منوعات

الأستاذ سليمان بن علي بن قاسم السلماني الفيفي

إعداد الشيخ عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال

الأستاذ سليمان بن علي بن قاسم السلماني الفيفي

الهمة العالية، والاصرار وقوة التصميم، لا تقف امامها الظروف والمعوقات، بل تزيدها اصرارا وتقدما ونجاحا، واصل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية، في مدارس بعيدة عن بيتهم، وكابد وتحمل وصبر، مع مشقة الطريق وقلة الرفيق، ثم تحمل الغربة والبعد عن اهله لدراسة الجامعة، ليعمل بعدها في سلك التعليم، بكل همة ومثابرة واجتهاد، اثبت فيها نجاحه وجدارته، وقام بالعديد من الادوار الايجابية في مجتمعه، فهو امام الجامع في جهتهم، والمعرف المعتمد فيها لجمعية البر الخيرية، ورئيس مجلس إدارة جمعية التنمية الأهلية بفيفاء، وفي نفس الوقت رئيس مجلس إدارة نادي فيفاء الرياضي، فهو كتلة من العطاء والنجاح والايجابية، احسن تنظيم وقته وبذل كامل جهده، ونجح في كل ما أوكل إليه، وفقه الله واعانه، وزاده فضلا وتوفيقا وسدادا.

إنه الاستاذ سليمان بن علي بن قاسم بن سلمان بن علي السلماني الفيفي حفظه الله ووفقه.

والده الشيخ علي بن قاسم بن سلمان بن علي السلماني الفيفي رحمه الله، لم يتمكن من التعلم لظروف حياته الاولى، ومسؤولياته نحو أبويه وأخوه وأخته  الأصغر منه، فلم يحظى بفرصة التعلم حينها، ولكنه حرص على أن ينال اولاده الحض الاوفر منه، فحرص على ألتحاقهم بالمدارس القائمة رغم بعدها الكبير عن سكنهم، واهتم بمتابعة دراستهم رغم اميته، لكونه يعي تماما اهمية التعليم الذي حرم منه، وبالذات في هذا العصر الزاهر، وقد توفرت مدارس التعليم واسبابه ودواعيه، فكان يحرص على انتظامهم في المدارس، وفي ترتيب حياتهم بما لا يوثر على سيرهم في دراستهم، وحرص على تربيتهم التربية الصالحة، فكان يلزم كل واحد منهم بجدول يومي عليه التقيد به، وفي مقدمته الصلاة المفروضة في وقتها، وتناول الطعام في وقته المعلوم، وفي الراحة واللعب، وفي النوم والاستيقاظ، وهناك وقت مخصص للمذاكرة وحل الواجبات، مما رتب لهم اوقاتهم، واعانهم على التفوق والنجاح في دراستهم، وفي حياتهم الخاصة والعامة، واصبح عادة وخلقا لهم في كل امورهم، رحمه الله وغفر له وجزاه خيرا.

 واما الام فهي الفاضلة حالية بنت سليمان بن جبران شريف ال عبدان السلماني رحمها الله وغفر لها، كان ترتيبها الثانية بين أخواتها الست، مع ثلاثة اخوة، وكانت حياتهم الاولى صعبة وشاقة، لظروف الحياة في ذلك العصر، ففي الغالب ينشغل جميع أفراد الأسرة بظروفهم المعيشية ومعاناتهم فيها، لذلك لم تنل في تلك السن نصيبها من التعليم لهذه الاسباب، ثم لعدم وجود مدارس لتعليم البنات في وقتها، ولكن فيما بعد، عندما اتيحت لها فرصة التعليم، بتوفر مدارس تعليم الكبيرات في القرب، التحقت بها إلى أن حصلت على الشهادة الابتدائية، ومع كل ذلك فقد كانت من قبل ومن بعد، امرأة واعية بمهمتها في تربية ابنائها، وفي تشجيعهم ومتابعتهم، حتى نالوا الشيء الكثير منه، وقد تحقق لها بفضل الله أداء رسالتها كما ينبغي تجاههم، رحمها الله وغفر لها وتجاوز عنها.

  ولد لهذين الفاضلين في تاريخ1/7/1393هـ، في بيتهما المسمى (النيد)، الواقع في جهة نيد الروحة، في اسفل ذراع آل يحيى علي، شمال غرب الجبل الاعلى من فيفاء، وكان ترتيبه الأوسط بين أخوته الخمسة (سلمان وعبدالله وسليمان وموسى ومحمد)، عاش حياة سعيدة مطمئنة ضمن افراد هذه الاسرة الكريمة، يتعاون الكل في شؤون هذه الأسرة، وفي توفير أسباب الحياة الهانئة، ويكونون غالب وقتهم أما في البيت أو في المسجد أو المدرسة، يعيشون في هناء مع من حولهم من الأقارب والجيران وذوي الرحم، لا مغريات ولا ملهيات ولا شواغل تصرفهم عن إنجاز ما يوكل لاحدهم من المهام، فالكل يشارك بدوره في جلب المصالح، وفي التعاون على قضاء الحوائج، والمشاركة في حياتهم اليومية الروتينية، وما تستدعيه الظروف والمستجدات القليلة في محيطهم، فكانت حياة طبيعية مستقرة، نشأ فيها وشكلت شخصيته.

تعليمه :

كان والده حريص على ألتحاقه بالمدرسة، هو وجميع اخوانه، فألحقه عام 1398هـ، مع بداية السن النظامية المعتمدة للقبول، في مدرسة العدوين الابتدائية، رغم بعدها الكبير عن بيتهم، فقد كانت حينها أقرب المدارس إلى بيتهم، وانتظم في ذلك العام طالبا في الصف الأول الابتدائي، ولبعد المدرسة ومشقة الطريق كان يصحبه إليها في غالب الأيام، ليوصله إلى المدرسة أو قريب منها، وتميزت هذه المدرسة بالقوة والصرامة، والجدية الايجابية في ادارتها ونظامها، ومضى به العام الدراسي بكل سلاسة، لينجح في نهايته بتفوق، وكان قد قرر والده حينها نقله إلى مدرسة تحفيظ القران الكريم بالنفيعة، رغبة منه في حفظ القرآن الكريم، وكانت المدرستين على مسافة واحدة من بيتهم، فانتظم فيها ذلك العام من الصف الثاني الابتدائي، ليواصل سيره على نفس النهج السابق، من المواظبة والجد والاجتهاد، وترقى في فصولها عاما بعد عام إلى أن اكمل الصف الخامس الابتدائي، حفظ خلالها كامل القران الكريم، من خلال المنج المقرر، اضافة إلى ما يحفظه في مسجدهم المجاور، حيث كان والده وعمه سلمان رحمهما الله، قد انتهجا نظاما طبقاه على نفسيهما وعلى اولادهما، من تخصيص فترة ما بين صلاتي المغرب والعشاء، ليبقون فيها داخل المسجد، يدرسون القران الكريم، ويراجعون حفظه، وفي شهر رمضان يكون ذلك في جامع ذراع ال يحيى علي، المجاور لبيوتهم، في رفقة امام الجامع الشيخ حسين بن ضيف الله رحمه الله، فأسهم كل ذلك في حفظه المتمكن للقران الكريم، ولما نجح من الصف الخامس الابتدائي، انتقل إلى المعهد العلمي ليواصل دراسته فيه، بعد أن تم قبوله في السنة الثانية تمهيدي، التي تعادل الصف السادس الابتدائي، فأكمل فيها دراسة ذلك العام، ثم ترقى في بقية مراحل المعهد العلمي، المتوسطة ثم الثانوية، إلى أن تخرج من المعهد في نهاية العام الدراسي 1410هـ.

   كانت فترة الدراسة في كل هذه المراحل الثلاث، فترة جادة وقوية، وجد خلالها من والديه رحمهما الله(رغم أميتهما) كل الحرص والمتابعة الايجابية الفاعلة، فكانا يهتمان بكل شؤون حياته الدراسية، من حسن الانتظام في الحضور، وفي تذليل كل الصعوبات، وفي الحرص على المذاكرة، وحل الواجبات، وأداء المهام، وكان كل ابنائهم يلزمونهم بجدول تنظيمي يومي، ليحفظ عليهم اوقاتهم فلا يذهب عبثا، وفي مقدمة هذه البرنامج المحافظة على الصلوات في أوقاتها، جماعة في المسجد، وعلى تناول الطعام في وقته المحدد، وكانت لديهم اوقات للعب وللراحة، ووقت معلوم للنوم والاستيقاظ، مما اعانهم على حياتهم وفي تنظيم اوقاتهم، ونتج عن ذلك أن كان ضمن المتفوقين في دراسته، ومن الأوائل في جميع مراحلها الدراسية، حيث ارتقت همته، وكسب التحدي وحقق كامل التفوق، (لقد كان بحمد الله طوال مسيرته التعليمية ضمن الخمسة الأوائل، وحقق كثيرا من الجوائز والميداليات وشهادات الشكر لأجل ذلك)، ولهذا يسعى دوما إلى أن يبر بهما اعترافا بحقهما، ودورهما الايجابي في كل مراحل حياته.

  وبرزت امامه خلال مسيرته كثيرا من التحديات، ولم يكن تجاوزها بالأمر الهين، بدأ ببعد المدارس، ومشقة الوصل اليومي إليها، فلولا العزيمة والرغبة والاصرار لديه، والتشجيع والتحفيز الدائم من والديه، فقد كانت الطريق الذي يسلكه، على مدى جميع المراحل المختلفة، صعب وطويل وشاق، بدأ بمدرسة العدوين الابتدائية، ثم مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية بالنفيعة، وبعدهما المعهد العلمي في بقعة العذر، فكلها صعبة وشاقة ومرهقة، يكابد فيها كل يوم مشقة السير على الاقدام، ابتداء من باب بيتهم في اسفل ذراع آل يحيى علي، في رحلة تستغرق ما لا يقل عن نصف ساعة في الذهاب، ومثلها في العودة، وغالبها صعودا في ضلع الجبل، ناهيك عن ما يصاحب ذلك طوال العام، من تقلبات الأجواء وتغيرات الفصول، فشتاء بارد وصيف لاهب وهطول للأمطار، ولم تتوفر له وسيلة نقل إلا في المعهد العلمي، في عام 1404هـ، ولكنها لم تكن تغطي إلا جزء يسير من الطريق، فيلزمه المشي إلى طريق السيارات العام، حيث يصعد إلى اعلى ذراع آل يحيى علي، إلى نقطة في منطقة المعفودة، ليركب منها السيارة إلى المعهد، وفي نهاية اليوم الدراسي يعود الى هذا المكان، ولكن رغم كل هذه الصعوبات إلا أنه كان يشعر بالسعادة كلما قطع مرحلة منها، ومضت سنة بعد اخرى إلى أن انهاها، وحمل في خلال هذه السنوات الكثير من الذكريات، ومرت به العديد من الملابسات، يقول عن شيء منها باختصار : 

   المرحلة الابتدائية :

 ـ مدرسة العدوين، التي قضى فيها عاما واحدا، درس خلاله الصف الاول الابتدائي، فقد كانت مشاعره الاولى مختلطة، مزيج من الرغبة والرهبة، وخوف من المعلم ومن المدرسة، وهي لا شك مشاعر طبيعية، لمن كان في مثل سنه في تلك الفترة، وليست نتائج هذا الخوف كلها سلبية، بل قد تكون هي الدافع إلى زيادة الاهتمام، والموجبة للحرص والتحصيل والتفوق، لقد كانت مدرسة العدوين حينها من المدارس القوية، لجدية إدارتها وقوة ضبطها ونظامها، وفي توفر نخبة من المعلمين الافاضل فيها، فتعتبر هي المدرسة الاولى في المثالية والانضباط، مع شيء زائد احيانا من الشدة والحرص على المتعلم، باللجوء إلى بعض وسائل التأديب المتبعة حينها، وكانت هي الأكثر جدوى في التقويم والتهذيب في زمنها.

ـ مدرسة تحفيظ القران الكريم الابتدائية، انتقل إليها وهو في السنة الثانية، ودرس فيها إلى أن اكمال السنة الخامسة، كانت البيئة المدرسية فيها مختلفة عن سابقتها، باختلاف كادرها الإداري ومعلميها، الذين تركوا لديه بصمة وأثرًا ايجابيا، وكان أعظم الأثر حفظه لكتاب الله حفظا مجودا، ويذكر من معلميه في هذه المدرسة، ممن كان لهم بالغ الأثر فيه وفي كل طلاب المدرسة، ومن أبرزهم (مدير المدرسة الأستاذ حسن بن محمد الأبياتي رحمه الله، ووكيل المدرسة الأستاذ يحيى بن علي حسن الأبياتي رحمه الله، والأستاذ صبحي السوري معلم القران الكريم رحمه الله، والأستاذ حسن بن يحيى أسعد الداثري حفظه الله، والأستاذ جابر بن يحيى الثويعي حفظه الله، والأستاذ أسعد بن فرحان الظلمي حفظه الله، والأستاذ فرح بن سلمان الداثري حفظه الله، والأستاذ محمد بن يحيى هادي الابياتي حفظه الله، وغيرهم مما لا يتسع المجال لذكرهم، حتى أن مبنى هذه المدرسة في النفيعة، المبنى الحجري المهيب بجوار سوق النفيعة، ما زال يحرك في نفسه عندما يمر به اجمل الذكريات واعذبها.

ـ المعهد العلمي ومرحلتيه المتوسطة والثانوية، تميزت عن كل المراحل بالقوة في التحصيل العلمي، لبداية نضجه العقلي والادراكي، مع قوة المناهج المقررة فيه، وتمكن معلميه الافاضل، فكانت مناهجه القوية ومعلميه الاقوياء قد شكلا له أساسًا قوياً، ساعده في تأصيل مفهوم العقيدة السليمة لديه، وفي تقويم اللسان في فنون العربية، وفي اكتساب الكثير من المعارف المختلفة، في شتى التخصصات الشرعية واللغوية والاجتماعية، ويذكر من أبرز هؤلاء المعلمين كل من ( فضيلة مدير المعهد حينها الشيخ موسى بن حسين ضيف الله رحمه الله، وفضيلة الشيخ أحمد بن حسين النجمي حفظه الله، الذي تولى إدارة المعهد لاحقا، وفضيلة الشيخ عبدالله بن حسن احمد العمري حفظه الله، تولى إدارة المعهد بعدهما، والأستاذ الفاضل عبدالله بن سليمان الظلمي حفظه الله، والأستاذ يحيى عكام حفظه الله، والأستاذ عبده مجممي حفظه الله، والأستاذ عبده عقيلي حفظه الله، والأستاذ إبراهيم هجري حفظه الله، والأستاذ مقبول حكمي حفظه الله، وغيرهم من المعلمين الأفاضل، سواءً كانوا من أبناء الوطن ام من المتعاقدين، فلكل واحد منهم بصمته وأثره، وتوجيهه الايجابي الذي يشكر عليه ويؤجر، ومن أبرز الزملاء في هذه المراحل الثلاث، في المرحلة الابتدائية (مسعود بن يحيى سالم الداثري، ومحمد بن موسى حسين الداثري)، وفي المرحلة المتوسط والثانوية (جابر بن سلمان يزيد العبدلي، وعبدالله بن فرحان يزيد الخسافي ـ رحمه الله ـ وفرحان بن محمد الحكمي، ومحمد بن يحيى سليمان الخسافي) حفظهم الله ووفقهم، يقول جمعني بهؤلاء في تلك الفترة التنافس الشريف على المراكز الأولى، ولذلك فثباتهم في الذهن أكثر من غيرهم، وإلا فهناك كثير ممن لا يسعفني الوقت بذكرهم.

المرحلة الجامعية :

بعد تخرجه من السنة الثالثة الثانوية، في المعهد العلمي بفيفاء، مع نهاية العام 1410هـ، توجه مباشرة إلى مدينة ابها، ليواصل دراسته الجامعية فيها، أولاً لكونها اقرب مكان متاح له فيها جامعة، ثم لوجود اخيه الاكبر سلمان مقيما فيها، فالتحق فيها بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية فرع الجنوب، وتم قبوله في كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية، في تخصص اللغة العربية وعلومها، وهو التخصص الذي يحبه ويميل إليه، وابتدأ تجربة جديدة في حياته، فقد كانت مرحلة مختلفة جدا، وكونت له نقلة كبيرة في كل جوانب شخصيته، سواء منها المعرفية والعلمية والفكرية، بسبب غربته لأول مرة، ولبعده عن والديه، فقد كان لهذا الأثر الكبير، والدور المهم فيما طرئ عليه، فقد كانت هذه المرحلة مختلفة في كل شيء، حيث اختلف عليه اسلوب الحياة والمجتمع عن كل ما ألفه، واختلفت عليها طرق التدريس والتحصيل، عما سبق له في المراحل السابقة، ورغم أنه من خريجي المعاهد العلمية، التي تسلح منها بحصيلة جيدة في العلوم الشرعية والعربية، مما يعتبر قويا بمقارنته مع زملائه الذين اتوا من غير هذه المعاهد، وهذا جعله لا يجد صعوبة تذكر في مناهج الجامعة، حيث أن مناهجها امتدادا طبيعيا لما تأسس عليه في المعهد العلمي، ولكن اختلف عليه ما تركز عليه الجامعة، من متطلبات البحوث والمراجع، وتوسعها الطبيعي في التخصص، ولكن ما اسرع ما انسجم مع الكلية ونظامها، ومع التخصص الذي يحبه ويميل إليه، وتفاعل مع واقعه الجديد وتأقلم مع بعده عن والديه، ليواصل ما قد الفه من النجاحات والتفوق، ليترقى بكل جدارة في مستوياتها وفصولها عاما بعد عام، ومع ذلك فلم يفقد شيئا من متابعة واهتمام والديه له، ومواصلة حرصهما عليه، ودعمهما المادي والمعنوي له، رغم بعدهما الجسدي عنه، مما اشعره بفضلهما الكبير عليه، وبأنه لزاما عليه أن يحقق لهما ما يسعدهما من النجاح، ومن الحرص الاكبر على اجتياز هذه المرحلة الهامة، حتى يعود إليهما محملا بما يؤملانه منه، وليرد لهما بعضا من جميلهما الكبير عليه، ولغيرهما ممن كان لهم دور في تشجيعه ودفعه إلى الأمام، سواء من داخل الأسرة أو من المجتمع، فقد كان حلمه وامنيته العودة ناجحا رافعا راسه، ومساهما في نماء وخدمة اهله ومجتمعه.

     كانت له في هذه المرحلة العديد من الذكريات التي لا تنسى، ومن أبرزها ما كانت تزخر به الكلية من الدكاترة الأفاضل، من أعضاء هيئة التدريس، الذين شرف بالتلقي عنهم، وكانوا في الواقع اعلاما تمشي على الأرض، تميزوا بقوة العلم وجودة الأداء وقوة التأثير، ويذكر من هؤلاء دون حصر( الدكتور عبدالكريم بكار، والدكتور عبدالله أبو داهش، والدكتور عبدالله الثقفان، والدكتور حمزة النشرتي، والدكتور عبدالله بن محمد بن حميد، والدكتور اسماعيل البشري) وغيرهم كثير، رحم الله من مات منهم وحفظ بحفظه الباقين، ولا ينسى كذلك من الزملاء الأجلاء، وبالذات ممن كانوا يترافقون مع بعضهم في ذهابهم وعودتهم من وإلى فيفاء، ويخص منهم (الزملاء الأستاذ عيسى بن علي قاسم الخسافي (المعفودة)، والأستاذ عيسى بن موسى آل خفشة الابياتي( العلايج) حفظهما الله، والأستاذ يحيى بن هادي ماطر الابياتي رحمه الله)، وغيرهم كثير، ممن جمعته بهم زمالة الدراسة واخوة الغربة وصفاء الصداقة، وما اسرع ما انقضت هذه المرحلة بحلوها ومرها وجدها واجتهادها، إلى أن تخرج منها في نهاية العام الجامعي 1414هـ، حاصلا على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وعلومها، من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية فرع الجنوب بابها.

 ومع انغماسه فيما بعد في مشاغل العمل الوظيفي، في اعظم وأجل مهنة في الحياة، في مهنة التعليم التي كان يحلم به، فقد توفق بحمد الله في العمل في تخصصه، حيث درّس مواد اللغة العربية، في المعهد العلمي بفيفاء، المعهد الحبيب الذي درس فيه وتخرج منه، ومع ذلك فلم يغفل بعدها من السعي في الرفع من قدراته، ومن زيادة تحصيله العلمي والثقافي والمهني، حيث سعى جادا إلي مواصلة ترقيه والرفع من مستوياته وقدراته، حيث حرص على الالتحاق بالعديد من الدورات والبرامج المتخصصة، مما أعانه على توسيع مداركه وخبراته، وعلى اداء عمله على افضل وجه واتمه، حيث حصل على ما يقارب من ثماني عشرة دورة، على مدى امتداد سنوات عمله، بل وما زال إلى اليوم مواصلا الالتحاق بالعديد منها، ومن هذه الدورات وهذه البرامج ما يلي : (ـ الأساليب التربوية من السيرة النبوية، ـ صناعة النجاح، ـ هندسة الأبداع، ـ استراتيجية التدريس، ـ إدارة الوقت، ـ مشكلات الطلاب النفسية والسلوكية، ـ التشخيص والعلاج، ـ التخطيط التنفيذي، ـ دور القيادة المدرسية في رعاية الموهبين، ـ الاتصال الفعال في العمل، ـ الانتماء والولاء المؤسسي، ـ الأشراف الإداري، ـ القيادة الإدارية، ـ بناء ثقافة تنظيمية فعالة، ـ التخطيط الاستراتيجي لرواد الأعمال، ـ إدارة المشاريع، ـ مهارات القيادة، ـ مقدمة في إدارة المشاريع، ـ استخدام الحاسب الالي في التعليم).

العمل الوظيفي :

 بعد تخرجه من الجامعة، تم تعيينه مباشرة معلما في المعاهد العلمية، التابعة لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، وصدر قرار توجيهه للعمل في معهد فيفاء العلمي، معلماً فيه لمادة اللغة العربية وعلومها، وباشر عمله فيه مع بداية العام الدراسي 1415هـ، وكم كان فخورا بنفسه فرحا بها، وهو يعود لنفس المعهد الذي درس وتخرج منه, حيث عاد الى بيئة ليست بغريبة عليه، ومكان قد الفه وتعود عليه، وكم سر وسعد بحفاوة استقبال مدير المعهد له، وهو معلمه في الأمس القريب، فيذكر عندما حضر لمباشرة عمله في صبيحة يوم السبت، مع بداية ذلك الأسبوع الدراسي، وهو يناول خطاب التوجيه لفضيلة مدير المعهد حينها، الشيخ الفاضل عبدالله بن حسن العمري حفظه الله، كيف ارتسمت اسارير الفرحة والبشر على قسمات وجه المدير، لكون هذا المعلم الجديد هو احد طلابه، ومن ابناء هذا المعهد الذين تخرجوا منه قبل اربع سنوات فقط، وها هو يعود اليوم ضمن هيئة التدريس فيه، وكأنه يقول ما اسرع الايام وتحولها، بالأمس كنت طالبا واليوم ها أنت تعود معلما وزميلا، أما هو فكانت فرحته واعتزاه اكبر واعظم، يكاد يطير تيها وفرحا، واعتبر وجوده هنا استمرارا لمواصلة التعلم والطلب، وبالفعل فقد كانت بداية للبناء الذاتي والتكوين الشخصي إلى الأفضل، فعمل جادا على تحقيق بعض الامنيات المتأصلة في وجدانه، وها هي تتحقق له مع بداية هذه الخطوة المباركة، فأكبر امانيه كانت العودة الى بيئته وإلى مجتمعه الاول، ليعود أولا لكنف والديه الطاعنين في السن، ليدرك ولو شيئا بسيطا من صلتهما وبرهما الواجب عليه، وليرد بعضا من جميلهما ورعايتهما له في صغره، وفي حسن تربيته وتأديبه، وثانيا ليكون بتوفيق الله معلما في هذا المعهد الذي تخرج منه، فكان التوفيق حليفه، والفرحة لا تسعه، مع كامل ايمانه أن العمل عطاء وأمانة ومسؤولية، معتقدا بداخله أن هذا العمل ليس بالأمر السهل، فعليه مواصلة التعلم وبذل الجهد والسعي الجاد إلى التميز، فيلزمه أن يثبت ذاته ويبرز تميزه أولا، وأن يكون عضوا ورافدا ايجابيا في هذا الصرح العلمي الرفيع، والأمر يختلف مع الإنسان بين اهله وفي بلدته، فقد قيل (من عرفك صغيرا احتقرك كبيرا)، فإثبات الذات هنا مسؤولية مضاعفة، ولكنه سعى عاقدا العزم، باذلا كل جهده واجتهاده، في تحقيق كل ذلك واكثر، فكانت المقدمة في بر والديه ومن له حق الصلة معهما، ثم الواجب في أداء امانة العمل والوفاء بمسؤولياته، مع السعي لبناء ذاته وتكوين اسرة مستقلة به، إضافة إلى بذل الجهد في تحمل ما يتطلبه الأمر من المسؤوليات المتعددة، التي يفرضها الواقع المجتمعي نحو أهله وبلدته.

  وبالفعل فقد أوكل إليه تدريس مواد تخصصه، وتنقل فيها بين جميع فصول المعهد المتوسطة والثانوية، باذلا كل جهده واجتهاده، وكذلك عهد إليه أيضا القيام بمسؤولية النشاط الطلابي، فأجتهد فيه وثابر، وحرص على إنجاحه، مع ما كان يجده في نفسه من متعة العمل وسعادة الانجاز، فكانت بالنسبة إليه نقلة نوعية متميزة، وتحقق له كثير من السعادة والرضا من خلال ما يقوم به، وما يجده من الاثر الايجابي، بل كانت هذه الانشطة محفزة له إلى تطوير ذاته، وأحدثت لديه تغذية ايجابية راجعة، حيث اكتسب كثيرا من الدربة والخبرات المتعددة، وبالذات وقد كانت هذه المرحلة متميزة بقوة مناهجها، مما فرض عليه أن يبذل جهدا مضاعفا، لإيصال مادتها كما ينبغي إلى طلابه، وبالعمل على اتقان الاساليب المختلفة لأجل ذلك، وكم مر به من الطلاب الجهابذة في الذكاء وقوة التحصيل، ممن يحرصون على الفهم وقوة الاستنباط، ويبدعون في المناقشات والحوار، وفي السؤال عن كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة، فكان لا بد له من أن يكون مستعدا لهذا اتم الاستعداد، محضرا دوما ذهنه ونفسه وفكره في كل دروسه، بل أنه اعتبر نفسه في تلك الفترة طالبا يستفيد قبل أن يفيد، مع زملاء كبار، وطلابا معظمهم متميزون، ولديهم الرغبة القوية في التحصيل، والجدية في طلب العلم، وتميزوا بحسن الخلق والادب الرفيع، ممن ما زال يفخر بأنه قد وقف امامهم معلما، في سنوات دراستهم التأسيسية القوية، وبسبب هذا التميز كانت نسبة كبيرة منهم ينافسون على الترتيب الأول على مستوى المعاهد العلمية في المملكة، بل كانت درجاتهم في أعلى نسبتها المئوية، وهم اليوم بفضل الله اعضاء نافعون يشار إليهم بالبنان، وهم وامثالهم من اعظم ما يفخر به أي معلم، كان له دور في المشاركة في تعليمهم، ويذكر من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، (فضيلة الدكتور القاضي محمد بن فرحان الشراحيلي، وفضيلة الدكتور يحيى بن حسين الظلمي، وسعادة الدكتور يحيى بن جابر الظلمي، وفضيلة الشيخ الدكتور احمد بن يحيى جابر السلماني، وفضيلة الشيخ القاضي عيسى بن سليمان جابر السلماني، وفضيلة الدكتور عبدالله بن يحيى جابر السلماني، وسعادة الدكتور عيسى بن سلمان قاسم السلماني) حفظهم الله وزادهم علما وفضلا، وفي امثالهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم، فقد خرّج المعهد العلمي في محافظة فيفاء العديد من هؤلاء الاجيال، الذين ساهموا في نهضة بلادهم، وكانوا اعضاء نافعين في مناحي الحياة ومجالاتها المختلفة على امتداد الوطن.

لقد اصبحت هذه المرحلة بالنسبة له مع تقادم ايامها، ذكريات خالدة في ذهنه ووجدانه، اكتسبها من خلال عمله ودروسه وزملائه وطلابه، وكامل المجتمع من حوله، ومن ذلك كأمثلة واضحة، ما وصل إليه المعهد من درجة عالية ومثال ساطع، في بيئته وسمعته وما يحققه من تفوق لطلابه، حتى اصبح مقصدا لكل مسؤول يزور المنطقة، من اصحاب المعالي مدراء جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، واصحاب السعادة وكلاء الجامعة لشؤون المعاهد العلمية، ومدراء الاشراف التربوي بالجامعة، ثم رجالات الدولة من اصحاب المعالي والفضيلة عندما يقصدون فيفاء ، فتكون زيارة المعهد ضمن برنامجهم الاساسية، ومن ابرز هؤلاء صاحب المعالي فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى حينها حفظه الله، الذي زار المعهد برفقة صحبه الكرام، من اصحاب المعالي الوزراء، واعضاء مجلس الشورى، ومما يثبت في الذهن اثناء هذه الزيارة، ما حدث في صالة الخطم للاحتفالات، عندما استأذن للحديث معالي وزير الدولة الدكتور سعود المتحمي حفظه الله، المرافق لمعاليه في هذه الزيارة، حيث قال معاليه لقد رأيت اليوم هنا معلمي، عندما كنت طالبا في مدينة ابها، أقدم له اليوم شكري وتقديري واحترامي ، كان نعم المعلم والمربي، وأشار بيده إلى الاستاذ الفاضل حسن بن فرح الفيفي رحمه الله، وهذا موقف عظيم يخلد أثر المعلم الناجح، على مر الاجيال، وقد كان لا شك كذلك الشيخ حسن بن فرح رحمه الله.

    لقد كان للمعهد في تلك الفترة العديد من المشاركات الفاعلة، والمساهمات الواضحة والمؤثرة، في كل المناشط الرسمية وغيرها، ومع مختلف الدوائر الحكومية ، فقد كان أبناؤه من إداريين ومعلمين وطلاب مقصد اساسي، للمشاركة والمساهمة في كل ما يهم المنطقة، وينقل صورتها الإيجابية الحقيقية للآخرين.

  وصل المعهد في تلك الفترة إلى أوج قوته وعطائه وتوهجه، وكثر الاقبال من الطلاب على الالتحاق به، لقناعة المجتمع والمحيط بدوره الريادي، فكان طلابه اضافة إلى ابناء فيفاء يأتون إليه من المناطق المجاورة، من بني مالك وبلغازي وال تليد وغيرها، ونظرا للكثافة الطلابية فيه، كان لزاما على كل المعلمين والعاملين فيه بذل الجهد ومضاعفة العطاء، وكانت ذروة العمل والجهد مع هذه الكثافة الطلابية، تبرز بوضوح في فترة الاختبارات التحريرية، فيلزمهم تقسيم الطلاب الى ثلاث لجان متعاقبة، فلا تنتهي اللجنة الثالثة إلا وقت صلاة الظهر، ويضطرون إلى أن يكون التصحيح من بعد صلاة العصر، وغالبا لا ينتهي إلا بعد منتصف الليل، وكان هو شخصيا يعاني فيها لبعد المسافة عن بيته، ومشقة الطريق سيرا في معظمه، فكان يتحرك من بيته من بعد صلاة الفجر مباشرة، ليمشي ما يقارب ثلاث ارباع الساعة، حتى يصل إلى طريق السيارة، ليركبها إلى المعهد، فيصعب عليه العودة للبيت بعد صلاة الظهر، ليعود منه بعد العصر، لذلك كان لا يغادر المعهد، بل يبقى فيه إلى العصر، حتى يصحح مع زملائه اوراق الاجابات، فكان كذلك طوال فترة الاختبارات، التي تمتد لاسبوعين غالبا، فكان يسير على هذه المنهج يوميا، فلا يتمكن من العودة إلى بيته إلا من بعد منتصف الليل، وتكون فترة الراحة له إلى صلاة الفجر فقط، ليعاود من جديد نفس البرنامج، وبقي كذلك لما يقارب خمس سنوات، إلى أن شقت طرق السيارة بقرب بيته، مما سهل عليه بعدها الشيء الكثير في ذلك، ولكنه رغم تلك المشقة التي اصبحت بحمد الله في طي النسيان، حتى أنه لا يكاد يصدق ذاكرته أنه عايشها على الواقع، فقد تحولت بفضل الله إلى ذكرى جميلة يستلذ بذكرها.

  اضافة إلى غيرها من الذكريات الجميلة، وبالذات الذكريات مع بعض الطلاب النوابغ، فكان غالبهم يحتاج للإجابة في الاختبارات إلى اكثر من كراسة (الخاصة بالإجابة)، لغزارة معلوماته، وما يصبه منها في هذه الاوراق، فتجد المعلم عند التصحيح يقرأ الكتاب الذي شرحه، ولكن بخط هذا الطالب وتنسيقه وتنظيمه، مما يسعد النفس ويبهرها ويملأها غبطة وسرورا، إلى درجة أنه يصيبه الخجل إذا ما وقف امام هذا الطالب وامثاله في الفصل مستقبلا، فانت تشعر بتفوق هؤلاء الطلاب، عندما تجده يكتب في ورقة اجابته كل ما قلته من شرح وتوضيح وتعليق، بكل تفاصيله وزيادة، (فبالله أي سعادة لهذا المعلم بعد كل هذا).

 كان سعيد جدا ومتفاعل مع طلابه، ويفخر بهم جميعهم دون تمييز، وله ذكريات ومواقف مع معظمهم يفخر بها كثيرا، ولذلك من محبته لهم وحرصه على مصلحتهم، كان لا يتعامل معهم إلا كأخوة أو اصدقاء، فيسعى بقدر استطاعته إلى توجيههم وتقويم سلوكهم، ويتوخى الحذر في احراج الواحد منهم، فيجتهد إلى اتباع اسلوب الانفراد بأحدهم إذا ما اراد توجيهه أو نصحه، أو أن يقترح عليه شيئا ينفعه.

