ما كتبه الشيخ محمد بن راشد عن أزمة الإدارة لموارد عظيمة لديها كفاءات عظيمة لتصنع أمة عظيمة عانت وتعاني منها دول كثيرة. تلك الموارد والكفاءات تحتاج إلى قيادة عظيمة أيضا لتصنع أمة عظيمة وكيانا واسما عظيمين..

يتوجب على القائد أن يتمتع بصفات وخصائص ومهارات تساعده على قيادة الآخرين وتحقيق النجاح، ليكون قائدا متفردا ومتميزا وعظيما.  إن القيادة العظيمة تثير وتنّشط وتحّفز وتوقد شعلة العمل الجماعي وتلهب الحماس. تعمل بصمت أغلب الوقت، ولا تتحدث إلا عند الحاجة حيث ينصّب تفكيرها على العمل والانجاز أكثر.

يمكن أن تختلف هذه الصفات من شخص لآخر، ولكن هناك بعض الصفات المشتركة التي يتميز بها معظم القادة العظماء. ومن تلك الصفات:

–الرؤية: يمتلك القائد العظيم رؤية واضحة لما يريد تحقيقه، ويتمكن من تحفيز الآخرين على تحقيق هذه الرؤية، ويضع جدولا زمنيا لكل بند في رؤيته.

-القيادة: القدرة على قيادة الآخرين وتوجيههم، ويتمكن من بناء فريق عمل فعال يستطيع الإنجاز، وهذا الفريق يستطيع قراءة أفكار القائد وفهم توجهاته للوهلة الأولى.

-التواصل الفعال: يجيد القائد العظيم التواصل مع الآخرين، ويتمكن من إيصال أفكاره ورؤيته إليهم بوضوح، لأنه يتكلم بلغة مفهومة للجميع، ويستطيع التواصل بفعالية مع الآخرين. كما أنه يتمتع بمهارات اجتماعية جيدة تمكنه من بناء العلاقات والتأثير على الآخرين.

-الذكاء العاطفي: يتمتع القائد العظيم بالذكاء العاطفي، ويتمكن من فهم مشاعر الآخرين وإدارة عواطفه الخاصة.

-الثقة بالنفس: يتمتع القائد العظيم بالثقة بالنفس، وهذه صفة هامة وهي في الغالب فطرية يتم تنميتها مع زيادة العمل والانجاز والنجاح، وتمكنه الثقة بنفسه من اتخاذ القرارات الصعبة، وتحدي الصعاب ومواجهة المخاطر.

-القدرة على المخاطرة: لا يخاف القائد العظيم من المخاطرة، ويسعى دائمًا إلى الابتكار والتجديد.

-الالتزام بالقيم: يؤمن القائد العظيم بقيم معينة، وثوابت راسخة يسعى إلى تطبيقها في حياته العملية، ويعيش وفقًا لها. ويحرص على أن يكون قدوة حسنة لفريقه.

بالإضافة إلى ما سبق، هناك بعض الصفات الأخرى التي قد تساهم في جعل القائد العظيم أكثر نجاحًا، مثل:

-القدرة على التكيف مع التغيير: يتمكن القائد العظيم من التكيف مع التغييرات التي تحدث في البيئة المحيطة به. هذا التكيف يساعده على تبني الأفكار الأكثر مرونة وفاعلية وتنفيذها بدقة ونجاح.

-القدرة على حل المشكلات: يتمكن القائد العظيم من حل المشكلات التي تواجهه أو فريقه لأن لديه البدائل والحلول المرنة المناسبة لكل مشكلة. 

-القدرة على اتخاذ القرارات بسرعة وفعالية: يتمكن القائد العظيم من اتخاذ القرارات بسرعة وفعالية، حتى في ظل الظروف الصعبة، لأن لديه رؤية واضحة وهدف أسمى.

-الذكاء والقدرة على اتخاذ القرارات: يتمتع القائد العظيم بالذكاء والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. كما أنه يمتلك القدرة على التعلم والتطور باستمرار.

-القيادة والتحفيز: يمتلك القائد العظيم القدرة على قيادة الآخرين وتحفيزهم على العمل بجد لتحقيق الأهداف المشتركة.

-المسؤولية الذاتية: يتحمل القائد العظيم المسؤولية عن أفعاله وأفعال فريقه. كما يتمتع بالثقة في نفسه وقدراته وقدرات فريقه.

كتبت مقالين أحدهما بعنوان: محمد بن سلمان والتفكير الشبكي، والآخر: محمد بن سلمان لاعب شطرنج وصانع ألعاب، وأضيف لهما ما سبق عن القائد العظيم والقيادة العظيمة. إن إدارة محمد بن سلمان القوية لتلك الموارد والكفاءات تصنع تاريخا متفردا، وانجازات يسجلها التاريخ ليس يوما بيوم ولا ساعة بساعة، لكن ثانية بثانية. وما تلك الإنجازات التي نشاهدها ونلمسها كل يوم على الصعيد الداخلي والإقليمي والعالمي إلا انعكاس للإدارة المتميزة التي يتمتع بها محمد بن سلمان، ولعلها تكون مادة تدرس في المستقبل لإعداد القادة في كل المجالات وعلى مختلف المستويات. يقول الرئيس فلاديمير بوتين عن الأمير محمد بن سلمان:

A reliable partner who always fulfills his promises, knows how to achieve his goals, knows well what he wants to achieve, a person full of vitality and enjoying the unprecedented activity.”

“شريك موثوق به يفي دائمًا بوعوده، يعرف كيف يحقق أهدافه، ويعلم جيدًا ما يريد تحقيقه، شخص مليء بالحيوية ويستمتع بالنشاط غير المسبوق.”

الوفاء وتحقيق الهدف والعلم بما يريد والحيوية والنشاط، تلك أيضا صفات القائد العظيم لخصها بيوتن في شخصية محمد بن سلمان تضاف إلى الصفات الأخرى التي يتمتع بها سموه.

هناك صفة ورثها محمد بن سلمان عن الملك عبد العزيز يرحمه الله وعن والده الملك سلمان حفظه الله: الحزم.

 كان الملك عبد العزيز يردد: الحزم أبو اللزم أبو الظفرات .. الترك أبو الفرْك أبو العثرات.

لكن السؤال ماذا يريد محمد بن سلمان؟

قال الملك سلمان حفظه الله: هدفي الأول ان تكون بلادنا نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على كافة الأصعدة وسأعمل معكم على تحقيق ذلك.

ومما قال سمو الأمير محمد بن سلمان: ما نطمح إليه ليس تعويض النقص في المداخيل فقط، أو المحافظة على المكتسبات والمنجزات، ولكن طموحنا أن نبنيَ وطناً أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة، في التوظيف والرعاية الصحيّة والسكن والترفيه وغيره.

لكن ماذا يدور في ذهن سموه؟

 أستطيع القول إن محمد بن سلمان يريد أن تكون المملكة العربية السعودية عالما قائما بذاته. كيان لديه شيء مختلف يجذب كل العوالم إليه. دولة يكون لديها من المقومات والإمكانات ما يؤهلها لتكون ذات استقلالية مطلقة، وبناء وطن ومواطن لهما سيادة ذاتية، والناتج أمة عظيمة ووطن أعظم.

Carlyle stated, “The History of the world is but the Biography of great men”, reflecting his belief that heroes shape history through both their personal attributes and divine inspiration

يقول كارليل: “تاريخ العالم ليس سوى سيرة الرجال العظماء”، معبراً بذلك عن اعتقاده بأن الأبطال يحددون مسار التاريخ من خلال خصائصهم الشخصية والوحي الإلهي.

محمد بن سلمان كيان قائم بذاته، يصنع تاريخا متفردا ومتميزا حافل بالإنجازات والابتكار والابداع والاستدامة.  هناك يتملكني شعور قوي أنه على رغم كل ما نشاهده ونسمع عنه أن محمداً لم يبدأ بعد.

محمد: لم يبدأ بعد

المقالات