مقالات

من الأدوات التراثية (11)

أ : علي بن جبران المدري

من الأدوات التراثية (11)

أدوات من تراثنا .

( البِرْگة والمِثمَل والگرِي والوجية والجُحْفُرَة )

كان جلب الماء قديماً عملية مرهقة وشاقة وكانت هذه المهمة مناطة بكواهل النساء حيث يذهبن للأودية والمعاين _ مصادر الماء _ ولمسافات بعيدة وتبدأ هذه المهمة تقريباً من بعد منتصف الليل ووقت السحر والانتظار حسب الدور المخصص لكل واحدة وخاصة وقت الخَزَن وشح المياه فتنتظر المرأة دورها ولفترة طويلة ويسمى ” خزَنان الماء ” كونها تنتظر فترة من الليل عند قلة المياه النابع حتى يتجمع الماء قليلاً مع شح الأمطار ،

وقد يوجد حارس في بعض الجهات لتنظيم السرى بين الواردات حتى يأتي دورها لتجلب حظها ونصيبها من الماء في عملية شاقة ثم تعود لمسافة كبيرة في نفس الليلة وقد لاتصل لبيتها إلا عند الفجر أو مع شروق الشمس في عملية مستمرة ويومية بتلك الداوة التي تتسع حالياً مايقارب ٢٠ لتر وكذلك ( الغَرْبُ ) يكون أكبر حجماً وأثقل عند امتلائه بالماء والذي يتسع حالياً مايقارب ٣٠ لتر وأكثر .

وتعملان من جلود الأنعام ، وقد مرت على الأهالي شدة وجفاف وخاصة في عام ١٣٨٩هـ وبداية عام ١٣٩٠ هـ حتى اضطر أهالي فيفاء لورود وادي ضمد والأودية المحيطة كون الجدب استمر لحوالي ١٠ اشهر وبعدها عاد الخير فتنبه الأهالي لوسائل لحفظ المياه لفترة أطول ، وبدأو بحفر البِرْگ التي تتسع لمايقرب ١٥ طن إلى ٢٥ طن حسب سعة تلك ” البِرْگ ” وهي جمع ومفردها بِرْكات أو بِرَگ أي مجمع الماء .

ويتم عملها بالحفر في أماكن مناسبة في مناسل الحستور ونحوها ويعمل لها ساقية نظيفة وبنيان من جوانبها بالحجارة داخل الأرض بعد الحفر وخلبها من طينة الأرض ويعمل للبِرْگة بيت دائري فوق الأرض وعند مدخل باب البِرْگة توضع حجرة كبيرة وممتدة للأمام قليلاً وذلك للوقوف عليها عند دلو الماء وتسمى ( ستِلاية ) وكذلك يضاف عود معترض في الأمام في مقدمة الباب كما يظهر في الصورة المرفقة .

وذلك للإمساك به حتى لايتم السقوط وكذلك لسحب رشا الدلو من فوقه عند الحاجة والثقل . ويضاف بجوارها مبنى دائري كشكل البِرْگة ولكنه أصغر حجماً ، ويسمى ( المِثمَل ) ورد المِثمَل في القاموس بمعان عدة ومنها = ثَمَلَ بفتح الجميع : أي بقي وابقاه فالمِثمَل يبقى فيه الرواسب والأوساخ المحمول من الخارج وينزل الماء الصافي للبِرْگة وبعدها يعمل للبِرْگه منشر عند امتلائها بالماء ،

وقبل البِرْگة كانو يعملون مايسمى ( الگرِيّ ) وهي حفرة صغيرة تثقب في الصخور ليتجمع فيها مياه الأمطار . وبعضها يتم بنيانها قليلاً بالحجارة والطين فوق الصخور ومسيل المياه لتتسع ويجتمع فيها ما يكون لشرب الأبقار والأغنام .

والبعض الأخر كان يحفر في الأرض مايسمى ( بالجحفرة ) حفرة صغيرة تجتمع فيها مياه الأمطار وغيرها من الوسائل البدائية نظراً لصعوبة الحصول على الماء في ذلك الوقت ، ثم وجد بعد عام ١٤٠٠هـ بقليل الحديد والخرسانة والأسمنت مع فتح الخطوط في فيفاء فقام الناس بعمل الخزانات التي تحوي مئات الأطنان مما أراح الأهالي من عناء بعد وشح الماء وتأخر الأمطار …

وهناك مايسمى ( بالوجية ) عبارة عن حفرة صخرية يتجمع فيها الماء من الصخور المجاورة وغالباً تكون صغيرة يتجمع فيها الماء لسقيا الماعز والإنسان ..

فلله الحمد على هذه النعم والراحة التي نتفيأ ظلالها مع حكومتنا الرشيدة ، ولايدرك هذه النعم إلا من كابد العناء والمشقة التي مرت قديماً وفي جميع المجالات .

من الأدوات التراثية (11)

المقالات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى