-A +A
عبده خال
بالضرورة أن تكون سيادة أي دولة، سيادة مطلقة بحيث لا تخضع لأي توجيه من الخارج.

والسياسة الخارجية لبلادنا ظلت تسير على هذا النهج مع التحرز من إحداث أي اهتزاز في علاقتها مع بقية الدول وخاصة القوى المؤثرة في السياسة الدولية.


وإن تغيرت السياسة الخارجية لبلادنا فهو تغير لا يمس جوهر فكرة السيادة، وإن ارتفع صوتنا فهذا يؤكد المطالبة في التعامل بالمثل مع أي قوى أخرى.

فكما تتحرك الدول نحو مصالحها الوطنية بصوت مرتفع، حق لنا السعي نحو تحقيق مصالحنا الوطنية بصوت مرتفع أيضاً، مع وضع المسافات الملائمة بين القوى الدولية وبين مصالحنا الوطنية، وهو الوضع الذي لا يمكن الاستخفاف به أو الاستنكار من مطالبتنا به أو تحميله حمولات لا تتسق مع الواقع، وما يقال عن توتر علاقتنا بأمريكا هو تحليل يخرج من أفواه المعلقين السياسيين المنتشرين على الخارطة الإعلامية العالمية، بينما حقيقة العلاقة ثابتة وقوية وتاريخية، كما أكد المسؤولون في السياسة الخارجية، وإن حدث تغير يكون ناتجاً من تصريحات المسؤول الأول الأمريكي المعني في تسيير هذه العلاقة، ومع كل انتخاب رئيس للولايات المتحدة يحدث تغيراً شكلياً، غالباً يكون الرئيس المنتخب أسير برنامجه الانتخابي حتى إذا تملك سدة الرئاسة، يصبح أداؤه مقترناً بثقافة كرسي الرئاسة، وأي رئيس ترأس الولايات المتحدة يتم إفهامه بأن السعودية حليف إستراتيجي لا يمكن التفريط به، وما حدث ويحدث للعلاقة السعودية الأمريكية هي هي، ولاضير في أن القيادة السعودية رفعت صوتها مطالبة بحقها في السعي نحو مصالحها الوطنية، وهو حق جوهري لسيادتها المطلقة من غير أدنى خضوع لأي دولة كانت.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شخصية تاريخية تضع الأمور في سياقها العام والمتسق مع حركيّة الزمن، ولا أريد التذكير بأن الملك عبدالعزيز (رحمه الله) نسق العلاقة السعودية الأمريكية بما كان منسجماً في عصره، والأمير محمد بن سلمان ينسق علاقة بلاده مع ما يتسق وينسجم في زمنه الراهن.

ولكل زمن معطياته وظروفه، وأعيد القول إن السعودية الآن مختلفة عما كانت عليه قبل عشر سنوات، مختلفة بقوتها وإيمانها في أن تكون دولة ذات سيادة مطلقة تحقق مصالحها الوطنية في وضح النهار.