قمة العشرين على الطريقة الهندية
فكر تنفس ناقش، هكذا كانت برامج وجولات القمة حيث تم بالفعل تضمين اليوغا وتماماً كما قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي “اليوغا هي هدية الهند للعالم من أجل الصحة والسلام”، بل نشرت الكثير من المواقع تقارير عن نجاح اليوغا بالفعل بسد الفجوة بين الهند والعالم تماماً كما تفعل في ترابط الروح والجسد. على الصعيد الاجتماعي هناك تزايد في حضور السيدات والرجال لصفوف اليوغا في مدينة الرياض والعلا وجدة والعديد من المدن التي تشهد وجود مجموعات واعية ومهتمة بهذا النمط التأملي الذي لا يساعد في تحسين التنفس فقط، بل يكسب الفرد رغبة عالية في الصمت وعدم التسرع.
ممر اقتصادي؟ أراه ممراً ثقافياً طال انتظاره في الانفتاح على دول القارة الآسيوية التي نحن جزء حيوي منها. ما بين تطوير الطاقة النظيفة وتوليد فرص العمل الجديدة هناك مكاسب لا يمكن حصرها وفرص لا يمكن توقعها، كما أن هناك تناغماً اقتصادياً نعيشه بالفعل مع برامج الرؤية من جهة وسعي القوى الآسيوية للتحالف العملي والثقافي مع المملكة. الحديث عن الخطط والرؤى والأهداف والقيم المشتركة سمة حاضرة للحضور السعودي في القمم الدولية، بل دائماً ما يتبعها سيل من المشاعر المجتمعية المرحبة بالتحركات الخارجية الرصينة بالتزامن مع نضج إعلامي ملموس في التعاطي معها.
القمة على الطريقة الهندية لعلها كانت القمة الأكثر بصمة ثقافية بعد قمة المملكة الشهيرة في 2020 التي حققت مكتسبات لا نزال نعتز بها بل نجحت في خضم أزمة كورونا، حيث حضرت فيها المصافحات والابتسامات والصداقة لعل العالم اليوم يفتقد لهذا الحضور الروحاني والإنساني والجمال الباذخ في الهند الحاضرة في التاريخ والأذهان والذائقة أيضاً، النمو بهدوء؟ تماماً تأتي العلاقات بين البشر توجد الكثير من الأفكار والأحكام التي تفرقهم وتصنع بينهم الاختلاف، لكن لعل لحظات الصفاء الذهني تعيدهم للواقع ليدركوا أن الحياة تشبه الهند هي عديدة ومتعددة وكثيفة.
زهرة اللوتس شعار القمة ببتلاتها السبع وصفها مودي بأنها تمثل القارات السبع في العالم وسبع نوتات موسيقية، مضيفاً أن مجموعة العشرين ستجمع العالم في وئام. أتمنى ذلك بالفعل، ودمتم بسلام.