مقالات

الشيخ: حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي

إعداد الشيخ :عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال

الشيخ: حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي

يتمتع بذكاء حاد، ورجاحة عقل، حكيم قيادي، يحسن التعامل مع الناس، وفي انشاء العلاقات مع الاخرين، نبرات صوته وإن كانت خافتة، ولكن تجد لها وقعا عجيبا، فقد اتقن حسن اصدار القول ومتى يحسن إلجامه، لا تمل الحديث معه، والجلوس إليه، يبحر بك في بحر من الافكار والمعلومات والرواء، صبور على تحمل المشاق، ولا تصرفه مهما اشتدت عن هدفه، تعثّر في بداية حياته عن مواصلة دراسته، وكان قد وضع قدمه في بداية طريقه الصحيح، ولكنه تلافى ما وقع فيه وعوضه، وسعى إلى تزويد نفسه بالكثير من العلوم والمعارف، وطور قدراته في معظم مجالات الحياة، بعد أن ثنى ركبتيه من جديد لدى العديد من مشايخ العلم الاجلاء، واكب على مناهل العلم والمعرفة بكل جلاء، ولازم دفاتر العلم، يقرأ ويلخص ويفهم، بعد أن ايقن أن العلم يكمن في بطونها، وفي حسن اختيار النافع منها، وادمان قراءتها والتعمق في فهمها،  والتغلغل في جنباتها واعماقها، والتقاط الدر النفيس من محيطاتها، تمرس في كل ذلك، وابدع في اختيار الوسائل والادوات، وتميز بطول النفس والصبر والجلد، فجادت عليه بالكثير من مكنوناتها، واكتنز منها جواهر العلوم، ونفائس المعارف والآداب والحلوم.

إن القراءة تكسبك شتى المعلومات، وتنمي لديك المواهب والقدرات، وتمنحك فرص الاطلاع على افكار من سبقوك، وتختصر لك وقتك وجهدك، وتضفي على فكرك خلاصة تجاربهم، وتهبك علمهم وجميل تحليلاتهم، مما يثري معلوماتك، ويطور قدراتك، ويحسّن من مهاراتك، فالقراءة تنقلك إلى عوالم متعددة من الثقافات، وتوسع مداركك في كل الاتجاهات، فالكتب في غالبها تحوي خلاصة افكار وعقول نوابغ البشر، وتمنحك تجارب وحكم علماء كل دهر، ممن افنوا اعمارهم في طلب العلم، واجهدوا انفسهم وافكارهم في تجليته للفهم، فوصلك بفضل القراءة سهلا ميسورا، واضفى عليك كل خير وسرورا، وقد عرف ذلك ولا زمه، وواصل السير فيه بكل اصرار وهمة، لم يتكاسل يوما أو شعر بالكسل والملل، حتى نال كثيرا من مبتغاه، وبلغ الغاية وكل مناه، وتشبع بالعلوم وترقى في درجاته، حتى فاض وبرز على صفحات فكره، وزيّن به حديثه وجمّل به مواعظه، وتطرزت به كتبه وخطبه، زاده الله علما وفضلا وتوفيقا.

انسان متفاعل مع ما حوله، عرف بمبادراته، وصواب رأيه، وحسن تقديره للأمور وتجلياتها، والتعامل الجيد مع تقلبات الأحوال ومستجداتها، أمضي أكثر من اربعين سنة معرفا لقبائل فيفاء بمنطقة تبوك، لا يتوانى عن خدمتهم، والوقوف معهم في كل احوالهم، يشجع ويحفز لكل ما فيه خير لهم، فأحبوه وعاضدوه وتعاونوا معه، فارتقى مجتمعهم وتوحد اتجاههم، وتعارفوا وتعاونوا وتآلفت قلوبهم، وفقه الله وبارك فيه، وكتب له الاجر والمثوبة في كل ما يقدمه.  

 أنه الشيخ الفاضل :

الشيخ: حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي

حسن بن جابر بن شريف آل امغسي الثويعي الفيفي حفظه الله ووفقه.

والده هو الشيخ الفقيه جابر بن شريف رحمه الله، المولود في حوالي عام 1330هـ، اشتغل بالتعليم طوال حياته، بل كان هو المتعلم الوحيد في زمانه بين عموم قبيلته، فهو امام مسجدهم وخطيب جمعهم، والكاتب لوثائقهم وضناتهم، وموثق عقود انكحتهم، وصكوك بيوعهم، ومعلم اولادهم، بدأ في مجال التعليم من عام 1357هـ، مع بداية الحراك التعليمي في فيفاء، في بداية العهد السعودي الزاهر، فكانت اول مدرسة اسسها وعمل فيها، بجوار بيته في بقعة الهضمة، بجبل آل الثويع بفيفاء، وكانت تحت شجرة حمرة المرازم، والتحق بها عدد كبير من الطلاب، من قبائل آل الثويع وآل بالحكم وآل عبدل، وكان التعليم فيها قاصرا على تحفيظ القرآن الكريم، وشيء بسيط من مبادئ القراءة والكتابة، ثم تنقل بهذه المدرسة داخل نطاق قبيلته، في اكثر من موقع، حسب توفر المكان المناسب، وتيسر وصول الطلاب اليه، حيث انتقل بها إلى تحت شجرة (سدرة خيران)، ثم تحت شجرة (حمرة امرفسته)، ومع توسع وانتشار مدارس الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله في المناطق الجبلية، بعد أن اشرف عليها فضيلة قاضي فيفاء، الشيخ علي بن قاسم الفيفي رحمه الله، اختير لهذه المدرسة موقعا مناسبا في المروة، بجوار جامع آل الثويع، تحت شجرة (حمرة الجميمة)، ووفد لها الطلاب بأعداد كبيرة، من قبائل آل الثويع وآل عبدل وآل بالحكم وآل المشنية، ثم سعى في عام 1375هـ بالتعاون مع جماعة الجامع، واولياء امور الطلبة، على انشاء مبنى خاص بالمدرسة، كان ملاصقا للجامع من الجهة الخلفية، واستمر يؤدي دوره ورسالته من خلال هذه المدرسة، رغم توقف مدارس الشيخ القرعاوي في عام 1379هـ، حيث واصل عطائه، واستمر يؤدي عمله بكل تفان إلى عام 1384هـ، عندما كبرت سنه، وقل نشاطه وحيله، وقد اتجه الناس إلى مدارس التعليم الحكومية.

    رزق رحمه الله بالعديد من الاولاد، وأولاهم عنايته الخاصة، واحسن تعليمهم وتربيتهم، وكان (حسن) هو واسطة العقد بينهم، تلقى منه داخل البيت وفي المدرسة، كل الاهتمام والرعاية وقوة التأسيس، مما جعله مؤهلا لينطلق بكل ثقة في دروب الخير والمعرفة، بعد أن تزود بقاعدة قوية من المبادئ والقيم، في هذه المدرسة ومعلمها الفذ رحمه الله وغفر له، الذي عاش آخر حياته متنقلا بين اولاده، في تبوك والطائف والخميس، إلى أن توفي في 19/6/1424هـ في مدينة الطائف، رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له وتجاوز عنه.

 واما امه فهي الفاضلة مشنية بنت يزيد سلمان الثويعي من آل محمد شريف رحمها الله، كانت ام رؤوم، تكدح في خدمة زوجها وبيتها واولادها، لطبيعة ذلك الزمن وشدة المعاناة فيه، حتى انه عند ولادتها له في عام 1366هـ، وكانت سنة مجاعة وشدة، والوقت ممحل وشحيح، وقد أصابها التعب والوهن، وضعفت قواها وقل حيلها، حتى أنها لم تدر له لبنا يكفيه، ولم يجد في ثدييها ما يسد به جوعه، مما يدل على صعوبة وقتهم، وما كان عليه الناس من حياة متعبة، وقد واصلت عطائها واعتنت بتربية ابنائها، ولكنها لم تعمر طويلا ، ولم يهنئ بطويل وقت معها، حيث توفيت رحمها الله في عام 1375هـ، وما زال صغيرا دون التاسعة من عمره، وتركته واخوته يتيتما حزينا، رحمها الله وغفر لها وتجاوز عنها.

ولد لهذين الفاضلين في عام 1366هـ، في بيتهما في الهضمة، بأسفل جبل آل الثويع من فيفاء، وسبقه لهما اخواه يحيى، وحسين (المتوفى في 27/5/1444هـ رحمه الله)، وعاش بينهم وتربى في بيئة متوسطة الحال، تعيش على ما تخرجه الارض من الزرع، وما يربونه من الضرع، في مزرعتهم الصغيرة، ومن بضع حيوانات يربونها، في حياة صعبة، تتطلب مشاركة كل افراد الاسرة فيها، ويبذل الكل جهده مهما قل حجمه، فكل  يقوم بدوره وما يستطيع فعله، وتربى على هذا المنهج، وتعود على المشاركة الايجابية، وعلى الاحساس بالمسؤولية، منذ نعومة اظفاره، وقد تكفل والده المتعلم بتربيته التربية الصالحة، وتنشئته على الاخلاق الفاضلة، وعلى التمسك بالدين وحب العلم والمعرفة.

تعليمه :

عندما كبر قليلا، واصبح قادر على مرافقة والده للوصول إلى المدرسة، التي كان هو معلمها الوحيد، وهي احدى مدارس فضيلة الشيخ عبدالله القرعاوي رحمه الله، تبعد عن منزلهم بمسافة طويلة، فبيتهم في جهة الهضمة، والمدرسة بجوار جامع آل الثويع بالمروة، ويتطلب الأمر صعودا شاقا للوصول إليها، مما يصعب على صغير السن قطعها بسهولة، ولذلك لم يصحب والده للمدرسة إلا في عام 1374هـ، وقد بلغ حينها الثامنة من عمره، ورافقه واخويه الاكبرين (يحيى وحسين)، وسعد بهذه الرفقة الجميلة، واقبل على دراسته بكل شغف وسعادة، ووجد من والده واخويه العناية والاهتمام، وما اسرع ما انسجم مع محيطه الجديد، بل دخل في كثير من المنافسة المحمودة مع زملائه، وتفوق على كثير منهم وتجاوزهم، لما يتمتع به من الذكاء والحرص وسرعة الحفظ، وكانت المدرسة تحوي اعداد كبيرة من الطلاب، خليط من ابناء القبائل المجاورة، فمضى به الوقت وهو جاد مجتهد، ما اسرع ما ختم القرآن الكريم، مع التجويد والترتيل وحفظ اجزاء منه، وتعلم بعض الدروس المفيدة في الفقه وأصول العقيدة، مما اهله لينتقل بعد عامين إلى معهد الخشعة العلمي، حيث انتقل إليه في عام 1376هـ، وهذا المعهد احد مدارس الشيخ القرعاوي المتطورة، حيث يعتبر مدرسة متميزة عن بقية المدارس، لشمول مواده لأكثر العلوم الدينية، ومقره في جهة الخشعة من جبل قبيلة آل بالحكم، وبالطبع يبعد كثيرا عن بيتهم، ولكن تدفعه الهمة والرغبة والطموح، فصبر على طول المسافة، وتحملها سعيدا صابرا بما وجده فيه من العلوم النافعة، حيث أعاد فيه بإتقان كثير مما درسه من قبل، بالإضافة إلى بعض العلوم الجديدة، حيث درس فيه معاني القرآن الكريم، ومبادئ في السيرة النبوية، ومختصرات في الفقه والتوحيد، ودروس بسيطة واولية في الحساب والكسور العشرية، وغيرها من العلوم المفيدة، وكان معلمهم الأول الفقيه الشيخ/ أحمد بن علي الخسافي رحمه الله، ومجموعة من المعلمين الاجلاء، ومضت به السنوات يترقى في دروسها.

في احدى زيارات فضيلة الشيخ القاضي علي بن قاسم رحمه الله للمدرسة، وهو المشرف على جميع مدارس الشيخ القرعاوي في فيفاء وبني مالك، يتابع سيرها ويقوّم معلميها وطلابها، حيث لاحظ عليه امارات التفوق والنجابة والذكاء، فأستأذن من والده في أن يسمح له بالالتحاق بالمدرسة (السلفية) في صامطة، فلم يتردد الاب، بل رحب بالفكرة وايدها، وشجع ولده وحفزه، على هذه النقلة المباركة، حيث انتقل في عام 1378هـ إلى مدينة صامطة، وفيها التحق بالمدرسة السلفية،  وكان شيخها ومديرها الشيخ ناصر بن خلوفة طَيَّاش مُباركي، ومن المعلمين الشيخ موسى مَنْقِري، والشيخ على البَهْكَلي، وما اسرع ما تأقلم مع الدراسة فيها، وفي استيعاب دروسها، وكان مما يدرسونه من المواد الجديدة عليه، كتاب النحو الواضح، والحديث، والفرائض من كتاب المواريث، والحساب والهندسة، والإملاء والإنشاء، وغيرها مما هو نافع ومفيد، وتحمل اثنائها معاناة الغربة وبعده عن اهله، حيث كان الطلاب في ذلك الوقت يعيشون عيشة صعبة، لشدة الحاجة وصعوبة المعيشة في ذلك الزمن، ولكن قَيّض الله له رجلا محسنا من أهل صامطة، هو الفاضل محمد بن أحمد مبارك (بن علي) رحمه الله، الذي كفِلَه وقام على شؤونه إلى أن غادر صامطة، ولذلك قصة تدل على كرم اهل صامطة وما قاموا به من بذل، ومن جهود مباركة خيرة في هذا السبيل، من احتضان وايواء ومساعدة طلبة العلم، الذين كانوا يتوافدون على صامطة من كل مكان، فيجدون فيها العلم والكرم وحسن الوفادة، وتبدأ حكايته مع هذا المحسن، عندما وقف ذات يوم على باب دُكَّانِه مندهشا، ولم يكن يعرفه، وانما لفت نظره مكينة الخياطة التي شاهدها لأول مرة داخل هذا الدكان، وهو يشتغل عليها ويخيط الأقمشة، فطال تعجبه من هذه الآلة العجيبة، وبقي محدقا فيها وما تقوم به لفترة طويلة، مما نبه صاحب الدكان إلى هذا الغريب الفضولي، فسأله من أين انت؟ وماذا أتى بك إلى هنا؟، فاخبره أنه من فيفاء، واتى إلى هذه البلدة لطلب العلم، فاعجب بإجابته مع صغر سنه، فرحب به ثم أوقف آلة الخياطة واقفل الدكان، وأخذه بيده إلى بيته القريب، وادخله للبيت مرحبا به، ثم أوصى به زوجته الفاضلة صفية بنت أحمد صديق مذكور، وقال لها اعتبريه واحدا من أبنائنا، وكانت رحمها الله لا تقل فضلا عن زوجها، حيث خصصا له (عِشَّة) داخل سور منزلهم، وعاش معهم كواحد من ابنائهم، إلى أن غادر صامطة نهائيا بعد سبع سنوات، رحمهما الله وغفر لهما وكتب لهما الأجر والمثوبة.

بعد أن تخرج من المدرسة السلفية في عام 1380هـ، التحق بعدها مباشرة بالمعهد العلمي، الذي يعتبر من اوائل المعاهد العلمية بالمملكة، يتبع الرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية(جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية فيما بعد)، وتم قبوله في المرحلة التمهيدية، تعادل شهادتها المرحلة الابتدائية، يدرس فيها ثلاث سنوات، ليقبل بعدها في المرحلة المتوسطة في المعهد، وقد اجتازها وقبل في المرحلة المتوسطة، وانهى فيها العام الاول، لكنه في نهايته وهو متجه من فيفاء إلى صامطة، لتأدية الاختبارات النهائية، اعترض طريقهم وحجزهم سيل كبير في وادي صبيا، مما تتسبب في تأخرهم عن هذه الاختبارات، وقد كان في الحقيقة القشة التي قصمت ظهر البعير، والحجة التي اقنع بها نفسه على ما قد عزم عليه، ولتبرير فعلته في ترك الدراسة نهائيا، حيث سبقتها عدة تراكمات وافكار تكونت لديه، فقد كان حينها يعيش بداية الشباب وسن المراهقة والطيش، وكانت تراوده الرغبة الجامحة في الانطلاق خارج السرب، والانفكاك من الرتابة التي تفرضها عليه كما يرى الدراسة، وكان يحمل افكارا واحلاما تملئ مخيلته، ومنها الوظيفة وتكوين نفسه والزواج، فلذلك لم يسعى نهائيا إلى تصحيح الامر في حينه، وكان مقدورا عليه، بل سارع إلى مغادرة المنطقة بكاملها، وجرى خلف سراب الحرية والانفكاك، وكم ندم على ذلك فيما بعد، ولكنه قد فات الفوت وانقطع الصوت.

لقد كانت تلك الاعوام التي قضاها في صامطة، من اجمل وابدع مراحل حياته، وما زال يتذكرها ويتخيلها بوضوح إلى اليوم، ومتعتها وعظمتها تتعاوده حتى في معظم احلامه، وما زال يذكر من بقايا تلك المرحلة في المعهد العلمي، كثير من معلميه ومشايخه الذين يعتز بهم، ومن الزملاء الافاضل الذين لا ينساهم، ومن هؤلاء المشايخ كان كل من، الشيخ أحمد بن يحيى النجمي، والشيخ حسين النجمي، ومن الزملاء حينها الشيخ يحيى بن قاسم آل طارش الخسافي، الذي عمل فيما بعد في التعليم، في الطائف ومكة والمدينة، وكذلك فضيلة الشيخ علي بن شيبان حمدي، الذي عمل قاضيًا في المحكمة الشرعية بجازان، ويذكر من الطلاب الذين سبقوه في المعهد، كل من فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن قاسم آل طارش الخسافي، والشيخ علي بن فرحان الخسافي، والاستاذ حسن بن فرح الأبياتي رحمهم الله، وفضيلة الشيخ فرحان بن سليمان الخسافي، وكانوا حينها في مراحل المعهد الأخيرة، وعلى وشك التخرج منه، وعرف انهم التحقوا فيما بعد بالكليات في الرياض، وتخرجوا منها، وكانوا ناجحين في هذه الحياة.

واما هو فقد اخذته الحياة الوظيفية، وابعدته عن الانتظام في المدارس، وحرمته من مواصلة دراسته، ولكنه مع ذلك لم يستسلم لواقعه، بل حقق طموحه ونمى قدراته ومعارفه، واعتمد على ما كان لديه من علوم أولية، ومن تأسيسات قوية وناجحة، سواء في مدارس الشيخ القرعاوي الاولية، لدى والده ثم في معهد الخشعة العلمي، وما تلاها في المدرسة السلفية في صامطة، وفي المرحلة التمهيدية في المعهد العلمي، وفي الصف الاول المتوسط، ولذلك ابتدأ من بعد استقراره في مدينة الطائف موظفا، عندما عين على وظيفة امام وواعظ في الجيش، فسعي من حينه إلى السعي الجاد لاستكمال ما فاته، فأنتسب إلى حلقة علمية للشيخ عبدالله بن سعدي في حي الثقافة، ولازمه فيها إلى أن تم نقل عمله خارج مدينة الطائف، واستقر عمله وسكنه بعدها في مدينة تبوك، وفيها تلمس السبل الكفيلة باستكمال طريقه في دروب العلم، حيث وجد ضالته في دروس فضيلة الشيخ صالح بن محمد التويجري رحمه الله، رئيس محاكم منطقة تبوك حينها، وقد زامله فيها مجموعة من الفضلاء، يذكر منهم كل من الشيخ سالم الميرابي مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتبوك، والشيخ الحميدي الشمري رئيس الأوقاف بتبوك، والشيخ عبدالله بن عتيق، المفتش بإدارة التعليم بتبوك، وغيرهم كثير من طلبة العلم الحريصين، ونال منها الكثير والحمد لله.

واتاح له عمله المشاركة في عدة دورات علمية، منها ما عقد في الرياض وفي تبوك، تهدف إلى توعية الأئمة في مساجد القوات المسلحة، وقد نجح فيها وحصل على الشهادات المطلوبة منها، وقد ادرك ايضا أن العلم الحقيقي يكمن في بطون الكتب المتخصصة، فاتجه بكل عزيمة إلى القراءة المتخصصة والحُرَّة، وجد وثابر واستوعب وحفظ ، حتى اصبحت القراءة والاطلاع من اكبر هواياته، وتولد لديه نهم كبير في هذا الجانب، فكان يعشق الكتب ويحرص على اقتناء النافع منها، وامتلك في بيته مكتبة كبيرة عامرة، تستحل شقة كاملة من منزله في حي النسيم بتبوك، يقضي فيها معظم واجمل اوقاته وامتعها، وقد ضم إليها مكتبة والده الفقيه جابر بن شريف رحمه الله، التي كانت تحتوي على كثير من الكتب والمراجع الهامة والنافعة، واستفاد منها كثيرا، وفقه الله وزاده علما وفضلا وادبا.

حياته الوظيفية:

كانت وجهته بعد مغادرة منطقة جازان مدينة الطائف، حيث كانت مقصد كل باحث عن عمل وظيفي حينها، لكونها مصيف المملكة الاول، وفيها وزارة الدفاع، ومعظم وحدات الجيش ومدارسه، وسعى فيها للبحث على ما يناسبه منها، حيث وجد ضالته في وظيفة إمام وواعظ بالجيش، كان مقرها اولا في مدينة الطائف، وتم تعينه فيها عام 1388هـ ، وبقي يؤدي عمله على اكمل وجهه، إلى أن تم نقله في عام 1390هـ إلى مدينة تبوك، وواصل نشاطه الوظيفي على خير وجه، وعين اضافة إلى هذا العمل الرسمي في عام 1391هـ مأذونا شرعيًا لعقود الأنكحة، ويعتبر خارج نطاق عمله الرسمي، وعين كذلك محضر بحوث لفضيلة الشيخ القاضي بالمحكمة الشرعية بتبوك عبدالله المزيني، حيث كان رحمه الله كفيف النظر، وكان يكلف اثنائها ايضا من قبل المحكمة الشرعية، في بعض الأحيان وحسب متطلبات الأمر، للقيام بإصلاح ذات البين بين الزوجين، ويعتمدون في الغالب على ما يراه مناسبًا، سواء من إتفاق أو افتراق.

وعندما قامت حرب العاشر من رمضان في عام 1393هـ، بين العرب في الاردن ومصر وسوريا من جهة واليهود، وتحركت حينها بعض القوات السعودية، لمناصرة اخوانها في هذه الحرب، وتمركز بعض منها في الاردن، وبعض منها في سوريا، فكلف حينها بصفته الوظيفية، القيام بأعمال الشئون الدينية، لهذه القوات السعودية المرابطة في سوريا، ومكث معها إلى حين عودتها إلى أرض الوطن، وفي هذه الفترة كلف من قبل قيادة هذه القوات، أن يكون مندوبًا لشهداء الحرب، في ساحات القتال، ولكونه غير عسكري فقد سمح له بإحضار عائلته معه، واستأجر له بيتا في قرية الكسوة، قرية قريبة من العاصمة دمشق، وتعتبر ضمن الخط الثاني للحرب، وانتهت هذه الحرب فعليا في تاريخ20/10/1394هـ، ولكن الوحدات العسكرية بقيت مرابطة على الجبهة، وفي هذه الهدنة فتحت المدارس الليلية لأفراد الجيش، واستفيد منه لأن يكون ضمن المعلمين فيها، حيث تم التعاقد معهم ليقوم بالتدريس في احدى هذه المدارس، واستمر في اداء عمله فيها إلى أن عاد الجيش المرابط إلى تبوك في عام 1396هـ.

وعاد بصفته الاساسية اماما وواعظا وموجها في الجيش، بعد أن أمضي خارج الوطن مدة ثلاث سنوات كاملة، تنقل خلالها بجد ونشاط بين خطوط الحرب الأمامية والخلفية، حسب ما تقتضيه حاجة العمل، وبما تمليه عليه واجباته ومسؤولياته، وبعد عودته مباشرة إلى ارض الوطن، زاره قائد المنطقة، الذي أمر له بسكن في حي الجاهز(السلامة)، وأمر بنصب خيمة كبيرة في برحة كانت أمام منزله، لتكون مسجدًا مؤقتا لهذا الحي، يؤم فيها المصلين إلى أن يكتمل بناء مسجد الحي.

وفي هذه الفترة عرض عليه امير منطقة تبوك حينها، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبد العزيز رحمه الله ، العَمِلَ لديه إمامًا في القصر، وقام بأداء تلك المهمة خير قيام، بل كان يرافق سمو الأمير في بعض رحلاته الداخلية والخارجية، واستمر على ذلك إلى أن انتقل سموه إلى المدينة المنورة، وعين في تاريخ 26/4/1401هـ عضواً متعاونا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى عمله في الجيش، بعد موافقة مرجعه، وكان مجتهدا ونشيطا يعمل في كل ما يكلف به، دون تعارض ودون أن يؤثر عمل على آخر، أو تتداخل عليه المهام، ولذلك فقد كلف ايضا في احد الفترات وقد حولت وظيفته المدنية إلى عسكرية، بأن يعمل مندوبًا لدى جوزات منطقة تبوك، ليتابع فيها ما يتعلق  بمنسوبي مدارس الأبناء بالمنطقة الشمالية الغربية، وهي مدارس مستقلة تابعة للقوات المسلحة في المدن العسكرية، فكان يتولى إنجاز كلما يتطلب الامر منه، من عمل التأشيرات للدخول والخروج، وتجديد الجوازات والإقامات، للمعلمين والمعلمات في هذه المدارس.

وبالطبع اعانه في الجمع بين اكثر من نشاط وظيفي، ما تتميز به الوظيفة المدنية من المرونة والقابلية، ولاجتهاده ونجاحه في أداء عمله، وكل ما يسند إليه من مهام، وسعيا في الاستفادة من طاقاته كاملة، وبالتالي وقد كان ينال التقدير من كل مرؤوسيه، فقد قرر مرجعه المباشر تحِويل وظيفته من مدنية إلى عسكرية، وبالفعل عين عسكريا على رتبة (عريف) فني، مع بقائه يؤدي مهام عمله الأساسية السابقة (إماما وواعظا)، وكان مرؤوسوه وكل من عرف شخصه ونشاطه، استقلوا عليه هذه الرتبة، واجمعوا على أنه يستحق رتبة اعلى منها، حتى أنه في اثناء استكمال متطلبات اجراءات التحويل في عام 1402هـ، تشفع له صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد (رحمه الله)، امير منطقة تبوك حينها، برسالة خاصة منه إلى صاحب السمو الملكي وزير الدفاع ، سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، لمنحه رتبة عسكرية استثنائية اعلى، واقترح موافقة سموه على منحه رتبة ضابط، أو على الاقل رتبة رئيس رقباء، واردف سموه ذلك بخطاب آخر في 13/8/1402هـ، مؤكدا على هذا الطلب المستحق له، وكذلك فعل الشيخ عبدالعزيز الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك، حيث بعث في17/3/1402هـ، بنفس الطلب والتزكية لسمو وزير الدفاع، وايد هذه الطلبات سعادة اللواء الشيخ عبد المحسن بن عبدالله آل الشيخ، مدير إدارة الشئون الدينية للقوات المسلحة، حيث بعث بخطاب خاص في13/4/1402هـ، لسمو وزير الدفاع، برر طلبه بأن رتبة (عريف) الممنوحة له، لا تتناسب مع ما لديه من خبرات ونشاط في تخصصه، وما له من جهود يشكر عليها في مجال الدعوة والوعظ والإرشاد، ولما يتحلى به من الأخلاق العالية، والسيرة الحميدة، والخبرة الطويلة، وقد أيد كل هذا التوجه والترشيح مرجعه المباشر، وقد بعث ايضا فضيلة الشيخ صالح بن محمد التويجري، نائب رئيس هيئة التمييز بالمنطقة الغربية، بخطاب خاص إلى نائب وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز رحمه الله، يتضمن نفس التوصية والشفاعة له، ولكنه ورد الاعتذار من الوزارة، بحجة أن النظام العسكري لا يسمح بغير ما منح له، ولذلك منحه وزير الدفاع حينها مبلغًا خاصا، تعويضًا له عن هذه الرتبة، وكذلك أُعفي من اللباس الرسمي، واستمر على وضعه وعمله السابق، ولكن على رتبته الجديدة (عريف فني)، وقد تدرج في هذه الرتبة لاحقا على مدى السنوات، إلى أن بلغ رتبة (رقيب فني)، إلى أن احيل على التقاعد في تاريخ1/7/1416هـ ، بعد خدمة وصلت لثمان وعشرين سنة، تنقل فيها ما بين المدني والعسكري، وبذل اثنائه كل ما يستطيع عليه من العطاء والبذل والاخلاص، ونال كامل التقدير من كل مرؤوسيه، على مدى هذه السنوات المباركة، سواء بالتقدير المادي أو المعنوي، ومن ذلك التقدير الملموس باختصار :

  • شهادة تقدير من فرع الشئون الدينية بالشمالية الغربية، على أعماله وجهوده في سبيل العمل والدعوة والإرشاد.
  • شهادة شكر من مدير قسم الثقافة والتعليم بالمنطقة الشمالية الغربية.
  • شهادة خبرة وتقدير من مدير جوازات منطقة تبوك.
  • منحه وسام التقدير السوري.
  • طلب له قائد القوات السعودية، منحه الوسام السعودي، تقديرًا لجهوده أثناء توليه أعمال الشئون الدينية للقوات السعودية المرابطة في سوريا.
  • طلب له قائد المنطقة الشمالية، في عام 1403هـ، منحه وسام التقدير السعودي.
  • منح وسام تحرير الكويت في2/12/1413هـ.
  • قدم له اثناء افتتاحَ مشروع مخابئ الطائرات، بقاعدة الملك فيصل الجوية بتبوك، في شوال من عام 1415هـ، برعاية صاحب السمو الملكي وزير الدفاع، الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، (ميدالية) ذهبية، تحمل شعار المملكة وتاريخ الافتتاح، عندما كان ضمن الحضور مع كبار المسؤولين في صالة الاستقبال الخاصة، الذين لا يتعدى عددهم فيها اثنى عشر شخصًا.

وبعد تقاعده الوظيفي، تمت موافقة معالي وزارة العدل في تاريخ 23/10/1416هـ، على تعيينه محام ومستشار شرعي، وأدى الكثير من الخدمات في هذا المجال، وفقه الله وبارك في جهوده ونفع به.

مشاركاته الاجتماعية:

خالط الناس وتعايش معهم، واصبح عضوا ايجابيا في مجتمعه، يخدمهم ويتفاعل مع كل ما فيه مصلحة لهم، ومن ذلك ما يقوم به على مدى اكثر من اربعين سنة، من خدمة جماعته بعد تعيينه في عام 1404هـ من قبل امارة منطقة تبوك، معرفاً لقبائل فيفاء المقيمين بالمنطقة، وهذا تكليف خاص لا يوجد له مثيل في كل مناطق المملكة، سواء لأبناء قبائل فيفاء أو غيرهم من القبائل، حيث تفرد بهذه المهمة الشرفية، وتفردت بها قبائل فيفاء عما سواها، وكما هو معروف فإنه يوجد بمنطقة تبوك عدد كبير من ابناء فيفاء، الذين استقروا بها بحكم عملهم العسكري في الجيش، من فترات طويلة، حتى اصبحوا يمثلون فيها نسيجا اجتماعيا ايجابيا، وكانت له ادواره المتعددة فيهم، سواء من خلال هذا المنصب أو خارجه، وله كثير من اللمسات الاجتماعية، ومن ذلك دوره الفاعل في عام 1427هـ في تأسيس ملتقى فرسان أبناء قبائل فيفاء بمنطقة تبوك، الذي يقوم على خدمة ابناء فيفاء في هذه المنطقة، في تنظيم تواصلهم الايجابي، والتعارف فيما بينهم، ومد يد الجسور مع كامل فئات مجتمعهم، ومع محيطهم، ومع ابناء فيفاء في كل مناطق المملكة، وعقد اللقاءات الدورية والموسمية، والقيام بالأنشطة الترويحية، والرحلات الجماعية، والانشطة الرياضية، مما يقوي ويزيد من الالفة واللحمة فيما بينهم، ويشجع على التعاون والتكافل في مجتمعهم، وينتخبون له رئيسا واعضاء عاملين، يحرصون على تفعيله على اكمل وجه واتمه، والقيام على برامجه التي تشمل جميع القضايا التي تهمهم، من ثقافية واجتماعية وتربوية، واحياء العادات والموروث الجميل، وربط اجيالهم به، وعقد المحاضرات والندوات واللقاءات في شتى المعارف والعلوم، وإقامة المسابقات الثقافية والعلمية، وإحياء التراث الشعبي الرصين، وغير ذلك من الفوائد المتعددة الجوانب، التي غايتها تنمية المواهب الإبداعية، وربطهم بماضيهم العريق، وغرس محبة الوطن في نفوس الناشئة، ويعتبر هذا الملتقى من انجح ملتقيات ابناء فيفاء في كل مناطق المملكة، ومازال فعالا بكل ايجابية في كل انشطته وبرامجه، واخرها ما اقاموه في الملتقى العام (السادس عشر) الختامي، في مساء يوم الجمعة الموافق 13/11/1444هـ ، حسب ما جرت عليه عادتهم من اقامة احتفالية عامة، تكون ختامية  في نهاية انشطة كل عام، ولتكون خلاصة وخاتمة لجميع انشطة الملتقى في العام، يدعى إليها كامل ابناء فيفاء في المنطقة، وتقدم دعوات خاصة لعدد من الشخصيات الاعتبارية من ابناء فيفاء، من بقية مناطق المملكة، وقد شاركهم في الحضور عدد من رموز فيفاء، على مدى السنوات الماضية، كان في مقدمتهم شيخ الشمل، ومشايخ القبائل، والعلماء والادباء والشعراء والمثقفين، وقد خصص احتفال هذا العام1444هـ، ليكون تكريمًا خاصًا للشيخ حسن بن جابر، اعترافا بمكانته وادواره في هذا الملتقى وفي كامل المجتمع، تم فيه استعرض سيرته والتعريف الشامل بها، وفي ابراز مشاركاته الايجابية، وادواره المتميزة، في خدمة جماعته في هذه المنطقة، والاشادة بدوره الاساسي في تأسيس الملتقى، وفي حرصه على استمرار تفاعله وترقيته، وقد حضر هذا التكريم كالعادة، عدد كبير من أبناء قبائل فيفاء في منطقة تبوك، وغيرهم من بعض القبائل الأخرى، وحضره عدد من الشخصيات من خارج المنطقة، وقدم للمحتفى به في نهاية الحفل عدد من الهدايا والدروع، وكان من ذلك :

  1. درع مقدم من رجل الأعمال بتبوك الشيخ جابر بن أحمد يحيى المشنوي الفيفي.
  2. درع مقدم من صحيفة فيفاء أون لاين الالكترونية ومستشاريها، قدمها الأستاذ جابر بن ماطر جابر الحكمي الفيفي.
  3. درع مقدم من الدكتور عبدالله بن سعد بن عُبيد الرشيدي العبسي وإخوانه.
  4. درع مقدم من أبناء قبيلة المشنوي بتبوك، قدمه نيابة عنهم الشيخ موسى بن محمد المشنوي الفيفي، والشيخ أحمد بن يزيد المشنوي الفيفي.
  5. درع مقدم من أعضاء ملتقى فرسان فيفاء بتبوك قدمه نيابة عنهم الشيخ حسين بن حسن علي آل سنحان المثيبي الفيفي، ورئيس الملتقى رجل الأعمال الشيخ أحمد بن حسن المشنوي الفيفي.
  6. درع مقدم من أبناء جابر بن حسن الهُدَيْشِي الابياتي الفيفي وأبناء موسى بن حسن المثيبي الفيفي (رحمهما الله)، قدمه العميد الركن الطَيَّار خالد بن موسى بن حسن المثيبي الفيفي، والأستاذ عيسى بن جابر بن حسن الأبياتي الفيفي.
  7. درع مقدم من أبناء فيفاء بالمنطقة الشرقية ، قدمه عنهم رئيس ملتقى أبناء فيفاء بالمنطقة الشرقية، الشيخ يحيى بن حسن بن أسعد المدري الفيفي.
  8. درع مقدم من أبناء قبيلة الحكمي بتبوك، قدمه نيابة عنهم الشيخ علي بن هادي الحكمي الفيفي.
  9. درع مقدم من أبناء قبيلة آل الثويع بتبوك، قدمه نيابة عنهم الشيخ علي بن زاهر بن مسعود الثويعي الفيفي، والأستاذ يحيى بن شريف سلمان الثويعي الفيفي.
  10. درع خاص مقدم من رجل الأعمال ورئيس ملتقى فرسان أبناء فيفاء بتبوك، رجل الأعمال الشيخ أحمد بن حسن بن سليمان المشنوي الفيفي.
  11. درع مقدم من مجلس نشاما القطاع الجبلي قدمه عنهم بالنيابة الشيخ عبدالله بن علي قاسم الخسافي الفيفي، والشيخ مرعي بن صالح العُمري الفيفي والأستاذ جابر بن ماطر الحكمي الفيفي.

والقى المكرم كلمة ضافية، شكر فيها لهم هذه اللفتة الكريمة، وكانت جهوده دوما مقدرة ومشكورة، وقد سبق وقدّم له سعادة شيخ شمل قبائل فيفاء، الشيخ علي بن حسن آل سنحان حفظه الله، خطاب شكر وتقدير أثناء زيارته لأبناء قبائل فيفاء المقيمين بمنطقة تبوك، في تاريخ 29/10/1431هـ .

وقد تولد عن هذا الملتقى، وانشطته المتعددة، العديد من الفعاليات والانشطة الرديفة، وكان من اهمها تأسيس ما اطلق عليه (وسيط الخير)، وهو منشط مستقل نهائيا عن الملتقى الام، وان كان تحت مظلته  العامة، ولكن له ادواره المستقلة، وتخصصه المتميز، وله مجلس اداره ورئيس وأعضاء عاملين، ومن اهدافه الاساسية التي قام عليها، تخصصه في خدمة الضعفاء والأرامل والمحتاجين، من أبناء فيفاء بمنطقة تبوك، وفق الله كل العاملين الجادين فيه، وكتب لهم المثوبة والاجر.

هواياته:

لكل انسان هوايات ورغبات، يتعلق بها وتسعده ويرتاح لها، وعادة يفعّل الانسان العاقل المفيد والنافع منها، ليعود مردودها الايجابي عليه، وعلى الناس من حوله، ومن اكبر هوايته وانفعها لنفسه ما نلخصه في التالي:

  • تعلقه بالقراءة وادمانها، وحب الاطلاع على كل نافع ومفيد، ورغبته الملحة في اقتناء الكتب النافعة، ويملك اليوم نتيجة هذا العشق، مكتبة كبيرة تستحل شقة كاملة من بيته، يقضي معظم وقته بينها، مستمتعا يرشف من رحيقها الذي لا يشبع منه، زاده الله علما وفضلا.
  • يجيد السباحة بشكل جيد، ويمارسها هواية بين فينة واخرى، حسب الوقت والمكان.
  • يَنْظم الشعر احيانا ويبدع فيه، وبالذات الشعر الشعبي في المناسبات والحوارات الشعرية، مع أنه قد اعتزله منذ فترة طويلة.
  • ينظم وقته ولا يقبل أن يذهب سبهللا، ، ويكره طول السهر، ويحب النوم مبكرًا، ويتمتع بصفات فطرية جميلة، ومنها الهدوء في الطبع، والتواضع وحب الناس، وقد منحه الله ذاكرة حافظة قوية.

مشاركاته العلمية والثقافية :

بحكم كثرة اطلاعه، وقراءاته المتعددة، فقد تراكم على مر السنين لديه مخزون كبير من المعرفة، وكثير من الفوائد العلمية، والنظريات الفكرية، وسعى إلى رصدها وتسجيلها في كتابات نافعة، ويحتفظ بالغالب منها، ويعاود الاطلاع عليه بين فينة واخرى، وبعد الحاح من محبيه، تشجع على ابراز بعض منها في كتب متداولة، واخرجها في منشورات مطبوعة، وهناك بعض منها اصبح جاهزا، ينتظر الفسح  بالطبع، ومنها ما زال في دور الاعداد والتهيئة، واستكمال بعض الجوانب فيها، ومن هذه الكتب المنشورة ما يلي :

  1. كتاب بعنوان: الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء، صدر في (5) أجزاء مطبوعة، تحدث فيه عن أصول قبائل فيفاء، وفروعها القديمة والحديثة، وأخبارها في العصر الجاهلي، وعند ظهور الإسلام، وبعض ادورها في الفتوحات الإسلامية، وأعلامها في الجاهلية والإسلام، وتحدث فيه عن دخول الإسلام إلى فيفاء وما جاورها من القبائل، والولاة المحليين لجبال فيفاء في عصر النبوة، وعن بعض الحملات الحربية على جبال فيفاء، ما كان منها قبل البعثة بحوالي(350) عاما تقريبًا وإلى الحملة اليمنية الإمامية الاخيرة في عام 1352هـ، وغير ذلك من المعلومات النادرة التي استقصاها، وسجل فيها لمحة تاريخية كذلك عن بعض القبائل المجاورة، (بلغازى) و(بني مالك) وغيرهما.
  2. كتاب الحرث والزراعة، من سلسلة الاستسقاء لتاريخ جبال فيفاء، مطبوع في (5) أجزاء، تحدث فيها عن عادات الحرث والزراعة وتقاليدهما في الماضي، ودخول الفصول الزراعية في فيفاء، وفي مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة، ودخول موسم الغبرة وخروجها من كل عام، وعلى مدى (65) سنة قادمة بمشيئة الله، وذكر فيها مالا غنى عنه للمزارع من معرفته، من أسماء الشهور والبروج والمنازل، ووضع تقويم زراعي بالتاريخ القمري الهجري من عام 1434هـ/ 2013م حتى عام 1501هـ /2077م، وربطه بالتقويم الشمسي الميلادي، ليكون مفيدًا من مطابقة الخصائص الزراعية مع فصول السنة، والمناخ والمحاصيل الزراعية.
  3. كتاب معجم الفصحى والعامية في اللهجة الفيفية ـ مخطوط .
  4. كتاب قبائل مخلاف فيفاء قديما وحديثا، بحث عام مع تفصيل وافٍ عن حياتهم، عبر أطوار التاريخ ـ مخطوط ـ .
  5. كتاب عن قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج ـ مخطوط.
  6. خطب منبرية، في كل المواضع الدينية، حصيلة عمله عندما كان يقوم بالخطابة في صلاة الجمعة في كثير من مساجد المدينة العسكرية، والقاعدة الجوية، وبعض المساجد داخل تبوك التابعة للأوقاف ـ مخطوط.
  7. رحلات متفرقة مع صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ داخل وخارج المملكة، ورحلات مع بعض المشايخ من قضاة المحكمة، وكتّاب العدل بتبوك ، ومدير الشئون الدينية بالشمالية الغربية، وغيرهم من أصحاب الفضيلة، إلى كل من المنطقة الشمالية، ومدينة املج ، وتيماء وغيرها ـ مخطوط.
  8. كتاب محطات من حياتي ـ مخطوط.

الحالة الاجتماعية:

تزوج في عام 1387هـ من الفاضلة مطره بنت يحيى أسعد الثويعي الفيفي حفظها الله، وهي ابنة شيخ قبيلة آل الثويع السابق رحمه الله، اعانته كثيرا في جميع نواحي حياته، وتنقلت معه اينما حل وارتحل، داخل المملكة وخارجها، وقد رزقا بعشرة اولاد، ثلاثة ابناء وسبع بنات، حسب الترتيب التالي :

  1. عبدالله حاصل على الثانوية العامة ، كان يعمل في السلك العسكري، تقاعد رئيس رقباء، ونال العديد من الدورات العسكرية، داخل وخارج المملكة، متزوج من الفاضلة صفية بنت أسعد حسين المثيبي الفيفي، ولهما من الاولاد (فيصل ، وحسن ، ومحمد ، وعبدالرحمن ، وماريه ، وميمونة ، وشيماء ، وتسنيم ، وسديم)، ومستقر في مدينة تبوك.
  2. عافية جامعية، ومتزوجة من الفاضل موسى بن أسعد حسين المثيبي الفيفي، ضابط متقاعد، وتعيش اليوم مع زوجها في مدينة خميس امشيط.
  3. جابر رحمه الله، عمل عسكري في الجيش، وبلغ فيها رتبة عريف مظلي، توفي في حادث مروري أيام حرب الكويت(عاصفة الصحراء)، عام 1411هـ في منطقة عرعر، لم يتزوج.
  4. عائشة لديها الشهادة المتوسطة، متزوجة من الفاضل محمد بن أسعد حسين المثيبي، رقيب مظلي متقاعد، ومستقرة في مدينة تبوك.
  5. جميلة لديها الشهادة المتوسطة، متزوجة من الفاضل يحيى بن أسعد سليمان الشراحيلي، رقيب أول مظلي متقاعد، ومستقرة في مدينة تبوك.
  6. علي لديه الثانوية العامة ، وكيل رقيب مظلي متقاعد، ومتزوج من الفاضلة عائشة بنت يحيى جابر الثويعي الفيفي، ولهما من الاولاد(عبدالله ، وجهاد ، وهاشم، وشموخ ، وجود) مستقر في مدينة تبوك.
  7. مريم لديها المرحلة المتوسطة ، زوجها الفاضل زاهر بن يحيى محمد الثويعي ، رئيس رقباء في الجيش، ومستقرة في مدينة تبوك.
  8. صالحة لديها المرحلة المتوسطة، زوجها الفاضل حسن بن يحيى جابر الثويعي، رئيس رقباء بالقاعدة الجوية الطائف ، مستقرة في مدينة الطائف.
  9. سلامة لديها المرحلة المتوسطة، زوجها الفاضل حسين بن يحيى جابر الثويعي، رئيس رقباء في القاعدة الجوية بتبوك، مستقرة في مدينة تبوك.
  10. ابتسام لديها الشهادة الجامعية، ارملة كان زوجها الفاضل مرزوق بن يحيى جابر الثويعي رحمه الله، الذي توفي في حادث مروري في المجاردة عام 1431هـ ، مستقرة مع أبويها في مدينة تبوك.

حفظهم الله وبارك فيهم، وحفظها من اسرة مباركة، ونسال الله له العون والتوفيق والسداد، وان يكثر في مجتمعاتنا من امثاله.

                            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 محبكم/ عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ ابو جمال

الشيخ: حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي

الرياض في 1445/3/5هـ

المقالات

تعليق واحد

  1. ما شاء الله تبارك الله
    سيرة حافلة بالعطاء والجد والاجتهاد

    حفظ الله الشيخ حسن بن جابر ومتعه بالصحة والعافية وأطال الله في عمره على الطاعة

    وبارك الله في شيخنا الفاضل
    عبدالله بن علي قاسم على جهوده في توثيق وحفظ سير أعلام فيفاء
    رحم الله من مات منهم
    وحفظ الباقين ومتعهم بالصحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى