آداب
قصة المعلم بشير والطالب
قصة المعلم بشير والطالب
هذه قصة طريفة، يقال أنها حدثت أثناء فترة الامتحانات في إحدى المدارس بالسودان لأحد معلمي اللغة العربية، وكان أسمه بشير، مع أحد طلابه المعروف عنه حبه للنوم والكسل.
فبعد انتهاء امتحان مادة البلاغة قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الإجابة للطلاب، وكان يلاحظ في بعض الأحيان أن بعض الطلاب يتركون سؤالاً أو سؤالين بدون إجابة، وهو أمر معتاد.
إلا أن ما أثار استغرابه ودهشته الى حد كبير، هو أنه وجد ورقة إجابة تخص أحد الطلاب تركها خالية لم يجب فيها على أي سؤال! بل والأغرب من ذلك أن الطالب وضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان وكتبها على في ورقة الامتحان:
بشير قل لـي مـــا العمـــل
واليأس قـد غلـــب الأمـــل
قـيـل امـتـحــــان بلاغـــــةٍ
فحســـبته حـــان الأجـــل
وفزعت من صوت المراقب
إن تـنحـنح قربي أو ســعـل
يجول بين صفوفـنا بلا ملـل
ويصول في القاعة كالبطـل
والـعـقـل مـنـي قـد رحـــــل
بــشـيـر يــا أخـــي تـمهــل
مــا كــــل مســـألـة تُحَــــل
فــمــــن الـبــلاغـــة نـافــــعٌ
ومـــن البلاغـــة مـــا قتــــل
وقد كنت أحب النوم والكسل
وأنـــا وربــي كذلك لــم أزل
فــإذا أتـتــك إجابتي تمهـل
ولو فـيها الـسـؤال بدون حل
دعهـــا كمـا هي بدون خـلـل
والصفر ضعه علـــى عجـــل
فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطاؤه درجة النجاح في مادة البلاغة، لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة للطلاب متوفر في هذا الطالب الذي استطاع إبداع ونظم هذه القصيدة الطريفة والبديعة في وقت قليل.
الحكمة من القصة الطريفة
إجابة هذا الطالب ممتازة وغير معهودة طريفة وذكية ويستحق الفوز، ومن حكمة المعلم أن أعطاه درجة النجاح، خصوصا عندما يكون الاستاد مدرك لأهداف التدريس، وليس لتلقين المعلومات.
لأنه تحققت الكفاية المستهدفة بنظم القصيد، وهو شيء رائع جدا، وأدرك الأستاذ أن الطالب شاعر وموهوب وكيف لمثله ان يرسب،