مقالات

و رحل شيخ المكارم

د.مفرح بن مسعود المالكي

و رحل شيخ المكارم

ودعت محافظة الداير بني مالك فجر الثلاثاء الثالث من شهر شوال لعام 1446هـ شيخ شمل قبائل آل خالد سابقاً الشيخ /علي بن حسين جابر الكبيشي رحمه الله والذي برحيله تطوى صفحة بيضاء ناصعة دوّنها الفقيد خلال مسيرة العطاء والبذل والحب والولاء لهذا الوطن وقيادته لتبقى تلك السيرة نبراساً يحتذى وأسوة تقتدى، فكما أنّ الفقد عظيم والخطب جلل والثلمة كبيرة إلاّ أنّ العزاء في فقده رحمه الله هو ما خلّفه من مآثر عظيمة ومواقف مشرفة وانجازات كبيرة وذكر حسن يشهد به القاصي قبل الداني، وإن من صور البر والوفاء أن تذكر بعضاً من صفاته ومواقفه التي لا يمكن حصرها والإلمام بها ولكنها إضاءات ولمحات من سيرته المعطرة.

فقد كان رحمه الله ذلك الشيخ الهُمام صاحب المواقف والمكارم والأيادي البيضاء والحضور المهيب.
شيخ الحكمة والدهاء والهيبة والوقار والخلق الرفيع ولين الجانب والتواضع الجميل.

الشيخ علي بن حسين الكبيشي رحمه الله لم يكن صاحب شهادة علمية مرموقة ولكنه يفوق أصحابها فهو مدرسة متكاملة في القيادة يسوس الأمور بحكمة ورويّة وقدرة عجيبة في حسن تقديره وسرعة بديهته وقراءته للمواقف ودهائه واتخاذه القرار الحكيم الصائب.

الشيخ علي بن حسين الكبيشي رحمه الله جمع الصفات الفريدة لا تجتمع إلا في عظماء الرجال وهم قلة قليلة يصنعون التاريخ ويخلدون الذكرى بما يتركون من أثر حسن وفعل جميل فالتاريخ لا يلج أبوابه إلا العظماء، فكما أنّ الشيخ مهاب الجانب صاحب حضور قوي ولافت ومؤثر إلا أنه قمة في التواضع والخلق الرفيع، والتقوى والورع يتفقد رعيته ويرعى شؤونهم يشفق على صغارهم ويشجع شبابهم ويحترم كبارهم ويواسي مصابهم.

كان الشيخ علي رحمه الله باذلاً لجاهه وماله ساعياً للم الشمل والإصلاح بين الناس وله جهود كبيرة ومشهودة في ذلك، كما أنه رجل تنمية من الطراز الفريد يتعاون مع كل مسؤول في المحافظة والمنطقة في تحقيق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله من أجل الارتقاء وتحقيق الأهداف المنشودة من التنمية المستدامة والمتوازنة ويذلل كافة العقبات ويمنح الأراضي لإقامات المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في المحافظة إضافة إلى تقديم الدعم للعمل التطوعي والخيري ومشاركات المحافظة في المناسبات والفعاليات فجزاه الله خيراً ورفع درجته وأعلى منزلته في جنات النعيم.

كتبه :-
د.مفرح بن مسعود المالكي
مدير مكتب التعليم
الجمعة 6 شوال 1446هـ

و رحل شيخ المكارم

تعليق واحد

  1. الدكتور مفرح بن مسعود المالكي سلمك الله ، وبارك الله فيك على هذه الكلمات المعبرة عن شخصية الشيخ علي بن حسين الكبيشي رحمه الله ، فالكلمات تعجز عن وصف عظمة الرجال الذين يتركون بصمات لا تنسى في قلوب أبناء وطنهم ، وقد كان الشيخ علي واحدا من هؤلاء العظماء الذين حملوا راية النبل والأخلاق العالية.

    عندما نتحدث عن شخص مثله، نجد أن مآثره لا تعد ولا تحصى ، فقد كان مثالا للتواضع والكرم، ورمزا للقيادة الحكيمة التي تهدف إلى خدمة المجتمع وتلبية احتياجاته ، كما أن إخلاصه وجهوده في جمع الشمل والوفاء لرعيته تعكس معاني إنسانية عميقة تعكس روح الوحدة والمحبة.

    إن إرث الشيخ علي سيظل حيا في ذاكرة الأجيال القادمة، وستبقى سيرته النبيلة دليلا لكل من يسعى إلى بناء مجتمع أفضل ، نسأل الله أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة، ويرفع درجته .

    جزاكم الله خيرا على هذه الذكرى الطيبة والرائعة، ونسأل الله أن يرزقنا جميعًا سيرة تكون نبراسا لنا في حياتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى