فوبيا المصاعد
فوبيا المصاعد
عبدالهادي الصويان
عبدالهادي الصويان




فيصل المقهوي
فيصل المقهوي




فاطمة كعكي
فاطمة كعكي
-A +A
عبدالهادي الصويان (المدينة المنورة) hil5557@
يعاني كثير من الناس من رهاب استخدام المصاعد؛ سواءً أكانوا بمفردهم أو برفقة آخرين، إذ يفضلون استخدام السلالم (الدرج) عن المصاعد حتى لو للوصول إلى طوابق عالية وشاهقة، ويرفض البعض استخدام المصعد بسبب تعرضه لحادثة تعطل سابقة، ما يدفعه لعدم تكرار التجربة «المريرة»، بل إن البعض يرفض استخدامه نتيجة ما يسمعه من الآخرين عن حوادث المصاعد، فلازمته تلك المخاوف واتخذ قراره بعدم استخدامه مهما كانت الظروف وعدد طوابق المبنى الذي سيصل إليه.

وتتنوع أشكال «رهاب المصاعد» وأسبابه وشدته وفترة ملازمته من شخص لآخر..


الطائرة والأماكن المغلقة

«عكاظ» ناقشت الأمر مع عدد من المختصين في الطب النفسي وأمراض السكري، للوقوف على أسباب هذه «الفوبيا»، وما قد تسببه، والعلاج للتخلص منه.. تقول استشاري أول طب نفسي وعلاج الإدمان الدكتورة فاطمة محمد كعكي، إن الرهاب من الأماكن الضيقة شكل من أشكال اضطراب الخوف، ويظهر كخوف غير منطقي من أشياء أو حالات معينة لا تشكل خطراً حقيقياً، أو أن الخطر قليل للغاية، إذ يكون الشخص واعياً لكن رد فعله غير منطقي.

وأضافت: أن أحد أنواع الرّهاب الأكثر انتشاراً هو رهاب الأماكن المغلقة، وهو منتشر بشكل كبير بين الناس، وهو رهاب محدد، إذ تُظهر الكثير من نتائج الأبحاث أن نسبة انتشار رُهاب الأماكن المغلقة على مدى الحياة 4% ويشعر الشخص المصاب بهذا الرّهاب بخوف شديد عند وجوده في المصعد، أو الطائرة، أو أي مكان مغلق، ومن الممكن أن ترافق الأعراض الرّهابية العديد من الاضطرابات النفسية؛ مثل الاضطراب الوسواسي القهري والاكتئاب.

هل سقطت في نفق أنبوبي؟

الدكتورة كعكي أوضحت أن أعراض هذا النوع من الرهاب نوعان؛ عامة كالتعرق، والرجفة، والهبات الساخنة أو القشعريرة، وضيق أو صعوبة التنفس، والإحساس بالاختناق، والتسارع في ضربات القلب، والألم في الصدر أو الشعور بضيق في الصدر، والشعور بالتعب، والصداع والدوخة، وشعور بالإغماء، والخدر، وجفاف الفم، وطنين في الأذن، والارتباك، والحاجة لدورة المياه.. أما النوع الآخر فهي أعراض شديدة كأن يعاني المصاب من أعراض نفسية، والخوف من فقدان السيطرة، والخوف من الإغماء، ومشاعر الرهبة.

وعن أسباب هذه المخاوف قالت: غالباً ينتج رهاب الأماكن المغلقة عن حدث صادم حدث أثناء الطفولة المبكرة، كاحتجازه في أماكن مغلقة أو تعرض للتخويف أو الإساءة أو عانى أحد الوالدين من رهاب الأماكن المغلقة أو شعر باضطراب عند الطيران أو وقع في نفق أنبوبي بين المحطات وكل هذه الحالات قد تؤدي للرهاب.

العلاج.. التخويف المتدرج!

عن العلاج قالت الدكتورة كعكي: إنه يشمل عدة مراحل؛ أولاً التعرض لمسبب الخوف، إذ إن العلاج يضع المصاب تدريجياً في المواقف التي تخيفه لمساعدته في التغلب على الخوف، أو العلاج السلوكي المعرفي، وفي هذا النوع من العلاج تتحدث وجهاً لوجه مع معالج مُدَرَّب وتخبره عن الأفكار السلبية التي تدفعك للخوف، وكيف تتعلم طرقاً للتغلب عليها، كذلك العلاج بالواقع الافتراضي ويستخدم هذا النوع من العلاج المحاكاة للمساحات الضيقة مثل المصاعد أو أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وكذلك الاسترخاء والتخيل، إذ يمكنك تعلم طرق لتهدئة الخوف عندما تكون في موقف يخيفك عادةً. والنوع الأخير العلاج الطبي إذ يمكن للطبيب أن يصف أدوية القلق أو مضادات الاكتئاب لمساعدة المصاب في التعامل مع المواقف التي تسبب له الخوف.

كوابيس في المنامالمتخصص في علم الأدوية الدكتور فيصل المقهوي قال: إن الشخص يتعرض أثناء احتجازه لحالة من الهلع ما قد يسبب له الإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم ولكن في حالات قليلة ومنخفضة الحدوث وقد تحدث هذه الأمراض العضوية كالسكري وارتفاع ضغط الدم عند الخوف الشديد، وفقاً للأبحاث والدراسات الحديثة التي أثبتت أن الخوف من الممكن أن يصاب صاحبه بالأمراض العضوية، لذا يجب التعامل معه والسيطرة عليه، كما أشارت الأبحاث، أيضاً، إلى أن مرض السكري من الأمراض التي يمكن أن تصيب الشخص المصاب بالخوف الشديد وكذا مرض ارتفاع الضغط وأمراض القلب، إضافة إلى كثير من الأمراض النفسية التى يسببها كالتوتر والقلق والانطوائية وعدم الثقة بالنفس والتردد،‏ كما أنه يسبب كذلك الكوابيس فى المنام والأرق والاكتئاب والوساوس وتوهم المرض.

تخلص من ملابسك الثقيلة!

الدكتور المقهوي، أضاف أن أعراضاً متعددة تظهر على الشخص المحتجز بمصعد أو مكان مغلق، وتكون أغلب هذه الأعراض لدى المصابين بالسكري أو ضغط الدم منها ارتفاع في نبضات القلب والتعرق وعدم انتظام التنفس أو ضيق التنفس.

ونوّه المقهوي إلى الإجراءات الإسعافية التي يتوجب على الشخص المحتجز أو من هم معه اتباعها كالمحافظة على الهدوء، والتنفس بشكل عميق، ومحاولة توفير أي مصدر للهواء، والتخلص من أي نوع من الملابس الضيقة التي تزيد شعوره بضيق التنفس أو التعرق؛ للمحافظة على استقرار نبضات القلب واستقرار التنفس بغرض استقرار نبضات القلب وعدم التعرض لارتفاع ضغط الدم أو سكر الدم.