رياضة ومسابقات

الرياضة.. اقتصاد..

محمد المسحل: الرياضية

الرياضة.. اقتصاد..

بكل تأكيد، قرارات استحواذ بعض الجهات السيادية على عدد من الأندية السعودية، خاصةً استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الأندية الأربعة ذات الوزن الجماهيري الأكبر، لها بُعدٌ اقتصادي مهمٌّ جدًّا، ليس فيما يخصُّ الرياضة فحسب، بل وفيما يخصُّ الاقتصاد الوطني أيضًا، إضافة إلى دعم جهود الدولة بالاهتمام الفعلي بقطاع ذي أهمية عالية لشريحة الشباب، التي تتعدى نسبة الـ 60 في المئة من المجتمع السعودي.

من الواضح أن هذه الخطوة الجذرية خطوةٌ أولى في طريق ليس بالقصير للوصول إلى مستوى الطموح الذي يتماشى مع رؤية سيدي ولي العهد المباركة، وستليها خطواتٌ جذرية أخرى، لا تقلُّ أهمية أيضًا، فتغيير قطاع عام، ظلَّ تابعًا لمؤسسات عالية البيروقراطية إلى قطاع من قطاعات الأعمال الربحية، أو شبه الربحية، يتطلَّب خطوات كثيرة وكبيرة، يتداخل معها عديدٌ من الإجراءات التي من شأنها ضمان الوصول إلى الهدف المنشود، وهو تحويل القطاع الرياضي إلى اقتصاد متكامل.

من المؤكد أن الاستحواذ على هذه الأندية، سواءً التي استحوذ عليها الصندوق، أو تلك الأخرى التي استحوذت عليها “نيوم”، أو “الهيئة الملكية لمحافظة العُلا”، أو “هيئة بوابة الدرعية”، أو “شركة أرامكو”، سيبدأ بخطوة تطبيق أعلى درجات الحوكمة، التي تضمن تطبيق نموذج تشغيل،

يتفادى العشوائية والفوضوية فيما يخصُّ التعامل مع موارد النادي، فمجالس إدارات هذه الأندية أصبحت الآن ذات غالبية، تمثل المستخدم الجديد، الذي أصبح يمتلك 75 في المئة من قيمة النادي، بالتالي من الطبيعي أن تجد بين هؤلاء الأعضاء متخصِّصًا بالقانون العام، ومتخصِّصًا بالقانون الرياضي، ومتخصِّصًا بالتخطيط المالي، إضافةً إلى متخصِّص بالتسويق والاستثمار، وآخر بالإدارة الرياضية، ويُترك لمُلَّاك الـ 25 في المئة المتبقية من النادي “المؤسسة غير الربحية” الحرية في اختيار العضوين المتبقيين للمجلس حسب الشروط والضوابط.
 
ولنتذكر أن هذه الاستحواذات، لا تعني أبدًا أن هذه الأندية ستُدعم بطريقة غير محدودة وغير منطقية، أو أنها ستضمن الحصول على أي لاعب تسعى إليه، وأنها لن تتعرَّض لهزَّات في النتائج، أو حتى للهبوط إلى دوري الأولى، أو الثانية، فهذه أمور واردةٌ جدًّا، والاستحواذ في مرحلته الأولى سيركز بشكل كبير على ملف الحوكمة، وملف تغيير نموذج التشغيل، وهما من الملفات لا يؤتى أُكلها بموسم، أو موسمين، خاصةً أن مقاومة التغيير في مثل هذا الوسط، سيتطلَّب بذل جهود مضاعفة من المسؤولين عن هذه الملفات لدى الجهات المستحوذة، وصخبًا إعلاميًّا رياضيًّا، نادرًا ما يتفهَّم الإصلاحات الاستراتيجية في حال سوء النتائج.
بالتوفيق.
 
 

الرياضة.. اقتصاد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى