مقالات

حملة التضليل والإثارة بسبب موسم الرياض !

د. علي بن يحيي بن جابر الفيفي

حملة التضليل والإثارة بسبب موسم الرياض !

 تداعى أعداء المملكة في هذه الأيام إلى حملة تضليل وتشويه وإثارة كبيرة ضد القيادة السعودية ، وخصوصاً سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله ووفقه – وضد المملكة كافة كدولة ونظام ، وشعب ومقدسات ، وعلماء وعامّة ، وكل أبناء المجتمع السعودي! .. 

 وهذه الحملة الكاذبة قولاً ، والظالمة فعلاً ، والخبيثة مقصداً وهدفاً وغاية! ، قد جعلت بعض ما يحصل في موسم الرياض شمّاعتها التي تحيكُ عليها خيوط الأباطيل! ، وتبني عليها أبراج الأكاذيب والافتراءات ضد بلد بأكمله! ، وأي بلد؟! .. إنها بلاد الحرمين! ، ومهبط الوحي! ، وقبلة المسلمين! .. وقيادة هذا البلد أصدق قيادة في العالم تحمل همَّ الأمة وتنصر قضاياها قولاً صادقاً ، وفعلاً مؤثراً .. وعلماؤه قدوة العالم في نصرة الدين ، وبيان الحق ، والتمسك بالعقيدة الصافية ، والمنهج القويم في الدين والدعوة ، والنصح والتوجيه ، وبيان الحق، وإنكار المنكر ، والتحذير من شؤم المعاصي وآثارها!.

إن أعداء المملكة يركبون موجة التضليل والتشويه والإثارة التي تتبناها جهات مغرضة! ، ووسائل إعلام مضلِّلة زاعمين أن حملتهم المسعورة هي غيرة على الدين! ، وتعظيمٌ للكعبة المشرَّفة! ، وتمسكٌ بالأخلاق الإسلامية! ، والقيم الفاضلة النبيلة!.. متصنعين لمتابعيهم إيماناً يجيشُ في صدورهم! ، وشفقةً تملأُ قلوبهم! على الدين والمقدسات والشعب السعودي الكريم! ، ( والله يشهد إنهم لكاذبون! ) ، فما ينقلونه عمّا يحدث في موسم الرياض ينقلونه بقصد التشويه والتضليل والإثارة على ولاة الأمر! ، بل ويفترون فيه ويكذبون ويفبركون الصور والمقاطع!.. حتى بلغ بهم الكذب والتضليل بدافع الحقد والحسد والعداء أن يزعموا أن سمو ولي العهد – حفظه الله وسدَّده – أمر بصنع مجسم للكعبة من أجل أن تطوف حوله الراقصات شبح عاريات!! .. ألا قاتل الله كل من يكيد للإسلام والمسلمين ، ويُضلل العامّة والبسطاء ، ويفتري الكذب! ، وينسج الأباطيل بدافع العداء المتأصل ، والحقد الدفين على المملكة قيادة وشعباً ، عقيدة ومنهجاً..

إن أولئك المتباكون – كذباً وزوراً – لا ينكرون منكراً لذاته! ، وأنَّى لهم أن يفرقوا بين معروف ومنكر! ، فهم ينكرون على المملكة القيام على خدمة الحرمين الشريفين! ، ويطالبون بتدويل إدارتهما والإشراف عليهما ليشمل الروافض والصوفية! ، وغيرهما من الفرق الضالة! ، والمليشيات الحاقدة! ، بل والأمم المتحدة التي تضمُّ يهوداً ونصارى وملحدين!!..   

أين أولئك الكاذبون المخادعون مما يحدث للأمة من المآسي والكوارث بسبب أفعال الروافض ومتاجراتهم بقضايا الأمة في كل مكان؟!.. وأين هم من الحوثي الرافضي الذي صنع لأتباعه في اليمن  مجسماً زعم أنه الكعبة ليطوفوا حوله؟! ، بل طافوا حوله جهلاً وخرافة! بدل الحج إلى بيت الله الحرام!.   

وأين هم مما يحدث في تجمّعات الرافضة وأعيادهم الشركية من كفر صريح ، وشرك واضح قبيح ، ومتعة واختلاط! ، وأفعال يندى منها جبين كل حر شريف!.

بل أين هم من أحداث الساعة في أرض فلسطين الحبيبة التي يموت أهلها قتلاً وتشريداً! ،  وجوعاً ومرضاً ! .. ؛ لماذا لا يتداعون لهتك أستار العدو الصهيوني ؟! ، وفضح إجرامه؟!..أم أنهم على منهج أبو مهدي المهندس الرافضي الهالك الذي سُئِلَ هل يتمنى الشهادة بعد تدمير إسرائيل ؟ ، فقال: ( إسرائيل لا! .. الرياض! ، السعودية السعودية السعودية! ) فقال السائل: وأمريكا؟ فرد قائلاً: ( نريد دمار السعودية! ) ، هذا هو منهج أعداء السعودية اليوم!.  

وأين هم من خذلان النظام الإيراني لأهل غزة؟! .. وأين هم من بيان حال الدول العربية التي  تعاني من التدخل الإيراني المشؤوم الذي جعلها دولاً فاشلة ، وفاقدة للسيادة والأمن والاستقرار؟! ، بل وجعلها تحت خط الفقر والجوع وامتهان الكرامة الإنسانية؟!!.. إنهم صمٌ بكمٌ عميٌ في كل ذلك! ؛ لأنهم أذناب الرافضة! ، وشذاذ الآفاق من كل حاقد وحاسد!.  

إن حملتهم الغاشمة الظالمة على المملكة قيادة وعلماء وعامّة ليس فيها نصحاً أميناً ، ولا توجيهاً حكيماً ، ولا مقصداً نبيلاً صادقاً ، ولا قولاً معتمداً الدليل الواضح ، والحجة الوافية دون تضليل أو إثارة.. إنما هي حملة الأوباش الحاقدين ، الذين لا خلاق لهم ولا دين! ، وإنما يتاجرون بالكلمة! ، ويرتزقون بالكذب! ، ويتكسبون بالإثارة والتضليل والتلبيس على الناس!.  

إن المنكر يبقى منكراً في أي مكانٍ وأيّاً من فعله! ، والمعصية معصية تحت أي سماء وفوق أي أرض! ، ونحن في بلاد الحرمين الشريفين لا ندعي الكمال والعصمة ، بل نقر ونعترف لربنا جلَّ في علاه بالتقصير والوقوع في بعض المعاصي التي لا نستحلها مهما صَغُرَتْ ، بل ندعو الله ونسأله سبحانه وتعالى أن يعصمنا من المعاصي والمنكرات كبائرها وصغائرها ، فإننا نخشى شؤمها وعقوبتها..   

إن الغناء حرام ، واختلاط الرجال بالنساء حرام كذلك ، وهو في أماكن اللهو والرقص والغناء أشدُّ حرمة وأكثر إثماً ،  .. ولكننا نرفض ولا نقبل أن يُضلَّلَ الناسُ ، وتُتَّهمَ قيادتنا الرشيدة بخيانة الحرمين! ، وإفساد عقيدة الأمة ودينها ! ، وبكل نقيصة بسبب حفلة غناء في مهرجان عام فيه ألواناً من الترفيه والأنشطة الأخرى التي يستأنس بها الحضور والجمهور المتوافد على مواقع الترفيه ، التي تقدم لهم أنواعاً من المسابقات والبرامج المختلفة التي تستهدف رغبات فئات مختلفة من المتوافدين على موسم الرياض وغيره .

إن الذين يصورون موسم الرياض على أنه مجرد حفلات غناء ماجنة!.. هم يكيدون للمملكة كيداً ، ويفترون عليها كذباً وزوراً!!.. كيف يتهمون قيادة المملكة بأنها تريد تبديل الدين! ، وإسقاط قدسية الكعبة المشرَّفة! ، ونشر الكفر والإلحاد إرضاءً للغرب بزعم أولئك الحاقدين الكاذبين!..

أين هم من جهود المملكة في نصر قضايا الأمة ؟! ، وأين هم من جهودها في خدمة الحرمين الشريفين ؟! ، وأين هم من مواقف القيادة السعودية المشرِّفة في كل المحافل الدولية؟!..

 أيريدون أن يُكفِّروا قيادتنا الرشيدة بسبب معصية وقعت في مهرجان هنا أو هناك؟!  كما هو منهج الخوارج قديماً وحديثاً ! ، يُكَفِّرُون الحاكم بالمعصية! ، ثم يُكَفِّرُون المجتمع المسلم كله! ؛ لأنه لم يكفر الحاكم الكافر وفق منهجهم الضال! ، الذي ينتهي بهم إلى تكفير بعضهم بعضاً!.

أم يريدوننا أن نصدقهم في أقاويلهم وافتراءاتهم وهم ليسوا عدولاً ثقاة! .. بل عندهم من قلّة الدين!، وضعف الإيمان! ، وضلال الفكر! ، وفساد الرأي ما لا يمكن وصفه! ، بل إنهم يستحلون الكذب والمكر بالمسلمين وتضليلهم لتحقيق مآربهم الخبيثة!.

وأنا هنا لا أجهل أنه قد يقع في شراك هذه الحملة المغرضة بعض الصالحين ممن يتأثر بما يراه ويسمعه من أولئك الأوباش الذين ملؤا فضاء وسائل التواصل الاجتماعي بالأكاذيب والأراجيف المغرضة!.. ولكن من ينكر المنكر بالآداب الشرعية والضوابط المرعية فلا حرج عليه! ، فمن يُبَيِّنُ حرمة الحفلات الغنائية ، أو غير ذلك من المحرمات بالدليل الشرعي ، ودون إثارة فتنة! فلا لوم عليه ، فدين الله مُعَظَّمٌ عند كل مؤمن صادق في إيمانه ، وشَرْعُ اللهُ مُحَكَّمٌ في كل شؤون الحياة وتفاصيلها ، وإن كان ليس كل الناس يلتزم بالشرع التزاماً تاماًّ لا نقص فيه!.

والمملكة قيادة وشعباً معظمون لدين الله عزوجل ، ومحكّمون لشرعه ، وحامدون لله جلَّ في علاه على ما منَّ علينا به من نعمة الدين الحنيف ، والأمن الوارف ، ورغد العيش ، واجتماع الكلمة على السمع والطاعة لولاة أمرنا في المعروف.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين ، وأعزهما بالإسلام ونصرة الدين وجمع كلمة المسلمين ، وأعز الإسلام والمسلمين بهما.. ونسأله تعالى أن يثبتنا على الدين الحنيف ، والمنهج القويم حتى نلقاه وهو راضٍ عنَّا. اللهم آمين.

  الإثنين الموافق 23جمادى الأولى 1446هـ

‫8 تعليقات

  1. جزاك الله خير
    ونسأل الله أن يحفظ مملكتنا
    وقيادتنا.

    ويرد كيد الحاقدين إلى نفوسهم وان يموتوا بغيظهم

  2. نسأل الله ان ينصر بلاد الحرمين وحكّامها وشعبها على كل من اراد ان يشوّه سمعتها فالعاقل يعرف ان كل هذه المناظر لم تكن في بلاد الحرمين وإنما اهل الفسق وإثارة الفتنة يأخذون هذه المقاطع الخبيثة من خارج بلاد الحرمين ويحاولون ان يضلّلوا على أعيُن الناس ويدّعون انها في موسم الرياض ولكن سيحاسبهم الله اللهم إنا ندرأ بك في نحور كل من سوّلت له نفسه الإساءة لبلاد الحرمين وحكامها وشعبها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى