-A +A
موسى محرق
أَكرِمْ ضَمِيرَكَ

والتَمِسْ ما شِئْتَ من تِلكَ الغُيومِ


بها تُوارِي سَوأتَكْ

أكرم ضميركَ

والتَمِسْ مِنِّي البياضَ

فلستَ تُتقِنُ غيرَ خَطوِكَ للسّوادِ

وأنتَ تَجْهَلُ آخِركْ

***

إنِّي وجَدتُكَ قَابِعاً في قَيْدِ نَفْسِكَ

تَشْتَكِي مَنْ غادَرُوكَ

فَرُحْتَ تَبْنِي مِنْ ظُنُونِكَ سُلَّمَاً لِلمَقتِ

عَلَّكَ تَبْلُغُ الأسبَابَ

أَسْبَابَ الجَفاءِ

فما اطَّلعتَ سِوَى على مَرْأَى انْكِسَارِكَ

سَاقِطاً في لُجَّةِ الزَّيفِ المُبجَّلِ بالهَوَان

***

وشَرَحْتَ صَدْرَكَ لِلضَّغِينَةِ

فَاصْطَفَتكَ

وعِشْتَ مَوبُوءَاً بِنَفسِكَ مِنْكَ

أَثْخَنكَ النِّزالُ بلا نِزَالْ

والآن لا أَحدٌ سِوَاكَ يَسيرُ مُبتَلَّ الضَّميرِ

وَقَدْ تَعثَّرَ في السَّرابِ بلا ثِيابْ

***

أَشَرَحْتَ صدْرَكَ للضَّغِينَةِ واهِمَاً

أَنْ سَوْفَ تَرْفَعُ ذِكْرَكَ المَجلُودَ في بَطحَاءِ سِيرَتِكَ البَرِيئَةِ!

إنّمَا لا شيءَ يَمنَحُكَ الوُجُودَ

سوى اجْتِرَاحِكَ عُنوَةً حَرَمَ القُلوبِ

تَسُومُهَا سُوءَ الظُّنُونْ

وفَعَلْتَ فِعلَتَكَ التي ما أَشْبَهتْ أَحَداً سِوَاكْ

لا شيءَ يَمنَحُكَ الوُجُودَ

سوى ادِّعَائِكَ للوجودِ

وأنتَ في سَاحِ التّربُّصِ والعِدَاءِ

مُضَرَّجاً بِهَزائِمكْ

***

كالشّمسِ تَقْتَرِفُ الظَّلامَ

أَنَا اقْتَرفْتُكَ صاحِبَاً لِلعُمرِ

لَمْ آبه بِحَالكِ مُقْلتَيكَ

أشُدُّ أزْرَكَ بالنَّهارِ

ومَا عَلِمتُ بِأَنَّ وجهَكَ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ

تُراوِدُهُ بِسَودَاءِ الظُّنُونِ على فِرَاشِ مَبادِئٍ

هِيَ أَجْهَضَتكَ خَطِيئَةً

واستَغْفَرتْ مِنْكَ الزّمانْ

***

أكرم ضَمِيركَ

لا، بَلِ استَغْفِر لِوَجْهِكَ حين خانَك في النّهار وكذَّبَك

وجهكَ المسفُوكِ قُربَانَاً

لِبُغضٍ شِئتَ أَنْ يَسْتَعبِدَك.