آفة العصر !
الدخان والشيشه والمعسل تلك الآفة التي إستشرت في مجتمعاتنا كما تستشري النار بالهشيم ، حتى أن إنتشار المحلات التي تبيع هذه المُنتحات أصبحت مُلفته للأنظار ، فلا نكاد نمر بشارع من شوارعنا إلا ونرى محلات بيع (التبغ ،الشيشة والجراك والمعسل ) ،وقد تفنن أصحاب تلك المحلات في لفت انتباه زبائنهم بمعروضاتهم، من يراها للوهلة الأولى يظن أنها محلات لبيع الحلوى أو العود أو العطور ، فأصبحت مُلفته بديكوراتها وإضائاتها ولوحاتها الإعلانية المبالغ فيها والتي دفع لأجلها مبالغ وقدرها ، كل ذلك لأجل التسويق و الترويج لمنتجاتهم غير مبالين بما تسببه تلك المنتجات من أذى وتدمير لصحة الآخرين ،
تاجر عربي شهير من أغنى أغنياء العالم له قصه مشهورة على اليوتيوب يقول: اأن سبب زيادة ثروته وأرباحه لم يدخل في تجارته الدخان أو أي شئ يحرم إستخدامه وقد إستدل بقول تعالى ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) لقد بارك الله له في تجارته وضاعفها له لأنه وضع مخافة الله نصب عينيه ، مع الأسف هذا البلاء لم يسلم منه الصغير والكبير ذكوراً وإناث ، أطفال صغار أصبحت أجسادهم النحيلة ضحية لهذه السموم ، لا أنسى منظر ذلك الطفل البريء الذي لم يتجاوز الحادية عشر من عمره حين كان متخفياً عن الأنظار خوفاً من أن يراه أحد وسجارته بيده ويدخن ،
والله إنني حزنت وتألمت لذلك المنظر وتسآلت في نفسي كيف لرئتيه الصغيرتان أن تتحمل كل هذه السموم التي ينفثها داخل رئتيه ،للاسف بعض المراهقين يظنون أن رجولتهم لاتكتمل إلا بهذه العادة السيئة ،وقد يكون تحدي مع قرناء السوء الذين يهونون عليهم الأمر ، أو بدافع التطفل أو التقليد، بعض الآباء يرتكب خطأ فادحاً حينما يعطي طفله المال لشراء الدخان أو يدخن أو يشيش أمامه، حتماً فإن خياله الطفولي سيرسم له أن هذا الأمر عادي فيكبر ويصبح يقلد والده فخيال الطفل واسع ولا يمكن تداركه ، السجائر والمعسل والشيشة كلها سموم
تفتك بجسد الصغير والكبير على المدى القريب و البعيد ، ويبقى ضررها حتى بعد الإقلاع عنها ، أمراض خبيثة وتدمير لوظائف الجسم
والسبب تلك الآفة التي أصبحت عادة عند البعض ممن يوهمون أنفسهم بأن تلك السيجارة هي من تُطبطب عليه وتنفس عنه وهذا من نسج خيالهم وأوهامهم ، بل أن البعض أصبحت تلك العادة مرافقه له مثل أكله وشربه لا يستطيع أن يتركها ، والله إنها هي البلاء الذي سيفتك بصحته الجسدية والنفسية ، قال الله تعالى(وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فالدخان والمعسل والشيشة من مُهلكات النفس ، وخسارة للصحة والمال ، والتدخين قد يجر صاحبه لمسألة عقوق الوالدين الذي يحزنهم أن إبنهم يتأذى وينصحونه بهدف خوفهم عليه ولا يستجيب لنصحهم وهذا من العقوق ،كذلك فقد يتأذون من رائحة التدخين السلبي الذي يترك أثره على المُحيطين بالمدخن ،
فماذا بقي له بعد أن خسر دينه أولاً ودنياه ثانياً ، مع الأسف إستفحلت هذه الظاهرة مع زيادة إنتشار المقاهي التي يرتادها النساء والرجال جهاراً نهاراً ، وكأن الأمر عادي ، هذه الإستراحات والمقاهي
أسرت الشباب فأصبحت أوقاتهم مهدورة في تلك الأماكن ،أزواج أهملوا أسرهم وزادت مشاكلهم وتفككت أسرهم بسبب إنشغالهم بالتجمعات في هذه الأماكن وإهمالهم لواجباتهم الأسرية ، لقد نشأ جيل كسول لا يعبأ بالبحث عن مستقبله التعليمي او الوظيفي أصبح نهاره ليل وليله نهار ، بسبب تعلقهم بهذه الأماكن ، زادت نسبة البطالة وتعطلت مسيرة البناء بسبب هذه الإستراحات والمقاهي التي أهدرت أوقات الشباب دون فائدة وأصبح لاهدف لهم إلا إرتيادها، حتى الموظف تأخر وقل إنتاجه لأنه يسهر ويأتي إلى عمله وهو مُرهق لا يستطيع التركيز فتقل كفاءته ويقل إنتاجه ، والله إننا نحزن ونتألم كثيراً حينما نرى عزيز علينا قد أبتلي بهذه الآفة فنصبح مكتوفي الأيدي لا نستطيع إنقاذه ،لكن الواجب علينا أن ننصحه ونوجهه وندعي له بأن يجعل الله بينه وبين تلك الآفة حجراً محجوراً ، في نهاية المقال نصيحه لكل شخص أبتلي بهذه العادة الله خلقك وأنعم عليك بهذه النعمة التي يتمناها ممن حرِموا منها ألا وهي نعمة الصحة والعافية ، إجلس مع نفسك وعاتبها عتاب المُحب لنفسه ، الله أنعم عليك بنعمة العقل لتميز بين الخبيث والطيب ألا تعجز أن تختار لنفسك الطيب ، قرر وإعزم أن تحرر نفسك من هذه الآفة ولا تكون أسيراً لها ،إنطلق في هذه الحياة ودع رئتيك تتنفس الصعداء ولا تُحرمها الإستمتاع بالهواء النقي ، وعاهد نفسك ألا تعود لها أبداً أبدا ، التدخين مشكلة من المشاكل التي بالإمكان التغلب عليها بالتوكل على الله أولا وعدم التسويف والأخذ بالأسباب ، البعض يقول أنا من عشرات السنين وأنا أدخن لم أصاب بمرض ألا تعلم بأن كل سيجارة تدخنها هي بمثابة رصاصة قاتلة قد تُهلك جسدك في أي لحظه ،مشتقات الدخان الشيشة المعسل الأرجيلة تعددت الأسماء والضرر واحد إتلاف للصحة والمال، أمامك خيارين أما أن تتغلب على ضعفك وتنتصر بإرادتك وإما أن تنكسر وتكون أسيراً لها أنت فقط من يختار ، فقرر أي الخيار ستختار !
الكاتبة /سلمى يوسف البلوي
ماشاء تبارك الله … اسأل أن يكتب لكم أجر ماتقدمه 🦋