1357هـ في منطقة فيفاء، ونشأ يتيم وتربي في بيت الشيخ محمد بن احمد رحمهم الله جميعا.
سكنه ((بيت أم وادي)) الواقع في بقعة المبتع التابعة لقبيلة الحكمي من عشيرة ال حسين مغوث ومن فخذ ال جحدر .
وكغيره من أبناء جيله الذين عاشوا في زمنٍ شحيح الموارد وقليل الفرص، اضطر لترك مسقط رأسه في منتصف السبعينات الهجرية ( (1375-1376هـ) باحثًا عن مصدر رزق يحقق له الكفاف ويحفظ له الكرامة.
وكانت وجهته الأولى مدينة الطائف، التي كانت في ذلك الوقت محطة رئيسية للراغبين في الانضمام إلى السلك العسكري، وهناك كان من أوائل شباب قبيلته الذين التحقوا به، فشق طريقه بعزم وإصرار، متنقلاً بين الكويت وتبوك وشرورة، حتى استقر به المقام في مدينة خميس مشيط، حيث التحق بسرية الإشارة، وتم تثبيته فيها بعد ذلك.
تزوّج الشيخ -رحمه الله- مرتين:
1. من الفاضلة جميلة محمد، ورُزق منها بأربعة أبناء: قاسم، علي، يحيى، وأحمد، وخمس بنات.
2. ومن زوجته الثانية الفاضلة عافية ساري رُزق منها بابنه حسن.
كان الشيخ جابر -رحمه الله- مثالًا في الكرم والمروءة، جوادًا مضيافًا، رحب الصدر، دائم الابتسامة، عُرف بين أبناء مجتمعه بحبه للناس وقربه منهم.
وكان منزله في خميس مشيط ملاذًا آمنًا لكل من قدم من أبناء فيفاء، يفتح لهم داره كما يفتح قلبه، يكرمهم ويؤويهم، ويقف معهم حتى يجدوا لهم موطئ قدم في الوظيفة والعمل، في وقتٍ لم تكن فيه الفنادق متاحة ولا الإمكانيات متوفرة.
عُرف بسعيه الحثيث لإصلاح ذات البين، خاصةً بين الأقارب ومن تربطه بهم صلة رحم، وكان يوصي دائمًا بالألفة والتلاحم والتراحم، ويذكّر بأن الأخ لا يُعوّض، وبأن القريب هو السند بعد الله.وكان صاحب شخصية مهيبة، تجمع بين الوقار والحكمة، لا يتردد في مدّ يد العون لمن احتاج، سواء من أبناء فيفاء أو من غيرهم، وكان محل ثقة الجميع، ومرجعًا في القضايا المجتمعية والأعراف القبلية.
وخلال مسيرته العملية بلغ رتبة رئيس رقباء، وهي رتبة رفيعة ونادرة في ذلك الوقت، ونال احترام الجميع بفضل إخلاصه وتفانيه في خدمة وطنه ومجتمعه. وكان من أوائل من سكنوا إسكان المدينة العسكرية في خميس مشيط، وله بصمات واضحة في بناء الروابط المجتمعية والتعاون القبلي.لم يقتصر دوره على الجانب العسكري، بل كان وجهًا مألوفًا في كل محفل، حاضرًا في المناسبات الاجتماعية، ومقدامًا في قضايا الإصلاح، يلقي الكلمات بعفوية وصدق، تصل مباشرة إلى القلوب دون تكلّف أو تصنّع.
ومما عُرف عن الشيخ جابر -رحمه الله- بحبه الكبير للموروث الشعبي، وحرصه على حضور الأهواد والمناسبات، وكان شاعرًا له حضوره، يشارك بقصائد وأبيات معبرة، ابيات ولم يكن مكثرا بالشعر بل كان مشارك للشعراء في بعض الابيات وظلّ محافظًا على هذا الشغف حتى بعد تقاعده، يحضر المناسبات والاحتفالات بدعوات من مشايخ وأعيان القبائل كافة.
وايضاً. مما عرف عنه كان رحمه الله مرجعًا معتبرًا في علم الأنساب، يحفظ البيوت و البطون والأنساب عن ظهر قلب، رجالًا ونساءً، من قبيلته والقبائل المجاورة، وكان يُستشار في أعقد المسائل القبلية، ويُرجع إليه عند إلتباس الأمور، وقد ورث عنه بعض أبنائه هذا العلم الشريف.
وفي الختام اقول.:-
إن القامات والقيادات الاجتماعية والتربوية أمثال الشيخ جابر -رحمه الله-، تبقى خالدة في وجدان الناس، وإن غابت أجسادهم، فإن ذكراهم تبقى حية في القلوب، ومآثرهم تتردد على الألسنة.
وهذا القليل من سيرته تم اختصارها بهذا المؤجز للتذكير والدعاء والاطلاع.نسال الله ان يتغمد المرحوم بواسع رحمته.
توفي -رحمه الله- بعد معاناة مع المرض، وتلقى العلاج في مستشفيات القوات المسلحة بالرياض، وهناك أُسلمت روحه الطاهرة إلى بارئها، ودُفن في مقابرها.
نسأل الله أن يرحمه رحمةً واسعة، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجمعنا به في مستقر رحمته، في الفردوس الأعلى من الجنة.
الشيخ / جابر بن جبران شريف الحكمي الفيفي رحمه الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
✍🏻 أخوكم / يحيى أحمد يزيد آل مريع
كتب في: 15 / 10 / 1446 هـ
الموافق 13 / 4 / 2025 م
عود من حزمة
مقال جميل ورائع رغم قصر المقال لعلم من أعلام فيفاء لكن المقال أتى بالمهم والأهم ، الشيخ جابر رحمه الله تعدا صيته الحسن ومواقفه الجميلة حدود قبيلته بل وحدود فيفاء ، كنت أسمع به كثيرا وبمواقفه النبيلة وبشجاعته الفذة ، قبل أن أعرفه ، والحمدلله لقد خلف رجال يشار إليهم بالبنان في الطيب ومكارم الأخلاق والكرم والشجاعة ، ومن خلف مثلهم ما مات ، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
شكري وتقديري وامتناني العميق لك يا أستاذ يحيى أحمد بما كتبته عن الشيخ جابر بن جبران شريف الحكمي الفيفي، رحمه الله فقد كان بحق علما من أعلام فيفاء، وترك بصمات خالدة في قلوب من عرفوه.
إن سيرة والدنا الشيخ جابر جبران رحمه الله تجسد قيم الكرم والمروءة، فهو لم يكن مجرد شخص بارز، بل كان رمزا للألفة والتلاحم بين الناس ، بل كان له دور محوري في إصلاح ذات البين، حيث سعى جاهدا لتوحيد الصفوف وفض المنازعات بين القبائل، مما ساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والوئام بين أفراد المجتمع.
لم يقتصر عطاء الشيخ جابر أبو علي رحمه الله في إصلاح ذات البين فحسب ، بل كان له دور إنساني متميز في زيارة المرضى والاهتمام بهم ، وكان يحرص على زيارة كل مريض ، يقدم له الدعم المعنوي والمادي ، مما جعله محبوبًا ومُقدَّرًا من الجميع. كانت زيارته للمرضى تدخل السعادة إلى قلوبهم، وتعزز من روح الأمل في نفوسهم.
علاوة على ذلك، كان رحمه الله يتسم بكلامه المسموع والمحبوب من عموم القبيلة ، وكان يمتلك قدرة فريدة على التأثير في الآخرين، حيث كانت كلماته تصل إلى القلوب وتلهم الناس الصواب ، وكان يتحدث بحكمة وصدق، مما جعله محط احترام وتقدير من الجميع، حيث كانت آراؤه ومشورته تعتبر مرجعا يعتمد عليه في القضايا الاجتماعية.
ومن بعده جاء أبناؤه النجباء الذين ساروا على نهجه، حيث واصلوا مسيرته في خدمة المجتمع ، فأبناء الشيخ جابر رحمه الله ، تربوا على قيم الكرم والمروءة، وأصبحوا هم أيضا رموزا للعطاء والإصلاح ، فقد ورثوا عنه الحكمة والحنكة، وسعوا جاهدين لتعزيز الروابط الاجتماعية، ومواصلة مسيرة الإصلاح بين الناس .
إن ذكرى الشيخ جابر بن جبران رحمه الله ستبقى حية في ذاكرة الأجيال الحالية والقادمة، فهو لم يكن فقط قائدا في مجاله، بل كان أيضا حاملاً لثقافة مجتمعه وتراثه ، إن مثل هذه الشخصيات تبقى خالدة في قلوبنا، وعلينا أن نتذكرهم ونسعى لاتباع خطاهم ، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجميع أموات المسلمين.
أشكرك أخي الكريم على هذا المقال الجميل الذي يسلط الضوء على حياة الشيخ جابر بن جبران رحمه الله، وأرجو لك دوام التوفيق في كتابة المزيد من مثل هذه السيرة القيمة ، فتسليط الضوء على مثل الشيخ جابر بن جبران رحمه الله يعزز الوعي بقيم الكرم والمروءة في مجتمعنا ، ويذكرنا بآبائنا وتاريخهم الحافل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة توفى رحمة الله عليه في مستشفى الملك فيصل التخصصي
ونعم الاب ونعم الرجل ونعم ونعم ونعم
رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته