-A +A
حمود أبو طالب
يحدث في السعودية.. قريباً في السعودية.. مشاريع السعودية.. بهذه العناوين وما شابهها يوجد أكثر من حساب في مواقع التواصل الاجتماعي ترصد ما تم إنجازه وما هو قريب من الإنجاز على المدى القريب أو المنظور بحسب المدة الزمنية المحددة، مرفوقاً بنسبة الإنجاز المرحلية، ومدعوماً بالأدلة والبراهين المادية على أن العمل يجري على مدار الساعة.

نحن هنا لا نتحدث عن مشاريع صغيرة كالتي يتم تشييدها دون ضوء إعلامي في مختلف مناطق المملكة، بل نتحدث عن مشاريع عملاقة غير مسبوقة في منطقتنا العربية، وبعضها لا يوجد نظيره على مستوى العالم، ظن البعض عند الإعلان عنها أنها ضرب من الخيال، خصوصاً الجبهات الإعلامية الخارجية المكرسة للتشكيك في صحة وجدية ما يتم الإعلان عنه من تلك المشاريع. قبل فترة قصيرة قرأت في صحيفة أجنبية شهيرة تقريراً يصف بعض مشاريعنا بـ «الفانتازيا» غير القابلة لأن تكون حقائق، رغم أنها قد بدأت واتضحت ملامحها التي تثبت أنها ستنجز في موعدها وكما خُطط لها.


التثبيط والتشكيك في المنجز السعودي قديم وليس وليد الحاضر. كنا نواجه في العقود الماضية جبهات إعلامية من بؤر عربية تنتقص كل شيء فينا ولدينا، الآن تغيرت الأبواق وانضمت إليها تنظيمات ومنابر مأجورة قريبة وبعيدة بسبب سياسات المملكة المتزنة التي لا تتفق مع نزق بعض الأنظمة، وتحرص على الاستقلال بسيادة قراراتها السياسية والاقتصادية وتوازن علاقاتها الدولية وعدم الانجرار في الاستقطابات والمحاور العبثية.

المؤشرات الأخيرة تؤكد أن الاقتصاد السعودي هو الأكثر نمواً بين اقتصادات العالم رغم الصعوبات التي مرّ بها العالم، ورغم الإنفاق الهائل على مشاريع مستقبلية ضخمة. السياسة الحكيمة هي التي تعرف جيداً كيف تدير الاقتصاد، وكيف تستثمر الموارد والإمكانيات. دول أخرى مواردها قد تفوق ما هو متاح للمملكة، لكن سياساتها الرعناء أرهقت البلاد وأفقرت العباد، وما زالت تعيش على إنجازات الماضي القليلة.

ما يحدث لدينا حقيقة وليس فانتازيا أيها المشككون، وأنتم تعرفون ذلك جيداً.