-A +A
عقل العقل
استغرب وبشدة من وجود هذا السلوك الخطر في شوارعنا، وهو ملاحقة مجموعة من السيارات سيارات الإسعاف في شوارعنا وما تسبّبه من خطورة لسائقي المركبات الأخرى، حيث يفسح الآخرون الطريق لسيارات الإسعاف بالطرق؛ وهذا هو المتوقع والمفروض والحضاري، ولكن ما يتبع خلف هذه السيارات من مركبات تسير بسرعة جنونية وبمسافات ضيقة مما يشكل خطورة عالية على المركبات وسيارات الإسعاف ذاتها، والبعض منهم يبدي غضبه ويتصرف بشكل عصبي إن صادف أن إحدى المركبات أعاقت طريقه خلف سيارات الإسعاف.

نعم، هناك اختناقات وزحام رهيب في شوارعنا، وخاصة في العاصمة الرياض، في أوقات الذروة والبعض يجد أن الحل لتلافي هذا الزحام هو السير خلف سيارات الإسعاف وملاحقتها بشكل جنوني، من تجربة ومشاهدات شخصية في بعض شوارع شمال الرياض، كما في طريق الملك فهد، وطريق أبوبكر، تكثر هذه المخالفات والسلوكيات الخطرة من بعض السائقين، وخاصة في ملاحقة سيارات الإسعاف؛ التي تنقل الموتى أوقات العصر في الغالب والمتجه شمالاً غالباً لمقبرة الشمال، ورغم كل هذا لا حرمة للموتى والموت من البعض، وقد يتسببون في موت أنفسهم وآخرين جراء هذه الملاحقات الخطرة على هذه الطرق المزدحمة أو قد يتسببون بتأخير وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ حالات حرجه داخل المدينة أو خارجها، الإشكالية أن المرور متأخر في معاقبة وضبط مثل هذه السلوكيات الخطرة في شوارعنا، رغم الأتمتة في أغلب شوارعنا التي تستخدم لضبط المخالفات المرورية الأخرى من سرعة وعدم ربط الحزام واستخدام الجوال، وهذه جهود مشكورة للمرور، ورغم كل السنوات وهذه المشكلة والسلوك تتكرر وتُشاهَد في شوارعنا، أتساءل: أين دور المرور السري في الحد من هذا السلوك غير الحضاري والخطر علينا كلنا مستخدمي الطريق، نشاهد سيارات المرور السري منتشرة وهي تخالف السائقين على طرق الخدمة في الشوارع الرئيسية، ويأتي التساؤل إلا يشاهدون ملاحقي سيارات الإسعاف أم لا يعتبرون هذه مخالفات، بل إن بعض السائقين يلاحقون سيارات المرور نفسها إذا كانت تسير في حالة أفضلية ولا يبدون أي خطوة تجاه من يسير خلفهم.


قبل سنوات قريبة، ذكر الهلال الأحمر السعودي أنه سوف يعمل على تركيب كاميرات خلفية لرصد من يلاحق سياراتهم ويخالفها بغرامات تصل قيمتها إلى 900 ريال للمخالفة، ولكن من يشاهد هذه السلوكيات والمطاردات لسيارات الإسعاف يتأكد أنه لا توجد كاميرات، ولم تفعّل المخالفات للحد من هذه السلوكيات الخطرة على طرقنا، الآن المرور ومن خلال التقنية والمرور السري بدأوا في ضبط من يتهورون في تغير المسارات على الطرق، وأتساءل: لماذا لا يهتمون ويضربون بقوة ضد ملاحقي سيارات الإسعاف خاصة، وعربات الخدمات عامة؟

للأسف التوعية في أهمية إفساح الطريق لهذه المركبات التي إن سارت بانسيابية ودون مضايقة ومطاردة قد تربك المسعفين والحالات التي يباشرونها أو سوف يباشرونها في الجهات المستهدفة قد يتسبب في وفيات ومضاعفات خطرة لحالات إنسانية ينتظرون وصول الطواقم الإسعافية وهم في شبه معركة مع من يلاحقهم ويشكل خطورة عليهم وعلى عملهم، التوعية مهمة لفترة محدودة، ولكن الأهم هو تفعيل التقنية والمخالفات المنصوص عليها ضد هؤلاء المتهورين من بعض السائقين، الغالبية لا يفهمون إلا لغة المخالفات المالية غير ذلك تشاهد قمة الاستهتار في القيادة ومنها مطاردة سيارات الإسعاف للأسف.

من حق المجتمع بكل أطيافه أن تصله سيارات الإسعاف وتنقله للمستشفيات وتنقذ حياته وحياة أحبابه برحلة هادئة تتخللها السلامة والهدوء دون مطاردات متهورة من البعض، ورحلة خلود هادئة للموتى في سفرهم الأخير.