تعمدني بنصحك في انفرادي 

وجنبني النصيحة في الجماعة

فان النصح بين الناس نوع  

من التوبيخ لا ارضى استماعه

   فكان بذلك يرضي نفسه ويؤدي واجبه، وقد ينسى كثيرا من هذه المواقف أو غالبها، لأنه لا يتتبع تأثيرها على الطالب فيما بعد، ولكنها بفضل الله وحمده قد تكون في الغالب بذرة طيبة أثمرت خيرا، وما اجمل أن يأتيك هذا الطالب بعد سنوات طويلة، وقد خرج إلى ميدان العمل ناجحا، ليقول لك بكل اعتزاز اتذكر عندما اخذتني على انفراد وقلت لي كذا وكذا، أتدري أنها كانت سببا في تغييري، وبما أوصلني بفضل الله إلى ما انا عليه اليوم، ثم يتبع ذلك بالشكر والعرفان والدعاء، بينما انت قد نسيت ذلك الموقف لطول الوقت، ويذكر أنه حدث معه ذلك فعلا لاكثر من مرة، فلا ينسى عندما قابله احد طلابه بعد سنوات، وقد أصبح هذا الطالب ضابطا في القوات المسلحة، ليذكر له موقفا معه لم ينساه، احدث فيه اثرا بالغا وتغييرا ايجابيا جميلا، فكم كانت فرحته وهو يسمعه منه بعد هذه السنين، مع أنه في الحقيقة لم يكن حينها إلا معلما ناصحا لأخيه، أستحس واجب بذل النصيحة عندما لاحظ امامه سببا لذلك، فقابلت بفضل الله قبولا ايجابيا، وتربة خصبة نبتت فيها واثمرت، وكان مردودها اكثر مما كان يؤمله، يقول صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا، يرفعه بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم)، فما اعظم الكلمة ووقعها سلبا وايجابا، فاحمد الله أن وفقك للخير ودلك عليه.

  كانت له ادواره الايجابية بفضل الله وتوفيقه، ومما يفخر به من ذلك، دوره في النشاط الطلابي في المعهد، وكانت له فيه العديد من المشاركات والنجاحات، ويعيد اسباب هذا النجاح إلى وجود نخبة من الطلاب المبدعين والموهوبين، ممن تعاقبوا على المشاركات في برامجه المختلفة، فمنهم من كان مبدعا في الإلقاء، وفي التقديم، وفي نظم الشعر، وفي الكتابات الادبية الراقية، ومن جميل وبديع هذه المشاركات التي كانت تقام، ما كان يدار بين الطلاب من المناظرات الشعرية، كان ابطالها واقطابها عدد من الطلاب الموهوبين في هذا المجال، ابدعوا في نظم درر من الشعر بعد أن حددت لهم اغراضه، فكان يحتدم التنافس الشريف البديع بينهم، ويأتون بالعجب العجاب، جودة في الصياغة، وقوة في العبارة، وجمال في الصور والخيالات، وقد واصل معظم هؤلاء نجاحاتهم، وتألقهم في الحياة تاليا، وبنوا لهم مكانة مرموقة في العلم والأدب، ويذكر منهم كل من الطلاب : أحمد بن سليمان مفرح العمري (ضابط في الجيش)، ويحيى بن جابر قاسم الظلمي (دكتور جامعة الملك سعود)، وحسن بن معزي الظلمي (معلم)، وموسى بن هادي احمد الظلمي (معلم)، فكان لهذه الانشطة الدور المؤثر في صقل مواهبهم، ولا ينسى كذلك النشاط المسرحي،  بعد أن تم تكوين فريق مسرحي من الطلاب المبدعين الموهوبين، فكانوا يقومون بتنفيذ العديد من الاحتفالات داخل المعهد، وغالب هؤلاء طوروا مواهبهم فيما بعد، ويذكر منهم الطالب احمد بن محمد يحيى الشراحيلي، الذي واصل نجاحاته من خلال عمله في القوات المسلحة، وما قام به من انشطة متعددة.

  لقد امضى في هذا الصرح العلمي الكبير، ثمان وعشرين سنة، أجتهد فيها أن يكون معلما متميزا بكل ما تحمله هذه الكلمة، فقد درّس على مدى سنواتها جميع المناهج المقررة في اللغة العربية، على اختلاف السنوات الدراسية في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وساهم بكل ايجابية في الأنشطة الطلابية بمختلف المراحل، مشرفا ومشاركا ومعاونا، وشارك في معظم الملتقيات، يمثل فيها مع زملائه المعهد في مناشط المعاهد التي تقام في داخل المنطقة، أو مشاركا على مستوى المعاهد العلمية في مقر الجامعة بالرياض، وكان ايضا يشارك في لجان تصحيح الاختبارات، للمرحلة الثانوية العامة للمعاهد، عندما كانت الاسئلة مركزية من الجامعة، ويتم تصحيحها في نفس الجامعة، لقد قضى بحمد الله ثمان وعشرين سنة بكل تفاصيلها، معلما مجتهدا، وعضوا ايجابيا، في كل ما يخدم المعهد والطلاب والمجتمع، مجتهدا في أداء كل ما يؤكل إليه من المهام والواجبات، وعاش خلالها مع كل زملائه وطلابه على افضل ما يحب وما يجب، حيث تعاقب في هذه الفترة على المعهد عدد من المدراء، وهم كل من ( الشيخ عبدالله بن حسن العمري، والشيخ ابراهيم بن احمد علي الخسافي، والاستاذ محمد بن موسى احمد المثيبي) حفظهم الله، وزامل فيه العديد من الفضلاء، يذكر منهم من كان معلمه ثم زميله وهم( الشيخ عبدالله بن حسن العمري مدير المعهد، والاستاذ عبدالله بن سليمان الظلمي، والاستاذ سلمان بن سليمان الابياتي، والاستاذ جابر بن سلمان المثيبي، والاستاذ احمد بن محمد الداثري، والاستاذ عبدالله بن علي قاسم الخسافي)، ومنهم زملاء فقط وهم (الاستاذ محمد بن يحيى سليمان الخسافي، والاستاذ محمد بن يحيى علي الخسافي، والاستاذ حسن بن احمد يحيى الخسافي، والشيخ ابراهيم بن احمد علي الخسافي، والشيخ يحيى بن حسن يحيى الخسافي، والشيخ احمد بن سليمان جابر العمري، والشيخ سليمان بن حسن يحيى الخسافي، والاستاذ عبدالله بن اسعد سليمان الخسافي)، وزملاء كان قد درسهم سابقا، ومنهم (الاستاذ محمد بن جبران الظلمي، والاستاذ موسى بن هادي الظلمي، والاستاذ عبدالله بن هادي الظلمي، والاستاذ عيسى بن علي المخشمي والاستاذ فهد بن اسعد جبران الدفري) وغيرهم ولكنهم انتقلوا إلى اماكن أخرى، ولا ينسى كذلك بعض العاملين، من الموظفين والاداريين، ومنهم (احمد بن جابر الابياتي، ويحيى بن سلمان المشرومي، ويحيى بن سلمان الشريفي، وحسن بن يزيد الابياتي واسعد بن حسن الظلمي ، ومحمد بن حسن العمري رحمهم الله، ويحيى بن جابر المشنوي، وعلي بن يحيى المخشمي، واحمد بن حسن العمري، ومحمد بن حسن العمري، وحسين بن جابر السلماني، ومحمد بن احمد الابياتي، ويحيى بن جابر العمري، وسليمان بن احمد الداثري،  حفظهم الله).

كانت هذه المرحلة خليط من التعلم والعمل، والانتاج واثبات الذات، واكتساب الخبرات، وتخللها كثير من الذكريات والحكايات، والانجازات والمعطيات، مواصلا عمله بكل جهد وسعادة، سعيد بما يقدمه وما يقوم به، واستمر كذلك في هذا الصرح المهيب، إلى أن ضمت المعاهد العلمية إلى التعليم العام، وبعدها تمت مباشرته في المجمع التعليمي بذبوب، مع بداية العام الدراسي 1444هـ، وفي العام التالي 1445هـ تم نقله إلى متوسطة وثانوية فيفاء، وما زال يعمل بها إلى تاريخه.

أعمال أخرى في غير مجال التعليم :

لم يشغله عمله الرسمي عن المشاركة المجتمعية النافعة، فقد اجتهد أن يكون عضوا نافعا وايجابيا في كل ما يخدم بلدته ومجتمعه ووطنه، ومن ذلك ما يقوم به اليوم بالإضافة إلى عمله الرسمي، ومنها ما يلي :

1 – رئيس مجلس إدارة جمعية التنمية الأهلية بفيفاء، وهي جمعية معتمدة لتنمية القطاع غير الربحي ، كانت بمسمى لجنة قبل تطويرها، وتعتبر المظلة الاولى فيما يهم المجتمع وينميه ويطور افراده بجميع فئاتهم، ولها لمسات وأثر اجتماعي فاعل، تغطي الانشطة المختلفة، ولها ادوارها في المشاركة في المناسبات الوطنية العامة، والمناسبات الخاصة للمنطقة، ولها شراكات مع مختلف القطاعات الحكومية في المنطقة، لطلب التكامل وتبادل المصالح، فهي تسعى دوما إلى توعية المجتمع ورعاية اطيافه، من خلال الجهود التطوعية، والمبادرات التنموية، تحت شعار (الكل شركاء في التنمية من اجل المواطن والوطن)، ولها العديد من البرامج التي تقدمها، ومنها (دورات في الحاسب الآلي من خلال معاهدها، ودورات في اللغة الانجليزية من خلال معهد اللغة التابع لها، وبرامج لذوي الهمم، وبرامج الرياضة للجميع، وبرامج ملتقيات الشباب، وبرامج التطوع، وبرامج تمكين المرأة، وبرامج المواهب، ومبادرة صحتي (تراحم)، والشراكات المجتمعية وتفعيلها مع القطاعات الحكومية والخاصة، والاشراف على فريق خاص بالكشافة والجوالة، يشارك في المناسبات الوطنية، وفي موسم الحج في كل عام ممثلا للجمعية، ولها كثير من الانشطة والمشاريع المستدامة، ومن ذلك (تعليم اساسيات اللغة الانجليزية للأطفال، الذي تنفذه سنويا لمدة شهرين، للفئات العمرية من الخامسة إلى التاسعة، وتشارك أيضا في دعم برنامج الموهوبين بفيفاء، من خلال تقديم دورة مجانية معتمدة من معهد اللغة الانجليزية، يستهدف الطلاب الموهوبين في المرحلة الثانوية، ودورات في الحاسب الآلي برسوم رمزية، في كل احتياجات المجتمع وسوق العمل، ودورة تمكين القراءة والكتابة للكبار، تنفذ سنويا لمدة شهرين من خلال القسم النسائي، والمتطوعات فيه من المعلمات، بل اصبحت الجمعية من خلال الشراكة مع مكتب التعليم بالعيدابي، هي المشرفة والمشغلة لمركز الشيخ علي بن قاسم الفيفي للتدريب، الذي يعتبر واجهة حضارية لفيفاء واهلها وزوارها ، بما يحتويه من مكتبة للشيخ، ومسرحا وصالات للتدريب، ومتحفا تراثيا، ويتبع الجمعية فرعا نسائيا في الجانب الغربي من الجبل ( في بقعة المرمي بجبل المشنوي)، يهتم بكل ما يخص مناشط وفعاليات ومبادرات الأسرة والمرأة والطفل، وللجمعية ايضا مركزا آخر للتآلف الاجتماعي، يقع في شرق الجبل، على طريق الحزام (حي الكرس)، يغطي الانشطة المختلفة للكبار والصغار من الجنسين ، ويقيم الفعاليات والمناسبات وفق لوائح الجمعية، يقوم عليه رجال من اهل الجهة تطوعا، نسال الله التوفيق والنجاح.   

2 – رئيس مجلس إدارة نادي فيفاء الرياضي، والنادي أسس عام 1436هـ، واصبح شبه متكامل البنى، بوجود المبنى الاداري الخاص به، وملعب لكرة القدم بالمواصفات المعتبرة، وملعب لكرة الطائرة، ومسبح بمرافقه من الساونة والبخار والجاكوزي، وصالة رياضية للكراتية وللتنس، وصالة مخصصة للاجهزة الرياضية يسعون إلى اكتمالها، والنادي يشتمل على ما يقارب من خمسة عشر لعبة مسجلة لدى فرع وزارة الرياضة، نتمنى لهم التوفيق والسداد واكمال المسير على افضل وجه واتمه.      

3 – معرف لدى جمعية البر الخيرية بفيفاء، يقوم فيه من باب الاحتساب على التعريف بالمستفيدين من جهته، وايصال ظروفهم وحالاتهم للجمعية لاعتمادها في برامجها.

4 – إمام وخطيب جامع ذراع ال يحيى علي بفيفاء، منذ أن كان طالبا في المرحلة المتوسطة بالمعهد العلمي، فكان امام الجامع حينها، الشيخ حسين بن ضيف الله رحمه الله، يقدمه للإمامة بهم في صلاة التراويح، وواصل القيام بذلك احتسابا على مدى اكثر من ثلاثين سنة، ولما اسندت الإمامة في الجامع إلى الشيخ موسى بن حسين ضيف الله رحمه الله، كان ينيبه عنه إذا ما غاب، فيصلي بهم الجمع والاعياد، ولما مات رحمه الله واصل القيام بالإمامة في هذا الجامع، إلى ان تم تثبيته رسميا بناء على رغبة والحاح جماعة المسجد.

  وكما نشاهد ازدحام وقته بالكثير من المهام المتعددة (معلما ورئيسا لمجلس إدارة جمعية التنمية الأهلية بفيفاء، ورئيسا لمجلس إدارة نادي فيفاء الرياضي، اضافة إلى امامة جامع ذراع آل يحيى علي، ومعرفا لجمعية البر الخيرية في جهتهم) إلا أنه يبذل جهدا مضاعفا في سبيل اعطاء كل منها مستحقه من الرعاية والمتابعة والاشراف، وكما يقول (ليس ذلك رغبة منه أو بحثا عنها، بل هو ترشيح ورغبات ممن أحسن الظن به)، وله فلسفته في تسيير كل ذلك، ومنها قوله( ما يخص مهنة التعليم فلم اشعر يوما بملل أو تشبع منها، بل ارى في كل عام دراسي تجديد للذات وللنشاط، وما أقوم به من احتساب في جمعية التنمية فهو مرتبط ارتباطا وثيقا بمهنة التعليم، واعتبره نجاح ذاتي محكوم بالتجديد المفيد، وفي التعريف في جمعية البر فهو مساهمة بسيطة مني لفئة تستحق ذلك، وبالنسبة للنادي الرياضي فهو قاصر الآن على اجتماعات شهرية ومحاضر روتينية، لأن العمل الحقيقي من وجهة نظري، تعتمد على كوادره القائمة، في تجديد نشاطاته وفعالياته، وتفعيل اهدافه ومرافقه والعابه المعتمدة، وتوفير البيئة اللازمة بما يحقق وظيفته، وفق الاهداف المعتمدة من الوزارة، وهو يتمنى أن يتمكن هو وزملائه في المجلس، والموظفين واعضاء الجمعية العمومية، على تفعيل هذه الادوار بما يخدم النادي ويجعله مقصدا لأبناء المجتمع بكل اطيافه).              

 هو انسان جاد ومجتهد ونشيط، نال الكثير من النجاحات، وحصل على العديد من شهادات الشكر والتقدير والدروع، طوال مسيرته التعليمية والعملية والتطوعية، ومن ذلك :

1 – في المرحلة الابتدائية في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم، حصل على (الميدالية الفضية للتفوق في التربية الفنية على مستوى إدارة تعليم صبيا)، وكان ذلك بأشراف المعلم المتميز الاستاذ محمد بن يحيى هادي الأبياتي حفظه الله.

2 – في المرحلة المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي، حصل على (شهادة تقدير من إدارة المعهد ووكالة الجامعة لشؤون المعاهد العلمية).

3 – في مرحلة العمل حصل على (درع الجامعة) بمناسبة زيارة معالي رئيس الشورى لفيفاء، معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد حفظه الله.

4 – اضافة إلى العديد من الدروع التذكارية والشهادات، من مقر عمله على اختلاف المراحل.

بعض هواياته :

له العديد من الهوايات التي يميل إليها، ويمارسها كل ما تيسر له ذلك، فقد كان في صغره يمارس عدد من الرياضات البدنية المتاحة حينها، مثل (كرة القدم والطائرة، وتنس الطاولة)، ولديه تعلق بالقراءة، سواء  المتخصصة أو الحرة، مع محبته القيام بالرحلات البرية والنزهات.

 وفي الختام نلخّص له عدد من الوقفات والقواعد، التي آمن بها من خلال مسيرته، وتجاربه الحياتية، وهو يعتبرها قواعد مهمة للنجاح والفلاح، في الحياة الدنيا وفي الآخرة بمشيئة الله، ومن ذلك :

1 – بر الوالدين من أهم أسباب التوفيق الاساسية بإذن الله، ومن أدرك أبويه وحظي ببرهما ورد بعض جميلهما، فقد كتب الله له الرضى والنجاح والتوفيق في حياته.

2 – أمية الوالدين ليست عائقا لهما في تعليم أبنائهما.

3 – المشاركة في شؤون الأسرة لا تشكل أي نقص أو عيب لصاحبها، بل هي رفعة ودربة له في الحياة.

4 – تقديم المعروف للآخرين تكون ثمراته عاجلة ومضمونة.

5 – الصبر والتحمل يصقل الإنسان ويخرج معدنه الحقيقي.

6 – مقابلة الإساءة بالإحسان، يزرع في النفس الثقة، مع كسب الأجر بمشيئة الله.

7 – رسم الاهداف والسعي لتحقيقها، مع الأخذ بالأسباب الموصلة، يحققها بمشيئة الله وتوفيقه.

8 – اعتزاز الشخص بشخصيته وثباته عليها، يصنع له احتراما وتقديرا لدى الاخرين.

9 – إن مهنة التعليم ارقى وانقى وأصعب مهنة، لمن عرف قيمتها وأدى رسالتها.

10– أجمل لحظات الانسان في الحياة، عندما يقابله شخص ناجح في حياته، يذكّره أنه كان يوما معلما له، وأنه كان له دور ايجابي في حياته، وسبب إلى ما وصل إليه اليوم من النجاح.

11 – رسالة الإنسان في الحياة لا تقف عند مهنة معينة، أو في تخصص أو وظيفة أو قيادة، بل هي ممارسته لحياته الواقعية كما هي، بكل صدق واخلاص وثقة.

12 – إن من الوفاء والبر ذكر فضل الآخرين عليك في حياتك، سواء في المدرسة أو في الجامع أو المجتمع، وكل من بذل لك نصيحة أو توجيها نافعا.

13 – جميل الأثر من حسن العمل، ومن حسُن خلقه جنى طيب الأثر.

14 – النصيحة الصادقة تصنع فرقا، وتوجد تغييرا، فلا تبخل بها على أحد، فهي أساس التقويم والتوجيه، وأثرها النافع يأتي ولو بعد حين.

15– وقت الأنسان لا يضيق أبدا، إذا ما أحسن التوكل على الله، وطلب منه وحده العون والتوفيق والتيسير.

الحالة الاجتماعية :

زوجته هي الفاضلة الاستاذة نعمة بنت عبدالله حسن آل مقنع الابياتي (القلة ـ القحيزة) حفظها الله، خريجة معهد المعلمات، وعملت معلمة في مدرسة ذراع ال يحيى علي الابتدائية، لمدة عشرين سنة، ثم طلبت التقاعد المبكر في عام 1441هـ، ربة بيت فاضلة، ومربية ناجحة، ساندته وآزرته واعانته على اسباب الحياة، ، ورزقا بسبعة أولاد ، ابنان وخمس بنات، وهم على النحو التالي :

  1. أمين الأبن الأكبر خريج اللغة الإنجليزية جامعة جازان.
  2. بدر توفي شابا رحمه الله.
  3. أمجاد قسم التصميم الداخلي جامعة جازان.
  4. اسمهان توفيت صغيرة رحمها الله.
  5. غلا طالبة في المرحلة المتوسطة.
  6. غادة طالبة في المرحلة الابتدائية.
  7. غنى طالبة في المرحلة الابتدائية.

حفظهم الله ووفقهم وبارك فيهم، ورحم من مات منهم وجعله فرطا وشفيعا لوالديه، وبارك الله فيها من اسرة كريمة ، وحفظه الله ووفقه واعانه، وزاده رفعة وفضلا ونجاحا وتوفيقا.

                              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                                       محبكم/ عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال

الأستاذ سليمان بن علي بن قاسم السلماني الفيفي

                                              الرياض في 1446/3/24هـ

المنوعات

‫2 تعليقات

  1. ونعم الرجل معلمي وأستاذي مرح ومتواضع شخصية قيادية وكريم وشهم وراعي فزعات وفقه الله

  2. ما شاء الله تبارك الله سيرة هذا الرجل مليئة بالجد من بداية حياته ومازال وفقه الله فقد رأيته في ثانوية فيفاء ذو رأي ونشاط وبأخلاقه يكسب محبة من يتحدث معه واسلوبه في ايصال المعلومة الى الغير
    زاده الله علما واخلاقا ونفع به وعلمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى