
مفهوم الأمن الفكري (9)
الأمن الفكري في النظام السياسي ([1])
المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية شرعية، فقد أرست منذ نشأتها على يد الملك عبد العزيز يرحمه الله دعائم وأسس الحفاظ على الأمن الفكري، حيث نص النظام الأساسي للحكم في (المادة الأولى) الصادر بالأمر الملكي رقم: أ 90 وتاريخ 27/8/1412هـ على أن المملكة دولة عربية إسلامية ذات سيادة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله ^، وذلك لعلم ولاة الأمر بأن الحفاظ على الأمن الفكري لا يكون إلا من خلال السير على نهج الكتاب والسنة، ولذلك جعلت المملكة العربية السعودية الواجهة الممثلة لها الواجهة الشرعية بشكل مباشر على علمها، وعلى ألقاب ولاتها الذين يتشرفون بخدمة الحرمين الشريفين.
وما يشيع في ربوع هذه البلاد المباركة من نور العلم الإسلامي المشتمل على العقيدة الصافية والأوامر والنواهي الإلهية التي قامت عليها المملكة هي في الحقيقة تدابير وقائية للحفاظ على الأمن الفكري حمى الله تعالى بها العقول والأفكار من المبادئ الهدامة، من مختلف مصادر الضلال، فقد اجتثت ما نبت من جذور الشرك، لما عرف الناس بنور العلم، فحوربت البدعة والخرافة والشعوذة والإرهاب، وجميع ألوان الفكر المنحرف بشتى صوره، وبذلك أمن الناس على أفكارهم فما عادت تنطلي عليهم الأمور، ولا يغرهم في متاهات الانحراف الفكري والارتكاس العقلي الغرور([2]).
ولأنَّ الفكر الإرهابي المنحرف المعتمد على تكفير المسلمين حكامًا ومحكومين وأفراداً ومؤسسات ودولاً وحكومات ظهر في السنوات الماضية، وانتمى إليه بعض أبناء الوطن وخربوا البلاد بأفعالهم المبنية على القناعات بهذا الفكر المنحرف فقد سعتْ الجهات الشرعيةُ والتعليميةُ لتعزيز الأمن الفكري في نفوس عامة المسلمين، ولذلك أصدر مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية –وهو أعلى مؤسسة شرعية علمية فيها ويشمل في عضويته عدداً من العلماء- أصدرَ في دورته التاسعة والأربعين التي انعقدت في الطائف بتاريخ 2/4/1419هـ بياناً حول هذا الموضوع قرر فيه:
«أن التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله ^، فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله ^، فكذلك التكفير، وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل يكون كفراً أكبر مخرجاً من الملة، ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تُدْرأ بالشبهات، مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يُدرأ بالشبهات، ولذلك حذّر النبي ^ من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر فقال: «أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه»([1]).
كما أصدر المجلس في دورته التاسعة والخمسين التي انعقدت في مدينة الطائف بتاريخ 11/6/1424هـ بيانًا يوضح الرأي الشرعي حول الخلايا الإرهابية التي تم اكتشافُها من قبَل أجهزة الأمن وفي البيان تفنيدٌ لأفكارها ومناهجها وسلوكياتها
المصادر:
[1] مقال: الأمن الفكري في الإسلام، د. أسماء محمد أحمد بشير. [2] موقف المؤسسات الشرعية في المملكة العربية السعودية من الإرهاب والعنف والتطرف إعداد: د. علي بن راشد الدبيان – القاضي بوزارة العدل.
جزاك الله خير جهد مبارك نفع الله بك وعلمك واصل فلك مستقبل بورك فيك وعلمك
شكرا لكم على هذا الايضاح الاكثر من رائع.
دمتم وقلمكم المعطاء.