مقالات

تراثنا أمانة من أجدادنا لأجيالنا

إعداد : علي أحمد العبدلي

تراثنا أمانة من أجدادنا لأجيالنا

التراث هو خلاصة ما خلفته الأجيال السابقة للأجيال الحالية لكي يكون عبرةً من الماضي ونهجاً يستقي منه الأبناء الدروس ليَعبُروا بها من الحاضر إلى المستقبل.

وتكمن اهمية تعريف الابناء والاجيال الجديدة بتراث الآباء والاجداد لتحقيق التواصل المأمول بين الاجيال القديمة والحديثة، وتنمية روح الانتماء للماضي والاعتزاز به. فالتراث هو الحاضنة التاريخيّة للشعوب على اختلافها، وهو ما يمنحها هويتها المميزة، كما أنّه مصدر الشعور بالانتماء والأمان بالنسبة للمجتمعات الحديثة، كما أنّ التراث قد يكون الدليل الذي يمكن للإنسان من خلاله تفسير الحاضر وحلّ مشكلاته والتنبؤ بالمستقبل وهو الأمر الذي يعد أساس قيام الحضارات على تنوّعها؛

فالجيل الجديد يجب ان يعرف كم قاسى الجيل الذي سبقه لان ذلك يزيده صلابة وصبرا وجهادا لمواصلة المسيرة التي بدأها الآباء والاجداد وهي المسيرة التي جسدت النهضة التي نشاهدها الآن في شتي النواحي في مملكتنا الغالية. ومن هنا فإنّ الحفاظ على التراث يُعتبر من أولى الأولويات على الإطلاق، غير أنّ العولمة ونمط الحياة المتسارع صعَّب المهمة بشكل كبير على المهتمين بحفظ تراثهم وتوريثه للأجيال اللاحقة.

فالتراث يمثل المحطة الأولى من مسيرة المجتمعات، فمنه تنطلق إلى الحاضر، وتستشرف الدروب نحو المستقبل، والحضارات التي لا تستند على تراثها، إنما هي حضارات هشة واهنة، سرعان ما تتهاوى وتتفتت أو تعصف بها تيارات الثقافات الوافدة، فتتحول إلى مسخ مشوه أو مولود خديج، سرعان ما يخرج من سباق الأمم.

والحقيقة التي لا تقبل الشك، بان التراث من أبرز ما آمنت به قيادتنا الحكيمة ، فحافظت على تراثنا، وأنشأت هيئة التراث ، التابعة لوزارة الثقافة المعنية بجمع وتوثيق التراث، وتعريف الأبناء به، وغرسه في نفوسهم، حتى تمتد جذورهم في تربة وطنهم.

تراثنا أمانة من أجدادنا لأجيالنا

ومن مسؤليتنا كأفراد للحفاظ على التراث تعريف النشء الجديد به في المدارس ومنذ الصغر ؛ حيث يكون ذلك من خلال الطرق المناسبة التي تتناسب مع كافة المراحل العمرية، إلى جانب ذلك فإنّ مسؤولية الحفاظ على التراث تقع أيضاً على عاتق الأهل في البيت ، فتنصل الأهل من هذه المسؤولية مع ميل البعض منهم إلى حشو أدمغة الأطفال بمبادئ الثقافات الدخيلة واللاإنسانية في بعض الأحيان قد يعمل على استبدال التراث بما يتضمّنه من مكوّنات جميلة وسامية بالأفكار الهدّامة ممّا سيؤدّي في نهاية المطاف إلى ضياع الهويات الخاصّة بالشعوب المختلفة، وتجدر الإشارة إلى أنّ حفظ التراث يُوجب علينا النظر إليه باعتباره مكوناً مهماً وأساسياً من مكونات شخصياتهم، وأنّه نبراس المستقبل وهذه الرؤية تتأثر بمستوى تعليم الفرد وإيمانه بضرورة حفظ هذا التراث وإيلائه الجهود اللازمة لتقديره وحفظه.تراثنا أمانة من أجدادنا لأجيالنا

ولكن من المحزن أن الكثير من الآباء، لا يولون الاهتمام الجدير والمناسب، لدمج أبنائهم في الأنشطة التراثية التي طالما خبرها الأجداد، ممن عاشوا على أرضنا، وكابدوا ظروفاً صعبة وتحدوها، وابتكروا أساليب حياة للتأقلم مع الواقع، وكانوا رغم ظروفهم مترابطين متلاحمين متماسكين، وكانت صفة التراحم والتعاون هي أبرز صفاتهم، خلافاً للواقع الراهن، حيث أصبحنا نعيش في جزر معزولة، وقلما يعرف الجار شيئا عن جاره، والأسوأ أن الأخوة لم يعودوا كما كانوا وبعضهم لا يزور الآخر، إلا في المناسبات والأعياد.

تراثنا أمانة من أجدادنا لأجيالنا

تعليق واحد

  1. كلام جميل يا استاذ علي.

    بارك الله فيك وفي كل ما تقوم به من ايضاحات للكثير من تراثنا الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى