
مؤذن الجامع الكبير
في أيامه الاخيرة صلى معنا في الصف الاول وبعد فراغه من اداء الصلاة سحب كرسيه الابيض كعادته إلى منتصف المسجد حيث جلس هناك يوزع نظراته ويرقب المصلين…
كان ذلك في الجمعة الاخيرة من رمضان هذا العام… بعد الصلاة ذهبت كغيري للسلام والاطمئنان عليه
فقد غيبه المرض وانهكته السنون في الآونة الاخيرة فاستقبلني متبسما رافعا صوته هلا بابن العادي
معاتبا على حاجة ٍكان قد اسر بها لي ولم استطع أن ألبّيها له وما انسانيها إلا الشيطان…
عقدان من الزمن مرت تقريبا وهذا الرجل هو مؤذن الجامع الكبير لم يسجل خلالها عليه تأخير او تغيب يذكر دون عذرفقد كان حريصا على المسجد كل الحرص حتى وهو يذهب في رحلاته العلاجية القصيرة لم يكن يترك ذلك المسجد بل كان ينسق و يوكل ويتابع باختصار لقد كان يؤدي عمله باقتدار اذان…متابعة …نظافة وحتى في تفرسه وتفحصه للمصليين.
ذات مرة كان مشغولا بطرح سؤال على أحد الاخوة حول كثرة الحركة اثناء الصلاة… ولا أخفيكم فقد استحوذ الحديث على اهتمامي فأنصتُّ اليه على حين غرة أصغيت للحديث وباهتمام لم يقطع حبل استماعي له سوى هول المفاجأة… لقد وجه لي حينها ضربة كانت كما يقال في منتصف الجبهة حينما صرح أنني كنت المعني بذلك السؤال !
في حين كنت من يجهل ذلك عن نفسه؟!
شيء غير طبيعي كان يؤديه هذا الرجل في ذلك المسجد فلم يكن أبدا مجرد مؤذن لقد كان يتلمس ويتفقد ويوزع الأدوار وبتنوع وعقل يحسب له حتى وهو يوجّه بقسوة و يوزع الأدوار بعنف….
العم هادي هذا….. إذا كان مسرورا فحدث ولا حرج واذا غضب فلا تأمنن على نفسك من كف قد يمتد تأثيره لأسبوع وفي كل الاحوال.
كان همّه واهتمامه المسجد ففي حضرته لا تقلق على هذا المسجد من سوف يؤذن او يتولى دور القيم .
رحم الله العم هادي بن علي مكحل الذي رحل عنا في الجمعة الأخيرة من رمضان هذا العام بعد ان زرع حسه وهيبته في اركان ذلك المسجد.
لا شك ان رحيله سوف يترك فراغا سوف يتعبنا و يتعب به من بعده…
ولا شك اننا سوف نفتقده و يفتقده جهاز الصوت والجامع وذلك الكرسي سوف نشتاق حتى لقسوته فكيف لهمته واهتمامه وأذانه وانضباطه؟!
لكننا اليوم لا نملك إلا ان ندعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وان يجعل الجنة مثواه رحمك الله أيها المؤذن.
بقلم
علي عادي طميحي-صبيا
اللهم اغفر له وارحمه وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم اجعل منزلهم الفردوس الأعلى من الجنة احسن الله عزاء اهله ومحبيه وجبر مصابهم
رحمه الله وغفر له
كلماتك كان لها وقع كبير في نفوسنا وخففت عنا الكثير من الألم، فجزاك الله عنا خير الجزاء، وأسأل الله أن يكتب لك الأجر والمثوبة، وأن يبارك في عمرك وعملك، ولا يريك مكروهًا فيمن تحب. تبقى المواقف الصادقة مثل هذه شاهدة على طيب المعشر وصفاء القلب .. خالص التحيه ياابا احمد 🌹
رحم الله العم هادي بن علي وأسكنه فسيح جناته