مذكرات ومواقف (12)
الدراجة
مهما يكن في الحياة من تعقيد فهناك دائماً فرصة قد يجدها بعضهم ولا يُوَفق إليها آخرون ، وتبقى الفرصة متاحة للجميع ، ولكي نستغل هذه الفرصة علينا بذل الكثير من الجهد والمال والوقت ، والفرصة قد تأتي دون إنذار ، وفي كثيرٍ من الأوقات تأتينا الفرص ونحن غير مستعدين وهي دائماً هكذا .
شريط الذكريات
وأنا أكتب هذه السطور عددٌ كبيرٌ من الفرص الضائعة مرت أمامي خلال ال خمسة عقود الماضية ولازالت ، وأنتم كذلك لكننا لا نراها في حينها واليوم نتحسر عليها ، بل قد نتذكر نصائح أُسديت لنا لكننا في وقتها نرى أننا من يفهم فقط فلا نأبه بتلك النصيحة التي لم تأت من فراغ بل نتيجة فرصة ضائعة مماثلة ، وهو ما سوف نقوم به غداً ونمارسه لأبنائنا ، فلا يعني ذلك أن من يُسدِي لي نصيحة بفرصة قائمة أنه كان حاذقاً ، بل في كثيرٍ من الأحيان يكون ممن ضيع استغلال الفرص.
استغلال الفرصة لها تضحيات ، فبناء الفرصة تحتاج إلى بذل الجهد والمال والوقت ، هذا الثلاثي مهم جداً لاستغلال الفرصة ، وضاعت مني ومنكم فرص كثيرة نضير نقص أحد هذه العوامل ( الجهد – المال – الوقت ) لعدم التضحية لتحقيق هذه العوامل .
ولكي نحلل الفرص يجب أن ندرك ما نملكه من هذه العوامل الثلاثة ؛ فمن لديه جهد عليه البحث عن الفرص التي تحتاج إلى جهد ، ومن يملك المال عليه البحث عن الفرص التي يكون المال عاملاً رئيساً فيها ، أما عامل الوقت فهو وحده لا يكفي لتحقيق الفرصة ، بل يجب أن يقترن معه الجهد أو المال أو كليمها .
أمنيات صغيرة:
في صغري كنت أتمنى أن أملك دراجة ، لكن المال كان عائقا ، كنت أملك الوقت والجهد ، لكنني لا أملك المال ، فكيف ستتحقق لي فرصتي لأمتلكها ؟
كان ابن عمتي ( يحيى سالم حفظه الله ) يملك دراجة كبيرة ، وكنت صغيراً لأقودها ، وكنت أملك الوقت كي أتعلم قيادتها ، وبدأت أتحين فرصة غيابه لأتمكن من التعلم، وفي مساء أحد الليالي كانت هناك مباراة لكرة القدم ، وكان شغوفاً بمتابعتها ، فانتهزت الفرصة ، فتحقق الوقت والجهد يدفعهما الرغبة الجامحة لقيادة الدارجة ، بذلت وقتاً يقارب الساعة والنصف فقط – قريب من وقت المباراة – لكي أتمكن من قيادة دراجة كبيرة لا تلامس قدمي الأرض ، وعلى حافة طريق حيفة – ممشى للناس على حافة مدرج صغير لا يتعدى 60سم – انتهت المحاولة بسقوط ذريع للحيفة -المدرج -السفلية مع سقوط الدراجة فوقي مباشرة مما جعلني وبحركة لا إرادية ارفع قدمي لمنعها من إلحاق الأذى بي ، نتج عنها جرح عميق كان سبباً في عدم حضوري للمدرسة أسبوعا كاملا .
بعد هذه الحادثة استطعت أن أقود الدراجة ليس هذا فحسب بل جمعت بعض المال من مكافئة المدرسة -تضحية – التي كانت تصرفها لنا الدولة ، واشتريت دراجتي الخاصة التي عشت معها كثيراً من الأحداث والذكريات الرائعة ، ومن خلالها كنت ابني طموحاتي التي كنت أقضي معها معظم الأوقات حال الأطفال مع العابهم ، فلهم عالم خاص مليء بالأمنيات والطموحات ، ولن أكون مبالغاً إن قلت إن الألعاب هي بداية صناعة شخصية الطفل ومن خلالها يمكننا أن نصنع أجيال الغد .
الفرص متاحة للجميع علينا معرفتها والتمسك بها من خلال العوامل الثلاثة لتحقيقها ؛ الجهد ، المال ، الوقت ومتى سنحت الفرصة نستغل العوامل المتاحة لدينا ونعزز العوامل الضعيفة .
قصة صغيره ولكن فيها فوائد كثيره لقد اثرتها كثيرا في سردك ومن ضمنها عندما تنوي على شي فسوف تتحققه مهما تواجه من مصاعب … اذكر ما حصل لك ولكن في حوادث نسيتها ، شكرا على تذكيرنا وعلى بعض التفاصيل الصغيره .
ماشاءالله عشت في زمن التطور
اول كانوا ياخذون صندوق او خشبه
او زنبيل وواحد يركب والثاني يسحب
الصندوق او قطعة الخشبه بالحبل