
القيادة السعودية ذخر الأمة وفخرها !
الحمد لله الذي أعزَّنا بالإسلام ، وأغنانا عن الأعداء والحاقدين اللئام ، وبسط لنا من فضله وخيره ما جعلنا به أعزةً كرام.
ديننا الإسلام ، ونبينا خير الأنام – عليه أفضل الصلاة والسلام -، ودستورنا الكتاب والسنّة بفهم أئمة الإسلام ، الذين عُرفوا بعقيدة صافية نقيَّة ، وسير عطرة ، ووسطية مرضيَّة لا يشوبها إفراط أو تفريط..
ومن مزيد فضل الله علينا أن جعل قيادتنا حكيمة رشيدة ، تحمل راية الأمة وتقودها في أحلك الظروف ، وأصعب المراحل ، بل هي ذخر الأمة وفخرها في كل المواقف والتحديات التي تمرُّ بها الأمة في كل مكان.
لقد واجهت أمتنا تحديات ونكبات ، ومخاطر ومؤامرات كبيرة جداًّ فكانت القيادة السعودية هي الأقدر – بفضل الله عزوجل – على مواجهة تلك التحديات والمخاطر ، وهي تقوم بكل ذلك إيماناً منها بواجبها الكبير، ومسؤوليتها الروحية والتاريخية ؛ لما حباها الله سبحانه وتعالى من المكانة والقدرة والقبول ، فأرضنا قبلة المسلمين ، وماضينا تاريخهم المجيد ، وحاضرنا ملهمهم لمستقبل مشرق بإذن الله تعالى ، وقيادتنا هي سندهم الداعم ، وذخرهم الذي يلجؤون له بعد الله في الملمات.
وأكبر الأمثلة وأوضحها هي القضية الفلسطينية ، أو الصراع العربي الإسرائيلي الذي تشترك فيه كل الدول المحادة للكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين ، وأجزاء من سوريا ولبنان .
لقد وقفت المملكة بكل ثقلها السياسي ، وقدرتها على التأثير في الرأي الدولي إلى جانب الأشقاء باذلة كل وسعها في نصرة القضية الفلسطينية ، والتصدي لمخططات الاحتلال المدعومة من المجتمع الغربي وخصوصاً أمريكا المتغطرسة بقوتها وقدرتها على دعم الاحتلال بكل ما يحتاجه عسكرياًّ وسياسياًّ واقتصادياًّ ، وبل ومنع المنظمات الدولية من ملاحقته على جرائم الإبادة ، وجرائم الحرب ، والجرائم ضد الإنسانية.
إن المملكة لا تقدّم مصالحها على مصالح أشقائها العرب ، بل تقدّم المصالح العربية خصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية على جميع المصالح والمغريات التي يعرضها الغرب على المملكة ؛ لأن القضية عند القيادة السعودية قضية مبدأ وحق أصيل غير قابل للتفاوض أو التنازل عنه تحت أي ذريعة أو مقترح يجانب الحق والعدل المعترف به وفق القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي منذ عام 1967م .
لقد وقفت المملكة مواقف العز والشرف في نصرة القضية الفلسطينية ، وكانت هي أصدق المتحدثين عنها! ، وأكبر الداعمين لها! ، وهي القوة العربية الكبرى التي أَثَّرَت مواقفها في كل مراحل الصراع العربي الإسرائيلي ، فقد أرسلت أبناءها لِيُروُوا بدمائهم ثرى فلسطين ، كما استخدمت سلاح النفط لدعم الشقيقة مصر ، كما أنها أنفقت أموالاً لم ولن تنفقها دولة أخرى لدعم القضية والشعب الفلسطيني الشقيق ، بل ودعمت بسخاء لا نظير له كل الدول التي دخلت في صراع وحروب مع الكياني الصهيوني المحتل.
وفي السنوات الأخيرة تزايد الحديث عن التطبيع وإحلال السلام في الشرق الأوسط ، وبدأت القيادة الأمريكية – المنحازة انحيازاً فجاً وفاضحاً للكيان الصهيوني – بدأت تمارس ضغوطها القوية على الدول العربية ، واستطاعت أن تقنع بعض الدول بالمشاركة فيما سُمِّي الاتفاقات الإبراهيمية بين الدول العربية وإسرائيل ، وكان الموقف الأمريكي متواطئاً ومنحازاً للرؤية الصهيونية في عقد الاتفاقات والمعاهدات بين الدول العربية والكيان الصهيوني دون أن يكون ذلك مربوطاً بحل القضية الفلسطينية! ، مما يُحَقِّقُ للكيان الصهيوني مميزات خطيرة جداً على الأِشقاء في فلسطين ، فمن آثار التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل حل القضية الفلسطينية ما يلي :
أولاً : توسع النفوذ الإسرائيلي في المنطقة وفك طوق العزلة عن دولة الاحتلال.
ثانياً : ضعف الموقف الفلسطيني وعجزه عن التصدي للجبروت الصهيوني المدعوم أمريكياً ، وأوروبياًّ ولو بدرجة أقل من الدعم الأمريكي.
ثالثاً : فرض الرؤية الإسرائيلية الأمريكية ( السلام مقابل السلام ) ، وتجاوز مبدأ ( الأرض مقابل السلام ) الذي قَبِلَتْ به الدول العربية على حدود ما قبل عام 1967م .
ورغم أن الدول التي عقدت تلك الاتفاقات فعلت ذلك وفق سياسات ومعادلات فرضتها ظروف وتحديات إقليمية ، وأملاً في أن ينطلق قطار السلام في المنطقة ليحقق الأمن والاستقرار والرخاء لجميع شعوب المنطقة ، ويُبعد شبح الحروب والصراعات التي عانت منها المنطقة عقوداً من الزمن ؛ إلا أن الغطرسة الصهيونية ، والانحياز الأمريكي عقَّد الأمور ، وذلك بسب تجاهل أساس المشكلة ولبُّها ، وهو القضية الفلسطينية.
ولِمَا لموقف المملكة من القوة والأثر الكبيرين اتجهت أنظار حكام بني صهيون ، والإدارة الأمريكية إليها بكل شغف ورغبة في عقد اتفاق تطبيع معها ؛ ليكون هو درة التاج ، وجوهرة الاتفاقات الإبراهيمية التي يخططون لتوسيعها من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وفرض واقع الاحتلال الغاشم على الشعب الفلسطيني دون أن يكون له أنصار أو أعوان ؛ لأن الدول العربية ستكون قد كُبِّلت بالاتفاقات الإبراهيمية! .. ولكن هيهات هيهات ، فالمملكة بقادتها الأفذاذ ، وباستراتيجية ابن الأمة الهمام ، وبطلها المقدام سمو الأمير محمد بن سلمان قد قلبت الطاولة على الصهاينة والأمريكان ، وأعلنت موقفها الحاسم والحازم ، الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا يتزعزع ، ومفاده : أن للعلاقة معها ثمناً لا بد أن يدفعه الكيان الصهيوني راضياً أو راغماً ، وأن السلام لا يُسمَّى سلاماً ما لم يحقق حلاًّ عادلاً للقضية الفلسطينية ، وما لم تنعم به جميع شعوب المنطقة ، لتنتقل من مرحلة الصراع والحروب إلى مرحلة التعاون والتشارك لتحقيق النمو والرخاء والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كاملة.
ورغم مواقف المملكة التاريخية والتي تُسَجَّلُ بأحرف من نور في نصرة القضية الفلسطينية ، ودعم كل الدول العربية في جميع المجالات إلا أن أهل الكذب والتزوير ، وأهل الإرجاف والتضليل لا يزالون يشككون في مواقف قيادة المملكة وشعبها تجاه القضية الفلسطينية!.. ولكن الواقع يشهد – والله قبل ذلك خير الشاهدين – بأن قيادة المملكة بمواقفها الثابتة والراسخة والداعمة بكل قوة وشجاعة وسخاء هي ذخر الأمة وفخرها ، لا سيما في هذه الأيام العصيبة التي أصبحت القضية الفلسطينية على محك أن تكون أو لا تكون ، وقد ظهرت الغطرسة الأمريكية والصهيونية في أوقح صورها! عندما أعلن الرئيس الأمريكي ترامب بأن أمريكا ستستولي على غزة! ، وأنه لا بد من تهجير أهلها! ، وأن السلام لا يتضمن قيام دولة فلسطينية!.. عند ذلك كانت السعودية هي أول من ردَّت على تلك التصريحات غير المسؤولة في أقل من ساعة ببيان صريح وواضح ، كان سبباً لتوحد العالم خلف الموقف السعودي ، فقد أصدرت وزارة الخارجية بتاريخ السادس من شعبان الحالي الموافق 5 فبراير 2025م البيان التالي:
” تؤكد وزارة الخارجية أن موقف المملكة العربية السعودية من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع ، وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال خلال الخطاب الذي ألقاه سموه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بتاريخ 15 ربيع الأول 1446هـ الموافق 18 سبتمبر 2024م ، حيث شدَّدَ سموه على أن المملكة العربية السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.
كما أبدى سموه – حفظه الله – هذا الموقف الراسخ خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض بتاريخ 9 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 11 نوفمبر 2024م حيث أكد سموه على مواصلة الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ، وحث سموه المزيد من الدول المحبَّة للسلام للاعتراف بدولة فلسطين وأهمية حشد المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الذي عبرت عنه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة للأمم المتحدة. كما تُشدِّدُ المملكة العربية السعودية على ما سبق أن أعلنته من رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي ، أو ضم الأراضي الفلسطينية ، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ، وإن واجب المجتمع الدولي اليوم هو العمل على رفع المعاناة الإنسانية القاسية التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني الذي سيظل متمسكًا بأرضه ولن يتزحزح عنها.
وتؤكد المملكة أن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات ، وأن السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ، وهذا ما سبق إيضاحه للإدارة الأمريكية السابقة والإدارة الحالية “.
إن القيادة السعودية هي فعلاً ذخر الأمة العربية والإسلامية وفخرها ، فهي الصادقة الصدوقة في كل أقوالها ومواقفها ، بل وثباتها وثقلها ، وبذلها وعطائها ، وذلك من عهد المؤسس – طيَّب الله ثراه – إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – متَّعه الله بالصحة والعافية – ، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – وفقه الله وسدَّده – ، فهو اليوم يقود معركة بالغة الصعوبة والخطورة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، وحقوق الشعب الفلسطيني ، ولولا ذكاؤه ودهاؤه ، وشجاعته ورباطة جأشه ، وإيمانه العميق بأن قَدَرَ المملكة أن تقف المواقف التي لا يسدُّها غيرها ، ولا يقفها سواها .. لو لا كل ذلك بعد توفيق الله وعونه وتأييده لسموه الكريم لَضُرِبت القضية الفلسطينية في مقتل مميت ، وَلَدُبِّرَ أمر تصفيتها بليل بهيم ، ولَهُجِّرَ شعبها ، ولزُعزع أمن كل الدول المحادة لفلسطين لتنكفِئَ على نفسها ، وتُعنى بشأنها الداخلي دون أن تستطيع فعل أي شيء لنصرة الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره بسبب البطش الصهيوني ، وانقسام الصف الفلسطيني بسبب القيادات التي لم تستطع أن تُغَلِّبَ مصلحة شعبها وقضيتها على مصالحها الضيِّقة مع بالغ الأسف.
إن من لا يَحْمَدُ للقيادة السعودية مواقفها المُشَرِّفَة ، ودعمها القوي ، وثباتها الراسخ ، وبذلها وسخاءها ، وتجنيدها كل الإمكانيات المتاحة في خدمة القضية الفلسطينية دون منٍّ أو متاجرة بالقضية .. من لا يحمد لها كل ذلك فإنما هو حقود حسود ، أو عدو لدود للشعب الفلسطيني وقضيته ، ولكل الأمة الإسلامية وقضاياها العادلة ، فهو حقير لئيم وضيع ، لا ترتقي به أخلاقه ومبادئُه لينال شرف الانتساب إلى الأمة في معركتها المصيرية.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
القيادة السعودية ذخر الأمة وفخرها !
الاثنين 11 شعبان 1446هـ.
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الدكتور علي بن يحيى بن جابر المشنوي الفيفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فأود أن أعبر عن تقديري العميق لمقالكم القيم الذي يعكس بوضوح الرؤية العميقة للقيادة السعودية ودورها المحوري في دعم القضايا العربية والإسلامية، وبخاصة القضية الفلسطينية ، حيث إن تأكيدكم على أن القيادة السعودية هي ذخر الأمة وفخرها يجسد حقيقة لا يمكن إنكارها ، حيث أثبتت المملكة على مر العقود أنها الحامي الأمين لمصالح الأمة في مواجهة التحديات والمخاطر ، ولقد كانت مواقف المملكة ، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، شجاعة وثابتة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهي تعكس التزامها الراسخ بمبادئ العدل وإحقاق الحق ، كما أن ما ذكرتموه عن دور المملكة في نصرة القضية الفلسطينية، ورفضها للضغوط الخارجية، هو تجسيد للروح الوطنية التي تتحلى بها القيادة والشعب السعودي النبيل .
ومما لا شك فيه أن قدرة القيادة السعودية حفظها الله على توحيد الصف العربي في هذه الظروف العصيبة، ودعوتها للمجتمع الدولي للوقوف مع حقوق الشعب الفلسطيني، تعكس إدراكها العميق لأهمية التكاتف في مواجهة التحديات ، كما أن موقفنا الثابت يعكس أصالة الشعب السعودي وعزيمته في نصرة الحق، وهو ما نحتاجه أكثر من أي وقت مضى .
سعادة الدكتور علي : أؤكد أن المقالة تعكس فكرا نيرا وتحليلا عميقا يستحق الثناء والتقدير، وندعو الله أن يوفق قيادتنا الحكيمة في مساعيها لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وأن تظل المملكة دائما في مقدمة المدافعين عن حقوق الشعوب العربية والإسلامية.
بارك الله في جهودكم، وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير ، أخوك د . يحيى الفيفي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز الدكتور يحيى حسن سلمان الحكمي الفيفي .. وأشكر لك تعليقك الضافي على المقال ، فقد زدت المقال قيمة بهذا التعليق الرائع والجميل ، والمؤكد على حقيقة دور قيادتنا الرشيدة في خدمة قضايا الأمة على كافة الأصعدة ، وعبر عقود من الزمن …
شكراً لك أخي العزيز على كل ما سطرته أناملك من عبارات وافية المعنى ، جميلة المبنى ، لا عدمنا وجودك وتوجيهك يالغالي الحبيب.
بارك الله فيك يا دكتور علي.
وما قلت الا حقا حفظ الله المملكة العربية السعودية.
وقادتها وكل محبيها
واليموتوا بغيضهم الحاسدين.
بارك الله فيك أخي العزيز الغالي أبا محمد ، وشكراً لك على التعليق.
فضيلة الدكتور علي يحيى الفيفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وكتب لك اجرا بكل ماتكتبه وتبينه للناس من سرد للحقائق وتجلية للأمور ليتضح لكل ابناء هذا الوطن ما يتعرض له وطننا من سهام وما تبذله قيادتنا في سبيل المحافظة على دين وأمن ومقدرات هذه البلاد فحماية العقول اهم من حماية الحدود وما تكتبه هو جهاد عظيم لحماية الافكار وبناء الأسوار الحصينة لحماية العقول من التلوث
وفقك الله وكتب اجرك
حياك الله أخي العزيز أبا أحمد ، وشكراً لك على تعليقك الجميل ، وتقبل الله دعواتك ، وكفانا الله عز وجل شر أعداء الدين ، والوطن ، والقيادة الرشيدة ، والشعب السعودي الأصيل.