أخبارنامقالات

بر الوالدين

الكاتبة /سلمى يوسف البلوي

بر الوالدين 

إن من أعظم الحقوق التي فرضها وأوجبها الله علينا بر الوالدين ،

ولعظم حقوقهما فقد ربط الله طاعتهم والإحسان إليهم بعبادته وتوحيده ،

قال الله تعالى:

(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..)

وإن من هذه الحقوق البر بهم أحياءً وأمواتاً ،

ومن أوجه البر بهم أحياء طاعتهم والإنصات لأوامرهم والتأدب عند مخاطبتهم

وعدم رفع الصوت عليهم ، والقيام على خدمتهم وقضاء حوائجهم ،

فلا نجعل مشاغل الحياة تزاحم حقوقهم و واجباتهم ، البعض يمكث ساعات مع أصدقائه

و يستكثر أن يجلس ساعة و احدة مع و الديه ،

عدم الانشغال عنهم بالجوال خصوصاً إذا لم يكونوا من جيل التقنية ،

لأن ذلك يضايقهم ويشعرهم بعدم أهمية احاديثهم ، بل يشعرهم بعدم تقبلها والملل من مجالستهم ،

و هذه صوره من صور العقوق الصامت الذي كثيراً ما نغفل عنه ، فنكون معهم بأجسادنا فقط ،

و عقولنا و أنظارنا مُنكبة على تلك الأجهزة ،

الوالدين يستمتعون بالحديث عن حياتهم في الماضي

استرسل معهم هذه الاحاديث وشاركهم فيها ،

لا تشعر والديك أن جلوسك معهم تأدية واجب فقط وتنصرف ،

ومن صور العقوق قيام الوالدين بخدمة الأبناء في سن متأخر ،

في هذه المرحلة يصعب على الوالدين  خدمة الأبناء بسبب تقدم العمر

والبعض قد يكون لديه مشاكل صحية وغير قادرين على خدمة أبنائهم كما كانوا في السابق ،

لقد أفنى الوالدين حياتهم لخدمتنا و حان الوقت أن نقوم نحن بخدمتهم و توفير وسائل الراحة لهم ،

و صورة أخرى من الصور:

العقوق الصامت :

وهو إخبار الوالدين بما يؤلمك ويحزنك لأنهم سيتألمون ويحزنون أضعاف أضعاف حزنك وألمك ،

ومن أكثر صور عقوق الوالدين إيلاماً مقاطعة الإخوان والأخوات لبعضهم البعض ،

فسعادة الوالدين تكمن في رؤية فلذات أكبادهم أبنائهم و بناتهم مُتحابين مُتكاتفين تنكسر قلوبهم

حينما يرونهم متباغضين و متقاطعين ،

الحذر من التباغض وقطع صلة الأرحام:

و صلة الأخوة ، و من صور البر بعد و فاتهم الدعاء لهم و التصدق عنهم ،

التواصل مع أصدقائهم و السؤال عنهم و الاطمئنان عليهم ،

البر بأصدقاء الوالدين قال رسول الله ﷺ :

( إن أبرّ البر أن يصل الرجل ود أبيه) ،

الوالدين هم بعد الله سبب و جودنا في هذه الحياة وهم من يعطي دون مقابل ،

عطاءهم لأبنائهم نهر لا ينضب ، مهما قدمنا لهم من التضحيات

لا نستطيع أن نفي و لو بالقليل من حقوقهم و واجباتهم ،

رضى الوالدين لا تساوم عليه زوجة أ و أولاد أو أصدقاء ،

لا يوجد أنبل و لا أشرف من أن نكون خادمين مُطيعين لوالدينا ،

فوجودهم نعمة لا يستشعر بها إلا من فقد أحدهما أوكلاهما

يعني فقدان النعيم الذي كنا ننعم به بوجودهما،

فقدان تلك الأيادي الطاهرة التي تدعي لنا.

فكانت سبباً بعد الله في البركة و التوفيق في أمور حياتنا ،

فالواجب علينا عدم التفريط في برهم حتى لا نندم

بعد وفاتهم على تفريطنا في حقوقهم ،

إن بر الوالدين هو الطريق الموصل للجنة ،

يقول أحد الحكماء :

بر الوالدين دِين ، ودُنيا ، ودَين ،

الأول يأخذ إلى الجنة ،

الثاني يُسعدك في حياتك ،

الثالث يرده لك أبناؤك .

الكاتبة /سلمى يوسف البلوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى