دين ودنيا

إمام المسجد النبوي: بث النمائم من صفات المنافقين

صحيفة الرياض

إمام المسجد النبوي: بث النمائم من صفات المنافقين

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير -في خطبة الجمعة-: بث النمائم والأراجيف والأكاذيب بين المسلمين من صفات المنافقين، قال جل وعز في شأنهم: “لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ”، ومعنى ولأوضعوا خلالكم أي لأسرعوا ركائبهم بينكم بالنميمة والتخذيل باغين لكم الفتنة بتفريق الجماعة وتشتيت الكلمة وإفساد الألفة وإيقاظ الفتنة وإظهار التشويش وشق عصا المسلمين، ومعنى وفيكم سماعون لهم: أي وفيكم مطيعون لهم ومستحسنون لحديثهم وكلامهم، وفيكم نمامون وعيون ينقلون إليهم أخباركم.

وأضاف: وهل تسفك الدماء وتستحل المحارم وتنتهب الأموال وتهيج الأمور العظام إلا بالنميمة، فدعوا النمائم فإن أولها سمائم وآخرها مآثم، وكم من صفيين تباعدا، وكم من متواصلين تقاطعا، وكم من محبين افترقا، وكم من إلفين تهاجرا، وكم من زوجين تطالقا بسبب وشاية ساع أو قالة نمام، فأف لأهل النمائم ثم أف، وحسبك بالنميمة خسة ورذيلة وسقوطا وضعة أنه لا يمتننها إلا حقير مهين، ولو علم من سرت نمائمه، وهبت سمائمه ودبت عقاربه ومكائده ماذا جنى على ذاته وأقربائه وزملائه وقرنائه لعلم أن الصمم كان أهون لعيشه، وأنعم لماله من نقلة ينقلها أو نميمة يحملها، عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “لا يدخل الجنة قتات” متفق عليه، وفي لفظ لمسلم: “لا يدخل الجنة نمام”.

وتابع: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة”، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس”، والعضه الإفك والبهيتة والنميمة، وإيقاع الخصومة بين الناس بما ينقل لزيد عن عمرو ولبعض عن بعض، وانظر كيف أحالت النمائم السماعين لها من التصافي إلى التجافي، ومن التراحم إلى التزاحم، ومن التناصر إلى التناحر، ومن التحاب إلى الاحتراب، حتى تواثبوا وتحاربوا وتلاكزوا وتلاحزوا وتناحروا وتدابروا، فلا أعراضهم صانوا ولا بالحق دانوا فصاروا أضحوكة للشامتين وأسبوبة للجاهلين.

وأضاف: اللبيب الحكيم لا يصغي إلى حديث نقله ديبوب كذاب نمام فتان يروم زرع الضغائن، وبث الشحائن، قال جل وعز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”، وقال جل وعز:”وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافࣲ مَّهِینٍ، هَمَّازࣲ مَّشَّاۤءِۭ بِنَمِیمࣲ، مَّنَّاعࣲ لِّلۡخَیۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِیمٍ”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى