جوانب من علاقة الشيخ: عبد الله بن عبد العزيز العقيل رحمه الله مع بعض رجال منطقة جازان
كتبه :حمد بن عبدالله العقيل
جوانب من علاقة الشيخ: عبد الله بن عبد العزيز العقيل رحمه الله مع بعض رجال منطقة جازان
جوانب من علاقة الوالد رحمه الله مع بعض رجال منطقة جازان
كتبه حمد بن عبدالله العقيل
عن زيارتي لجازان في رمضان ١٤٣٢هـ
ومقابلتي للشيخ علي شيبان العامري
رئيس المحكمة المستعجلة بجازان .
قلت:
صليت فجر يوم الأربعاء 1432/9/10هـ في جامع خادم الحرمين الشريفين في المخطط الخامس بالقرب من منزل أخي الشيخ عبدالعزيز الذي كان رئيسا للمحكمة الادارية بجازان ، حيث سلمت في الجامع على معالي الشيخ د. ابراهيم عطيف رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام بجازان ثم عدت للنوم ، وعند الظهيرة ، ثم قمت للصلاة واتصلت بالأخ محمد علي صالح العقيل الذي يعمل في المحكمة المستعجلة ، وقام بالتنسيق مع رئيس المحكمة – صديق الوالد – الشيخ علي شيبان العامري ، وأتاني وأخذني لمنزل الشيخ والتقيته وسلمت عليه ، وفرح بي فرحا عظيما ، وأخذ يذكر ذكرياته مع سماحة والدي الشيخ عبدالله بن عقيل وسجلت له قصصا رواها عنه وعن بعض الحسنات والأعمال الجميلة التي كان يعملها الشيخ علي شيبان مكلفا من والدي من بعض أعمال البر وذكر لي بعض القصص سأذكرها هنا إن شاء الله .
القصة الأولى :
ترشيح الوالد للشيخ علي شيبان للقضاء في محافظة الريث 1395هـ إثر برقية من الملك خالد رحمه الله للشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله ليتولى القضاء فيها ، وكان الشيخ علي في قرية الكامل ، حيث قال سماحة الوالد عبدالله بن عقيل لسماحة الشيخ عبدالله بن حميد : إن كنت تريد أن تبيض وجهك فعليك بنقل قاضي الكامل إلى الريث ، وعمل فيها بناء على ذلك الترشيح الموفق. ووفق الشيخ علي في قضاء الريث الصعب نسبيا ، ثم انتقل للقضاء في القنفذة ، وبعد سبع سنوات زهم الوالد على الشيخ علي شيبان بعد وفاة الشيخ عبدالله بن حميد ، وقال له إن الشيخ بن حميد كاتب توصية بنقلك لجيزان والطلب عليها كبير ، فإن أردت جيزان فهي شاغرة.
القصة الثانية :
في عام 1402هـ تقريبا وقبل أن ينتقل الشيخ علي شيبان لجيزان ، أرسل سماحة الوالد مبلغ أربعين ألف ريال للشيخ علي شيبان لتوزيعها على الفقراء في القنفذه وقرى الساحل الشديدة الفقر، وبناء على ذلك ركب الشيخ علي شيبان سيارته لتوزيع المبالغ على المستحقين , حتى وصل إلى قرية الهبيرة وهي من قرى الساحل ، فاستغرب الشيخ من أن تلك القرية مهجورة تقريبا فليس يرى فيها سوى الكلاب ، وبالبحث فيها وجد فيها امرأة عجوز مسنة ليس معها أحد وليس أحد من أهلها ينقلها ، وسألها الشيخ لماذا القرية مهجورة ؟ فقالت : إن أهلها هجروها لأن ماطور الماء الذي فيها عطلان ، وكلهم فقراء ، ونزحوا إلى أماكن مختلفة تاركين بيوتهم ، ولم يتبق في هذه القرية سواي…
فأعطاها ما تيسر ، وقمت بالاتصال على الشيخ عبدالله بن عقيل وقلت له عن المبلغ الذي استلمه منه … فقاطعه الشيخ عبدالله العقيل قائلا : أنا سألتك عن هذا ؟!!
فقال الشيخ علي شيبان للوالد ، ما سألتني والمبالغ كلها مسجله بأسماء المستفيدين ولكني لم أتصل لأجل ذلك ،
فقال له الوالد : هات ما عندك ..
قال له الشيخ علي شيبان : وجدت لك مشروعين خير من توزيع الأموال على الناس بهذه الطريقة ، وفيها فوائد كبيرة لكم إن شاء الله .
قال الشيخ عبدالله : وما هما :
فذكر اولهما :
أن هناك مسجد موجود في القنفذة ، كان يصلى به ، فلما خططت الشوارع أصبح منسوب المسجد أقل من البيوت المجاورة له بمتر تقريبا ، فتضرر المسجد من المياه المتسربة من بيارات البيوت ، فطلب من الشيخ عبدالله أن يرفعه قليلا ويبلطه ..
فأمر الوالد أن يهدم المسجد ، وأن يرفع سقفه ، وأن ترفع أرضيته أعلى من مستوى البيوت التي حوله بمتر ، وأن يبحث عن مقاول حالا لإصلاحه ، ولا تخبر أحدا ، وقد فعل.
أما المشروع الثاني: فهو مشروع بئر قرية الهبيرة التي يبلغ عدد بيوتها ما يقارب 300 منزل.
فذكر الشيخ علي شيبان ما رأى في قرية الهبيرة ، فتأثر الوالد بذلك ، وطلب منه أن يقوم بإصلاح الماطور ، وبناء بركة لتجمع الماء ، ووضع صنابير للسقيا ، ومد ماسورة خاصة من البركة إلى بيت المرأة مهما بعد منزلها عن البركة ، وكل من مرت الماسورة عليه ويرغب في ايصال ماء لبيته أن يوصل له .
فقام الشيخ علي شيبان بزيارة لشيخ القرية ، وأخبره بأن هناك فاعل خير سيقوم بإصلاح البئر وبناء البركة ومد المواسير حسب المطلوب ، فقال رئيس القرية : معقوله يا شيخ ؟؟؟ هل سنعود لبيوتنا وقريتنا ؟؟؟ وهو يبكي ..
وقد قاول على هذه البير والبركة والمواسير لبيت العجوز .
واتصل الشيخ علي على الوالد وبشره بوجود المقاول ، وقال له لا يدري الشيخ عيسى ولا أحد …
وعمده بالعمل والفلوس جايه ، وسأل الوالد عن المسجد ، فقال المسجد يرفع ، ويهدم سقفه ويبني له خزان ، ويبلطه …
علم الشيخ عيسى الحازمي رئيس المحاكم في جيزان ، واتصل على سماحة الوالد ، فقال له الوالد ، ليس صحيحا ، والظاهر ان الشيخ علي شيبان واهم … ما هو أنا .. انا ما عملت هذا.
فقال للشيخ من الذي اخبر الشيخ عيسى الحازمي ؟؟ قال الظاهر أنه مؤذن المسجد ..
وقال له الشيخ علي .. يا شيخ عبدالله ، الناس لازم تعرف ، لأنك أعدت أمة الى بيوتها . فجزا الله الشيخين خيرا.
يقول الشيخ علي شيبان : الشيخ عبدالله يريد أن ينفق ولا يريد شماله أن تعمل ما أنفقت يمينه ..
فجزاه الله خيرا على نقل هذه الأخبار .. ولو أن الوالد الآن يدري باخباره القصة لربما غضب ..