مقالاتمنوعات

عندما تتقاعد .. من روائع رسائل الجوال

ينقلها لكم/يحيى فرحان الفيفي

أصبحت حراً لأول مرة في حياتك، فلست في حاجة لأن تذهب كل يوم للعمل، وتري أناس قد لا تحب أن تراهم، أو تقدم تقارير زهقت منها ولست في حاجة لأن تكذب أو تنافق أو تجامل على غير رغبتك …

وأنت متقاعد أنت الملك وأنت الرعية، وتستطيع أن تحقق كل رغباتك المشروعة وهواياتك التي تخليت عنها من أجل الوظيفة …

وأنت متقاعد تستطيع زيارة أقاربك وأصحابك، وتصل رحمك الذي نسيته ونسيك، وتستطيع أن ترتب مواعيد منتظمة لزيارة أولادك وأحفادك …

وأنت متقاعد، يمكن أن تجدد الحب الذي برد، وتستطيع أن تذهب إلى بائع الورد وتشتري ولو وردة تضعها بين يدي رفيقة عمرك …

وأنت متقاعد، تستطيع أن تسن لنفسك سنة الذهاب إلى المسجد والصلاة مع الجماعة التي هجرتها أثناء العمل …

واحذر وأنت متقاعد أن تدخل أو تمني نفسك بمشاريع جديدة؛ فقد انتهى أمر الطموح الذي يجلب لك الشقاء وضياع المال.. فأنت الآن تعرف الداخل والخارج والمدخر، فلا تغامر أبداً في مشاريع جديدة …

انسَ حكاية أنا بعمل للعيال، لأن العيال كبرت، وإذا كانوا حتى الآن لم يعتمدوا على أنفسهم ومحتاجين لمعونتك فهذه مشكلتك لانهم لن يتوقفوا عن طلب معونتك حتى تموت لأنك لم تعلمهم كيف يعتمدون على أنفسهم، وكما تعرف أن البحر يحب الزيادة، وطالما تعطي حتى وأنت في المعاش فسيستمرون يطلبون …

لا تبخل على نفسك بشيء وكما تنفق على أبنائك لا تنس نفسك والبس أفضل لبس وأركب سيارة مناسبة وعش حياتك فقد فعلت الكثير لهم والآن أنت وزوجتك من يحتاجون للترفيه والسفر والمتعة الحلال، فاجعل السياحة ورؤية العالم حولك جزء مهم من تقاعدك إن كان في مقدرتك السفر …

عندما نكبر في العمر سيكون شيء طبيعي أن تبلى أجسادنا، وتتآكل بعض مفاصلنا فتعوَّد على الألم، ولا تجعله ينغص عليك حياتك، ولا تكثر الشكوى فما الألم إلا تحذير لك بأن تتريث في نشاطاتك البدنية، وتعرف ما عطب في جسدك لتعالجه إن أمكن …

اختر لنفسك طبيب جيد يكون هو أول من تستشيره، وهو من يرشدك إلى أطباء متخصصين عند الحاجة، ولا تنزعج لأول تشخيص، فقد يكون خطأ تماما …

لا تُشغل بالك كثيراً بعملك القديم الذي أفنيت فيه حياتك، فقد تولاه غيرك ممن هم أكثر منك صحة، ولديهم وجهات نظر تختلف عنك، وقد جلسوا على عجلة القيادة مكانك، وأنت لست من ركاب السفينة فلا تنشغل باين ستذهب السفينة بعدك.. وكيف سترسو، وخليك في عالمك الجديد …

اهتم بصحتك ونظام أكلك وشربك واختر ما يناسب عمرك من طعام، وتمسك به حتى في العزائم، ويفضل أن تخفض كميات طعامك بقدر ما تستطيع، وتقلل من اللحوم الحمراء، وتزيد من الخضار والفواكه، ولا تضع في معدتك طعام ثقيل بعد السادسة مساء …

لا بد أن تُعوّد نفسك على القراءة في القرآن والسنة والأدب والصحة والفن وقد أصبحت الشبكة العنكبوتية زاخرة بما تريد، وإن كان أفضل لك الذهاب إلى المكتبة، فللكتاب الورقي سحر لا يضاهيه أي لوح إلكتروني …

الهدف من القراءة ليس لتصبح فقيه أو كاتب أو شاعر، بل لأنك أثناء حياتك العملية فاتك الكثير، وحان الوقت لتتبين الحقيقة من الزيف بنفسك وحان الوقت لتشعر بجمال القراءة عامة …

لا تصطدم بالشباب واسمع لهم ولو كنت غير مقتنع فهذا عصرهم وهذه ثقافتهم التي تختلف عن عصرك وثقافتك،

ولا تجعل آراءهم الشاذة في رأيك تبعدك عنهم، فهم الطاقة والروح لهذا العصر، وهم من سيخرجون خلف جنازتك ويترحمون عليك، فاترك معهم ذكرى طيبة لك …

لا تنفعل بالقضايا السياسية كثيراً فعش أيامك بلا توتر …

تذكر دائما أن ارتفاع الضغط والسكر عدوك الأول في هذا العمر، فلا تفعل أي شيء يرفع ضغطك وسكرك بقدر ما تستطيع …

ولا تنسَ أن تتمشي على قدميك نصف ساعة كل يوم …

إذا كنت تدخن أو تحتسي الكثير من القهوة والشاي، أعتقد أنك كبرت الآن وتفهم أن التمادي في هذه في هذا العمر يقصر حياتك ولازم تقلل من درجة إدمانك لهذه الأشياء …

في النهاية أنصحك وأنصح نفسي بأن تجعل من التقاعد متعة وحفلة جميلة بعد عناء العمل لسنين طويلة خاصة من أخلصوا في عملهم، فقد حان الأوان بأن يستمتعوا بما جمعوا إن كان قليلا أو كثيرا والتقاعد طال أو قصر نهايته معروفة فلنسأل الله حسن الخاتمة ..

_____________________________________

الاخراج موقع بصمة الالكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى