مقالات

الكيان المجرم الغادر .. سيهزم رغم بطشه!

د. علي بن يحيى بن جابر الفيفي

الكيان الصهيوني المجرم الغادر سيذوق مرارة الهزيمة مهما بطش! ، وسيتجرع ألوان الذلِّ والهوان مهما تجبَّر وتغطرس! ؛ لأنه يحمل راية الشر والإرهاب ، ويحادُّ رب الأرباب ، ومسبب الأسباب ؛ ولأنه يُمعن في الإجرام والإفساد ، والله لا يحب الفساد ، ولا يصلح عمل المفسدين ؛ ولأن سنَّة الله في خلقه أنه إذا ارتفع شيء من أمر الدنيا فإن من سنة الله ﷻ أن يضعه! ، فبعد الصعود يكون الهبوط! ، وبعد النصر والغرور تكون الهزيمة والذل والانكسار!.

ثم هل يظن قادة الإرهاب والإجرام والإبادة الجماعية من بني صهيون وأنصارهم أن لا ربَّ يَرَى ويَسْمَع؟! ، وأن لا مدبر للكون يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد؟! ، وأن لا خالق للعباد يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون ؟! فينصر الحقَّ وأهلَه ، ويهزم الباطلَ وجندَه مهما كَثُرَ الباطل وعلا وانتفش!.

إن ما يسعى له المجرم نتنياهو وأنصاره من محاولة الانتصار على الأمة دونه خرط القتاد ، مهما وجد من الدعم والمساندة من أسياده الذين هم على شاكلته إجراماً وجنوناً وتوحشاً! ؛ لأنهُ مَنْ غَالَبَ اللهَ غُلِبَ ، ومن حادَّ الله أذلَّه الله وأخزاه! ، كما قال تعالى:

 ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ *  كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ،  فالذين يخالفون أمر الله ﷻ ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، يكونون من جملة الأذلاء المغلوبين المهانين في الدنيا والآخرة ، ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

إن أمة الإسلام مهما تآمر عليها أعداؤها لا تنكسر انكساراً لا تقوم بعده أبداً ، ولا تنهزم هزيمة لا تَكِرُّ بعدها أبداً ، ولا تتنكر لدينها تنكراً لا تؤوب بعده أبداً .. بل هي أمةٌ ولاَّدةٌ توَّابةٌ أوَّابةٌ ، تنهض بعد كبوتها ، وتنتصر بعد هزيمتها ، وتستعيد مجدها ، وتراجع أمر دينها ، وتتوب إلى ربها ، فَتُحَكِّمُ شرعه ، وتستنزل نصره! ، وتؤمن بأنه مولاها ولا مولى لأعدائها!.  

إن الغطرسة الصهيونية المدعومة أمريكياً يجب أن تتصدى لها الأمة بكل قوة وحزم ، خصوصاً بعد أن بلغ الغرور بدويلة بني صهيون أن تهاجم دولة قطر الشقيقة المسالمة والساعية مسعى الوساطة والسلام ؛ لكن بني صهيون لا عهد لهم ولا ميثاق ، فهم قتلة الأنبياء والعلماء! ، وقتلة العُزَّل والنساء والأطفال! ، وهم أحفاد من تنقص ذي العظمة والجلال! ، فقالوا عن الكبير المتعال : بخيل وفقير! ، ويتعب وينام! – ﷻ وتقدست أسماؤه عن أقوال أولئك الأوباش والأنذال -.

إن الفرصة مواتية لحملة دبلوماسية قوية ومؤثرة في كل المنابر الدولية ، ولا بد أن يصاحب ذلك عمل إعلامي منظم ومؤثر يُجَلِّي الحقيقة ، ويفضح الكيان وداعميه بالحقائق الدامغة ، والأدلة المقنعة والمؤثرة إقليمياً وعالمياً ، ويجب أن يُفْضَح الكيان بسياساته وأفعاله وإجرامه ، وأن يوثق ذلك ، وتستخدم وسائل الضغط المؤثرة خصوصاً على الجانب الأمريكي ، كالمصالح المتبادلة ، والمنافع المشتركة ، فلا بد أن يصل إلى الجمهور الأمريكي ، والنخب المؤثرة فيه أن الكيان الصهيوني يُضِرُّ بمصالحهم ، ويخالف القيم التي يتغنون بها كحقوق الإنسان ، ومحاربة الإرهاب ، وغيرها.

إن الدول العربية تستطيع بوحدتها وتكاتفها وتعاونها أن تؤثر في الموقف الأمريكي مهما شطحت به عنصرية بعض قياداته ، ومهما مال في انحيازه الأعمى للكيان الصهيوني ؛ لأنه سيحتاج دعماً وتعاوناً ، وتنسيقاً وتكاملاً في كثير من شؤون المنطقة ، فلا بد أن توضع أمام الساسة الأمريكان مطالب واضحة متفق عليها من الجميع لا تتنازل عنها أي دولة من دول العالم العربي ، ويجب أن توسع دائرة التوافق التام على المطلب الرئيسي والعاجل وهو: تحقيق السلام العادل بإقامة الدولة الفلسطينية على الحدود المعترف بها دولياً ، دون القبول بأي عرض يقل عن ذلك بتاتاً .

فهذا المطلب يتوافق عليه العرب جميعاً ، والدول الإسلامية ، وكثير من دول العالم المحبة للسلام!.    

إن الكيان الصهيوني مغلوب ومهزوم إما بالأسباب الشرعية التي تقودها المملكة العربية السعودية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وفي كل المحافل الدولية ذات الأثر في توجهات الدول. وإما بقدرة الله تعالى وسنته الجارية في خلقه ، والحاكمة في كونه ، كما قال تعالى عن أمثالهم : (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا * أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ) .

وقال تعالى عن الذين كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ويفسدون في المدينة : ( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) .

فالكيان الصهيوني محكوم بسنّة الله الماضية ، ومقصوم بقدرة الله القاهرة ، وقَدَرِه النافذ المحتوم ، وملعون بنص كتاب تعالى الله لإرجافه وإجرامه ، وكفره ونفاقه ، وكذبه وغروره وغطرسته!.  

فاللهم أرنا في الصهاينة المجرمين المعتدين – ومن ناصرهم – عجائب قدرتك! ، وقوة بطشك! ، وعاجل انتقامك منهم يا من حرَّم الظلم على نفسه ، وجعله بين عباده محرماً..

اللهم وأرنا في إخواننا المستضعفين في غزة خاصة ، وفلسطين كافّة جميل لطفك ، وحسن تدبيرك لنا ولهم ، وأنزل عليهم غيث نصرك ، وثبِّتْ أقدامهم ، واربط على قلوبهم، واجبر مصابهم في أنفسهم وأهليهم وأموالهم ، وتقبل شهداءهم ، واشف مصابهم ، وعافي مبتلاهم ، وكن لهم ولا تكن عليهم ، وانصرهم على من بغى عليهم ، وخذ بثأرهم عاجلاً غير آجل يا من إذا أراد شيئاً قال له : ( كن ، فيكون ) اللهم آمين .     

                                                         السبت 21 ربيع الأول 1447ه.

تعليق واحد

  1. مقال مؤثر وكلمات صادقة تعبر عن وجدان الأمة ورفضها للظلم والعدوان ، ولا شك أن الحق سينتصر ولو بعد حين، والباطل زائل مهما طال طغيانه ، جزاك الله خيراً على هذا الطرح القوي يا دكتور علي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى