مقالات

سيرة الاستاذ :موسي بن سلمان آل هديش الأبياتي

إعداد الشيخ :عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال

سيرة الاستاذ :موسي بن سلمان آل هديش الأبياتي

لا تقف أي معوقات امام الانسان الطموح، فكل المعوقات الحسية أو المعنوية يستطع التغلب عليها، وتجاوزها بالعزم والاصرار وقوة الارادة، بل قد تزيده صلابة وقوة، كانت تقف امامه عقبة كؤود حقيقية، تفصل بين منزلهم والمدارس القائمة للتعليم، وعلى مدى دراسته لأكثر من اثنتي عشرة سنة، كان يقتحمها كل يوم صعودا وهبوطا، في مسافة تزيد على الكيلو متر في الاتجاهين، يضطر إلى عبورها صباحا ومساء، في عز الصيف ولفح الشمس، ومع برودة الاجواء ونزول الامطار، حاملا حقيبة كتبه وادوات دراسته، تحمل وصبر وصابر إلى أن تعود على ذلك، واصبحت له شيئا مألوفا، بل وزادته قوة وتحملا واصرارا.

 (ومن يتهيب صعود الجبال 

يعش ابدا الدهر بين الحفر)

وبيتهم كما هو معروف (الحدب) في اسفل بقعة آل وعالة، من الجهة الغربية من جبل فيفاء الاعلى، والمدارس التي درس فيها (الابتدائية والمعهد العلمي) كلها في جهة النفيعة وبقعة العذر، وهو من سن السابعة إلى أن بلغ العشرين من عمره، وهو يسلك هذا الطريق بكل صعوبته، الفه واصبح جزء ثابتا في حياته، وهذه الصعوبات هي التي تصنع القوة والمضاء في تكوين الشخص، فلو انهزم امامها انتهى وتحطم، وإن صابر وغالبها ارتقى بنفسه وتقدم، وهذا معيار منظور يفصح عن الصلابة، وقوة الارادة وشدة التحمل، وكلها بارزة وواضحة في شخصيته، ومشاهدة في سيرته ومسيرته، وقد قيل (الصعاب تصنع الرجال)، لقد كابد وتعب وتحمل ونجح، واصبح ذلك منهجه واسلوبه، لا تقف عقبة حسية أو معنوية امام تقدمه، وفقه الله وبارك فيه، وزاده علما وفضلا، وكتب له اجر ما قدم.

  خدم في التعليم وتألق، وتنقل بين مجالاته المتعددة، التربوية والادارية والاجتماعية، ونجح في كل ما اوكل إليه منها، حيث قام بالتدريس ونجح فيه وابدع، وعمل وكيلا لأكبر مدرسة في فيفاء، ثم تحول إلى مجال الارشاد الطلابي في المرحلتين المتوسطة والثانوية، فكان محل التميز والتألق والنجاح، وحسن التعامل ومعالجة الامور بكل حكمة، مرن في تعامله واسلوبه ومعالجاته، سهل قريب من الاخرين، وعلى خلق عال وتعامل فاضل، وسمت وطيبة معشر.

إنه الاستاذ المربي :

موسي بن سلمان مسعود آل هديش الأبياتي الفيفي

حفظه الله ووفقه.

والده هو الشيخ سلمان بن مسعود سلمان آل هديش الابياتي الفيفي رحمه الله، ولد في عام 1340هـ في منزلهم (جبار)، في بقعة آل  حسن قاسم بغربي جبل فيفاء الاعلى، وعاش يتيما حيث توفي والده وهو دون الثالثة من عمره، توفي رحمه الله في ظروف غامضة، اثناء عودته من اداء فريضة الحج، فعاش في كفالة امه عافية بنت سليمان الداثري رحمها الله، الذي هو وحيدها، ولا يذكر عن والده شيئا.

ولما كبر وجد نفسه هو المسؤول الوحيد عن نفسه وعن والدته،  مما ضاعف العبئ عليه، وجعله يعمل ويكدح في سبيل طلب الرزق، وقد نال حظا من العلم لا بأس به رغم كل هذه الظروف، حيث درس في المعلامة (الكتاتيب) المتوفرة حينها(وهي قليلة)، درس عند المعلم الفقيه الشيخ يحي بن ساتر المخشمي في كرعان رحمه الله ، وعند الفقيه الشيخ حسن بن أحمد آل خفشه الابياتي في شيحة رحمه الله، وكان من اوائل من درسوا في اول مدرسة افتتحها فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله، في النفيعة بفيفاء في عام 1363هـ، مما جعله يتقن قراءة القرآن الكريم، ويكون ماهرا في القراءة والكتابة، وعرف عنه التدين وحسن الخلق، كان هادئ الطبع جميل المعشر، محب لفعل الخير ومساعدة الآخرين، يمد يد العون والمساعدة لكل من احتاجها، ولا يبخل في سبيل ذلك بمال ولا جاه ولا جهد ولا وقت، ويدعو دوما الى التسامح ونبذ الخلافات، كان بار بأمه واهله متواصل مع جيرانه، اجتماعي من الدرجة الاولى، يملك العديد من العلاقات والصداقات مع كل الناس، محبوب من الجميع، يتميز بالوضوح والرحمة والصدق، عمل في صغره برعي الاغنام عند بعض امراء مركز فيفاء، وامتهن بعدما كبر الزراعة كعمل رئيسي، فاهتم بارضه (الحدب وجبار) التي ورثها من ابيه، وبعد أن رزق بالولد اهتم كثيرا بتربيتهم، والعناية بتنشئتهم، على كل خلق كريم، فكانوا بحمد الله على قدر كبير من النجاح، وحسن الاخلاق والتعامل الجميل، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وتجاوز عنه.

واما امه فهي الفاضلة مريم بنت حسن مفرح المخشمي الفيفي رحمها الله، ولدت في بيت القعاد في بقعة آل مخشم، في حوالي عام 1348هـ، وتوفي والداها وهي صغيرة في العمر، ونشأت وتربت يتيمة في بيوت اعمامها، وتعلمت من خلالهم بعض اجزاء من القرآن الكريم، وشيء يسير من القراءة والكتابة، وكانت على بصيرة بكثير من امور الدين الاساسية، وتزوجها الشيخ سلمان، وكانت ظروفهما متشابهة جدا، في اليتم والمعاناة من صغرهما، واستقرا في بيت الحدب، وكونا لهما اسرة قوية متماسكة، رزقا فيها بثمانية اولاد، خمسة ابناء وثلاث بنات، وعملا بكل وسعهما على حسن تربيتهم وتعليمهم، حيث ربياهم بكل وعي وادراك على محاسن الاخلاق، في جو من الرحمة والحنان والعطف، وتربية سلسة بعيدة عن الشدة، وكثرة اللوم والعتاب، بل تميزت باللطف والتوجيه بالحسنى والمحبة، وزرعا فيهم الخير والبر والصلاح، وحب التعاون والصبر على مصاعب الدنيا، رحمهما الله وغفر لهما وتجاوز عنهما.

ولد لهذين الفاضلين في بيتهما الحدب، الواقع في بقعة آل وعالة غربي الجبل الاعلى من فيفاء، في تاريخ 1/7/1384هـ، وكان ترتيبه السادس بين اخوانه، ونشأ وتربى في هذه الاسرة المباركة الهادئة الرحيمة، يستمتعون بمساعدة والدهم في مزرعته، وفي جميع مراحل العمل فيها، ويفرحون وهم يتعلمون منه، ويسعدون وهو يثني عليهم وعلى ما قاموا به من مساعدة، ولكنه يحرص اكثر على أن لا ينشغل احدهم عن دروسه وواجباته، حيث حرص على تعليمهم منذ صغرهم المبكر، حتى قبل دخول الواحد منهم للمدرسة، فقد الحقه مع اخوانه في معلامة الدرب (الثاهر) قبل سن الدراسة، فدرس عند الشيح أحسن بن علي احسن آل مشكاع الداثري رحمه الله، واتقن لديه شيء من مبادئ القراءة والكتابة، وفي حفظ قصار السور من القرآن الكريم، وعاش طفولته بكل متعة وسعادة، وما زالت ذاكرته تحمل كثيرا من الذكريات الحلوة الجميلة، الخالية من كل ما يعكرها أو يشوش عليه، نشأ بين والديه واخوانه في جو يسوده المحبة والألفة والرحمة، حتى أن الشمس لتغرب في غالب الايام وهو لم يشبع بعد من اللعب واللهو، فيبيت ليلته يرقب الصباح ليستأنف هذا اللعب والمرح من جديد.

تعليمه:

ألحقه والده بمدرسة النفيعة الابتدائية، في بداية العام الدراسي1391/1392هـ، وكانت هي المدرسة الوحيدة الاقرب من بيتهم، وكانت الطريق إليها متعبة جدا لمن هو في سنه، تحول بينه وبينها عقبة كؤود، صعبة المرتقى، وعرة المسالك، يمشي إليها على قدميه في صعود متواصل، على ضلع الجبل الممتد امامه، والذي لا يكاد ينتهي لصعوبته إلا بشق الانفس، فيمرون في طريقهم من فوق بيتهم الحدب، ببيوت الشنيف، ثم بيوت آل وعالة، والحشرة والداحنة، ومنها إلى بيوت الدمينات، ثم إلى سوق النفيعة، حيث تقع المدرسة في طرفه الشرقي، في مسافة طويلة وشاقة مرهقة، ومع هذه الصعوبة في الوصول إلى المدرسة، وتغير البيئة معه، بخروجه من الهدوء إلى الصخب الذي لم يألفه، فقد صدمه الوضع جدا، حيث وجد نفسه لا تتأقلم مع هذه المدرسة، فالجو في داخلها وفي محيطها اشعره بالخوف والرهبة، وأحس أنه في عالم مختلف لم يألفه من قبل، فكلها امور جديدة عليه، حيث عاش قبلها في بيئة هادئة وشبه معزولة، وها هو اليوم في عالم آخر مختلف بالكلية، وتغيرت نظرته بالكامل عن كل ما كان يسمعه عن المدرسة، حيث انتابه شيء من الرعب والخوف، سواء من المدرسة أو من معلميها، وبالأخص لما شاهده وصدمه في اول يوم يحضر فيه، مما رءاه من شدة زائدة من بعض المعلمين، فكان لكل ذلك وقع في نفسه، واثر سلبي على تحصيله وتفاعله، فمضى العام ليجد نفسه متعثرا في نهايته، راسبا في دراسته، مما لزمه من اعادة دراسة الصف الاول مرة ثانية، ولذلك كان هذا العام تجربة دراسية فاشلة، حيث لم تكن انطلاقته الفعلية إلا في العام التالي، مع انه في بداية هذا العام الثاني، حدثت معه قصة عجيبة، تعتبر من المواقف الطريفة والمحزنة في نفس الوقت، حيث يقول في أول يوم من بداية السنة الثانية، وانا اذهب للمدرسة مع بعض الزملاء من جهتنا، وهم قد نجحوا إلى الصف الثاني الابتدائي بخلافي، فاقترحوا على أن  أدخل معهم إلى الصف الثاني، واقنعوني أن لا احد سيعرف بذلك، ومن أول يوم وقفت في الطابور مع الصف الثاني، ومع هذه المجموعة الذين اشاروا علي،  ودخلت معهم للصف الثاني، وصرفت لي الكتب مع بقية الزملاء، وبقيت على ذلك لأكثر من ثلاثة اشهر، حتى أني اختبرت في بعض الاختبارات، وتأقلمت مع الوضع تماما، معتقدا وكل زملائي وكذلك المعلمين أني بالفعل احد طلاب هذا الصف، ولكن في أحد الايام حضر للفصل مدير المدرسة، الاستاذ حسين بن جابر ومعه الاستاذ يحي بن على رحمهما الله، ونادوا باسمي متسائلين هل انا موجود، فأجبتهم بالإيجاب (نعم)، ثم عادوا إلى الإدارة، ثم اخرجوا جميع طلاب المدرسة إلى الساحة خلف المدرسة، وجعلوا ينادون على الطلاب بأسمائهم، من بداية الصف السادس الابتدائي، ويطلبون من كل طالب يسمع اسمه أن يذهب إلى صفه، وهكذا بقيّت الصفوف، ولما وصلوا إلى الصف الثاني، لم يكن اسمي من ضمن طلابه، وكذلك لم يكن ضمن طلاب الصف الأول الابتدائي، وانصرف جميع الطلاب إلى فصولهم، ولم يبقى في الساحة طالب غيري، فطلب مني مدير المدرسة أن اذهب واحضر كتبي من الفصل، واسبقه الي إدارة المدرسة، فانتابني حينها خوف شديد من المدير، وفيما سيكون وضعي بعد الآن، وقد أصبحت وحيدا لم أكن مع أي صف من هؤلاء الصفوف.

  وبالفعل رجعت إلى الصف الثاني، واخذت كتبي، ثم ذهبت اجر قدمي إلى الإدارة،  واذا بي أجد امامي الاستاذ يحي بن على رحمه الله، يقول لي انت بالصف الأول وليس بالصف الثاني، ثم اردف سوف اضعك في فصل جميل، مع زملاء تعرفهم وترتاح اليهم، ثم اجلسني وناولني كوبا من الماء ليهدي من روعي، وسلمني كتب الصف الاول، واخذ بيدي وقال تعال لنذهب إلى الصف الأول، (كان هذا الصف حينها  شعبتين)، فلما مر بالشعبة الأولى، قال لي انظر هل تعرف منهم من احدا، ولما لم ارى بينهم طالبا اعرفه، انتقل بي إلى الشعبة الثانية، وطلب مني أن انظر كذلك هل اعرف منهم احد، فاذا بي ارى مجموعة من الطلاب اعرفهم، فقال له إذاً اجلس معهم في هذا الفصل، وانضم اليهم وسرعان ما تأقلم معهم ومع وضعه الجديد، والف كل زملائه في الفصل، وارتحت نفسه واطمأنت، وزالت عنه كل المخاوف السابقة، فكانت هذه هي في الواقع البداية الفعلية له في الدراسة، بل اصبح من ساعتها منافسا في النجاح والتفوق، سواء  في هذا الفصل أو ما تلاه من الفصول، وطوال دراسته الابتدائية وما بعدها.

   كانت معالجة هذا الخطأ ناجحة وإن كانت متأخرة، وكان لها دور كبير في تقبله لها بكل اريحية، وفي عدم اصابته بالإحباط او تأثره لاحقا، وما ذلك إلا دليل الوعي التربوي لدى القائمين على المدرسة، وجعله ينطلق فيما بعد في دراسته بشكل مرضي، ودون ترسبات أو عقد، ونجده يعيد انطلاقته بنجاح واقبال، خلاف ما كان عليه في السنة السابقة، ويعيد بنفسه ذلك لعدة أسباب، كان أهمها وفي مقدمتها تعوده على مشواره اليومي من البيت إلى المدرسة، وبالذات مع وجود زملاء له في ذلك العام من جهتهم، كان يروحون ويعودون مع بعضهم، ثم كذلك بسبب تغيير المناهج الدراسية في ذلك العام، مما جعلها أسهل وأفضل في عرض المعلومة، عن ما كانت عليها المناهج السابقة، ولا ينسى فضل القائمين على المدرسة، ويخص منهم المعلم الفاضل الاستاذ يحيى بن علي الابياتي رحمه الله، الذي ارتبط به بعد ذلك كثيرا، واحبه ورأى فيه ما يمثل الاب الحنون، فكان يلجئ اليه في كل ما يواجه من اشكالات، ويجد فيه التفهم والقلب الكبير.

   انسجم في المدرسة وتعلق بالدراسة واحبها، واصبح منافسا في النجاح والتفوق، وسارت به الامور من افضل إلى افضل، ويذكر وهو في الصف الخامس الابتدائي، حضر إلى المدرسة معلم مصري متميز، لا يذكر من اسمه الا الاسم الأول (صابر)، كان هو مربي الفصل في الصفين الخامس والسادس، ويدرّس مواد اللغة العربية والحساب والهندسة والعلوم، وهذا المعلم كان مربيا فاضلا ومعلما مخلصا، يبذل جهده في تعليم الطلاب، ومتمكن تمام التمكن في معلوماته، وفي حسن تعامله واسلوبه في إيصال المعلومة للطلاب، يمازج في تدريسه بين الشدة والتحفيز، مما جعل الطلاب يتعلقون به ويحبون مادته، وبالتالي احب من محبته للمعلم هذه المواد التي كان يدرسها، وخاصة منها مواد اللغة العربية، ولذلك كان أحد الطلاب المتفوقين في هذين الصفين، الخامس والسادس الابتدائي، وما زال إلى اليوم لم ينسى هذا المعلم، ودائما ما يدعو له بالخير والتوفيق، لما كان له من تأثير كبير عليه، ونفع واثر ايجابي خلفه في نفسه، جزاه الله كل خير حيا وميتا، لقد اتم المرحلة الابتدائية بكل ايجابية، ونجح من الصف السادس في نهاية العام الدراسي 1398/ 1399هـ.

وبعد انتهائه من المرحلة الابتدائية وكان متفوقا فيها، ولديه ميل اكثر إلى اللغة العربية وعلومها، ووجد امامه حينها خيارين لإكمال دراسته المتوسطة، الاول في المدرسة المتوسطة التابعة للمعارف، والثاني في متوسطة المعهد العلمي، وكلاهما في محيط واحد، في منطقة سوق النفيعة، لذلك اختار ورجح الالتحاق بالمعهد العلمي، لما عرفه من أنه يركز علي مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية، ولا يوجد به مواد علمية لم يكن يميل إليها، وبالفعل اصبح احد طلاب هذا المعهد، ومع بداية العام الدراسي1399/ 1400هـ، كان أحد طلاب الصف الأول المتوسط فيه، وما اسرع ما انسجم مع المواد المقررة ومع نظام المعهد، وتفوق في دراسته، واستمر ذلك ديدنه طوال سنوات دراسته، ولم تصادفه أي صعوبات أو معوقات،  ويذكر أنه تم نقل مقر المعهد الي مبنى أخر جديد، يقع علي الشارع العام، في بقعة العذر جهة نيد الدارة، مع  بداية العام الدراسي 1401/ 1402هـ، وكان حينها يدرس في الصف الثالث المتوسط، ولم يؤثر عليه ذلك رغم زيادة المسافة التي عليه أن يقطعها للوصول إلى المقر الجديد، واستمر على ذلك طوال دراسته إلى أن تخرج من الثانوية، يذهب إلى المدرسة سيرا على الاقدام ، حيث لا توجد أي طرق للسيارات حينها من جهة سكنهم، وكان بحمد الله أحد الطلاب المتفوقين، في كلا المرحلتين المتوسطة والثانوية، وكان المعهد حينها يزخر بنخبة من المعلمين الافاضل، الذين ما زال يذكر معظمهم  بالخير ويدعو لهم، ويخص منهم من انتفع به  كثيرا، وتأثر به اكثر من غيره في هذه المرحلة، وهو معلم اللغة العربية في المرحلة الثانوية، الأستاذ القدير عبدالله داوود من مصر، فرغم صعوبة مادة النحو والصرف، ومقررها (ألفية ابن مالك) وشرح ابن عقيل، وكذلك مادة الأدب والبلاغة، الا إن هذا المعلم بعلمه وتمكنه وخبرته، وفي طريقته الرائعة في التدريس، واسلوبه المرن والمشوق، جعل هذه المواد سهلة ومحببة له، وأكتسب منه علم وفير، بقي معه طوال الحياة، وشجعته على التخصص فيه بعد ذلك، ومع أن الأسئلة النهائية لكل الصفوف الدراسية، كانت مركزية ترد من الجامعة، الا أنه كما يقول لم يواجه أي صعوبة في أي منها، وواصل ترقيه وتفوقه في دراسته، سواء منها في المرحلتين المتوسطة والثانوية، إلى أن تخرج بفضل الله من المعهد العلمي في فيفاء، في نهاية العام الدراسي 1404/1405هـ.

الدراسة الجامعية :

  بعد تخرجه من ثانوية المعهد العلمي، قرر التوجه لإكمال دراسته في مدينة أبها، لكونها اقرب المدن التي يوجد بها جامعة، ليكون قريبا من والديه، نظرا لحاجتهما الكبيرة للرعاية، وقد تقدم بهما السن، ولم يعد معهما أحد يرعاهما من اخوانه، فاختار ابها ليسهل عليه زيارتهما بصفة دورية، أو كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

    وفي ابها قدم اوراقه إلى فرع جامعة الأمام محمد بن سعود الاسلامية، واختار تخصص اللغة العربية، لحبه لهذا التخصص وميله الكبير إليه، وتفوقه في مواد هذا التخصص في شهادة الثانوية، ثم استشرافا منه للمستقبل، وفرص التوظيف فيه قد تكون اكثر من غيره بمشيئة الله، وعلى امل أن تتاح له فرصة العمل معلما في بلدته فيفاء، وتم قبوله بحمد الله في نفس التخصص، واعتمد طالبا في كلية اللغة بابها مع بداية العام الجامعي 1405هـ، وهنا تغيرت عليه كثير من الامور، ومنها وفي مقدمتها احساسه بالغربة، فكانت اول مرة يبتعد فيها عن اهله، ولكن الله سبحانه وتعالى يهيئ الامور بلطفه وتوفيقه، فقبل بدأ الدراسة في ذلك العام وقد تم قبوله، سافر من فيفاء في رفقة جارهم الشيخ حسن بن محمد الداثري (رحمه الله)، المقيم حينها في مدينة ابها، الذي عرض عليه استضافته في بيته إلى أن يتيسر له السكن الجامعي، ولكنه في اليوم التالي في الجامعة، قابل الاخ الكريم هادي بن محمد المخشمي، الذي عرض عليه ان يشاركه في السكن، فلديه غرفة من العام الماضي، هو والاخ احمد بن سليمان المثيبي، وهي مخصصة لثلاثة طلاب ولا يوجد غيرهما، ولم يتردد بل ذهب معه إلى المسؤول عن السكن، وتمت أضافته مباشرة معهما، وهنا انتهت اول مشكلة واهمها، وسعد مع رفقائه الفضلاء في هذا السكن، واما مشاعره فما زالت مضطربة قليلا، لأنها في الواقع تغيرت عليه اشياء كثيرة، سواء ما كان متعلقا بالسكن، أو في الأكل وفي طبيعة الحياة من حوله، وهذه لا شك مشاعر طبيعية لدى كل الناس، ولكنها بفضل الله تزول مع الصبر ومع مضي الوقت، ويذكر أن ذلك العام كان من اصعب ما مر به في حياته من المشاعر، ولكنها سارت به الامور فيما بعد على ما يرام، وتعود عليها وصبر وصابر، إلى أن خفتت مشاعر البعد والغربة، وتأقلم قليلا قليلا مع وضعه الجديد، ولكن اكثر شيء اتعبه حينها، قلة ذات اليد لقطع المكافأة عن طلاب الجامعة، فقد احراجه كثيرا مع اهله واخوانه، والحياة بين عسر ويسر في كل حالاتها، وتحتاج إلى المدارة والصبر، وهو ما وفق الله إليه، فمع مرور الايام تيسرت الأمور وانفرجت الهموم، ثم أنه تعود على وضعه وتأقلم معه،  وألف واقعه الجديد.

واما بالنسبة إلى الدراسة، فهي في البداية مرت بمنعطفات ومعوقات، حيث واجهته في المستوى الاول بعض الصعوبات، وما ذلك إلا لقلة معرفته بنظام الجامعة الأكاديمي، وكذلك تغير عليه نظام المذاكرة الذي قد تعوده فيما مضى، فلما كانوا ثلاثة طلاب يعيشون في غرفة واحدة، ويتحتم أن يراعي بعضهم بعضا، ولذلك لم يستطع أن يأخذ حريته الكاملة في المذاكرة بالشكل الذي يناسبه، وبالطريقة التي تعود عليه من قبل، ولذلك حاول وقد شخّص العلة، وعرف السبب تماما، في ايجاد الحلول التي يستطيع بها تجاوز كل المعوقات، ومع الوقت ومع التجارب والمحاولات وبعد تقليب الامور، والاستفادة من زملائه وبعض الاستشارات من هنا وهناك، استطاع بفضل الله تذليل نفسه أولا، وسعى بها إلى أن تتنازل عن بعض ألفها، ثم حرص على الالمام التام بمتطلبات النظام الجامعي، واما ما يتعلق بالمذاكرة التي تناسبه اكثر، فقد اختط لنفسه خطة تتناسب مع طبيعته ووضعه، حيث كان يحرص اثناء الفصل الدراسي على المواظبة التامة على الحضور، ويجتهد أن لا يكون عليه أي غياب طوال الفصل، ليستفيد من نسبة الغياب المسموح بها، لتكون له في نهاية الفصل، فكان يتعمد غياب الاسبوعين التي تسبق الاختبار النهائي، ويحمل فيها كتبه ومذكراته ليسافر إلى اهله في فيفاء، وهناك يكب على مذاكرته واسترجاع دروسه بالطريقة التي تعود عليه، ويتهيأ للاختبارات بكل تركيز، وهنا استطاع التغلب على هذا الجانب.

تجاوز بالحكمة والمداراة كل ما اعترضه من المعوقات، وتعدلت اموره من حسن إلى احسن، وتنامى وتحسن مستواه الدراسي فصلا بعد آخر، حتى أنه لم يتعثر أو يتأخر طوال هذه الدراسة الجامعية، إلى أن تخرج بفضل الله دون تأخير في الوقت المحدد لها (أربع سنوات)، حيث اكمل فيها بفضل الله دراسته الجامعية، ليحمل شهادة البكالوريوس في نهاية العام الجامعي 1409هـ، من كلية اللغة العربية جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية فرع ابها، معتزا وسعيدا بهذه المرحلة المهمة التي حصّلها، والتي تشرف خلالها بتلقيه العلم والمعارف، على نخبة فاضلة من كبار العلماء المختصين، وكان لهم دور كبير ومؤثر في حياته الدراسية، ويذكر من هؤلاء فضيلة الشيخ الفاضل الدكتور عبدالله المصلح آل شاكر، عميد كلية الشريعة وأصول الدين، وسعادة الاستاذ الدكتور عبدالله أبو داهش الشهري، عميد كلية اللغة العربية، واستاذ الأدب في الجامعة، والمؤرخ والباحث القدير في تاريخ الأدب في جنوب المملكة العربية السعودية، وغيرهم من الافاضل حفظهم الله تعالى ووفقهم.

بالطبع لم يكتفي بما حققه من العلوم وما وصل إليه من المعارف، ولم يقف بها عند الشهادة الجامعية التي حصلها، بل سعى دوما إلى تحصيل كل العلوم، وإلى مواصلة الرفع من قدراته ومعارفه، والحرص على تحسين مستواه، وزيادة معلوماته وثقافته، فكان طوال السنوات التالية، واثناء انخراطه في ممارسة عمله الوظيفي، لا يدع فرصة متاحة امامه في الاستزادة والتعلم لتفوته، حيث التحق بالكثير من الدورات، ومن البرامج المتعددة والمتاحة، وقد حصل على عدد من الدورات والبرامج التطويرية، في تخصصه وفي متطلبات وظيفته، ومن أهمها ما يلي :

  1. دبلوم إدارة مدرسية.
  2. دورة في رفع الكفايات الإدارية والفنية لمديري المدارس، لمدة 40 ساعة.
  3. دورة في الطريق الي التدريس الناجح، والتطبيقات الناجحة، لتدريس اللغة العربية.
  4. دورة في نشر مفاهيم الجودة في العمل.
  5. دورة في استخدام الحاسب الألي .
  6. دورة في تحقيق النتائج من خلال الأخرين.
  7. دورة في مبادئ الإسعافات الأولية، المقدمة من الهلال الأحمر بمنطقة جازان.
  8.   دورة في التدريب علي العلاج بالتكامل الحسي.
  9.  دورة في الإرشاد وقت الأزمات.
  10. دورة في مهارات تحليل الشخصية.
  11. دورة في التوجيه والإرشاد في نظام نور.
  12. دورة في طرق حل المشكلات.
  13. دورة في مهارات تعديل السلوك.

وغير ذلك من الندوات والمحاضرات والممارسات، اضافة إلى تعلقه بالقراءة ومتابعة كل جديد ومفيد.

العمل الوظيفي :

بعد تخرجه من الجامعة في نهاية عام 1409هـ، تقدم بأوراقه على وزارة المعارف، رغبة في تعيينه في مجال التعليم، وبحمد الله تم له التعيين معلما مع بداية عام 1410هـ، وتحققت رغبته في أن يكون في احدى مدارس فيفاء، حيث تم توجيهه للعمل في إدارة التعليم بصبيا، واعتذروا من توجيهه إلى أي من مدارس فيفاء، بحجة عدم وجود شاغر لتخصصه حينها، إلا أنهم عرضوا عليه العمل مديرا لمدرسة قرضة الابتدائية بفيفاء، لشغوره لعدم وجود مدير لها، ولا يوجد في المدرسة معلما سعوديا ليكلف بذلك، ولكنه اعتذر بشدة عن قبول هذا المهمة، لكونه مستجدا في مجال التعليم، ولا يملك من الخبرة والدراية ما يؤهله لهذا العمل الخطير، وزادت محاولة اقناعه من قسم الادارة المدرسية بذلك، ولكنه اصر على رفضه التام، رغم أنهم سهلوا له الامور، وعرضوا عليه بعض التسهيلات، ولما وجد نفسه محرجا، ولم يجد له مخرجا، مع هذا الالحاح الشديد، طلب منهم مهلة، ليفكر في الامر ويستشير فيه، واعطوه بضع ساعات لاجل ذلك، على شرط أن يرجع لهم بقرار الموافقة في نفس اليوم، ولما خرج من مبنى الإدارة، وهو لا يدري ما يفعل واحتار كثيرا في امره، وعند مدخل الإدارة قابل بالصدفة شخص لا يعرفه، ولكنه توسم فيه خصال الخير، وأستشعر أن له خبرة في التعليم، ولذلك سعى لتحدث معه، وعرف من خلال حديثه معه أنه من قبائل بني مالك، ثم اخبره أنه فعلا يعمل في التعليم، ولكنه لم يفصح له عن طبيعة عمله، فاستشاره وسأله عن ما عرض عليه، وسأله هل للإدارة من مميزات لو قبلها، وما هي سلبياتها كذلك، وهنا بدوره سأله هو عن عدة أشياء كان من ضمنها ما هو تخصصه، ثم قال له ما خلاصته، إن كانت هذه المدرسة في منطقة نائية، ولا يوجد فيها سعودي غيرك، فلن تستطيع أن تنتقل منها نهائيا، الا أن توجد لك بديل سعودي يحل محلك.

 ثم شكره وغادره راجعا إلى فيفاء، ولم يعد إلى الإدارة إلا في اليوم التالي، وعندما حضر من الغد تفاجأ أنهم قد وجهه معلما للغة العربية، في متوسطة نعامة بآل خالد من بني مالك، ورفضوا منه كل المحاولات بتوجيهه إلى أي مدرسة في فيفاء، أو في أي مدرسة أخرى اقرب من هذه المدرسة، لأنه حينها لا  تتوفر لديه وسيلة نقل تعينه على الدوام في هذه المدرسة البعيدة، ولما لم يجد تجاوبا استسلم، وخضع للأمر الواقع، واستلم خطاب توجيهه وانصرف، ولكن كانت المفاجأة عندما باشر عمله في هذه المدرسة، حيث وجد أن مدير المدرسة هو نفس الشخص الذي قابله بالأمس عند باب الادارة، واستشاره في ما عرض عليه؟، إنه الإستاذ الفاضل الشيخ حسن بن حسين الكبيشي الخالدي رحمه الله، الذي رحب به في المدرسة، وقال له ضاحكا اليس التدريس أفضل من الإدارة.

  كان العمل في هذه المدرسة تجربة ناجحة، وبالذات مع هذا المدير الفاضل رحمه الله، ولكنه لم يبقى فيها طويلا، فبعد شهرين يسر الله له بديلا حل محله، وتم توجيهه للعمل في متوسطة وثانوية فيفاء من بداية العام، وذلك بتوفيق الله ثم دعاء الوالدين رحمهم الله، وبجهود الإستاذ الشيخ حسن بن فرح رحمه الله تعالى، وباشر في متوسطة وثانوية فيفاء معلما لمواد اللغة العربية، في المرحلتين المتوسطة والثانوية، واستمر على ذلك إلى عام 1413هـ، حيث تم ترشيحه  من قبل مدير المدرسة ليكون وكيلا فيها، وقد اصابه ذلك بالرعب والفزع، وحاول التملص والاعتذار لصعوبة المهمة، ولمعرفته بثقل هذه المسؤولية، وبالذات في مثل هذه المدرسة الكبيرة، وسعى جاهدا إلى أن يثني المدير عن قرار ترشيحه، ولكنه اصر عليه ولم يقتنع منه بكل الاعذار والتبريرات، مما جعله في النهاية يخضع ويستسلم للأمر الواقع، ويردد في نفسه ويعللها بأن يكفيه أنه سيتعلم من هذه التجربة، وسيقبس من توجيهات هذا المدير الكبير الكثير، مما سينفعه طوال حياته، وسيستقي كثيرا من خبراته وحنكته الادارية والقيادية، ويكتسب المهارات والخبرات التي لا يفرط في مثلها، وبالفعل سارت معه بحمد الله وتوفيقه الامور كما يحب ويرغب، في كل يوم يضيف إلى نفسه شيئا جديدا ونافعا، فقد اتيح له فرصة ممارسة الاعمال الإدارية بكل حرية وشفافية، وانغمس في تلفيفاتها وزواياها بكل قوة وهمة وعزيمة، يكسب الثقة بنفسه، ويضيف إليها العديد من المهارات الجديدة، مع أنه وجد أنها زادت الاعباء مع زيادة اعداد الطلاب في المدرسة، فقد ارتفع عدد الطلاب في بداية عام 1414هـ في الثانوية بشكل كبير،  لكونها كانت الثانوية الوحيدة بفيفاء، حتى بلغ  عدد طلاب الصف الاول الثانوي إلى ما يقارب (180) طالبا، مما زادت معه أعباء عمل وكيل المدرسة، وبالذات وهو الوحيد ولا يوجد معه مساعدين اداريين، كما هو عليه الوضع اليوم في مدارس التعليم العام، وفي نفس الوقت لا توجد التقنيات التعليمية المتاحة اليوم، فكان العمل مرهقا وكثيفا وشاقا، ولكنه اجتهد وبذل كل طاقته، ولم يأل جهد في اداء عمله كما ينبغي وكما هو مطلوب.

وفي عام 1417هـ تمت إحالة مدير المدرسة الاستاذ حسن بن فرح رحمه الله على التقاعد، وتم ترشيحه ليخلفه مديرا للمدرسة، إلا أنه اعتذر بشدة ورفض ذلك رفضا تاما، لمعرفته أنه لن يستطيع سد هذه الثغرة والفراغ الذي خلفه صاحب هذه القامة، فآثر البعد بنفسه وأن يبقى كما هو وكيلا فقط، نظرا لما قد اكتسبه من الخبرات في هذا المجال،  واستمر بعدها على عمله في الوكالة الى عام 1430هـ، وكان يكلف فيها من حين إلى آخر القيام بأعمال الإدارة مؤقتا، عند حدوث الثغرات بين مدير يغادر وآخر يحل محله، وكان هذا العمل والجهد المكثف والرتيب في نفس الوقت، يصيبه بالإحباط ويستنزف كل طاقاته، مما اشعره بكثير من التعب والإرهاق والملل، فالعمل الاداري عمل واسع لا ينضب ولا ينتهي، ولذلك فكر وسعى إلى تغيير نمط عمله بما هو اكثر هدوء، ولكي يجدد نشاطه في مجال آخر مفيد، ولما كان قد اكتسب بحكم موقعه وممارساتها الادارية والتربوية، الكثير من الخبرات المتعددة ، ولديه معرفة تامة بالطلاب واشكالاتهم ومتطلباتهم،  ولمعرفته الشخصية بمعظم اسرهم وظروفهم، مما اشعره بأنها مكتسبات قد تؤهله للعمل في مجال ( الإرشاد الطلابي)، ولهذا تقدم الى مكتب التعليم بمحافظة فيفاء، يطلب منهم ترشيحه لهذا العمل، ليكون مرشدا طلابيا في ثانوية فيفاء، خلفا للإستاذ يحي بن سالم الظلمي حفظه الله، وقد وردت الموافقة على تكليفه بهذا العمل، بعد أن اجتياز كل الاختبارات والمقابلات المعدة لهذا الترشيح، حيث مارس عمله الجديد (مرشدا طلابيا) ابتدأ من عام 1430هـ، ليستمر فيه لمدة ثلاثة عشر سنة، حتى قرر في عام 1442هـ القاء عصا المسؤوليات، والركون إلى الراحة والتفرغ إلى متطلبات نفسه، حيث سعى إلى طلب التقاعد المبكر، وتمت الموافقة له عليه بحمد الله، وبعد خدمة متواصلة استمرت لمدة (32) عاما، كان بحمد الله شعلة من النشاط والبذل والعطاء.

  ولم يكن نشاطه خلالها قاصر على عمله الرسمي فقط، وبالذات وهو يعمل بين اهله الاقربين، ومقيما في مجتمعه الخاص، مما لو تعمد ترك الناس فلن يتركوه، فهم لا شك يسعون لأشراكه في شؤونهم ومتطلباتهم واحتياجاتهم، وهو بطبعه انسان مبادر واجتماعي متفاعل، فاجتهد في بذل ما يستطيعه في خدمة مجتمعه، محتسبا وساعيا إلى اداء واجبه ونفع الناس، ومن هذه الاعمال التطوعية والتعاونية التي يفخر ويعتز بها ما يلي :

  1. عمل متعاونا مع جمعية البر الخيرية في محافظة فيفاء، معرفا لقبيلته (قبيلة الأبيات) منذ حوالي خمسة عشر سنة.
  2. رشح في عام 1443هـ، عضوا في المجلس المحلي بمحافظة فيفاء.

وهو يسعى دوما في كل حياتيه أن يكون ايجابيا نافعا لاهله ومجتمعه، وفقه الله وبارك فيه واعانه، ونسال الله له دوام التوفيق والسداد، والنجاح في كل خير وفلاح، وان ينفع به.

والناس في مجتمعاتنا تحفظ الجميل، وتقدر المخلصين وتسعى إلى شكرهم بما هم اهله وبما يستحقونه، ولذلك فقد نال الكثير من شهادات الشكر والتقدير، وجميل الثناء والعرفان، لما بذله وقدمه طوال عمله الرسمي، وفي مشاركاته الاجتماعية والتعاونية، حيث قدمت له من افراد مجتمعه، أو من خلال عمله الوظيفي، أو من المسؤولين في المنطقة، حيث نال كثير من الدروع وشهادات الشكر والتقدير، بما هو اهله وما يستحقه، ومن ذلك ما يلي :

1- درع وشهادة شكر جائزة التميز،  لحصوله على المركز الثاني، فئة المرشد المتميز، بمكتب تعليم محافظة فيفاء.

2- درع وشهادة جائزة المرشد المتميز، إدارة تعليم صبيا.

3- درع وشهادة شكر من إدارة تعليم صبيا، قسم التوجيه والإرشاد، على رعاية الطلاب المتفوقين.

4- درع وشهادة شكر، مقدمة من إدارة تعليم صبيا، قسم التوجيه والإرشاد، على التميز في تنفيذ برامج التوجيه والإرشاد.

5- درع وشهادة شكر، من مكتب التربية والتعليم بمحافظة الداير، في سباق التميز المؤسسي، وحصوله  على المركز الأول.

 6- درع وشهادة  شكر، مقدمة من مركز الإشراف التربوي بمحافظة الداير، علي إنجاح عمل مجلس اسرة الوكلاء بالمركز، وترأسه المجلس لعام 1428- 1429هـ.

 7- درع وشهادة شكر، مقدمة من مكتب التعليم بمحافظة الداير، لتميزه في مهام العمل الإداري  والتربوي، والحرص المستمر في تطوير الأداء للعام 1429- 1430هـ.

8- درع وشهادة شكر، مقدمة من محافظ فيفاء، علي المشاركة والمساهمة في اظهار فيفاء بوجه مشرف في مهرجان جازان الشتوي الأول.

10- درع وشهادة شكر، مقدمة من محافظ فيفاء، على المشاركة المتميزة في إنجاح برنامج حملة التضامن لوطني ضد الإرهاب بفيفاء.

 11- درع مقدم من شيخ وآهالي الغربي بفيفاء، على المساهمة والمشاركة في خدمة المنطقة بغرب     فيفاء.

 12- درع وشهادة شكر، مقدمة من الملتقى التاسع لدورة الدفاع المدني العشرون، والمقام في منطقة جازان على المساهمة في فعاليات الملتقى.

13- درع وشهادة مقدمة من لجنة التنمية الاجتماعية بفيفاء، علي المشاركة الفعالة في حملة التوعية

بأضرار المخدرات والتدخين.

14- شهادة شكر مقدمة من الوحدة الصحية المدرسية، على إنجاح المنتدى الصحي عن الإسعافات

الأولية بالمنطقة.

  وفقه الله وزاده تالقا ونجاحا، وجعلها بشرى له في الآخرة، وجزاه الله خير الجزاء، واعظم له الاجر والمثوبة.

الحالة الاجتماعية :

  زوجته هي الفاضلة الاستاذة صفية بنت علي حسن آل وعالة الأبياتي،  حاصلة على دبلوم معهد معلمات، وخدمت في مجال التربية والتعليم، معلمة لمدة خمس وعشرين سنة، وهي ربة بيت فاضلة، وام حنون ومربية صالحة، وقد رزقا بأربعة أبناء، ولدين وابنتين، حفظهم الله وبارك فيهم، وهم على النحو التالي:

  1. نواف منتسب في الجامعة، تخصص لغة انجليزية، وموظف في شركة الزامل بالرياض.
  2. عهود حاصلة على بكالوريوس لغة انجليزية، معلمة في مدارس الريادة النموذجية بالرياض.
  3. سامر طالب بكلية التقنية  نظام البكالوريوس إدارة عامة.
  4. ود طالبة في جامعة جازان كلية الحاسب الآلي.

بارك الله فيها من اسرة مباركة ونفع بهم، وبارك الله فيه وفي جهوده، وزاده علما وفضلا ونجاحا وتفوقا .

                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محبكم / عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ــ ابو جمال

 الرياض في 1444/9/27هـ

 

  المقالات

تعليق واحد

  1. ما شاء الله تبارك الله
    سيرة عطرة لشخصية فاضلة
    معلم وتربوي ومرشد ومربي وساعي لاصلاح ذات البين ومستشار في مجالات حدة
    ذو أخلاق عالية
    بارك الله في ابي نواف

    وشكرا للكاتب القدير ابي جمال صاحب القلم المبدع الذي يبحر بنا بين الفينة والأخرى بشخصية رائعة أو موضوع شيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى