مقالات

الشيخ الدكتور :هادي بن فرحان الخسافي الفيفي

إعداد الشيخ :عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال

الشيخ الدكتور :هادي بن فرحان الخسافي الفيفي

نذر نفسه وحياته للقرآن، تعلما وتعليما وامامة وقراءة وسماعا، ظل على ذلك من صغره المبكر، وما زال مداوما على ذلك ليله ونهاره، بل ومعظم ساعات يومه، فهو ممن يصدق عليهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله أهلين من الناس، قالوا ومن هم يا رسول الله؟ قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)، يقول أبن القيم رحمه الله (أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، هم أهل العناية به والاهتمام بقراءته وتدبره وترتيله والعمل به)، نرجو أن ينطبق عليه هذا الوصف، وهكذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا، زاده الله ثباتا وايمانا وعلما وفضلا وسمتا.

  فيحسن بالمؤمن أن يولي القرآن جل اهتمامه، وكامل رعايته، وأن يجتهد في اتقان قراءته وتجويده وتلاوته، وبقدر ما يبذله ليصل إلى ذلك، فإن أجره بمشيئة الله يتضاعف ويزيد، قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا اقول الم حرف، ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف)،  وتعلو مكانته ودرجته بمقدار مهارته، يقول صلى الله عليه وسلم (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتع فيه وهو عليه شاق له اجران)، والماهر كما ذكر الامام النووي رحمه الله هو الحاذق الكامل الحفظ، الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة، لجودة حفظه واتقانه، وقال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

عرفته صغيرا وهو طالب في المرحلة الابتدائية، ثم المرحلة المتوسطة، وهو من يومه ذلك الجاد المثابر، الحريص على الاستزادة من طلب العلم، مجتهد في اتقان قراءة القرآن وحفظه، واجادة علومه وتجويده، وملازمة مشايخه، تجده في الصباح يبكر إلى مدرسته (تحفيظ القرآن) في النفيعة، وفي المساء يواظب على حضور حلقات القرآن الكريم في جامع النفيعة، أو في جامع مروح، رغم بعد المدرسة وهذه الجوامع عن بيتهم،

ولولا همته وقوة تعلقه بهذا الطريق، لتضعضع وقصرت خطواته، ولا انسى تبكيره ايام الجمع ليكون في أول الصف خلف المنبر مباشرة، يرتل بصوت عذب وشجي القران الكريم، ثم نراه بعد نجاحه من المرحلة المتوسطة، ومازال صغير السن دون البلوغ، يتغرب عن بلدته ويبتعد عن اهله وحيدا، لا دافع له إلى ذلك ولا هدف إلا الاستزادة من العلوم، والتخصص في علوم القرآن الكريم، وقد نال بحمد الله الكثير من ذلك، وبلغ الغاية وحقق الهدف، اتقن القران بالقراءات السبع وبالقراءات العشر، ومازال يترقى في درجاته لا يكل ولا يمل، وبعدها نجده يبذل ما تعلمه بكل همة ورغبة،

فقد تعين معلما متخصصا في القراءات، في ثانوية تحفيظ القرآن بابها، وما زال مواصلا فيها لأكثر من ربع قرن، ويستقبل طلبة العلم خارج عمله الرسمي، ممن يترددون عليه ليدرسوا القرآن على اصوله، وقد تجاوز عددهم الخمسمائة طالب، وفقه الله وجعله ممن يقال له يوم القيامة أقرأ وارتقي في درجات الجنة، وممن يُلبس والديه تاج الوقار والحلل يوم القيامة، وزاده الله علما وفضلا وفهما.

   أنه فضيلة الشيخ الدكتور المقرئ :

هادي بن فرحان سليمان الخسافي الفيفي حفظه الله ووفقه.

والده هو الشيخ فرحان بن سليمان بن حسن بن أحمد الخسافي الفيفي رحمه الله، من مواليد عام1333هـ تقريبًا، تعلم القرآن الكريم ومبادئ العلوم صغيرا، لدى الفقيه حسن بن مسعود الخسافي رحمه الله، في معلامته في مسجد الوادي شرق جبل فيفاء الاعلى، وانتقل بعدها إلى مسجد القنا في اطراف بقعة وادي البير، وأكمل تعلمه فيه وختم القرآن الكريم، وثقف علوم القرآن على يد بعض العلماء، الوافدين من خارج فيفاء، ولازمهم واستفاد منهم،

كان يقوم بالإمامة والخطابة في جامع مَرْوَح، إذا ما غاب امامه الرسمي في الجمع والأعياد، بتكليف من شيخ الشمل حسن بن علي آل سنحان رحمه الله، جار هذا الجامع، وتقام في هذا الجامع حلقات قرآنية وعلمية مكثفة، في ليالي شهر رمضان المبارك، لا يتخلف عنها غالبا، ويتحلقون فيها حول (سراج) طوال الليل، يبدؤون بالتناوب بالقراءة من بعد صلاة العشاء، ليكونوا قبيل الفجر قد ختموا المصحف كاملا، وذلك في كل ليلة من ليالي رمضان المبارك،

كان مجيدا لتلاوة القرآن، من خلال مداومته على تلاوته، ومن مجالسة كثير من العلماء وطلبة العلم، ولذلك كان حريص على تعليم ابنائه القرآن الكريم، فكان معظم أولاده يلحقهم بابتدائية تحفيظ القرآن الكريم بالنفعية، وبعدها بالمرحلة المتوسطة للتحفيظ.

 اما مهنته الرئيسية فهي الزراعة، ويربي احيانا بعض الماشية، ويمارس شيئا من التجارة، في عراك مع  ظروف الحياة الصعبة وتقلباتها، وتتصف مجالسه بالمتعة وحسن المنادمة، ولا تخلو من قصة مفيدة أو حكمة وفكاهة جميلة، حافظ وراوية للشعر، ولا سيما شعر الحكمة والوعظ، تجده يردده على ابنائه، وهم اطفال صغار، وعلى ضيوفه وجلسائه، من مثل اشعار الشاعر المفلق محمد بن جبران الظلمي (ابن امخنبعية)، والشاعر الكبير فرح بن أسعد الابياتي، والشاعر علي بن سالم الخسافي وغيرهم، رحمهم الله وغفر له ولهم، توفي رحمه الله في مدينة الرياض، في تاريخ 16/2/1405هـ بعد مرض عان منه لعدة سنوات، رحمه الله رحمة الابرار ، وجعل ما اصابه تمحيصا لذنوبه ورفعا لدرجاته في الجنة.

واما والدته فهي الفاضلة جميلة بنت سليمان حسين ال مشروم المثيبي، نشأت في بيت علم لا بأس به، وانتقلت بعد وفاة والدها رحمه الله، وهي صغيرة للسكن عند أعمامها، وكانوا على قدر لابأس به من العلم والتقوى، وبالذات عَمّها الشيخ أحمد بن حسين يحيى ال مشروم رحمه الله، إمام وخطيب جامع (كفيح)، فتعلمت منه مبادئ ومهمات الدين، وحفظت منه ومن عمها يحيى بن حسين رحمه الله قصار المفصل، واكملت وقد كبرت حفظ بعض الأجزاء، عندما التحقت بحلقة مسجد القرية (المعَشِّي)، التابع لجمعية التحفيظ وحلقاته،

تحت اشراف وزارة الشؤون الإسلامية، ولا تفتر من سماع المصاحف الصوتية الخاصة بالتعليم، واذاعة القرآن الكريم، حفظها الله وجزاها خير الجزاء، وهي ربة بيت من الطراز القديم الكادح، ومربية فاضلة فاهمه لأدوارها، ساندت زوجها في كل مراحل حياته، وواصلت السير في العناية والتوجيه لأبنائهما من بعده، فكانت نعم الزوجة ونعم الام، والمرأة الصالحة التقية المدبرة، اطال الله عمرها على طاعته وختم لها بالعمل الصالح والتوفيق، ورفع من درجاتها في جنات النعيم.

  ولد لهذين الفاضلين في بيتهما (الكراثة) في شرق الجبل الاعلى من فيفاء، في تاريخ 22/2/1395هـ، ونشأ في اسرة متنامية، بلغ عدد الاولاد فيها اثنى عشرة ولدا، سبعة ابناء وخمس بنات، توفي منهم اثنان وبقي عشرة، سبقه من الاخوة (يحيى ومحمد) وتلاه (موسى وحسن وعلي)، لذلك كان ترتيبه في الوسط بينهم، عاش حياة طبيعية متوازنة، يقوم بأدواره داخل اسرته بحسب عمره وقدراته، فالكل يشارك، فحياة الناس فيها من الصعوبة الكثير، ومداخيل الناس محدودة، تقوم في معظمها على الزراعة البسيطة، مع أن توسط ترتيبه بين الاخوة كفاه كثيرا من المشاق، وكان بيتهم يقوم على التقوى والصلاح وحب القران، مما جعل الوالدين يوجهان ويزرعان في الابناء الاهتمام بالقران الكريم.

تعليمه :

  عندما بلغ السن المناسبة للدراسة في عام1400هـ، ألحقه والده بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بفيفاء، التي تقع حينها في جهة النفيعة، بجوار السوق الاسبوعي فيها، كانت المسافة بين المدرسة والبيت بعيدة، ولا توجد وسيلة نقل لعدم شق طرق السيارات حينها، فيقول (كنت أضطر للخروج من البيت مبكرًا، سيرًا على الأقدام، لأتمكن من الحضور في الوقت المناسب، لأكون في مَأْمَنْ من العقاب، ولكن كانت تعترضني في طريقي عدة عقبات ومخاوف، تتلخص في وجود كثير من (الكلاب الضالة)، وبالذات فيِ (حَبِيْل نَاجدن) وفي (مجزرة سوق النفيعة) حول المدرسةَ، فكانت تعترض طريقي غالب الايام، وتُدخل الرعب والهلع إلى قلبي، والخطر الثاني (وجود اشخاص معتلي العقل)، إذا رايتهم أو قابلتهم يعتريني الوجل والخوف، واضطر كثيرا إلى تغيير مساري المختصر إلى مسار أطول، تجنبا لمقابلة أي وأحد منهم، فكان ذلك اكبر هاجس اترقبه في طريقي إلى المدرسة).

ولكن صبّره وقوة عزيمته وتشوقه ورغبته الجامحة للتعليم، تجاوز به كثيرا من الصعاب والمحاذير، حيث اقبل على دراسته بكل شوق ينهل من معينها الصافي، مع صعوبة وكثافة منهج القرآن الكريم في المدرسة، فمقرر هذا النوع من المدارس (تحفيظ القرآن)، يركز في غالب حصصه على حفظ القرآن الكريم، فهو منهجها الاساسي والمادة الرئيسية فيها، مع بقية مواد المرحلة، لكن بأنصبة مخفضة، حيث لا يتخرج الطالب من الكفاءة المتوسطة إلا وقد ختم حفظ كامل القرآن، اقبل على دراسته بكل رغبة وجد واجتهاد، واعانه ما وجده فيها من نخبة من المعلمين الافاضل،

يذكرهم دوما ويدعو لهم بكل خير، ويخص بالذكر كل من الأستاذ الفاضل والمربي يحيى بن علي حسن الابياتي، والأستاذ المربي القدوة فرح بن سلمان الداثري، والأستاذ الموهوب محمد بن يحيى هادي الأبياتي، والأستاذ القدير صبحى بن عبد الغفور (سوري) رحم الله من مات منهم، وأمد في عمر من بقي على طاعته، تأقلم مع وضعه ودراسته، وسايس اموره ومخاوفه بما يتناسب وحرصه على الدراسة، وفي سنوات هذه المرحلة مرت به احداث ومعكرات، فيذكر أنه بعد الزلزال الذي وقع في اليمن الشقيق، في شهر صفر من عام ١٤٠٣هـ،

حدثت تأثرات بسيطة لبعض المباني في فيفاء، وتحوطا من القائمين على التعليم، كونت لجان للكشف على المباني المدرسية، وقررت هذه اللجنة اخلاء مبنى مدرسة التحفيظ، ولذلك تم نقل طلابها مؤقتا إلى مبنى ثانوية فيفاء في نَيْد الدارة، ليشتركوا مع طلابها ويدرسوا فيها، فإذا ما انصرف طلاب الثانوية بعد الظهر، حضروا هم ليدرسوا فيها إلى قُبيل المغرب، واستمر هذا الوضع طوال العام الدراسي،

وكان متعبا وشاقا لدرجة كبيرة، حيث يصادف في غالب اوقات المساء هطول الأمطار، واحيانا تساقط البرد، ويحدث انهيارات في بعض المدرجات، وسقوط بعض الصخور، فكانت تصادفهم في الطريق مخاطر عظيمة، لاسيما والمسافة بعيدة وقطعها سيرًا، وفي العام التالي أعيدت المدرسة إلى مبنى آخر في النفيعة (مغر)، ولكن لفترة بسيطة لتنتقل إلى مبنى آخر في جهة ذا وديف من الجبل الأعلى، وكم كانت معاناته من هذه التنقلات،

ومن تغير الاوقات في الحضور والانصراف، ومن المعكرات العظيمة في حياته ايضا، وفاة والده رحمه الله في عام 1405هـ، وهو يدرس حينها في الصف الرابع الابتدائي، ولم يتجاوز التاسعة من عمره، فكان لها وقع لم يمحى من ذاكرته، وهنا وقفت امه وأخيه الأكبر(يحيى) على توازن الامور داخل الاسرة، حيث قاما على تسيير الامور وطمأنة القلوب، لتستمر المسيرة على ما يرام.

واصل دراسته بكل عزيمة واصرار، يترقى في فصولها ومقرراتها، واحب حفظ القرآن الكريم، ووجد فيه متعته وضالته، حتى أنه من شدة حرصه وتعلقه بالقرآن، يتردد مساء كل يوم على حلقات القرآن في جامع النفيعة، فكان يقضي جل وقته في حفظ القرآن الكريم، لا يشبع منه ولا يفتر ولا يتعب، إلى أن تجاوز بكثير حفظ المنهج المقرر، وختم حفظ القرآن كاملا في هذه المرحلة، مع اتقانه لترتيله وتجويده، متدرجا في فصول المدرسة عاما بعد عام، يحرز النجاح والتفوق والمنافسة على المراكز الاولى، ومضت به السنين إلى أن تخرج من الصف السادس الابتدائي، مع نهاية العام الدراسي 1405/1406هـ، متطلعا إلى استكمال مسيرته في هذا السبيل بكل رغبة.

واصل دراسة المرحلة المتوسطة في نفس المدرسة، لاشتراكهما في نفس المبنى والادارة والمعلمين، وسار على نفس النهج والطريقة، بل زاد حرصا واهتماما في الاستزادة من علوم القرآن، وفي تجويد الحفظ والمراجعة لأكثر من مرة، مع الاهتمام بحفظ ما يتيسر من القواعد والمتون، ومن ذلك حفظه للمقدمة الجزرية، (وهي عبارة عن متن في علم التجويد، نظم على بحر الرجز، يتكون من مائة وسبعة ابيات)،

ويحوي خلاصة علم التجويد وقواعده المركزة، وواصل ارتياد حلقات القرآن الكريم في جامع النفيعة، عند الشيخ فتحي حسن حجاج (مصري)، المعلم في مدرسة التحفيظ، وحفظ عليه أجزاء من القرآن الكريم، كما حفظ عليه منظومة المقدمة الجزرية في التجويد، وكذلك الشيخ عبد الراضي جاد الله أحمد (مصري)، والُمعلم في مدرسة التحفيظ، وأكمل عنده حفظ القرآن الكريم، والشيخ علي مختار الحبيبي، المعلم في متوسطة تحفيظ القرآن الكريم،

وكذلك في جامع مروح عند الشيخ طلعت عبد الستار (مصري)، والمعلم في مدرسة التحفيظ، وراجع عنده القرآن الكريم، والمقدمة الجزرية، والقول المألوف في مخارج الحروف، ومما يذكره أن الدراسة في المرحلة المتوسطة، كانت تصل حصصها في اليوم إلى ثمان حصص، ما عدا يوم الأربعاء ففيه ست حصص، فلا ينصرفون من المدرسة إلا بعد الثانية ظهرا، ويكون الطالب في غاية التعب والاجهاد، فكان لا يصل إلى بيته إلا حوالي الساعة الثالثة، ليتناول طعام الغداء على عجل، ويتهيأ مباشرة للذهاب إلى الحلقة في جامع مَرْوَح، وغالبا لا يصلها إلا الساعة الرابعة عصرًا،

ليستمر فيها إلى حوالي الخامسة والنصف مساء، فلك أن تتخيل هذا الجهد والتعب والارهاق الذي يتكرر في كل يوم، ولكنها الرغبة والحرص والهمة العالية، كتب الله له الاجر والمثوبة ولوالديه، وواصل جهده واجتهاده إلى أن تخرج من هذه المرحلة، مع نهاية العام الدراسي 1408/1409هـ.

بعد أن أنهى المرحلة المتوسطة، وقد رأى بعض مشايخه ومنهم فضليه الشيخ المقرئ علي مختار الحبيبي (مصري)، تمكنه واقباله وميوله لعلم القراءات والتجويد، فأشار عليه بأن يكمل دراسته في ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بأبها، لاسيما وأن فيها الشيخ المقرئ يوسف بن عبد الوهاب السنبري (مصري) رحمه الله، وهو على قدر كبير من العلم بالقراءات وما يتعلق بها، وبالفعل أخذ بنصيحة شيخه دون تردد، فعرض الفكرة على والدته وإخوانه، ولقي منهم كل قبول وتشجيع، لذلك انتقل إلى أبها مغتربا عن اهله واسرته، لا غاية له فيها إلا طلب العلم، في اهم العلوم واجلها (القرآن الكريم)،

وفيها تم بحمد الله وتوفيقه قبوله طالبا في هذه الثانوية، ليواصل ترقيه في علوم القرآن الكريم، وتعتبر المرحلة الثانوية في مدارس التحفيظ، هي القمة والذروة في منهج مدارس التحفيظ، وتركز على تطبيق الاحكام، والتوسع في علم القراءات وتأصيلها، ولا ينسى أول ما وصل إلى ابها وقفت جارهم في فيفاء، الأستاذ يحيى بن مفرح قاسم ال طارش حفظه الله، المقيم حينها في ابها، الذي قام على استقباله وساعده في البحث له عن سكن مناسب بجوار المدرسة، ثم في تفقد أحواله وزياراته إلى انتظمت اموره.

كانت تلك النقلة الكبيرة في حياته، نقطة تحول عظيمة ومكاسب جليلة، رغم ما عانه في البداية من بعده لأول مرة عن بلدته واسرته، وفي صعوبة تأقلمه مع اوضاعه الجديدة، ولكنها ايضا حوت في المقابل مكاسب وتجارب لا حدود لها، حيث توسعت فيها مداركه وخبراته وثقته بنفسه، وبما وجده فيها من ميزات علمية لا توجد في فيفاء،

ففيها تتوفر الكتب والدروس العلمية، وتتيسر فيها المحاضرات وحلق القرآن الكريم، ولذلك لم يفرط في اختبالها، حيث سعى كعادته في الاستزادة من خارج مقررات المنهج، فاستطاع حفظ الشاطبية في القراءات السبع، وتلقّى شرحها، وتعلَّم القراءات السبع بمضمونها، وواصل ترقيه وتوسيع مداركه إلى أن تخرَّج من هذه المرحلة، مع نهاية العام الدراسي1411/1412هـ، مزودا بعلوم القرآن على اصولها المعتبرة، ويحدوه الامل والرغبة في مواصلة دروب العلم المتخصصة.

الدراسة الجامعية وما تلاها:

كان هدفه المباشر مواصلة دراسته في كلية الشريعة، وبالفعل بتوفيق من الله تم قبوله في قسم الشريعة، كلية الشريعة وأصول الدين، فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها، التي تلقَّى فيها العلوم الشرعية والعربية، والفقه واصوله، وتتلمذ فيها على مشايخ اجلاء، منهم فضيلة الشيخ الدكتور جبريل بن محمد البصيلي، والدكتور أسامة بن أحمد كحيل، والشيخ يحيىٰ بن عبد الله السعدي، والدكتور أحمد الفال الشنقيطي، وتنقل في اقسام هذه الكلية، إلى أن تخرَّج منها في نهاية العام الجامعي 1415/1416هـ، حاملا شهادة البكالوريوس في الشريعة.

 تتلمذه في قراءات القرآن وعلومه :

لم يتخلى في ابها اثناء دراسته في المرحلة الثانوية، والكلية وما بعدها، من متابعة التوسع في تخصصات القرآن الكريم، وارتياد الحلقات المتاحة المتخصصة في بعض الجوامع، وملازمة بعض المشايخ المتخصصين في هذا المجال، حيث تلقَّى القراءات العشر الصغرى على غير واحد، ومن هؤلاء الافاضل الشيخ حسن المحسن الصغير، والشيخ علي بن سعد الغامدي، والشيخ عبد الله بن جمعان الزهراني، وثلاثتهم من معلمي ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بأبها، ولازم كثيرا فضيلة الشيخ يوسف بن عبد الوهاب بن يوسف السمبري(مصري)،

المعلم ايضا في ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بأبْها، حفظ عليه منظومة الشاطبية في القراءات السبع، وتلقَّى عنه شرحها، وتعلّم عليه القراءات حتى أجازه، وكذلك فضيلة الشيخ محمد بن محمد محمد سالم محيسن، الذي حفظ عليه منظومتي الشاطبية، والدّرّة في القراءات، ولازمه لمدة أربع سنوات، وقرأ عليه ختمة بالقراءات السبع من الشاطبية، وفضيلة الشيخ محمد بن عبد الله سلطان، قرأ عليه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم إلى سورة فُصِّلت، وفضيلة الشيخ عبيد الله بن محمد خان، قرأ عليه ختمة بالقراءات العشر،

من طريق الشاطبية والدّرّة وأجازه، وفضيلة الشيخ علام محمدين بن علام، قرأ عليه ختمة برواية قالون عن نافع، وأخرى برواية ورش عن نافع، من الشاطبية، وقرأ عليه أصول الشاطبية غيّبا، وسمع منه شرحها، وفضيلة الشيخ رجب عبد الحميد، المشهور بمصطفى جويد، قرأ عليه ختمة برواية قالون عن نافع، وأخرى برواية ورش عن نافع، وثالثة برواية حفص عن عاصم، ورابعة برواية شعبة عن عاصم، من الشاطبية،

وفضيلة الشيخ ثناء الله سيد حيدر شاه، قرأ عليه القراءات العشر الصغرى وأجازه بذلك، وفضيلة الشيخ علي عيد الفيومي، قرأ عليه ختمة جامعة لطرق حفص من “الطيبة” ولا يزل يقرأ عليه بالجمع من “الطيبة”، وفضيلة الشيخ إلياس بن أحمد حسين البرماوي، قرأ عليه منظومة تحفة الأطفال، غيباً في مجلس واحد، ومنظومة المقدمة الجزرية غيباً في مجلس واحد، وأجازه، كما قرأ عليه القرآن الكريم إلى سورة النساء، برواية حفص عن عاصم من الشاطبية، وغيرهم.

ويذكر أنه بعد تخرجه من الكلية وفي عام 1418هـ، قام بزيارة لسماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمة الله، في رفقة فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن قاسم ال طارش رحمة الله، وفضيلة الدكتور الشيخ عبدالله بن مصلح آل شاكر حفظه الله، حيث عرَّفا به عند سماحته، وطلبا منه أن يكتب له توصية لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لقبوله معيدًا في كلية الشريعة، وقد استجاب سماحته لطلبهما، وكتب له توصية وتزكية لمعالي مدير الجامعة، وبالفعل تم ترشيحه لدخول اختبار القبول، إلا أن الظروف حالت دون استكمال ذلك، وكان يداوم أثناء إقامته وزياراته لمدينة الرياض، على  حضور كثير من دروس ومجالس سماحة الشيخ في بيته، ومنها ما يكون في العقيدة وفي التفسير.

واستمرت طموحاته تتزايد في مواصلة دراساته العليا، ولما لم يتيسر له الاعادة في احد الجامعات، وتوجيهه معلما في التعليم العام بوزارة التعليم، وعدم حصوله على التفرغ لمواصلة دراسته للماجستير ولا للدكتوراه، فبقيت دراستهما هاجس لا يفارقه، مع مواصلته الاستزادة من مهاراته في اتقان علوم القرآن كما اشرنا، فكان لا يجد فرصة تتاح له لتعلم القرآن، وما يتعلق به من تجويد وقراءات، ومن رسم وضبط وغيرها، إلا وأغتنمها مهما كان الثمن، والدافع الداخلي له ما كان يلاحظه من مشايخه الأزهريين، سواء في تحفيظِ القرآن الكريم في فيفاء أو في أبها، من تمكنهم العجيب في هذه العلوم، ولذلك آل على نفسه وعزم  أن يكون مثلهم، ولكن (ومن تواضعه) يقول هيهات هيهات.

 لقد تقدم للدراسة في مرحلة الماجستير، في قسم القراءات جامعة الإمام، إلا أن الظروف لم تساعده على ذلك، وانتظر الفرصة إلى أن فتح دبلوم القراءات في جامعة الملك خالد بابها، فكان أول من سجل فيه من الطلاب، ثم فتح فيها الماجستير فكان في الدفعة الأولى التي تخرجت، وكذلك في الدكتوراه، في نفس الجامعة.

وخلاصة شهاداته العليا:

  1. كلية الشريعة وأصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود، فرع الجنوب، قسم الشريعة، جيد جداً.
  2. دبلوم عالي في عام 1433هـ، عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر، جامعة الملك خالد، القراءات، ممتاز.
  3. الماجستير في عام 1437هـ، كلية الشريعة وأصول الدين، جامعة الملك خالد، القرآن وعلومه، ممتاز.
  4. الدكتوراه في عام 1444هـ، كلية الشريعة وأصول الدين، جامعة الملك خالد، القرآن وعلومه، ممتاز.
  5. وحصل على إجازتين بالقراءات السبع، من طريق الشاطبية بالإفراد.
  6. وحصل على إجازة بالقراءات العشر، بالجمع من طريقي الشاطبية والدُّرة.
  7. وحصل على إجازة بمنظومتي “الجزرية” و “الجمزورية”.

وحصل على العديد من الدورات التدريبية ومن ذلك :

  1. برنامج المقرأة الصيفية لإجازة حفظة كتاب الله تعالى، في الفترة من 11/5إلى15/6/1426هـ، لمدة مائة وثمانين ساعة، في الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة.
  2. برنامج المقرأة الصيفية لإجازة حفظة كتاب الله تعالى، في الفترة من 14/5إلى17/6/1427هـ، لمدة مائة وثمانين ساعة، في الإدارة العامة للتربية والتعليم بالعاصمة المقدسة.
  3. مهارات مدربي القرآن الكريم في متن الجزرية، في الفترة من 27/1إلى29/1/1430هـ، لمدة خمسة عشر ساعة، في الإدارة العامة للتدريب والابتعاث بوزارة التربية والتعليم بالرياض.
  4. إدارة المقارئ الصيفية للمعلمين، في الفترة من 11/7إلى13/7/1430هـ، لمدة خمسة عشر ساعة، في الإدارة العامة للتدريب التربوي والابتعاث بوزارة التربية والتعليم بجدة.
  5. مهارات جمع القراءات، في الفترة من 9/1إلى13/1/1431هـ، لمدة خمس وعشرين ساعة، في الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة.
  6. مهارات التحكيم الدولي للمسابقات القرآنية، في الفترة من 23/1إلى30/1/1433هـ، في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الأمانة العامة لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية.

العمل الوظيفي:

عين في عام 1417هـ بعد تخرجه من الكلية، معلما في مدرسة كعب بن زهير بالغضا، التابعة لإدارة تعليم محافظة سراة عبيدة، وبقي فيها لسنة دراسية واحدة، ثم تَمَّ نقله إلى ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بأبها، ليكون معلمًا لمادة القراءات، وبقي فيها لمدة ثلاث وعشرين سنة، إلى أن صدر القرار الوزاري بضم ثانوية التحفيظ إلى ثانوية الفهد بأبها، وله فيها اليوم ثلاث سنوات، معلمًا للقراءات وعلوم القرآن في المسار الشرعي.

وله العديد من الانشطة في مجال تخصصه، خارج نطاق عمله الرسمي، حيث يقوم بإلقاء الدروس والمحاضرات في القرآن الكريم وعلومه والتجويد، في الفترة المسائية، بالتعاون مع مكتب الإشراف التربوي، في قسم التدريب، في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة عسير، ومن ذلك على سبيل الاجمال:

  • إقامة الدورات العلمية في القرآن الكريم، تلاوة وحفظًا وتجويدًا، لمعلمي القرآن، في مركز التدريب بأبها.
  • إقامة الدورات العلمية في عدد من المساجد، في التجويد والأداء، وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
  • المشاركة في تحكيم المسابقات القرآنية المحلية، الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير.
  • المشاركة في تحيكم المسابقات القرآنية، إدارة التعليم بمنطقة عسير.
  • تولى الإمامة في اكثر من جامع في فيفاء وفي ابها، ومنها جامع (مَرْوَح) في فيفاء، وكان حينها عُمْره في الثانية عشرة، حوالي عام 1406هـ، كان يقوم بالنيابة عن إمام الجامع الشيخ فرحان بن محمد الخسافي رحمه الله، واستمر على ذلك معاونًا لهذا الإمام في صلاة التراويح، وفي بعض الفروض إلى عام 1409هـ، ولما انتقل لإكمال دراسته في ثانوية تحفيظ القرآن بأبها، كان إذا ما حضر إلى فيفاء في رمضان أو في الاجازة الصيفية، يتولى مع الأمام المشاركة في صلاة التراويح وغيرها، وكان ايضا يقوم بالإمامة في صلاة التراويح وبعض الفروض، في مسجد القرية (المعشي)، المجاور لبيتهم لعدم وجود إمام راتب فيه، بدأ من عام 1416هـ إلى عام 1437هـ، وفي أبها تولى الخطابة في عدد من الجوامع، ومنها جامع الموصلية، وجامع ابن القيم، وجامع رُضْف، بتوكيل من أئمة هذه الجوامع، ولا شك أن لكل هذه الممارسات الأثر العظيم في نفسه، وتعينه على المراجعة وتثبيت الحفظ لديه.

وهو يقوم بالتعليم في حلقات خاصة به، لتعليم التجويد والقراءات، فمنذ انتقل إلى أبها خصص له حلقة خاصة في بيته، لعدد خاص من الطلاب، كانوا يتعلمون القراءات وبعض المتون الخاصة بالقراءات والتجويد، وكذلك اقام حلقة خاصة في المدرسة قبل الطابور الصباحي، مدتها نصف ساعة يوميًا، يلتحق بها بعض الطلاب، والغالب أنهم من طلاب الحلقة السابقة، وقد تلقى عنه القراءة والتجويد كثير من الطلاب، ونالوا منه الإجازة والإسناد، بمنظومتي (الجزرية والجمزورية)، بلغوا إلى تاريخه ما يتجاوز الخمسمائة طالب، يخص بالذكر منهم :

  • أنس بن عائض هبة، حصل تاليا على شهادة الدكتوراه، ويعمل حاليًا قاضيًا في محكمة الاستئناف بأبها.
  • محمد بن مجدي الصافوري، حصل تاليا على الدكتورة في الحديث جامعة الأزهر، ويعمل حالياً أستاذًا للحديث جامعة طنطا.
  • علي بن أحمد شيبان ، حصل تاليا على الماجستير في أصول الفقه جامعة الملك خالد بأبها.
  • إبراهيم بن محمد سلطان ، حصل تاليا على الماجستير في أصول الفقه جامعة الملك خالد بأبها.
  • عبد الرحمن بن موسى آل عثيم ، يعمل حاليًا قاضيًا في خميس مشيط.
  • عبد الله بن محمد العلي ، حصل تاليا على الدكتوراه في أصول الفقه جامعة الملك خالد.
  • حمدي بن عبد الله منصور، حصل تاليا على الدكتوراه، ويعمل حاليًا أستاذًا في كلية الشريعة بجامعة نجران.
  • يحيى بن عائض المازني ، حصل تاليا على الدكتوراه من كلية الشريعة، جامعة الملك خالد.
  • الشيخ عبد الصمد بن مداوي آل جابر، قرأ عليه عدة ختمات برواية حفص عن عاصم من الشاطبية وأجازه، ويعمل إماما وخطيبا للجامع الكبير بمدينة أبها، وقاض في مدينة أبها.
  • الشيخ منصور المحفلي، قرأ عليه ختمة بالجمع من طريق الشاطبية، شيخ حلقة بجامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بأبها.
  • رياض بن راشد بن إبراهيم الحديثي ، ماجستير من أمريكا ومحامي في مدينة الرياض.
  • إسحاق بن راشد بن إبراهيم الحديثي ، طالب دراسات عليا في كلية الشريعة، تخصص أصول فقه، جامعة الملك خالد، وإمام وخطيب متعاون في مدينة أبها.
  • نايف بن محمد بن قاسم الفيفي ، ملازم قضائي في ديوان المظالم بجيزان.
  • ريان بن جلال بن عبده الزيلعي ، طالب بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد ، ومؤذن متعاون بجامع الملك عبد العزيز وجامع الملك فيصل بأبها.

وله بعض المؤلفات العلمية ومن ذلك :

  1. رسالة الماجستير بعنوان ” الحروف المقطعة في أوائل السور، في كتب القراءات والرسم والضبط وعد الآي، دراسة تطبيقية على مصاحف المشارقة والمغاربة”.
  2. رسالة الدكتوراه بعنوان تعليلات الإمام الشاطبي وتوجيهاته في منظومته ” حرز الأماني” جمعا ودراسة.
  3. نماذج من تفسير الصحابة رضي الله عنهم للقرآن، بالقراءات جمعا ودراسة، بحث محكم. في جامعة الأندلس، الجمهورية اليمنية.
  4. الحروف المقطعة في أوائل السور، وعلاقتها بالمصحف الكوفي والمدني، بحث محكم بمجلة الحجاز.
  5. الشيخ الدكتور محمد محمد سالم محيسن، وآثاره في علوم القرآن، بحث محكم، مجلة جامعة الملك خالد.
  6. نماذج من أهمية الوقف والابتداء في بيان المعاني، عند الإمام أبي حيان الأندلسي، في البحر المحيط، جاهز للتحكيم.

ومن الأبحاث المعدة للنشر:

  • قواعد الأداء القرآني.
  • لا جديد في الأداء والتجويد.

ونال كثيرا من الشكر والثناء وشهادات التقدير، وهي كثيرة ومنها :

  1. شهادة تقدير من أمارة منطقة عسير للتميز لعام 1423/1424هـ.
  2. شهادة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في التحكيم الدولي للمسابقات القرآنية.

                بارك الله فيه وفي علمه، وزاده علما وفضلا وسدادا.

أقوال بعض مشايخه فيه :

تتلمذ ولازم كثيرا من المشايخ، وكلهم يثني على جده واجتهاده وتميزه، ونورد نماذج من بعض ما ذكره عنه هؤلاء المشايخ ومنهم :

  • ما ذكره فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن قاسم آل طارش الفيفي رحمه الله، وفضيلة الشيخ علي بن مصلح آل شاكر رحمه الله وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن مصلح آل شاكر حفظه الله، في رسالة جماعية، موجهة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعريفا به، وفيها (…إنا نعلم عنه من الصلاح والفضل، والحفظ لكتاب الله، وتلقيه من رجال هذا العلم وحفاظه، وبرواياته المعتمدة عند رجال هذا العلم، ويزينه مع هذا الفضل خلق ودين، نحسبه كذلك والله حسيبه، ولا نزكي على الله احدا ).
  • ما ذكرة فضيلة الاستاذ الدكتور جبريل بن محمد حسن البصيلي حفظه الله، قوله (إن الدكتور هادي أحد من درسته في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد، وقد عرفته بحسن سلوكه واعتدال فكره، وحرصه على طلب العلم وتحصيله، وأني لأرجو أن ينفع الله به).
  • ما ذكره فضيلة الاستاذ الدكتور يحيى عبدالله السعدي الغامدي حفظه الله، قوله (أن فضيلته كان من الطلاب الذي عرفتهم بالأدب الجمّ والخلق الرفيع، ومن ذوي الجدٍ في طلب العلم واقتناصه من منابعه الأصلية، مع الحرص الشديد على التمسك بأصول الدين وفروعه، متحرّياً المنهج السديد، والطريق المستقيم، البعيدة عن الغلو أو الجفو، صارفاَ جلّ همته واهتمامه إلى خدمة كتاب الله عز وجل، باذلاً كلما في وسعه للغوص في دقائق القراءات وتصاريفها واحوالها، مستقياً من معين التفسير بالمأثور وبالمعقول، من غير سأم ولا ملل، وقد شمّر عن ساعد الطلب وحث الخطى في سلمّ الرتب، حتى حصّل أعلا الدرجات العلمية في أدق التخصصات وأندرها، بعمق وروية وسيرة مرضيّة).

زاده الله من فضله ووفقه إلى مرضاته وبارك فيه وفي علمه وفي حياته.

الحالة الاجتماعية:

زوجته هي الفاضلة عافية بنت محمد يحيى آل سنحان المثيبي الفيفي، معلمة في حلقة لتحفيظ القرآن الكريم منذ اكثر من عشر سنوات، ولديها دبلوم حاسب، وهي ربة بيت ومربية فاضلة، ساندت زوجها وعاضدته واعانته، وقد رزقا بثلاثة اولاد ابنان وبنت، وكلهم من خريجي مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وهم على النحو التالي :

  • عبد الله طالب في قسم الأحياء جامعة الملك خالد .
  • محمد طالب في المرحلة الثانوية.
  • تسنيم طالبة في آخر المرحلة المتوسطة لتحفيظ.

حفظهم الله وبارك فيهم وبارك فيها من اسرة موفقة، وسدده وبارك فيه وفي جهوده وزاده علما وفضلا.

 

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  محبكم عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ ابو جمال

   الرياض في 1445/9/1هـ

الشيخ الدكتور :هادي بن فرحان الخسافي الفيفي

المقالات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى