دين ودنيا

خل بالك : الدال على الخير كفاعله (11)

المستشار : محمد احمد المشنوي الفيفي

خل بالك : الدال على الخير كفاعله (11)

خل بالك؟ لعلكم تذكرون !؟

نحن قلوب تسافر بين محطات البشر !؟

هناك من أكرمنا بخُلقه وهناك من ٱذانا بسوء نيته

وهناك من فهمنا خطأ وآخرون توسموا فينا خيرا

عاشرناهم بتربيتنا واعطيناهم من قدرنا

ولادخل لنا بما تخفي نواياهم؟!.

كل ما هنالك قلوبنا بيضاء لاتكره أحد.

أمسك فؤادك فالقلوب مدائن ماكل من سكن الفؤاد سيمكث ..

من يرى أرواحنا من الداخل أهم بكثير مِن مَن يرى وجوهنا بشكل يومي.

فوجوهنا قد تتغير ملامحها في اليوم الواحد عدة مرات.

أما أرواحنا.. فلا تتغير ابدا مهما حاولنا تغييرها؟!

هكذا هي الأرواح الصادقة ثابتة.

كل شيء مسخر بإرادةِ الله المشاعر، الأشخاص، الأوقات، الأرزاق، البركة، الهداية…

حتى الدعاء الذي يجريه على لسانك،يسوق لك مصلحتك ‏من حيث لا تشعر ومن حيث لا تحتسب، يعلم ما يَصلُح لك وما يضرك ‏يُحيط بظواهرك وبواطنك كلها يجعلك تحت ظله ويتولاك برحمته.

شعور الثقة بالله أعزّ شعور قد يسكن قلب المرء،

تخيّل تصبح وتمسي، تنام وتستيقظ، تمشي في مناكب الأرض وأنت واثـق بما عند الله، واثـق أنه سيُدبّرك في أحسن تدبير، واثـق أنه لن يتركك ما دمت تَطرق بابه وتستمدّ القوة منه، واثـق أنه سيحميك ويكفيك ويعطيك، شعور عزيز جدًا .

كثيرًا ما تمرّ بنا مواقف نظن أنها صعبة ، وأن الخروج منها أشبه ما يكون بالمعجزة ، فإذا باللطيف يلطف ؛ فيخرجنا منها بأبسط مما نتصوّر ، !

أنت إذا دعوت وسألت فأنت ، تسأل الله الذي لا يُعجزه شيء في الأرض ،
‏ولا في السماء ، تسأل الربّ الذي قال :-

( هو عليّ هيّنٌ وقد خلقتك من قبل ولم تَكُ شيئًا )، فثق بربك عزَّ وجل.

“الفرج يتأتي من السماء، من عند الله باللحظة التي نغفل عنها !

تأتيك دعوتك فجأة بطريقه لا تتوقعها، ليفاجئك الله على صبرك.

وإن كنت تظن بأنه مستحيل فهذا لأنك لا تستطيع!

لا يمكنك تخيل قدرة الله لا يُمكنك إدراكها، لا أسباب ولا ظروف تمنع عنك خير اراده الله لك ومنذ لحظة طلبك أجابك لأنه هو من يسر على لسانك هذا الدعاء،طلبك سيكون لك بإذن الله ولن يكون لغيرك، توقع من الله ما تريده توقع كل شيء، أطلب منه كل دعوه محببة لقلبك، كل شيء تتمناه روحك، وإن وجدت الأسباب منعدمة، والأبواب مغلقه..

أعلم بأنه سيفاجئك بطلبك بطريقه مدهشه بوقت لن تتوقعه، وبلحظه واحدة، ستتعجب كيف سارت الأمور بهذه الطريقه؟ وسيندهش قلبك!”

هذه الإبتلاءات التي تحاصرك من كل اتجاه وتشعر أنك لا تقوى تحملها ، هذه الأيام الشداد والتي من شدة طحنها تشعر أنها طوال ولا تكاد تمر بسلام ، صبرك الذي تتجرعه وصمتك الذي من عمقه تشعر أن أنفاسك تضيق عليك ، ستنسى كل ذلك عندما يُقال لك :- ”

إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون “.

يرعى الله شعورك مهما كان حجمه، فرحُك الذي لم تتسع لهُ الدنيا، وحزنك الذي ضقت عن حملِه، رضاك وغضبك، يأسك وأملك، يرعاهُ كله ويكفل لك جبرًا وعوضًا وزيادةً ومددًا متى اتكلت عليهِ وفوضتهُ أمرك

اللهم لك الحمد على ركنك الذي لا يضيق حين تضيق بنا الأركان ، الطمأنينة التي نتجاوز بها ثقل الأيام ، الدعاء الذي يعيد ترتيب ما تبعثر بداخلنا ، برد اليقين بأن ما عندك أجزل وأبقى وأكمل ٫اللهم لا يأس ، ولا بأس ،ولا انطفاء.

احبكم الله،،،

وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اتبع هداه والحمد لله رب العالمين.

خل بالك : الدال على الخير كفاعله (11)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى