أخبارناصحة و جمال

الرجال يخفون معاناتهم النفسية خشية المجتمع

الوطن

الرجال يخفون معاناتهم النفسية خشية المجتمع

طالما عرفنا أنه لا يحتمل أن يطلب الرجال المساعدة، في حل مشاكل صحتهم العقلية، وأثبتت جمعية علم النفس الأمريكية، على مدار سنوات عديدة من البحث، أن الرجال من جميع الأعمار والأعراق، هم أقل عرضة لطلب المساعدة في مشاكل مثل القلق والتوتر والاكتئاب من النساء. وهذه قضية تتجاوز بكثير الأسطورة القائلة، إن الرجل غير قادر على التعبير عن مشاعره، وتعد وصمة العار والمعايير الذكورية والقضايا المجتمعية كلها، لها تأثير مباشر على كيفية نظر الرجال إلى صحتهم العقلية، ومعالجتها والعناية بها.

كشفت الدكتورة نهى مايكل، أخصائية علم النفس الإكلينيكي في مركز الاستشارة Exist، أن المقاومة عامل كبير، يلعب دوره عندما يشعر الرجال العرب بالحديث عن نضالاتهم. هذا بسبب وجود قدر لا حصر له من الصور النمطية، التي يجب أن تدور عندما نطرح موضوع الرجال، الذين يناقشون كيف يشعرون. لذا فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: لماذا يختار الرجال في العالم العربي عن طيب خاطر، تجاهل مشاكلهم العاطفية والنفسية؟

دلالة على الضعف

تفترض ياسمين رفاعي، أخصائية نفسية تنظيمية، أن السبب الأساسي لذلك هو أن المجتمع، قد رسخ فكرة أن المعاناة من الألم العاطفي، هي علامة على الضعف عبر الزمن. والرجل العربي طور عقلية كونه دائما قاسيا ومسيطرا وغير ضعيف أبدا، نتيجة للترويج المستمر للذكورة السامة من خلال وسائل الإعلام والتعليم والثقافة. نتيجة لذلك، يقوم الرجال بقمع مشاعرهم وعواطفهم، بدلا من طلب المساعدة. أما عن كيفية قيام النظام الأبوي التقليدي في مجتمعنا، بممارسة الكثير من الضغط على الرجال ليكونوا أقوياء ومرنين، فهذا لأن الأجيال السابقة لم يتم جلبها إلى بيئة تعلمهم أن عواطفهم صحيحة. وقد أدى ذلك إلى مجتمع يشعر فيه الرجل بالغربة تجاه مشاعره. طلب المساعدة

توضح نهى مايكل أن وسائل التواصل الاجتماعي، تلعب أيضا جانبا إيجابيا، من خلال دعم علماء النفس والأطباء النفسيين في حياتهم المهنية. يأتي هذا الدعم في شكل تشجيع الناس على الذهاب لطلب المساعدة من المتخصصين، مما أدى إلى ظهور المزيد من التخصصات في مجال الطب النفسي. معظم مشكلات الصحة العقلية هي التوتر والقلق، عندما يتعلق الأمر بالعملاء الذكور. القضايا الشائعة الأخرى عند الذكور، تتعلق بالقلق ونوبات الهلع، الناتجة عن الضغط في العمل والإرهاق، وعدم القدرة على التعامل مع مواقف وشؤون الزواج. وتعتقد أن وصمة العار تزداد ضعفا مع تزايد عدد الرجال في الوقت الحاضر، الذين يبحثون عن تحسين الذات من خلال زيادة وعيهم وفهمهم لقضاياهم الخاصة.

إبداء التعاطف

أكدت مايكل أيضا أننا كمجتمع سنكون أفضل حالا، إذا امتنعنا عن إعطاء عبارات «ينبغي ولا ينبغي» للرجال الذين يعانون من حالات الاكتئاب الشديد. بدلا من ذلك، يجب أن نحاول الاستماع باهتمام وتعاطف. وترى رفاعي أنه على الرغم من أن العالم العربي، قد قطع شوطا طويلا في محاولة كسر وصمة العار المتعلقة بالصحة العقلية، إلا أنه يمكن أن يكون هناك المزيد من الوعي حول هذه التصورات غير الواقعية، من خلال بدء المناقشات العامة لدحض الصور النمطية، والتأكيد على أن الصحة العقلية للرجال ليست من المحرمات.

الرجال يخفون معاناتهم النفسية خشية المجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى