
لم يعد الهندام مجرد ثياب نرتديها، بل أصبح رسالة تعكس وعينا بذواتنا واحترامنا للمكان الذي ننتمي إليه. وفي زمن تتسارع فيه المظاهر وتتداخل الثقافات، باتت معايير الذوق العام جزءًا من هوية المجتمع، ومرآة تعكس مستوى رقيّه والتزامه بالقيم التي يتشاركها أفراده.
الهندام اللائق لا يعني أن نرتدي الأغلى أو الأكثر مواكبة للموضة، بل أن نختار ما يناسب المناسبة، ويعبر عن احترامنا للآخرين كما نحترم أنفسنا. فارتداء اللباس الرياضي في الأماكن الرسمية، أو المبالغة في العلامات التجارية في الأماكن العامة، أو استخدام عطور نفّاذة في مواقع مغلقة، كلها ممارسات تُظهر غياب الوعي بالذوق العام أكثر مما تُظهر ذوقًا شخصيًا.
إن الذوق العام يقوم على ميزان بسيط:
ألا يتضرر الآخرون بوجودنا، وألا نكون نشازًا في السياق الذي نوجد فيه.
ففي الأماكن العائلية، يراعى الاحتشام. وفي الدوائر الرسمية يراعى الوقار. وفي الفضاءات المفتوحة يراعى الاحترام المتبادل. وحتى في أسلوب الكلام والمشي والتصرف، تظل قواعد الهندام ممتدة إلى ما هو أعمق من الثياب.
وقد أثبتت التجارب العالمية أن المجتمعات التي تهتم بالذوق العام ترتفع فيها مستويات الثقة، وتنخفض فيها السلوكيات السلبية، ويصبح الفضاء العام أكثر جمالاً وراحة. وهذا ما تسعى إليه الأنظمة الحديثة التي تضع أطرًا واضحة للعلاقة بين حرية الفرد وحقوق المجتمع.
الهندام ليس ترفًا ولا شكلاً خارجيًا فحسب، بل هو ثقافة يومية تصنع انطباعًا أوليًّا يمتد أثره بعيدًا. وهو قبل ذلك كله، سلوك حضاري يعبّر عن قيم المجتمع ويعكس صورة الإنسان الذي يعرف أين يقف، وكيف يحترم المكان والناس والتقاليد.
- تشويهُ السُّمعةِ وتلميعُ الصُّورةِ
- الكتابةُ بسنارةِ الوجعِ
- سمو ولي العهد: الميزانية تؤكد أن مصلحة المواطن في صدارة أولويات حكومة المملكة وما تحقق من إنجازات كبيرة كان بفضل الله ثم بفضل جهود أبنائها وبناتها
- الساعي وراء الإشارة: حكاية رجل أضاء شاشة الجنوب
- محافظة الليث تجذب أنظار العالم للسياحة البحرية وجزرها الطبيعية



