منوعات

من تراثنا .. الزي القديم في فيفاء

علي بن جبران المدري

من تراثنا .. الزي القديم في فيفاء 

مراحل الزي القديم

مَرَّ الزي في فيفاء بمراحل :

1_ فالمرحلة_الأولى : قبل مايقارب ٩٠ سنة وبسبب ضعف حال الناس والظروف المعيشية آنذاك كان اللباس عبارة عن وزْرَة تسمى جلجلانية مخططة بألوان كثيرة وكذلك تريمية وهي عبارة عما يشبه السديرية التي تلبس على الصدر ولكن التريمية تكون ضيقة ولاتلتقي اطرفها بل تغطي قليلاً من جهتي الصدر من الناحية اليمنى واليسرى وبقية الصدر ظاهر وهذي يمتلكها أصحاب المال والمشائخ غالباً وأما الأكثرية فالجزء العلوي مكشوف تماماً واجهاف اي شعر طويل قد يكون مفروق وبندق ومقصب فقط هذي هي المرحلة الأولية ولذا نجد بعضاً من هذا المظهر في صور الرحالة جون فلبي في اجتماع الناس وذهابهم للأسواق عندما زار فيفاء حوالي عام 1356 هـ .

2_ المرحلة_الثانية: بعد الثمانينات الهجرية قبل مايقارب ٦٠ سنة وبعد التحسن قليلاً في الأحوال المعيشية كان لباسهم عبارة عن وزرة وقد يسمى حوك ويلبس على الجزء الأسفل وغالباً ما يكون أبيض وفي أطرافه خطوط وأهداب ملونة تميل للأخضر وهو يستر ما فوق السرة الى نصف الساق تقريباً والقداما لاينزلون الإزار عن نصف الساق ويعيبون على من ينزلها عن نصف ساقه .

وظهر بعدها المصنف  ويلبس فوق الوزرة أو المصنف حزام من الجلد يثبت فيه الخنجر ( المنقلة ) وبعضهم قد يلبس الجوفية والجنبية وتكون أطول والقليل يلبس الجوفية وتكون للأعيان وكبار القوم بحكم الوضع المادي آنذاك فبعضها غالية جدآ . وقد يلبس الرجل حزاماً اسمه المِسْبَت في حالة وجود مسدس معه لتثبيت الرصاص فيه إضافة الى أن بعضهم يحمل البنادق الكبيرة كالنبوت والمحدش والهطفة ونحوها وهي الأكثر استخداماً وقتها وبصورة شبه دائمة إذ تعد الأسلحة في المحافظة وبعض المحافظات الجبلية من لوازم الرجولة في ذلك الوقت ومن ضرورة العصر للدفاع عن النفس والتهيؤ لأي طارئ نظراً لكثرة المظالم والمشاكل والقتل حينها .

 الشميز : عبارة عن قميص خفيف يصنع من القطن والبعض يفضله باللون الأبيض أو الملون المزخرف ، ويكون مفتوحاً من الأمام وله أكمام طويلة ويصل نزولاً حتى الوسط .

واللباس الذي يغطي الصدر مكون من الشميز والبعض يضيف عليه لبس الكوت أيضاً والكوت أما ابيض وعادة يلبسه هذا اللون عليه القوم والمشائخ حينها مع المصنف الأبيض كما كان من حال الشيخ حسن بن علي شيخ فيفاء سابقاً عليه رحمة الله تعالى  وغالبية الناس يكون الكوت لونه أسود .

اما شعر الرأس ففي معظم الأحيان يكون طويل ومفروق من الوسط ومحاطا بسير جميل وربما يكون مرصعاً بنجوم من الفضة وغير ذلك أو يلف بقماش بشكل كعصابة ويضاف فوقه أو تحته من جهة الحاجب أنواع من الأشجار العطرية مثل الكادي والبعيثران والخزام والريحان وغيرها .

المِعْدل / قطعة قماش تشبه الإزار توضع عادةً على الكتف الأيسر والبعض يضعها على الكتف الأيمن ولكن الأصل وضعها على الجانب الأيسر والعصا أو البندق يكون باليمين . والغاية من إضافة المعدل في الزمن الماضي كموروث ووجاهة اجتماعية للمشائخ والأعيان واصل إضافته بحكم ضعف الحال آنذاك فقد تستخدم للتغطي بها من البرد أثناء النوم كون حال الناس ضعيفة ويغلب عليهم طلب العيش والنزول والصعود في الجبل فمن يدركه الليل وهو بعيد عن بيته فإذا داهمه المبيت عند أناس آخرين اوفي مكان يتغطى ويتقي بهذا اللحاف عند النوم او البرد .

كان أحب اللباس للنبي صلى الله عليه وسلم ( البردة اليمانية ) كشكل المعدل في الصور المرفقة : حيث سئل أنسَ بنَ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه -وكانَ خادمَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِن أعلمِ النَّاسِ بِأحْوالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أيُّ أنواعِ الثِّيابِ التي كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحِبُّها ويُفضِّلُ أنْ يَلْبسَها، فقال أنسٌ: «الحِبَرةُ»، وهي ثِيابٌ مُخطَّطةٌ، مَصنوعةٌ مِن القُطْنِ ومُزَيَّنةٌ، كان يُؤتَى بها مِنَ اليَمنِ. الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.

3_ المرحلة_الثالثة : اللباس الحالي حيث ترك الأهالي تقريباً ذلك اللباس القديم والزي الموروث وانتقل الناس للباس السعودي الحديث من الثوب والغترة والشماغ والعقال ومابقي على اللباس القديم إلا قليلٌ من الأولين … فلله الحمد والمنة على هذه النعمة .

من تراثنا .. الزي القديم في فيفاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى