رحلة لأرض الحبشة

رحلة لأرض الحبشة
فكاهة خيالية علق عليها الاستاذ محمد طاهر العبدلي بقوله :
١٤٤٠/٨/٢٣هـ
الله .. ما أجمل هذه الرحلة لقد جعلتني مندهشا .. وزدتني خيالا وفتنة.. كنت منذ الصبا لي أمل يراودني لزيارة الحبشة. .ولاسيما أنها مهجر الإسلام ومقر النجاشي ..
وبعد هذه القصيدة من أدب الرحلات .. لاحاجة لي بزيارتها فقد وصفت غاباتها وهضابها وسماءها ومايحمل من طش ورش.. وزدت أن تقلدت الحكم بها وجربت الأبهة والخدم والحشم مع ماشاب ذاك الحكم من الصيد .. وافتراس الضواري لسوانح الشوادن والضباء..
أمتعتني وغيري بقافية صعبة متفشية الأنحاء طيبة العطر لم تترك بها من متع الحكم شيئا سأطلق عليها رحلة الملوك لأرض الحبش.. حتى لزدت على ذلك عشقك للقهوةوماحوت هرر من البن والهيل..
وحولك الوزراء والعلماء.. وإنما عكر مزاجي ماحولك من الجواري.. معكرشات الرؤس ومعقصات الذوائب سودا كخافية الغراب الأدهم فهلا كانت من بنات بني الأصفر رواءا وفتنة..
ولكن تجدهن بالجنة إن شاء الله.. وليس لي أي تعليق أوملاحظة على هذه الشينية الفريدة من أدب الرحلات غير أني وجدت البساطة في الحياة والتواضع فلم أر أفراسا تركبها ولا سيارة فارهة تقودها.. وكنت بطمأنينية تامة من السرادق للغابة.. وتمتعت بشققة العصافير ونقيق الضفادع وزئير الأسود وفحيح الأفاعي..
ولم نلاحظ لساعات البعوض وذبابة النوم لماعليك من الناموسيات والفرش.. لأنك عشت وتقمصت الحكم في تلك البلاد النائية.. واتخذت الحذر والاحتياط من لسعات البعوض . وكنت غريب الوجه واللسان.. ولم ألاحظ عليك الخوف عند الخطابة وتحلق قبائل بني ولي .. من حولك..في المرة القادمة أيها الملك خذني معك .لأشاركك الصفاء وأكل الحبش. أنت جميل كذلك رحلتك الرائعة.. أخوك محمد علي طاهر العبدلي.. الخفجي
بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة لأرض الحبشة
خيالية فكاهية
اْلْنَّفْسُ عِنْدِيْ تَنْتَعـِــــــــــشْ
وَلاْ أَرَاْهَاْ تَنْكَمــِـــــــــــــشْ
إِذَاْ رَأَيْتُ جَوَّنـــــــــَــــــــــاْ
صَاْفٍ وَمَاْ فِيْهِ غَبــَــــــــشْ
وَأَرْقُدُ اْلْلَّيْــــــــــــــــــلَ إِذَاْ
مَاْ هِمْتُ فِيْ تِلْكَ اْلْفــُـــرُشْ
بِمَاْ حَوَتْ وَسَاْئــــِـــــــــــدًا
كَمَاْ اْلْفِشَاْرِ تَنْتَفـــــِـــــــــشْ
أَحْلَمُ أَنِّيْ مَلـــِـــــــــــــــــكٌ
يَحْكُمُ فِيْ أَرْضِ اْلْحَبــَــــشْ
حَوْلِيْ جَوَاْرٍ جَعَلـــــــَـــــتْ
رُؤُوْسَهَاْ كَمَاْ اْلْكـــَــــــــدَشْ
تَلْبَسُ مِنْ مَلاْبــِـــــــــــــسٍ
قَدْ لَوَّنُوْهَاْ بِاْلْفُـــــــــــــرَشْ
يَسْقِيْنَنِيْ مِنْ لَبـــــــَـــــــــنٍ
وَعَسَلٍ وَحَنْتَبــــــــَــــــــشْ
وَأَلْعَقُ اْلْشَّهْدَ جَنـــــــَــــــىً
قَدْ خَاْلَطُوْهُ بِاْلْرَّهـــَــــــــشْ
وَآكُلُ اْلْحــَـــــــــــــــبَّ إِذَاْ
شَوَوْاْ وَسَمَّوْهُ حَبـــــَــــشْ
وَأَشْرَبُ اْلْبـُــــــنَّ لـَــــــــهُ
أُضِيْفَ هَيْلاً قَدْ جــُــــرِشْ
أَدْهَنُ جِلْدِيْ حِيْنَمـــــــَـــــاْ
يَكُوْنُ ذَاْ اْلْجِلْدُ حـَـــــــرَشْ
وَآكُلُ اْلْزَّاْدَ حـَـــــــــــــوَىْ
لَحْمًا وَعَظْمًا وَكـُـــــــرُشْ
وَأَشْرَبُ اْلْزُّلاْلَ مـِــــــــــنْ
مَاْءٍ يُصَبُّ فِيْ اْلْغـُــــــرُشْ
حَوْلِيْ قَطِيْعٌ سَاْئــِــــــــــــرٌ
مِنْ بَقَرٍ مِنَ اْلْوَحـــــَـــــــشْ
فِيْ غَاْبَةٍ تَبْهَرُنــــِــــــــــــيْ
فِيْهَاْ اْلْوُحُوْشُ تَفْتــــَـــــرِشْ
وَفِيْ يَدِيْ عَصـــًـــــــــا إِذَاْ
حَرَّكْتُهَاْ لَهَاْ وَشــــــــَـــــشْ
لِيْ خَيْمَةٌ قَدْ نُصِبـــَـــــــتْ
بَيْنَ اْلْسُّهُوْلِ وَاْلْعِشـــَـــــشْ
أَصْبَغُ وَجْهِيْ عَصْفـَــــــرًا
وَاْلْشَّعْرُ فَوْقِيْ مُنْتَفـــِـــــشْ
وَأَخْطُبُ اْلْقــَــــــــــوْمَ وَلاْ
أَخَاْفُ شَيْئًا أَرْتَعــــِـــــــشْ
وَبَعْدَ ذَاْكَ أَنْثَنـــِـــــــــــــيْ
إِلَىْ اْلْبَرَاْرِيْ أَخْتــَــــــرِشْ
لأَنَّنِيْ أَمْلِكُهـــــــــــَــــــــــا
مَعِيْ عَصَاْيَ وَأَهـُــــــــشّ
حَوْلِيْ قَبِيْلَتِيْ وَلــــِــــــــيْ
عَرْشٌ مِنَ اْلْخَزِّ نُقــِــــــشْ
وَوُزَرَاْءُ كُلُّهـُـــــــــــــــــمْ
قَدْ نَصَحُوْاْ عَنْ كُلِّ غـِــشّ
وَأَوْلَمُوْاْ وَلِيْمــَـــــــــــــــةً
وَمَشْرَبًاْ تَحْتَ اْلْعـُــــــرُشْ
سُرَاْدِقٌ مِنْ حُسْنـِــــــــــــهِ
فُسْطَاْطُهُ لَهُ رِيـــــَــــــــشْ
تَلْعَبُ فِيْهِ نَسْمـــَـــــــــــــةٌ
وَاْلْغَيْمُ فَوْقَنَاْ يـَــــــــــــرُشّ
أَرْكَبْ ظَهْرَ بَغْلَــــــــــــــةٍ
مَعْهَاْ حِمَاْرٌ وَجَحـــَــــــــشْ
قَدْ بُرْدِعَتْ بَرْدَعـــَــــــــــةً
مِنْ جِلْدِ فِيْلٍ مَاْ عَطــِــــــشْ
أَزُوْرُ فِيْهَاْ دَوْحـَــــــــــــــةً
فِيْهَاْ اْلْطُّيُوْرُ تَخْتَــــــــــرِشْ
قَدْ سَكَنَتْ أَغْصَاْنَهَــــــــــــاْ
فِرَاْخُهَاْ لَمَّاْ تَـــــــــــــــرِشْ
وَاْلْمَاْءُ سَاْلَ حَوْلَهَــــــــــــاْ
يَكْنِفُهُ زَرْعٌ وَقــَـــــــــــشّ
أَخَذْتُ فِيْهَاْ غَفْــــــــــــــوَةً
فَنِمْتُ مِنْ دُوْنِ فُـــــــــرُشْ
أَحْلُمُ بِاْلْمُلْكِ وَمَـــــــــــــــاْ
قَدْ يَعْتَرِيْهِ أَوْ يَنــُـــــــــــشّ
أَفَقْتُ مِنْ صَوْتٍ أَتـــَـــــىْ
زَئِيْرِ أُسْدٍ تَنْتَهِــــــــــــــشْ
غَزَاْلَةً قَدْ وَلَـــــــــــــــــدَتْ
شَاْدِنَهَاْ بَيْنَ اْلْحُـــــــــــرُشْ
نَاْدَيْتُ يَاْ قَوْمِيْ فَلَــــــــــــمْ
يَكُنْ سِوَىْ صَوْتٍ أَجَـــــشّ
يَقُوْلُ أَنْتَ وَاْحِــــــــــــــــدٌ
قَاْتِلْ بِرُمْحِكَ اْلْوَحَـــــــــشْ
فَأَقْبَلَتْ نَحْوِيْ وَقَـــــــــــــدْ
جَرَتْ فَصِرْتُ مُرْتَبِــــــْش
وَفَجْأَةً مِنْ نَوْمَتـــِـــــــــــيْ
أَصْحُوْ وَفِيْ حَاْلِيْ لَبــَــــشْ
فَلَيْتَنِيْ لَمْ أَنْتَبِـــــــــــــــــــهْ
قَدْ سُدْتُ فِيْ أَرْضِ اْلْحَبَشْ
حمد بن عبدالله العقيل
11/8/1432هـ