مناسبات

حين قام المقام… وجلس التواضع

كتبه أ/ حمد دقدقي

عندما ترك سموّ الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، مقعده المعدّ له، ومضى بخطاه نحو الشاعر حسن أبو علّة، لم يكن ذلك انتقال جسدٍ من كرسي إلى آخر، بل انتقال قيمةٍ من مقام السلطة إلى مقام الإنسان.

اقترب الأمير من الشاعر، من رجلٍ أثقلته السنين وأقعده الجسد، لكن الروح ما زالت واقفة…
والقصيدة ما زالت تمشي.

قال أبو علّة معتذرًا بصوتٍ يشبه الندى:
اعذرني يا سمو الأمير… لا أستطيع الوقوف.

فكان الرد فعلًا لا قولًا، كان الأمير هو من وقف، ليقيم للوفاء وزنه، وللشعر هيبته، وللإنسان كرامته.

حين قام المقام… وجلس التواضع

في تلك اللحظة،
وقف التواضع على قدمين،
وجلس العذر على عرش الاحترام،
وتعلّمت المقاعد أن القيم لا تُقاس بارتفاعها،
بل بما يحدث حولها من نبضٍ وإنصاف.

هكذا تُكرّم الأسماء الكبيرة،
وهكذا تُكتب اللحظات التي لا تحتاج قصيدة،
لأنها… القصيدة نفسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى