مقالات

الكتابة حرفة وفن وإبداع

أحمد المغلوث

الكتابة حرفة وفن وإبداع

قالوا عن الكتابة «حرفة» وقالوا عنها إبداع وفن، بل قالوا فيها أكثر ما قال مالك في الخمر.. وأنا أقول وبتواضع إنها «إدمان» ليس له علاج لا في المصحات ولا حتى في السجون، بل هناك من كتب داخل زنزانته وعلى جدرانها، إنها عشق دائم وشغف لا يُقاوم.. وشكراً ألف شكر للتقنية التي باتت تتطور لحظة بلحظة وجعلتني الآن أكتب هذا السطور وأنا مسترخٍ على سريري في غرفة نومي.

أكتبها مباشرة عبر «الواتساب» الخطير الذي بات يتجدَّد ويسابق ويزاحم في تطوره تقنيات التواصل الأخرى، بل يكاد يتميّز عليها بخصائصه الفريدة التي يُشكر عليها، فصدره رحب يتسع لكتابة رواية لا حكاية أو مقالة والزملاء الذين عاصروا حجم أجهزة الفاكس الكبيرة الحجم من شركة «الفلك» كانت تشعرنا بالسعادة عندما كنا نشاهد كيف تسحب كتاباتنا وأخبارنا وتقاريرنا بسرعة مدهشة وفي رؤوسنا تلوب علامات الدهشة والتعجب، خاصة عندما نرسل أخباراً مهمة أو عاجلة أو حتى تغطيه وتمر الأيام ليصبح الفاكس بمقاس ورقة الـ A4 وجاء بعده الآيباد المدهش الذي صار رفيق الكتَّاب والإعلاميين ومقدمي البرامج والأخبار.

وهكذا يعيش أهل الصحافة في راحة وما زلت أذكر عندما كنت أغطي أول عملية في الشرق الأوسط لاستبدال ركبة لمواطنة خمسينية أُجريت في مستشفى الملك فهد بالهفوف، قمت بإرسال الصور مع سيارة أجرة لصحيفة الرياض التي كنت أعمل فيها، واليوم في ذات اللحظة ترسل تقاريرك وتحقيقاتك إلى صحيفتك وأنت واثق من وصولها، بل إنك تستطيع حفظ مسودات لكتاباتك وصورك ووو في حساب خاص في هذا الواتساب الذي سحر الألباب وحظي بالتقدير والإعجاب.

سبحان الله الذي سخَّر لنا هذا، وغير هذا.. وها هو الذكاء الاصطناعي جاء بعبقريته الساحرة والذي راح يعرض للعالم خدماته المختلفة والمدهشة، لكنها عوالم مجهولة ومخيفة فلسنا نعرف ماذا بعد والذي يشاهد ما يقوم به من أعمال فنية ونحتية يقف بجانبها طفل أو رجل بائس، بل بات كثيرون من الخبثاء والهكر المجرمين يفبركون بواسطة هذا الذكاء الخارق محتويات مسيئة فيها الكثير من الابتزاز غير الأخلاقي والبعيد عن الإنسانية بهدف الحصول على المال أو الإساءة والتشهير.

وكم فتاة في العالم فسخت خطوبتها بسبب تعرضها للتهكير من خلال تزييف دقيق لصورها بمساعدة هذا الذكاء الاصطناعي الخارق في محاكاة الإنسان.

وكما تشير بعض التقارير الصحفية في مواقع عالمية أن محاولات التزييف في مقاطع مصورة مع محاكاة أوات المجني عليهم باتت تتضاعف وفي مختلف دول العالم بنسب عالية جداً، الأمر الذي جعل العديد من دول العالم تؤسس هيئات تهتم بهذا الجانب «الأمن السيبراني» من أجل سلامة وأمن المواطن والمقيم، وبفضل الله اهتمت بلادنا بهذا الشأن فكانت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية من تنظم ذلك، بل سعت كثيراً من الوزارات وكبرى الشركات إلى الاهتمام به بصورة فاعلة.

تعليق واحد

  1. إن الكتابة حقا هي حرفة تتجاوز حدود الإبداع والفن، إنها لغة تتحدث بأعماق الروح وتفتح أبوابا للخيال لا حصر لها – كما تطرقت في كلماتك – وهي إدمان يلازمنا ويجعلنا نبحث دائما عن الوسيلة المثلى للتعبير عن أفكارنا ومشاعرنا ، لقد أبدعت في تصوير العلاقة بين الكاتب والأدوات التي تساعده في تشكيل أفكاره ، وبخاصة في زمن تعتبر فيه التقنية رفيقا حميما في رحلة الإبداع.

    إن الأسلوب الذي استخدمته في سرد تجربتك يعكس شغفك العميق بالكتابة، ويعبر عن أهمية التقدم التقني في تسهيل هذه العملية ، فقد تحولت الكتابة من محبرة وقلم إلى نصوص ترسل عبر تطبيقات حديثة تتيح لنا التواصل في لحظات ؛ لتجعل من عالم الصحافة والإعلام أكثر سلاسة ويسرا.

    وفي الوقت نفسه، لم تغفل عن التحديات التي تواجه هذا التقدم، مثل التهديدات التي يحملها الذكاء الاصطناعي ، حيث إن استخدامه في إساءة الأفراد وتزييف الحقائق يظهر الجانب المظلم للتكنولوجيا، والذي يستدعي منا أن نكون واعين ومدركين ، لذا فإن تأسيس هيئات تختص بالأمن السيبراني هو خطوة مهمة نحو حماية المجتمع من هذه المخاطر.

    أخيرا أستطيع أن أرى في كتاباتك تأملا عميقا في العلاقة بين الإنسان والتقنية ، ورغم كل ما تحمله هذه التقنية من فوائد، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكننا استخدامها بحكمة تعود بالنفع على الإنسانية وتعزز من قيمها؟ إن الكتابة، كما يظهر من أسلوبك ليست مجرد كلمات تنسج بل هي أداة قادرة على تغيير المجتمعات ورفع الوعي.

    شكرا لك على هذه الكلمات التي أثارت تفاعلا داخليا ودعتني للتفكير في مغزى الكتابة في عصرنا الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى