آدابأخبارنا

قصة ليلي الأسود

سلمان العمري

هناك الكثير من القصص والروايات لا تزال تتداول على ألسنة الرواة، وحكايات يتناقلها الناس عن بعض المآثر والمواقف الحميدة المشرفة لبنات تفوقن بها على الرجال، ومما سطره الرواة، قصة ذكر فيها: «أن رجلاً من البادية تزوج من ابنة عمه وأنجبت له تسعة أولاد ذكور ولكن في الحمل العاشر أنجبت له أنثى وعندما بُشر بالبنت حزن حزناً شديداً وشعر بالإهانة، وقال صارخاً:
يا ليلي الأسود.. يا ليلي الأسود؛ ثم إنه قاطع زوجته وأصبح ينظر إليها نظرة تشاؤم وجحود، وكأنها هي السبب أو هي التي خلقتها، مرت الأيام والسنون وكبر هذا الأب وضعفت قدرته وبين يوم وليلة فقد بصره وأصيب بالعمى وتزوج الأبناء وانشغلوا بحياتهم ونسوا أباهم الضرير، ‏كما أن ابنته تزوجت أيضا، ولكنها لما سمعت ما حدث لأبيها سارعت للذهاب إليه ولما دخلت عليه بدأت تغسل له جسده وتنظف له خيمته وقامت بطهي الطعام له، فأحس براحة لم يشعر بها من قبل ولما اقتربت منه لتعطيه الدواء، أمسكها من يدها وسألها: من أنت يا بنت الكرام؟
فقالت والدموع تنهمر من عينها: أنا ليلك الأسود يا أبي!
‏فعرف أنها ابنته وانفجر باكياً ورد عليها نادماً ومتأسفاً: سامحيني يا بنيتي ليت الليالي كلها سود، وأنشد يقول:
ليت الليالي كلها سود
دام الهنا بسود الليـالي
لو الزمان بعمري يعود
لأحـبهـا أول وتالي
ما غيرها يبرني ويعود
ينشد عن سواتي وحالي
‏تسعة رجالٍ كِلهم جحود
تباعدوا عن سؤالي
ما غير ريح المسك والعود
ابنتي بكل يوم قبالي
كانت نظرة الأب هي النظرة التشاؤمية التي لا تزال تلازم البعض، وهي من صفات الجاهلية ولا تزال تعشعش في عقول البعض مبعدة إياهم عن جادة الصواب، ومفتقدة إياهم السعادة التي يريدها الله لنا عبر التزامنا بإسلامنا، يقول تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ، ويقول سبحانه: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى ، والأنثى من هي؟ إنها الأم الغالية، والزوجة الحبيبة، والأخت الشقيقة، والابنة الحنون فلذة الكبد.

 

تابع الموقع من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى