مقالات

 القائدُ المُلْهِم

 د. علي بن يحي بن جابر الفيفي

 القائدُ المُلْهِم

 سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله وسدّده – هو قائد لا نظير له في عصره! ، حديث الناس عنه يملأ الآفاق ، ورؤيته تسابق الزمن! ، وطموحه يُحلِّقُ في عنان السماء!.. أفعاله تسبق أقواله ! ، وإنجازاته تتعب الراصدين والمتتبعين والمحللين!!

لقد نقل الوطنَ نقلةً غير عادية ، حرَّك فيه المياه الراكدة ، ووجَّه بوصلة الاتجاه ، وأوقد شعلة الانطلاق في السباق الحضاري ، والتقدم التكنلوجي !.. فأصبح أبناء الوطن كخلية نحل لا تسمع إلا دويَّه! ، وهو في عمل مستمر لا يتوقف ولو للحظة!.

إن سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله وسدّده – هو الابن البار للأسرة الكريمة المالكة ، وللوطن الغالي ، وللشعب السعودي الأصيل.. كما أنه فخر للعرب والمسلمين ، فهو الشاب الشجاع الطموح المقدام الذي يفخر بدينه وعروبته ، ومبادئه وأخلاقه الفاضلة التي تربى عليها في بيت ملك عريق ، وأسرة حكم رشيد .. آباؤه وأجداده رجال دولة ودعوة ، وقيم أصيلة ، وشهامة وكرم ونُبل، وأخلاق فاضلة ، وصفات حميدة قلَّ نظيرها على مستوى العالم!.. فجاء هذا الشبل من ذاك الأسد ، والحفيد الشبيب من الجد العريب.. فهو سليل الأكارم ، وحفيد الأعاظم .. فالله المسؤول جلَّ في علاه أن يتمَّ أمره ، ويُحقق مراده ، وأن يسدّده رأياً وقولاً وعملاً ، وطموحاً يحقق به العزَّ والفخر والنصر والتمكين لدينه ، ولوطنه وأمّته ،  كما نسأل الله تعالى أن يعينه على تحقيق ما يصبو إليه ؛ ليعيشه مع شعبه وأبناء أمته واقعاً ملموساً ،  وثمرة ونتيجة مشاهدة مكتملة الأركان ، تامَّة البنيان في أبهى حُلَّة ، وأجمل صورة ، تسر الصديق ، وتغيض العدا .  

 لقد رمى  الأعداءُ سمو الأمير محمد بن سلمان عن قوس واحدة! ، عداءً وغَيظاً وحقداً!! ،  لا لشيء إلا لنجاحاته الباهرة ، وشجاعته النادرة ، وسياسته الحازمة..

حاربه الساسة الغربيون! لأطماعهم وأجندتهم السياسية! ، وتجنَّد ضده الإعلام الموجَّهُ! للنيل من طموحه وهمَّته ؛ وللتقليل من نجاحاته ، أو التأثير على توجهاته!! ، وتباكى على الدين والوطن والمقدسات الفارون من أرض الحرمين ، وبلاد الإسلام ، ومهبط الوحي ، إلى بلاد الكفر والإباحية والشذوذ!! ، وساندتهم بعض الأحزاب والفرق الضالَّة سبيلاً ومقصداً .. فروجوا الأكاذيب ، ونشروا الشائعات ، وأرادوا تضليل الشباب ، وتهييج المشاعر والعواطف باسم الدفاع عن الدين ! ، وقضايا الأمة زعموا!!.. ولكن هيهات هيهات!..

إن الشعب السعودي الأصيل لا تنطلي عليه الأكاذيب ، ولا تهيجه الشائعات المغرضة! ، ولا يسمع ويطيع إلا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم لولاة أمره أهل الحكمة والرأي السديد ، ولعلمائه الراسخين في العلم ، المتمسكين بالكتاب والسنّة ، الذين هم على سبيل وسنّةٍ لا يحيدون عنها أبداً.

