آدابأخبارنا

كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء

من صيد رسائل الجوال بواسطة : مسعود حسن

كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء

كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء
كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء

يحكي الأصمعي أن قبيحة قالت لأمها :
يا أماه ، ما بال الناس يتفلون علي ؟
فقالت الأم : إنه من حسنك يعوذونك من الحسد !


نحن نعيش في أزمنة التحطيم النفسي ، وهو الذي يبدأ في البيت من الأم والأب والإخوان ،

ثـم يدخل في المدرسة مع المعلمين و الأقران ،

ثم يمتد بعد ذلك  إلى الأهل و الأصدقاء ،

فمن زل أسقـطـوه ، ومن أخطأ رجموه ، ومن تعثر نفوه بألسنة حداد .

نعم إنها طاقة يهدرها التحطيم النفسي ، وقدرات ينفيها الاستعمال السيء للعجينة اللينة ،

أيام الطفولة والصبا …

 إن الأم العاقلة من تحفظ نفس ابنها من التحطيم ،

وتقي عقل صغيرها من الهدم العظيم ..

وإليك هذين المثالين :

الأول :

فقد كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص ، كان عنقه داخلاً في بدنه ،

و كان منكباه خارجين ، فقالت له أمه :

ثم انه يا بني ،  لن تكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوك عليه المسخور منه ، فعليك بطلب العلم فإنه يرفعك  .

شخصت الأم المرض والعلاج ..
عمل محمد بنصيحة أمه ،

واجتهد ،  ثم ولي بعد ذلك قضاء مكة عشرين سنة ،  وكان الخصم إذا جلس بين يـديـه يرتـعد حتى يقـوم  .

والثاني :

ما جاء في قصة توماس أديسون :

لما كان فـي الثامنة من عمره ،  عاد إلى البيت من المدرسة و هو يشعر بالأسف  ،

لأن معلمه كلفه بتسليم مذكرة إلى و الديه ، فقرأتها أمه  ناسي إليوت أمام نظرات و لدها المترقبة لمحتوى المذكرة !!

سألها ماذا يوجد بها ؟

فقالت له :

إن المعلم يقول لي : ابنك عبقري ،

وهذه المدرسة متواضعة جدا بالنسبة له ،

وليس لدينا معلمون يصلحون لتعليمه ، و من فضلك علميه في البيت .

فقررت الأم أن تعلمه بنفسها ،

حتى صار “أديسون” ذاك المكتشف الشهير في العالم كله …


ظفر  أديسون بالرسالة بـعد وفـاة أمـه فلما قرأها بكى  !

فإن الرسالة كانت تقول : “ابنك غبي ولا يصلح للتعلم”

فمن كان يكون “أديسون” لو أن أمه أخبرته بالحقيقة وحطمته من ساعته !

فالناس في هذه الأيام يحتاجون إلى أمهات عاقلات ، صالحات ، يصنعن اللبنات الأولى لأولادهن .

فكم من كلمة أفسدت نفسا زكية وخربت عقلا ذكيا .

و من عالم ومصلح في ثوب كناس ؟

زجت بهم الكلمات المحرقة ،

والحروف الصارفة إلى سجون الأعمال الشاقة ،

وكانت الثمرة المرجوة أجل وأفخم ..

فإذا رأيتم نابها نابغا ،

فقولوا الحمد لله الذي نجاه من كلمات التحطيم .

وصدق من قال :

ليس العجب فيمن هلك كيف هلك ،  ولكن العجب فيمن نجا كيف نجا  ؟

كمموا الأفـواه في ساعات الغضب عن الأبناء ،

و اربطوا الألسن عن التحطيم في أيام البناء !

ورب صبر على غلام في صغره ،

يكون سببا لإمامته في كبره ،

ورب كلمة من حرف واحد تسقط النابه من القمة !

فخذوا الحكمة !

جزى الله كاتبها وناشرها خيراً

آملين أن تصل جميع التربويين والتربويات ، فلهم الكبير في هذا الشأن.

دمتم لطفاء معززون للأجيال.

………………………………………….

مسعود حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى