المكر السيء الذي حاق بإيران وأذنابها
من عقيدتنا أن الله جلَّ في علاه يمكر بالماكرين ! ، ويُدير الدائرة على الظالمين المعتدين! ، ولا يُصْلِحُ عمل المفسدين! .. وأنه سبحانه وتعالى يسلط على الظالم من يسومه سوء العذاب! عقوبة ونكالاً لمن بغى وظلم.
وقد أخبرنا الله عز وجل في محكم تنزيله : أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله! ، فقال تعالى : ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ).. وقد تعرض العالم العربي بأهله وأرضه ومقدساته ، وكل مكوناته لمؤامرة خطيرة ، ومكر كبير ، وعداء شديد من قبل ملالي طهران الذين يؤمنون بعقيدة الولي الفقيه ادعاءً ، وهو السفيه حقيقة!.. والذين يتبنون مبدأ نشر الفوضى باسم ( تصدير الثورة الخمينية ) ، ومن مكر رافضة إيران المجوسية بالوطن العربي أنهم جنَّدوا لهم أذناباً في البلدان التي يريدون زعزعة أمنها ! ، وتقويض استقرارها ، وانتهاك سيادتها ، والهيمنة على قرارها السياسي..
فزرعوا فيها خلايا التشدد والطائفية الولائية! التي تكره العرب وتبغضهم وتحتقرهم! ، وبالمقابل تقدس الولي السفيه في إيران! ، وتأتمر بأوامر الحرس الثوري الإيراني الإرهابي!..
ومن مكر ساسة وملالي إيران وخبثهم أنهم أنشأوا فيلقاً عسكرياً وسموه ( فيلق القدس! ) ، وهو عبارة عن قوات خاصة تتبع الحرس الثوري الإيراني ، مهمتها القيام بعمليات ومهام خارج إيران! ، والمسؤول الأول عن هذه القوات هو المرشد الإيراني! ..
ففيلق القدس هو الذي يقود الجماعات المسلحة في الدول العربية ، والتي يسمونها زوراً وكذباً وتضليلاً بمحور المقاومة! والممانعة!..
فكل الفصائل الطائفية في الوطن العربي الخارجة على قيادة بُلدانها ، والمُتَنَكِّرَة لخيرات أوطانها هي تحت قيادة هذا الجسم الغريب الذي لا ينتمي للعرب عقيدة ، ولا نسباً ، ولا وطناً!! .. فما عساه أن يُقدّم لنا؟!!.
إن من لا يؤمن بوجود المسجد الأقصى في الأرض فهل سيدافع عنه؟!!.
ومن يؤمن ويعتقد بأن مهديه المنتظر إذا خرج سوف يقتل العرب جميعاً! ، ويهدم الكعبة والمسجد الحرام! ، والمسجد النبوي! ، ويحكم بحكم آل داوود! .. هل يمكن لمن يحمل هذه المعتقدات الضالة أن يكون قائداً لجبهة المقاومة ومحورها وفصائلها؟!! ، كلا وألف كلا.. ولكنه المكر الكُبَّار الذي أتقنته إيران المجوسية ضد الأمة العربية ؛ لأنها تعتبر عدوها الأول هو الأمة العربية! بدينها! ، وثقافتها! ، وأصالتها! ، فأرادت أن تثأر من العرب بالخديعة والمكر! ، فجنَّدت كل حاقد عميل! ، وكل جاهل متطرف ، فلوَّثتْ عقائدهم! ، وسمَّمَتْ أفكارهم! ، وضلَّلت مفاهيمهم! ..
ثم سلَّطتهم على مجتمعاتهم ، ودعمتهم بالمال والسلاح! ، وأباحت لهم الموبقات! ، وشرَّعت لهم المحرمات! .. فانتهكوا الحُرُمات! ، وسفكوا الدماء المعصومة! ، واستولوا على أوطانهم بقوة السلاح! ، ونشروا معتقداتهم الضالَّة ، وأفكارهم المنحرفة تحت التهديد والوعيد لمن يقاومهم ، بل لمن لا يدعمهم!!.
فضاعت البلدان التي تمكَّنُوا فيها! ، واستبيحت سيادتها! ، وتمزَّقَ نسيجها الاجتماعي! ، واختلَّ أمنها ، وتوقف فيها العلم النافع ، والعمل الجاد ، والتقدّم والتطور ، وغادرها النَّماء والرخاء!.. بل إنها هوت إلى حضيض الخرافة والتضليل والشعارات الفارغة من المضمون والهدف!.
وأقرب الأمثلة التي ما زلنا نراها ونعيشها بكل ألم وحسرة في لبنان وسوريا واليمن والعراق..
فكل هذه الدول احتلتها إيران باسم المقاومة والممانعة! ، فجلبت لهم الفقر والجوع والخراب! ، بل والحروب المدمِّرة! بدعوى أنها تقاوم الكيان الصهيوني! ، وهي التي تتخادم معه ومع الغرب ضد المصالح العربية وإن اختلفوا في بعض الجزئيات ، أو مساحة النفوذ ومقدارها!.
وظلت إيران بأبواقها الإعلامية ، وأبواق مليشياتها في العالم العربي يزايدون على الدول العربية وقياداتها التي تعالج أوضاع المنطقة بالحكمة والروية ، ووفق الممكن والمتاح دولياً وإقليمياً بما يدرأ المفسدة ، ويحقق المصلحة وفق النظام الدولي بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن ، وتوصيات الهيئات الدولية دون استسلام أو قبول بالواقع الذي فرضته قوة الكيان الصهيوني الغاشمة بسبب الدعم الغربي الواضح والكالح المكشوف!..
ولا شك أن مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي ما هو إلا مقدمة للقوة الغربية الغاشمة بقيادة أمريكا التي ضمنت للكيان الصهيوني التفوق على جميع دول المنطقة!..
لا شك أن المواجهة مع مثل هذه القوة التي تجمع الكيان بأقوى دول الغرب المتفوقة في كل مجالات القوة العسكرية والاقتصادية ، والسياسية والإعلامية ، والمتحكمة في القرار الدولي ، هي مواجهة تحتاج إلى قيادات حكيمة تتعامل مع الصراع بالتخطيط الاستراتيجي الذي يستخدم الوسائل المتاحة التي يقرُّها العالم ، ويتجنب المغامرات التي تكون نتائجها عكسية ووخيمة على القضية العادلة ، كما يجب عدم الاعتماد على الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع! ، ولا تُغيِّرُ واقعاً ، ولا تخدم قضية.
ورغم أن الدول العربية التي لها ثقلها ووزنها تعمل من أجل حل قضية الشعب الفلسطيني ، وانهاء الاحتلال الغاشم بكل جد واهتمام ، ولكنها تتعامل مع القضية وفق القرارات الدولية ذات الصلة ، وبما يحقق سلاماً دائماً وعادلاً وشاملاً لكل ما يتعلق بالأراضي العربية المحتلة ؛ ليسود السلام والأمن والرخاء جميع دول المنطقة.. ولأن الكيان الصهيوني خصوصاً ، وبعض الدول الغربية لا يريدون السلام الذي يعطي للفلسطينيين ولو بعض حقوقهم! ، فقد أتاحوا الفرصة لإيران لتزايد على العرب بمليشياتها ، وإعلامها المُضلل! ، وشعاراتها الجوفاء!.. فعندها ( فيلق القدس! ) ، و ( يوم القدس ) ، وتسمي مجرميها ( شهداء القدس! ) .. وذراعها في لبنان ( حزب الله! ) وأمين هذا الحزب الضال لقبته بــ ( نصر الله! ) ، وأذنابها في اليمن ( أنصار الله! ) ومرشدها الضال ( آية الله ! ) و ( روح الله! ) ، وحجة الله! ، والولي الفقيه!…إلخ ما هنالك من ضلال وتضليل في شعاراتها البعيدة كل البعد عن الدين الحق ، والحقيقة الواضحة لكل عاقل ومدرك!.
ورغم أن الرافضة المجوس يُكَفِّرُون أهل السنة! ، ويكرهون العرب جميعاً سنيهم وشيعيهم ، ولا يؤمنون بوجود المسجد الأقصى في الأرض! إلا أنهم يتاجرون بالقضية الفلسطينية لتمزيق العرب وإضعافهم ، والتدخل في شؤونهم الداخلية! ، فكما أنهم فرَّقوا المسلمين باسم حب آل البيت! ، فهم اليوم يفرقون العرب باسم ( الدفاع عن الأقصى! ، ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم! ) ، وما كل ذلك منهم إلا مكراً وكيداً ومخادعة! ، ولكن شاءت أقدار الله سبحانه وتعالى أن تفضحهم..
فتدحرجت الأمور حتى وصلت إلى المواجهة بينهم وبين الصهاينة! ..
فعند ذلك انكشف زيف دعاويهم! ، فقد مرغ الكيان الصهيوني أنوفهم في التراب! دون أن يردوا عليه رغم أنه قتل رئيسهم! ، ووزير خارجتهم! ، واستهدف علماء الذرَّة والنووي عندهم! ، واغتال ضيفهم إسماعيل هنية في عقر دارهم! ، وقضى على كل قادة حزب الشيطان التابع لهم في لبنان! ، واستهدف سفارتهم وضبَّاطهم في سوريا! ، وأعلن أنه سيقضي على كل أتباعهم ومليشياتهم في لبنان وسوريا والعراق واليمن!.. ولما اضطرت إيران إلى الرد على العدوان الصهيوني المتكرر عليها وعلى مليشياتها الطائفية كان ردها هو الدليل الأوضح والأبرز على ضعفها! وخوفها! ، وعجزها عن مواجهة الكيان الصهيوني! رغم شعاراتها وأكاذيبها وتضليلها للسذج والبلهاء ممن يدورون في فلكها المفضوح!..
فقد أبلغت أمريكا! ودولاً كثيرة قبل الضربة بوقتها! ، ونوعها! ، وهدفها! ، وعدد المقذوفات! ، والأماكن المستهدفة!.. وقد زعمت بأنها ضربت على الكيان أكثر من أربعمائة صاروخ ما بين مجنح ، وفرط صوتي!.. ولكن هذه الضربة لم يُصب فيها صهيوني واحد! ، ولم تهدم جداراً واحداً! ، ولم تكسر شجرة واحدة!.. بل سقط بعضها في الأردن وفي فلسطين فقُتِلَ مواطن فلسطيني بصاروخ أجوف لا حشوة فيه ولا متفجرات! ، وكذلك التي سقطت في أماكن أخرى لم يوجد بها حشوة متفجرات ، فقد كانت فارغة حتى لا يحصل لها انفجار فتحدث أضراراً لو وقعت في مناطق الاحتلال الصهيوني! ، وبعد أقل من نصف ساعة أعلنت أنها أنهت مهمة الرد! ، وأنها لن تستهدف الكيان الصهيوني بعد الرد! الذي أضحك الإسرائيليين قبل غيرهم!.
لقد حصل أن تزامن الرد الإيراني الكبير كما يقولون! مع هجوم اثنين من المقاومين الفلسطينيين في الضفة فقتلوا ثمانية من الصهاينة ، وجرحوا أربعة عشر! .. لقد كان الرد الإيراني فضيحة لا تُنسى ، وعاراً يسجله التاريخ بمداد الذلِّ والهوان لإيران وأذنابها!.
إن إيران دولة مارقة في التوصيف الدولي ، وحاقدة مزعزعة للأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي! ، وناكثة لتعهداتها والتزاماتها الإقليمية والدولية!..
فكيف تريد من العرب الذين اكتووا بنار فتنتها! ، وتجرعوا سموم عداوتها وخبثها أن يقفوا معها في ورطتها التي أوقعها فيها مكرها السيء! ، وشعاراتها الجوفاء! ، ومخادعتها للسذج من العرب الذين خانوا أوطانهم ، ودمَّروا بلدانهم تحت راية وشعارات الحرس الثوري الإيراني الإرهابي! ، وتوجيهات الولي السفيه في طهران! ، الذي أعلن في عز أزمته! ، وأوج ورطته! أن عداوته هو وأتباعه إلى يوم القيامة هي ضد الجبهة اليزيدية – كما أسماها – ، وهو يشير بذلك إلى عداوته الطائفية هو وأتباعه وأذنابه ضد أهل الإسلام كافَّة!.
فمتى يعقل أذناب الثورة الخمينية المجوسية في الوطن العربي؟! ، فيعودوا إلى رشدهم ، ويكونوا مع أوطانهم ولاءً وانتماءً ، حتى يتحقق لبلدانهم وأوطانهم النماء والرخاء والسلام.
المكر السيء الذي حاق بإيران وأذنابها
د. علي بن يحيى بن جابر الفيفي
الجمعة 7 ربيع الثاني 1446هـ.