أعلام ومشاهير

الاعلامي القدير سليمان بن محمد العيسى ” رحمه الله

المولد في الرياض عام ١٩٤٦م ..حيث كان العيسى في طفولته  يستمع لنشرات «المذياع» في منزل أسرته معجباً بالأصوات، متعجباً من الإنصات الذي كان يأسر روحه الباحثة عن «القول والخطاب»، وفي مدرسته ظل العيسى وجهاً للإذاعة المدرسية وموهبة طفولية توزع مهاراتها وسط إعجاب معلميه ..

لمس فيه والداه الروح الأصيلة والنفس النبيلة فأخضعاه لتربية أسرية فاخرة وبذخ توجيهي نادر .. فظل يؤدي بروفاته «البريئة» الحالمة حتى تشكلت برهاناً قاطعاً ودليلاً ناصعاً على كفاءته وأدائه شاباً يافعاً يؤنس المجاميع بصوته ويستأنس بحلة ثقافية، طالما تلحّف بها رمزاً من رموز الإلقاء وأنموذجاً بشرياً عصامياً شق الفضاء الإعلامي بجودة الأداء وإجادة الدور وتجويد المحتوى .

في حضرة القرار استحضار لمسيرته وفي ذاكرة الإعلام استذكار لقيمته. خلف الملوك ومع الناس وأمام المايكروفون ارتبطت بصوته الأجيال وترابطت مع طلّته ذائقة المشاهدين..

إنه المذيع والإعلامي الكبير المستشار بالديوان الملكي الراحل سليمان محمد العيسى – رحمه الله – أحد أكبر المذيعين السعوديين في تاريخ الإعلام  السعودي وأشهر الإعلاميين في جهاز التلفزيون.كانت إطلالته على الشاشة تعني: عاجل! ما أن يرون صورته على شاشة القناة الأولى (قناة السعودية حاليا) إلا ويوقنون أن الأنباء الأهم في تلك الأوراق بين يديه! فيتحلقون حول الشاشة ويحلقون معها ليتابعون ماذا سيقول #سليمان_العيسى بعناية…

بوجه حنطي مستدير تعلوه «الرسمية» وتحفّه علامات «الكفاح» ومكملات «الطموح» مع تقاسيم نجديه وعينان واسعتان، وكاريزما تشع منها المسؤولية وتسطع فيها القيادة، وشماغ مرسوم بشكل منفرد ومتحد طيلة عقود، وصوت جهوري بلكنة عميقة وسكنة أنيقة لا تشبه غيرها، تضخ بالعبارات الملكية والاعتبارات الوزارية ومفردات الأوامر وموجبات القرارات، طل «العيسى» عقوداً على الشاشة الفضية مذيعاً أول وموجهاً أمثل ومدرباً أكمل، يخرج النشرات الإخبارية على طريقته الخاصة ويصنع المحتوى الفضائي وفق منهجه المنفرد.. فظل صوتاً ترفاً أصيلاً ارتبط بأحداث تنموية ومنعطفات تاريخية كان صوته «الشاهد « وقوله «الوقع الأخير».

يُعتبر سليمان العيسى من أهم رواد العمل الإعلامي في السعودية، ويملك تجربة ثرية في هذا القطاع، وتخصص في تقديم الأخبار الرسمية عبر القنوات السعودية المحلية، كما قدم البرنامج الشهير “مع الناس” الذي كان حلقة الوصل بين المواطنين والمسئولين وحضي بشهرة واسعة في الثمانينات والتسعينات الميلادية.. والتزم في السنوات الأخيرة بمرافقة البعثات الرسمية السعودية.
بدأ حياته معلقا على مباريات الكرة
وتخرج العيسى من جامعه الرياض كليه ” الآداب” وبدأ عمله الأعلامي في جريده الرياض ثم في جريده البلاد وجريده الجزيره.. فيما بدأ مشواره مع التلفزيون معدا للبرامج الرياضيه قبل أن يعمل بشكل رسمي في التلفزيون السعودي

وتدرج فيه من معلق على مباريات كرة القدم ألي مقدم البرامج .. ثم نشره الاخبار .. كما شارك في النقل الخارجي .. وقدم العديد من الاحتفالات الرسميه.. وفي السنوات الأخيرة قبل تقاعده أختص بتقديم الأخبار البالغة الأهمية وكان ظهوره على الشاشة يعني أن هناك خبرا مهما سيذاع.
وأشتهر العيسى أكثر في بدايته من خلاله برنامج مشهور (مع الناس ) الذي كان يواجه فيه مسئولي بعض القطاعات الحكومية مع المواطنين بكل صراحة.

كما أنه كاتب مميز وأصدر كتاب بعنوان ( من مدائن العقل ) في جزئه الاول
وله كتابين تحت الطبع بعنوان ( خالدون بدموع الحزن ) و الثاني ب تحت عنوان ( نسمات تحت وسائد الليل )
وفي سنواته الأخير عين العيسى ك مستشار اعلامي في وزاره الثقافه و الاعلام وأخيرا مستشار بالديوان الملكي ثم رقي إلى درجة وزير دولة، وارتبط اسمه بالأخبار والأوامر الملكية.

والجدير بالذكر عن حياة #سليمان_العيسى الشخصية ودلالات الأثر الجميل الذي تركه عندما بنى الأسرة المثقفة العاملة المتعلمة. فحرمه الاكاديمية المعروفة بجامعة الملك سعود الدكتورة مي العيسى، وابنته هي معالي مديرة جامعة الأميرة نورة البروفيسورة إيناس العيسى.. 

ظل العيسى مرافقاً للوفود الرسمية بطلّة رسمية جمعت «مخزون خبرة» و»مداد كفاءة» و»عتاد معالي»، فاتكأ على رصيد مديد من ثقة «الملوك» ورأي سديد تقيد به تلامذته وأجيال الحقبة الذهبية الذين تخرجوا من «منهجيته» اللغوية ونهجه القولي ونتاجه «الأخباري».

رحل العيسى في أكتوبر 2012 بالمستشفى التخصصي بجدة بعد صراع شديد مع المرض إثر تعرضه لجلطة في الرئة، وووري جثمانه مقبرة العدل بمكة التي طالما أحبها وعشق تراثها وتجلت في حياته كمدينة مفضلة ووجهة محببة.

أبقى في قلوب الملايين أثر المهنة وآثار المهنية واستئثار المثالية ومآثر الإنسانية، في شخصية حلت واستحلت سجل الشرفاء ومعقل النبلاء لتظل إضاءات فكره وخبرته تنضب بالمواقف والوقفات.

وما إن تذكر سيرة المذيعين حتى يتربع اسمه متوشحاً أوسمة الذِّكر المعطّر بالإنجاز وحين تقاس موازين النتائج العملية بمحك «الكفاءات»، فإنّ الخانة الأولى وحدها من تجذب اسمه وعطاءه.

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كم هو جميل منك أخي العزيز
    أن تذكر مآثر هؤلاء الرجال الذين لهم اتباطات جميلة بمخيلاتنا عندما نتذكر الاعلام الهادف الشريف الجميل
    شكرا لك ونفع الله بك وواصل بهذا المستوى الجميل
    ما شاء الله لا قوة الا بالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى