التضحية والإيثار
قصة مُتبرع ؛ القصة سطرها شاب من شباب تبوك ،
بدأت القصة حينما قرر الشاب المرور بمراكز غسيل الكلى
لعله من باب الاطلاع أو لعلها فكرة كانت وليدة اللحظة
لكنها تحتاج لقناعة أكثر ،
معاناة مرضى الفشل الكلوي
في تلك الزيارات شعر ذلك الشاب بمعاناة مرضى الفشل
الكلوي المنومين على أسرتهم في غرفٌ معزولة
لا تسمع إلا أنينهم وصوت أجهزة التنقية الدموية
التي تقوم بتنقية الدم ثم إعادته لأجسادهم ،
هذه العملية تُجرى للمريض كل يومين أو كل ثلاث أيام
في الأسبوع أو على حسب ما تستدعيه حالة المريض ،
لحظات عصيبة
حيث يتم تنويمه من أربع ساعات أو أكثر في مركز
الغسيل ، تُحيط به الأجهزة من كل مكان ،
بداية من أجهزة الغسيل حتى أجهزة مراقبة العلامات
الحيوية ، لحظات عصيبة يعيشها مريض الفشل الكلوي
من آلام جسدية بسبب أبر الوريد التي يتم حقن
المريض بها ، ونفسية بسبب عزلته عن العالم منفرداً
بتلك المعاناة التي قد لا يقوى على تحملها ،
المعاناة لا تختص المريض فقط بل تنتقل لمن هم
برفقته من أقربائه الذين يشعرون بألمه ومعاناته ،
كل هذا المعاناة أستشعرها ذلك الشاب من خلال
زياراته لمراكز الغسيل ،
قرار الإقدام
قرر أن يكون سبباً في انتشال أحدهم من هذه
المعاناة ، فكان قرار الإقدام على التبرع بإحدى كليتيه
ولوجه الله تعالى ودون مقابل ،
تواصل مع أحد مراكز زراعة الكلى فرحبوا بالفكرة
ووافقوا عليها وطلبوا منه الحضور لإجراء الفحوصات
والتحاليل المخبرية إلى أن يتسنى لهم إيجاد الشخص
الذي تكون فصيلة دمه وأنسجة كليته مطابقة
للمتبرع ، استغرقت هذه الإجراءات قرابة التسعة أشهر ،
وفعلاً وجدوا من هو بحاجة تبرع وأنسجة كليته وفصيلة دمه تنطبق على المُتبرع ،
تواصلوا مع الشاب كي يحضر إلى المركز ليتم تجهيزه لإنهاء إجراءات العملية ،
قبل أن يدخل العملية بثلاثة أيام صلى صلاة الاستخارة
ودعاء ربه أن تكون المتبرعة أم كي يكون سبباً بعد الله
في إنقاذ حياتها لتعيش لأبنائها ،
أم ولديها أبناء
دخل الشاب غرفة العمليات ودخلت معه المرأة
التي اختارها الله ليكون متبرعاً لها
رغم أنه لا تربطه صلة قرابة بها ،
ولم يكن لديه أي معلومة عن الشخص الذي سيتبرع له
ولا يعلم ما هو جنسه ، لم يعرف حتى سمع صوتها
وأدرك أنها امرأة.
مُحملين بالورود وعلب الحلوى
فقال في نفسه لعل الله استجاب دعوتي
فتكون أم ولديها أبناء.
فأكون سبباً في إسعادهم ، أجريت لهم العملية ونجحت بفضل الله تعالى ،
وعندما أفاق من البنج اجتمع حوله أشخاص مُحملين
بالورود وعلب الحلوى ، وقد بدأت السعادة تظهر على
محياهم ، يباركون له نجاح العملية ليتضح أنهم أبناء
تلك المرأة ، حينها أدرك أن الله استجاب له دعوته
ليرسله لتلك الأم فيكون سبباً بعد الله في إنهاء
معاناتها من الغسيل الكلوي ، لقد كانت سعادة
الأبناء لا توصف بنجاح عملية والدتهم ،
إعادة الأمل
وإعادة الأمل لها بأن تعيش مع أبنائها بعيداً عن معاناة الغسيل الكلوي ،
حقيقة ما قام به الشاب عمل نفخر به جميعاً
لقد تبرع بقطعة من جسده ليتم زرعها في جسد
تلك المرأة لينتشلها من معاناة الغسيل التي
كانت تعاني منها قرابة العشر سنوات ،
بقدرة الله تعالى أحيا هذا الشاب
روح كاد المرض أن ينهكها .
لم تُغريه الماديات
لقد جازف بحياته و لم تُغريه الماديات التي عُرضت عليه
لقد أبى أن يأخذ ريال واحد ،
لأنه يريد أن يكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى ،
حتى أنه رفض الظهور الإعلامي وفضل أن يكون بعيداً عن أضواء الشهرة ،
إن قصة ذلك الشاب تسطر بمداد الذهب وهي درس في الإيثار والتضحية ،
إن المقابل الذي كان ينتظره هذا الشاب هو فرحته
وسعادته بشفاء تلك الأم ،ورسم الفرحة في محيط
تلك الأسرة ،
وهذا ما يشعره بقيمة عمله الذي ينبع من إنسانيته
وشعوره بمعاناة غيره ،
إنه العطاء الذي لا حدود ولا مقابل له .
سطر التاريخ قصته
إنها مشاعر لم يشعر إلا ذلك الشاب الذي سطر التاريخ
قصته الذي كان عنوانها (التضحية والإيثار) .
التضحية والإيثار
سبحان لازال في الناس خيرا.
سرد لطيف ومشوق.
جزاه الله خيرا ومتعه بالصحة والعافية ونسأل الله ان يتقبل عمله.
ونسأل الله الشفاء العاجل لكل مريض وأن يجمع لهم بين الاجر والعافية