حكايات المونديال.. عندما شارك نابولي في كأس العالم
تستمر أغرب حكايات المونديال قبل انطلاق النسخة 22 من مونديال قطر 2022 والذي سينطلق يوم 20 نوفمبر
الجاري ويستمر حتى 18 ديسمبر المقبل.
في عام 1934 كانت إيطاليا الدولة المضيفة الوحيدة التي اضطرت لخوض تصفيات للمشاركة في بطولة كأس
العالم، الأمر الذي لم يتكرر أبداً حتى وقتنا هذا.
وفي ذلك التوقيت كانت قوانين كرة القدم ليست في أفضل حال حيث لعب المنتخب الإيطالي 3 مباريات في 4
أيام في حادثة هي الوحيدة في تاريخ كأس العالم وجاءت على النحو التالي:
ألتقى منتخب إيطاليا مع إسبانيا يوم 31 مايو فتعادلا بهدف لمثله وهو أول تعادل في كأس العالم، وكان النظام
انذاك يقضي بإعادة المباراة لكسر التعادل فأعيدت في اليوم التالي وفازت إيطاليا بهدف لأحد نجومها في ذلك
الوقت جوسيبي مياتزا الذي أعطى لملعب إنتر اسمه الحالي.
ثم في 2 يونيو فازت إيطاليا على النمسا في ميلانو في طريقها للتويج باللقب الأول.
وقرر القائد الإيطالي الديكتاتوري موسيليني حضور المباراة التي اقيمت بين إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية
في دور الـ 16، ورغم حلقات المديح والترحيب الخاصة التي وجدها في المنصة الشرفية في روما، حين قدومه
لحضور المباراة، إلا أنه رفض دخول الملعب دون شراء تذكرة حضور له ولولديه اللذان كانا بصحبته من شباك
التذاكر الخاص بالجمهور.
من حسن حظ منتخب إيطاليا أن المباراة أنتهت بفوزهم العريض بنتيجة 7-1.
وبعيدا عن قصة حاك إيطاليا، هذه النسخة أيضا كانت شاهدة على أغرب المواقف التي حدثت في تاريخ كأس
العالم، فمن الطبيعي في زمننا الحالي أن يشارك منتخب في كأس العالم، ويكون معه قميصه الأساسي
وقميصه البديل أيضا، لكن هل يمكن لنادي أن يشارك في المونديال؟ هذا من رابع المستحيلات لكن هذا ما حدث
في هذه النسخة من كأس العالم.
قميص نادي نابولي حضر بالفعل في مونديال 1934 الذي استضافته إيطاليا، ملعب نابولي هو من استضاف
مباراة المركز الثالث، التي جمعت بين منتخبي النمسا وألمانيا في 7 يونيو من ذلك العام، ولم تكن المنتخبات
تحمل معها ملابس الزي الثاني لمبارياتها؛ بل ولم يكن هناك أهمية للأمر من الأساس، لأن المشجعين في
الميدان لم يكن لديهم ملاحظات حتى لو خاضت الفرق مبارياتها بملابس ذات ألوان متقاربة، لاسيما وأن النقل
التلفزيوني لم يكن بدأ وقتها.
وما حدث في هذه المباراة هو أن منتخبي ألمانيا والنمسا ارتديا نفس الألوان «القميص الأبيض والشورت
الأسود»، وهو ما أثار تعليق الجمهور في الملعب بأنه من الصعب تمييز اللاعبين، ما جعل الحكم يجري قرعة
لاختيار من عليه تغيير قميصه، وكانت من نصيب النمسا.