مقالات

من الأدوات التراثية (8)

أ : علي بن جبران المدري

من الأدوات التراثية (8)

السِلاب :

من المهن والحرف القديمة والتي كان يستخراج منها الحبال ” شجرة السلب : وهي شجرة ذات ألياف داخلية من فصيلة الصباريات تصنع منها الحبال القوية ذات الجودة العالية وهي من المهن القديمة التي كانت تقوم على كواهل النساء في فيفاء وماجاورها في عملية متعبة وهي استخراج الليف من أشجار السلب وتسمى عند البعض ( جَبْنَة ) ولعملية استخراج الليف من شجرة السلب . طريقتان :

١_ الطريقة الأولى – يقطع فروع السلب الطوال وتجمع ثم تدفن في تربة رطبة لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين ثم يستخرج من تحت التربة ، وبفعل الحرارة تزول القشرة الخارجية بسهولة وبعدها ينظف على الأودية ويغسل بالماء جيداً ثم يُشَرِّقُ أي يجفف بالشمس فيصبح ( ليف ) ناعم يميل للبياض وبعده يفتل أي يحبك منه الحبال القوية بأحجام مختلفة حسب الحاجة والإستعمال , وكانت هذه العملية متعبة وينبعث منها رائحة قوية وكريهة وواوساخ تجمع حولها الحشرات والذباب .

٢_ الطريقة الثانية : يقطعون فروع السلب ، ثم يضربونها بالهراوى بقوة على سطح صلب أملس ، حتى يلين ويخرج الليف دون دفن ويسمى ( مَحِيْسِتنْ ) حيث يستخرجون منها الليف الناعم كالعملية الأولى ولكن دون دفن ، وكما يذكر الأولون أن هذه العملية متعبة ولكن الحبال التي تنسج عن طريقها تكون أقوى من الأولى وذو جودة عالية لإن عملية الدفن والحرارة تضعفه قليلاً كما يذكر القدماء .

وقد قَلَّت هذه النبتة في سفوح فيفاء بشكل كبير وقربت على الزوال حالياً وكانت سفوح فيفاء وجهة حقو فيفاء مليئة بأشجار السلب حتى علمت بها جموع من اليمن قبل حوالي ٦٥ سنة فقدمت لها من كل صوب وقضت عليها في سنوات قليلة وكانو يقلعون هذه الشجرة من التربة ولايقطعونها من الساق لكي لاتنبت بطريقة عبثية واهلالك لأشجار البيئة المحلية ومقصدهم تخريبي ولكي تزول هذه الشجرة المهمة والمفيدة للأهالي ، وذلك في ظل غفلة من الأهالي آنذاك وكانوا يسمون ( مَجَابْنَة ) يدفنونها ثم يستخرجون أليافها ويوردونها للشركات البريطانية في عدن ووكلائها في الحديدة كما يذكر وينقل .

قال ابن منظور : في لسان العرب : والسلب ضرب من الشجر ينبت متناسقاً ويطول فيؤخذ ثم يشقق فتخرج منه مشاقة بيضاء كالليف واحدته سلبة وهي من أجود ما يتخذ منه الحبال .

من الأدوات التراثية (8)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى