
يوم المشّة قديما
قديماً كان يسمى هذا اليوم الثامن من ذي الحجة بيوم المشّة ويقصدون التنظف في الأبدان وغسل الثياب وحلق الشعر للرجال ( التدباع ) وتمشيط شعر المرأة ووضع اللباب والطيب للنساء ويسمى التخراش وشراء ملابسها من الستدرة والمحنة وغيرها .
وصبغ المرأة ملابسها بما يشابه النيلة اليوم وذلك من بعض الشجر كشجرة القاع وغيرها.
وهذه كانت عندهم مؤكدة ويذكرون ذلك في اهازيهم ويقولون ” ذما مشّه يوم المشّه دمو فشّه ” أي دعاء عليه بأن يريق الله دمه ! هذا من باب التحفيز والتأكيد على أهمية الغسل والتنظف يوم المشّة أي اليوم الثامن من ذي الحجه .
ذلك لكونهم مشغولين أكثر العام بالحرث والزراعة ولاينشغلون بالنظافة كثيراً ، وكانو يهزملون فرحاً بقرب العيد ويقولون ” ودويد قَرْب امعيد اليوم المشّة وبكره الوقفة وبعدو امعيد ودويد ودويد ..
وكل هذا الفرح بسبب الجوع والتعب الذي كان قديماً ، وذلك بالعمل المستمر في الأرض ، فكان للعيد طعم مميز ومكانة خاصة عندهم فكانو يؤخرون العمل في الأرض ويعاودون يومها في كل مكان لتوفر الطعام ، فيذهبون لجميع البيوت منذ الصباح الباكر ويحيون ليله بالسمر وبعد العيد يحزنون على ذهاب أيام العيد المليئة بالفرح والطعام ومن قولهم ” امعيد فرّه ليتو قرّه ندبغ مرة …
فنحمد الله تعالى على النعم العظيمة التي ننعم بها في هذا الزمان .
هذا المقال يعكس جوانب ثقافية واجتماعية غنية تعود إلى ممارسات العيد قديما ، ويبرز أهمية النظافة والاحتفال في حياة الناس ، ومن الجميل أن نرى كيف كانت هذه العادات تمثل فرحة كبيرة، حيث كانت تمثل فرصة للتواصل الاجتماعي والتخلص من تعب العمل في الأرض.
تظهر تفاصيل يوم المشّة كيف كان الناس يستعدون للعيد بالتحضير الشخصي، مما يعكس اهتمامهم بالمظهر والنظافة. من المثير للاهتمام أيضاً أن هذه الطقوس كانت تُذكر في الأهازيج، مما يُظهر عمق الترابط بين الفنون الشعبية والاحتفالات.
كما أن الفرح الذي كان يغمرهم قبل العيد، رغم الجوع والتعب، يبرز قوة الروح البشرية في مواجهة التحديات ، حيث إن الاحتفال بالعيد كان بمثابة مكافأة لكل الجهود التي بذلت على مدار السنة.
نحن اليوم نعيش في زمن يتيح لنا الاستمتاع بمزيد من الراحة والرفاهية بفضل الله وكرمه ، ثم بفضل ولاة أمورنا ، ونستطيع أن نتذكر تلك العادات الجميلة كجزء من تراثنا الثقافي ، فالشكر لله على النعم التي نعيشها الآن، وعلينا أن نحيي هذه التقاليد في قلوبنا، وننقلها للأجيال القادمة.