مقالات

المقيم وابن البلد

بقلم الاستاذة/ سلمى يوسف البلوي

تحكي لي إحدى الأخوات تقول : مررنا بسوق الخضار كعادتنا كل اسبوع ولازلنا نرى تلك الملاحظة  المُحزنة والمؤسفة في نفس الوقت عندما ترى تجمع المتسوقين حول بسطات خضار وفواكه العمالة الوافدة المخالفين لأنظمة العمل دون السعوديين ، المشكلة أنهم زبائن سعوديين يتركون إبن بلدهم النظامي بكل تعليمات وإجرآت البلدية ويذهبون إلى ذلك المقيم المخالف الذي لاتدري من أين مصدر بضاعته وماهي مهنته  ، تقول الأخت ذهبت إلى بسطة الباعة السعوديين  إشتريت منهم وأثنيت على تعاملهم ، وعلى طريقة ترتيبهم وتجهيزهم للخضار ،

كان يتكلم بنبرة حزن ويشتكي من أوضاع البيع والشراء عندهم بسبب توجه أغلب الزبائن للشراء من المقيمين الذين يحتكرون السوق وتهميش السعودي ، بالطبع هذا ليس تحيزاً للسعودي ،فلا ننكر دور المقيم النظامي في دعم إقتصاد البلد لكن في مجال إختصاصه الذي أتي من أجله تلك هي الإزدواجية في تهميش إبن البلد من قبل بعض المتسوقين وهو الذي ليس له دخل آخر إلا البيع في تلك البسطات ،  حقيقة لم أجد مُبرر لهذا العزوف ،كثير من الشباب السعودي يعانون من عزوف أبناء بلدهم عن الشراء منهم ،أذكر أننا كنا في قروب وترسل إحدى الأخوات تطلب سائق بشرط يكون غير سعودي ، وإحدى الأخوات يشتكي لها زوجها الذي فتح له محل يقول حينما أكون متواجد داخل المحل لا أجد إقبال وأحياناً تمر أيام لا أحد يدخل المحل ،وحينما يتواجد العمالة في المحل يمشي حال المحل من أفضل مايكون ، أحدهم كان يشتغل في التوصيل يقول جاءت مجموعة من الأخوات وفتحت الباب أسألهم عن المكان الذي يريدون أن أقوم بإيصالهم إليه مجرد أن نظروا إليه قالت إحداهن هذا (سعودي سعودي مانبيه يوصلنا) والله يقول : كأنهم رأوا عفريت أمامهم ، وغيرها وغيرها من القصص ،الأمر فعلاً يبعث إلى الحيرة والإستغراب ، والله إن إبن الوطن هو من يستحق أن نقف بجانبه ندعمه ، نُحفزه ،إبن الوطن هو أحق بخيرات أبناء وطنه ، إبن الوطن هو أساس ثروة وإقتصاد الوطن ، هو من يحافظ على خيرات بلده ،و من يقدم لأبناء وطنه أفضل ماعنده ، السعودي لا يبيع لأبناء بلده إلا مايحبه لنفسه ، الأجنبي صحيح يتعب ويشقى لكن لمصلحته فقط ولايهمه جودة ونظافة مايقدمه للناس ،أهم شيء يجني المال ويحقق أرباحه فقط ، لا بد لنا مع وقفة مع أنفسنا لنغير نظرتنا للبائع السعودي ، فحكومتنا الرشيدة حفظها الله لم تألو جهداً في دعم مشاريع الشباب فقد كان لهذا الدعم مردود إيجابي على إقتصاد البلد، حيث مكنت الشباب ودعمتهم ، وحاربت مخالفات العمالة السائبة وغرمت المُتسترين عليهم بكل حزم،كل ذلك لينعم هذا البلد وأبناءه بإقتصاد ينافس أكبر دول العالم إقتصادياً ، وذلك بأن ندعم إبن البلد و نشتري منه فهذا واجب علينا لأنه هو من يستحق أن نقف بجانبه ونساعده ،قد يُعيل أسرة ودعمنا له يسد حاجة أسرته ، بعضهم إفترش الأرصفة وتحمل تقلبات الأجواء لأجل البحث عن الرزق الحلال والتعفف عن سؤال الآخرين ، هولاء هم من يفتخر الوطن بهمتهم وعطائهم  ودعمهم هو أقل مايُقدم لهم ،   أليس الأقربون هم أولى بالمعروف !

بقلمي /سلمى يوسف البلوي

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى