
مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي
“مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي ” الذي ذهب مثلا :-
قائلها هو عمرو بن عامر بن زيد مناة الكعبي الخزرجي ، شاعر جاهلي وفارس ، كان أشرف الخزرج ، اشتهر بنسبته إلى أمه الاطنابة بنت شهاب، من بني القين من قضاعة ، وفي الرواة من يعدّه من ملوك العرب في الجاهلية ، كانت إقامته بالمدينة ، وكان على رأس الخزرج في حرب لها مع الأوس. وهو القائل :
أبت لي عفتي وأبي إبائي
وأخذي الحمد بالثمن الربيح
عمرو ابن الأطنابة أمير من أمراء الجاهلية في الجزيرة العربية ، كان في الطائف ، حضر مع قومه والتقى بقبيلة أخرى يقاتلها، ولكنه لما رأى أشعة السيوف خفق قلبُه وأصابته الحمى، ففر على بغلته وترك قومه ، فلما ذهب بعيداً تذكر أنه لا بد أن تكون له منزلة في بين قومه، فقال:
أَبَتْ لِي عِزتِـي وأَبَـى َحيائِي
وكسبي الحَمْدَ بالثَّمَنِ الـرَّبِـيح
وإِقْدامِي على المَكْرُوهِ نَفْسِـي
وضَرْبِي هامَةَ البَطَلِ المُشِـيح
وَقَوْلِي كلَّما جَشَأَتْ وجـاشَـتْ
مَكانَكِ، تُحْمَدِي أَو تَسْتَرِيحِـي
لأُكْسِبَها مآثِـرَ صـالِـحـات وأَحْمِي
بَعْدُ عن عِرْضٍ صَحِيح
بِذِي شُطَب كمِثْلِ المِلْحِ صـافٍ
ونَفْسٍ ما تَقِرُّ على الـقَـبـيح
وقَولي كَلَّما جَشأت وجاشَت
مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي
لأَدفَعَ عَن مآثرَ صالحاتٍ
وأحمي بَعدُ عن عِرضٍ صَحِيحِ
أُهِينُ المالَ فيما بَينَ قَومِي
وأدفَعُ عَنهمُ سُنَنَ المَنِيحِ
ابت لي أَن أُقضِّي في فعالي
وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ
فاما رُحتُ بالشرفِ المُعلى
وإِما رُحتُ بالموتِ المُرِيحِ
قرَت أحسابُنا كرما فأَبدَت
لنا الضراءُ عن أُدُمٍ صحاحِ
ولم يُظهر لنا عُقراتِ سَوءٍ
جمودُ القطرِ أو بكءُ اللقاحِ
ورجع وقاتل وانتصر وسجل بهذه القصيدة أروع الأمثلة على الشجاعة حتى أنها عدت من أشجع الأشعار