-A +A
سميرة القرشي samira_al_q@
بحسب علماء النفس فإن «الإيجو» (EGO) هو الجزء من شخصيتنا المكلف بمهمة تحقيق التوازن بين الوعي بأنفسنا والجهل بمكامن النفس.

وفي حين أن «الأنا» هو الذات الحقيقية، فإن «الإيجو» هو «الأنا» أو الذات المزيفة. وما أقصده هنا ليست «الأنا» الحقيقية للشخص (اسمه وعمله ومركزه)، إنما المزيفة المرتفعة المتضخمة والمغلوطة عن أنفسنا.


ثمة أشخاص لديهم مشكلة في «الإيجو»، فكلما انخفض لدى الشخص ارتفع لديه الوعي، وينظر للأمور بصورة سليمة وواعية، والعكس صحيح، فإن «الإيجو» صورة مزيفة تكونت عن أنفسنا بسبب قلة الوعي عن الذات، أو كوّنها الشخص عن نفسه من المتحذلقين حوله فتضخمت لديه «الأنا»، وكبرت نفسه، إذ يقول الله تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض)، سيصرفها الله عن الذين تمكنت منهم «الأنا» المتضخمة والمتعاظمة «الإيجو» وأصبح الكبر من سماتهم.

غالباً هؤلاء الأشخاص لا يدركون أنهم دخلوا في نطاق «الإيجو»، فمعدل الطاقة لديهم منخفض، ولن يرتفع لديهم الوعي وسيستمر انحدارهم إلى صاحب «الأنا» الأولى (إبليس)، «أنا» الكبرياء والعظمة، لذلك نبذ الله الكبر.

قد يعاني أحدنا من عقدة «الإيجو» مما يدفعنا إلى الشعور الواهم بأننا «محور الكون»، وأننا محط أنظار العالم، وفِي الأصل قد لا يأبه بنا أحد، فاحذر من تضخم «الإيجو» لديك فصاحبه يجذب عكس ما يريد إلى حياته، وتطغى السلبية عليه، ويبتعد عنه كل أمر يريده، وتنفر من حوله الأشياء الجميلة والأشخاص الإيجابيون.

عزيزي صاحب «الإيجو»: إن كنتَ راغباً بمعرفة «ذاتك الحقيقية»، فتخيَّل نفسك «ميِّتاً» وأنك ستقابل اللّه بذاتك الحقيقية«عندها يكون الخسران المبين، لن يكون هناك مكان لممتلكاتك، أو شهاداتك العلمية، أو مظهرك الخارجي، أو حُسنك البهي.

وأخيراً.. أنت مسؤول تماماً عن صناعة ذاتك، إذا أحسست بـ«الإيجو» بدأ يتسلل إلى نفسك صحح مسارك، وأعد صياغة«الأنا» من جديد.