إننا نعلم يقيناً أن أعداءنا وأعداء ديننا ووطننا ، وأمننا واستقرارنا هم حاقدون على سمو الأمير محمد بن سلمان حقداً عظيماً ؛ لأنه يريد أن ينهض بالأمة ، وأن يبني الوطنَ ، وأن يضع أمته في مصاف الدول المتقدّمة عالمياً ، وهذا هو ما لا يريد الغرب خصوصاً أن يتقبله! ، فما زال الغرب في سكرتهم يعمهون ، يظنون أنهم الحاكمون المتحكمون في مصائر الدول والشعوب!!.   

لا يوجد قائد في العصر الحاضر تعرض لما تعرض له سمو الأمير محمد بن سلمان من تسليط الأضواء بغرض الإساءة المتعمّدة! ، وبسيل جارف من الاتهامات الملفقة والكاذبة والمضلِّلة! ، حتى بلغت بأعدائه وقاحة كذبهم ، وصفاقة عقولهم أن يتهموه بالتخطيط لقتل عمّه! الملك عبد الله بن عبدالعزيز تغمّده الله بواسع الرحمة والغفران! ، كما اتهموه بتزوير التوقيع عن والده الملك سلمان ! – متَّعه الله بالصحة والعافية وطول العمر على طاعته – ، بل اتهموا سموه الكريم بأنه سجن أمه!!.. فيا عجباً ممن دِينُهم ودَيْدَنُهم الكذبُ والافتراء!! ، قاتلهم الله أنَّى يُؤْفَكُون.

أما اتهاماتهم لسموه بالتطبيع المجاني مع بني صهيون فهذا يرددونه في اليوم مئات المرات! كذباً وافتراءً وزوراً وتلفيقاً ممن هم الأعداء الحقيقيون للدين والأوطان ، وقضايا الأمة العادلة! ، بل هم السفهاء الشانئون لعز الأمة وقوتها! ، وتوحيد كلمتها ، ونصر قضاياها وفق رؤية مرسومة ، واستراتيجية مدروسة!.

إن الذين يوجهون الافتراءات الكاذبة لسمو الأمير محمد بن سلمان خصوصاً ، وللمملكة وقيادتها الرشيدة ، وشعبها العربي الأصيل بدعوى الغَيْرة على الأمة وقضاياها ومقدساتها.. ما هم إلا طابور خامس! ، حدثاء أسنان ، وسفهاء أحلام ، يرتزقون بأكاذيبهم! ، ويتملقون لأسيادهم في الغرب الحاقد المتغطرس ، أو عند الرافضة المجوس أعداء محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ، وصحابته الغر الميامين رضوان الله عليهم أجمعين.

لقد أشاع الغرب الحاقد المتربص بالأمة شراًّ أن سمو الأمير محمد بن سلمان يريد التطبيع مع  الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين – الغالية على كل مسلم شريف ، وعربي أصيل – لكنه يخشى من الاغتيال! ، ويخشى – كما زعموا – أن يكون مصيره كمصير القائد العربي الشجاع الرئيس محمد أنور السادات.. وقد أرادوا بها التسريب أن يقدّموا صورة مغلوطة عن شجاعة سموه الكريم ، وحزمه وإقدامه.. كما أرادوا أن يُغَطُّوا على عجزهم أمام صلابة موقفه! ، وصراحة مطالبه ووضوحها! ، فقد حشر أمريكا وإسرائيل في زاوية الحقيقة التاريخية التي تحقق الأمن والسلام والاستقرار لجميع أبناء المنطقة ، وتُنْهِي التلاعب بمصائر شعوب المنطقة ومقدراتها .. فَنُكِسُوا على رؤوسهم وأصبحوا يدورون في حلقة مفرغة لا مخرج منها إلا بالإذعان للحق ، وقبول رؤية سموه النابعة من عمق الفهم الاستراتيجي لقضايا المنطقة وتداعياتها وآثارها على جميع الأطراف.

إن الغرب المتغطرس لا يريد أن يعترف بالمكانة المرموقة التي يحظى بها سمو الأمير محمد بن سلمان في قلوب شعبه ، وقلوب الملايين من أبناء الأمة الذي يرون في سموه الأمل المنشود ، والمستقبل المشرق الذي يتطلعون إليه! ، ويحلمون بتحقيقه على أرض الواقع ، بما يحقق للأمة القوة والمكانة ، والسيادة والقيادة ، في عالم لا يعترف إلا بالقوة الحامية ، والحكمة الحافظة للهيبة والسيادة والمقدرات الوطنية ، والمُحَقِّقَةِ للإنجازات المتسارعة وفق رؤية واضحة ، وأهدافٍ سامية.

إننا في المملكة العربية السعودية نرى في سمو الأمير محمد بن سلمان قائداً استثنائياً ، ورمزاً وطنياً ، نُحبّه ونفخر ونعتز به ، بل ونفاخر به العالم كلّه!.. ونعلم يقيناً أننا محسودون عليه! ، وأن كثيراً من الدول والشعوب يتمنون قائداً مثله! ، يجتثُّ الفسادَ ، وينوِّعُ في مصادر دخل البلد ، ويؤسس لحوكمة المؤسسات والقطاعات الخدمية كافة ، ويفرض هيبة الدولة ، ويُقوي سيادتها ، ويحفظ أمنها ، ويقمع أعداءها.. وكلُّ هذا – وغيره كثير – حققه الله لنا على يد سموه الكريم في فترة قصيرة جداً ، فالحمد لله عزوجل على توفيقه وتيسيره ، ونسأله تعالى أن يزيدنا من فضله.

إننا في المملكة نرى أن الله عزوجل أتى بسمو الأمير محمد بن سلمان على قَدَرٍ قَدَّرَهُ الله سبحانه وتعالى ؛ ليكون راسماً للرؤية ، وقائداً للمرحلة ، وموجهاً لبوصلة الوطن إلى النهوض والتقدم في كل المجالات العلمية والعملية التي تخدم الوطن ، وتقوي شوكة الأمة ، وتجمع كلمتها على التعاون والتكامل فيما يحقق لها القوة والمنعة والسيادة ، في ظل أوضاع تموج بالفتن والاضطرابات والمحن التي توالت على الأمة بتخطيطٍ ومكرٍ من أعدائها ، وتخبطٍ وجهلٍ من بعض أبنائها الذين يُغامرون أحياناً ، ويتآمرون أحياناً مع الأعداء ضد أوطانهم ومجتمعاتهم!.

إنما حققه سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله وسدّده – لا يمكن حصره في مقال أو كتاب ، فهو يحرِّكُ دولة مترامية الأطراف ، قوية الكيان ، لها وزنها وثقلها ، وأثرها الدولي ، ومكانتها العالمية .. فهي مُشارِكةٌ في كل المؤسسات والجمعيات الدولية بكل قوة وقدرة ، وشفافية ومصداقية.

وما زال الوطن ، والأمة العربية والإسلامية ، بل والعالم أجمع يرى في سموه قائداً مُلْهِماً قدَّم أنموذجاً فريداً ومتميزاً من القيادة الناجحة ، والتأثير الكبير الذي غيَّر به كثيراً من المفاهيم الجامدة ، والروتين الرتيب الذي ظلَّت الأمة عليه زمناً طويلاً دون أن تغيِّرَ في وسائلها وأساليبها في مواجهة التحديات! ، أو أن تُفعِّل قدراتها لتستفيد من التجارب والأحداث في رسم خُططها ، وتعزيز قوتها في مواجهة الأخطار المحدقة بها.

وفق الله سمو ولي العهد المُعظَّم وزاده سداداً ورشداً ، وهدىً وصلاحاً.. كما نسأله تعالى أن ينفع به الإسلام والمسلمين ، وأن يحمي به حوزة الدين ، وأن يجعله موفقاً ومسدداً ومباركاً أينما كان.                

 القائدُ المُلْهِم

د. علي بن يحي بن جابر الفيفي

الجمعة 17ربيع الأول 1446هـ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى